الفصل الرابع

19.2K 590 19
                                    

رواية المعلِم
الفصل الرابع ..
_________________________________________________

"ها وبعدين يا بابا حصل إيه؟"
تسائل يحيى بفضول من أمر تلك العائلة بينما ارتشف ماهر القليل من المياه ثم واصل حديثه:
_ أخباره اتقطعت يابني وكانوا عيلته فقدو الأمل أنهم يلاقوه تاني، ده حتى كنت سمعت أنه ساب المدينة عشان خاله ميعرفش يوصله ويبلغ أهله بمكانه، يااااه يا ولاد دنيا غريبة بس ربنا يستر على بنته وميطلعوش عليها القديم كله

توقفت هاجر عن تناول الطعام وتسائلت بعدم فهم:
_ هما ممكن يعملوا فيها إيه؟

أبتسم ماهر بتهكم وأجابها بتريث:
_ ممكن يحمولها ذنب اللي حصل زمان ويتهموها إنهم سبب في أن أخوهم يبعد عنهم

_ تبادلا الجميع نظرات التعجب، بينما تسائل ريان بغرابة:
_ وهي ذنبها إيه مش أبوها وأمها هما اللي بعدوا عنهم؟

رد عليه علي وهو يحاول إثبات وجهة نظر العم ماهر:
_ في ناس كده يا ريان، أنا شوفت ناس أغرب مما تتخيل بيعملوا حاجات العقل ميصدقهاش ربنا يكفينا شرهم، المهم يجماعة أنا هستأذن أنا لأن في شحنة موبليا هتتسلم في المعرض وبيرنوا عليا بقالهم نص ساعة ومش هقدر أتأخر أكتر من كده، سفرة دايما

تحدث ريان وهو يرمق هاني بنظرات تحمل اللوم:
_ ياريت كل الناس همها على شغلها زيك كده يا علي كان زمانهم في مستوى تاني

_فهم علي وجميع الجالسين ما يرمي إليه ريان، بينما نفخ هاني في ضيق وهب واقفاً بغضب وهو ينظر لريان وصاح بحنق:
_ قصدك إيه يا ريان بالكلام ده تقصدني أنا صح؟ 

استشاط ريان غيظاً، وهب واقفاً بإندفاع هو الآخر، سيطرت حالة من الذعر بين الجميع لما هو أتٍ، حاول علي التدخل بطيب نوايا:
_ صلوا على النبي يجماعة وأنت يا هاني ريان ميقصدش حاجة

أجابه هاني وهو يرمق ريان بنظرات مشتعلة وردد بغضب عارم:
_  لا يقصد وأنا بقى مش هسمح له يت..

"هااااااني"
_ صاح ماهر عالياً بصوت جهوري، نظر إليه الجميع في توجس بينما التفت نحوه هاني وهو يسحق أسنانه بغضب:
_ أنت هدافع له برده، هو أنا إيه مش إبنك زي ماهو إبنك ولا هو يعني عشان إبن حبيبة القلب وأنا إبن ال...

توقف هاني عندما تفاجئ بتلك الصفعة التي دوت على وجهه، تحولت تعابير وجهه إلى الغضب ومن ثم غادرهم مسرعاً وولج غرفته دافعاً الباب خلفه بعنف.

أغمض ريان عيناه بصدمة لما فعله والده وردد معاتباً: 
_ ليه بس كده يا حج أنت كده صعبت الأمور أنا مكنتش عايز نوصل ل..

"ريااااان مش عايز كتر كلام"
_ قالها والده بعصبية شديدة، ثم حاول الإبتعاد عنهم بيديه التي يحاول الإمساك بأي شيء أمامه، شعر بتلك الحرارة الساخنة التي تخللت جلبابه وتسللت إلى جسده الهزيل إثر وقوع الحساء عليه، ركضت نحوه هاجر ودينا مسرعين وأردفت هاجر بنبرة مشفقة على حالته:
_ معلش يا بابا تعالي وأنا هغيرلك الجلابية ..

المعلِمWhere stories live. Discover now