الفصل الثالت

19.3K 646 23
                                    

رواية المعلِم
الفصل الثالث ...
_________________________________________________

تعالت ضحكات علي واقترب من ريان هامساً بمزاح:
_ الله ينور عليك يا ريان أصل بقولها إنها تافهة مش مصدقة

اقتربت هاجر من زوجها ولكزته في كتفه بقوة:
_ بقا كده يا علي ماشي، لينا بيت يلمنا

شعرت دينا بالحرج من أسلوب ريان الفظ معها أمام هاجر وزوجها وبدت منزعجة بعض الشيء لعدم اكتراثه لمظهرها أمام الجميع.

فتحت الباب بغيظ عارم عندما رأت تجمعهم حول ريان، فهي كانت تريد استقباله بمفردها لكن لم يشاء القدر تلك المرة، مهلاً عزيزي سنتذوق من العشق نفسه عاجلاً، شكلت ابتسامة على ثغرها ومن ثم رحبت بهم بحفاوة:
_ البيت نور يا هجورة، أزيك يا علي

ابتسمت هاجر وأجابتها بود:
_ منور بأهله يا رينو

بينما أجابها علي بإقتضاب فهي لا تروق له لطالما حاولت إثارة الجدل نحوها دوماً بتصرفاتها البلهاء:
_ الحمد لله

_ ولج الجميع وتعمدت رنا التباطئ حتى تسير بجانب ريان، كاد ريان أن يغلق الباب عند ولوج الجميع ولكنه تفاجئ بتلك اليد الموضوعة عليه لتغلق الباب بدلاً عنه أو معه لا يدري.

سحب يده مسرعاً بعد أن رمقها بنظرات مشتعلة وولج إليهم، حاولت رنا السيطرة على نبضات قلبها التي ازدادت عن معدلها الطبيعي بسبب لمسته الخشنة لطالما تمنت الشعور بمذاقها المختلف منذ زمن.

اجتمع الجميع حول مائدة الطعام بعد أن شرعت كلاً من هاجر ودينا في إعداد الفطور، ترأس الطاولة ماهر وبجانبه رنا وهاني وعلي، بينما جلس ريان مقابل والده وبجواره دينا وهاجر ويحيى بالجهة المقابلة لهم.

تبادلا الجميع أطراف الحديث أثناء تناولهم للطعام وما إن انتهوا حتى نادي ماهر بصوت جهوري على ريان.

ولج ماهر غرفته لكي يتحدث معه بخصوصية، جلس على الفراش وأشار لريان بالجلوس أمامه، ثم بدأ في الحديث مباشرة:
ريان يابني عايزك أكلمك بخصوص الشقة، أخوك محتاجها و...

قاطعه ريان بنبرة حادة وانعكست تعابير وجهه إلى الغضب وتحدث بنبرة صارمة:
_ لو سمحت يا حج مش قصدي أقاطع حضرتك، بس الموضوع مفروغ منه، الشقة دي أنا وعدت يحيى بيها مينفعش أخلف بوعدي معاه، عمري ما خلفت وعدي مع حد عشان أخلفه مع أخويا، وبعدين أنا مش مقصر مع هاني شغل ومشغله معايا وبيقبض أضعاف مضاعفة مقارنة بالعمال اللي زيه ويمكن هما بيشتغلوا عنه كمان، غلطاته كتيرة أوي في الشغل وبيسببلي خسارة كبيرة وبعدي، بينزل ويطلع على كيفه ومش مهتم أصلاً لشغله ولا خايف على مصلحتي، وبعدي كل ده وعمري ما ظهرتله إني مضايق أصلاً، رغم إن واحد غيره بيقبض المرتب اللي بياخده ده كان عاش ملك بجزء منه وجزء حوشه لحد ما يجمع تمن شقة تلمه هو ومراته، بلاش كل ده هاني لو كان حسسني لمرة أنه خايف على مصلحتي وعايز يجتهد عشان يكبر ومقدرش وجه طلب مساعدتي مكنتش اترددت لحظة إني أشتريله عمارة كاملة مش حتة شقة لا راحت ولا جت بس أنا مبشوفش منه غير استغلال وبس، أنا آسف في اللي هقوله بس أنا بحسه طمعان فيا وعايز ياخد من غير مقابل، والشقة دي بالذات مينفعش ياخدها أنا وعدت وعمري ما هخلف بوعدي، ياخد تمنها ويروح يدورله على شقة برة أو يبني فوق المهم دي بالذات لأ، أنا لا يمكن أزعل يحيى على حساب واحد أناني ومش بيفكر غير في نفسه!!

المعلِمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن