رواية المعلِم
الفصل التاسع والعشرون
__________________________________________________ أغلق محرك السيارة أمام المنزل والتفت إليها علي مضضٍ وهتف بإقتضاب :-
_ يارب الخدمة تكون عجبت حضرتك_ لم تروق لهالة نبرته الوقحة معها والتفتت إليه عاقدة حاجبيها مستنكرة حديثه وأردفت بإقتضاب :-
_ أنت بتكلمني أنا ؟_ هز يحيي رأسه ساخراً من سذاجة سؤالها وهتف مازحاً :-
_ لا بكلم أبويا ؟_ ضيقت هالة عينيها عليه بتذمجر وصاحت به بنبرة محتقنة :-
_ و أنا يعني اللي كنت هموت علي توصيلة منك هما اللي أجبروني عليك!_ شهق يحيي بصدمة ورمقها بنظرات مشتعلة ممزوجة بالغيظ الشديد وصاح بها :-
_ انتي تطولي أصلا اوصلك يابت انتي ؟_ شهقت هالة بذهول وتمتمت غير مصدقة وقاحته :-
_ بت! أنا بت_ رفع يحيي بصره للاعلي بتهكم وأردف بفتور :-
_ مع إني أشك!_ ارتفعت وتيرة أنفاسها من فرط الصدمة وكادت أن تجيبه لكنها فوجئت بأحدهم يفتح الباب المجاور لها وجذبها من ذراعها بقوة ، استدارت إليه بعد أن وقع قلبها بين قدميها من فرط الخوف وهتفت بصدمة :-
_ عمر!_ صاح بها مندفعاً من بين أسنانه المتلاحمة بغضب عارم :-
_ انتي كنتي فين الساعة دي ومين اللي راجعة معاه ده ؟_ ارتجف جسد هالة بشدة متوجسة خيفة منه وأردفت بتلعثم :-
_ انا .. أنا كنت عند واحدة صاحبتي_ رفع عمر حاجبيه مستنكراً حديثها الذي لم يروق له وأكمل بصياح :-
_ صاحبتك! وعمي يعرف بالكلام ده ؟_ اتسعت حدقتي هالة بخوف شديد وأسرعت بالحديث بتوجس :-
_ لا لا بابا ميعرفش حاجة ، اهدي وانا هفهمك كل حاجة .._ ترجل يحيي من السيارة لكي يعرف حقيقة الأمر ، اقترب منهم وكل خطوة يسيرها نحوهم تتسع مقلتي هالة بصدمة تحثه علي الرجوع من حيث آتي من خلف نظراتها الموحية إليه ، لكن هيهات له لن يبرح مكانه قبل ان يعلم حقيقة الأمر ربما يمد يد العون لها إن تطلب الأمر ..
_ مين ده وعايز منك إيه ؟
_ هتف بهم يحيي متسائلا بنبرة حادة بينما التفت إليه عمر ورمقه من أعلي لاسفل شزراً واجابه بنبرة صارمة :-
_ انت اللي مين يا كتكوت وبتعمل ايه مع بنت عمي ؟_ أسرعت هالة بالحديث قائلة بخوف :-
_ عمر سيبه يمشي وبلاش فضايح في الشارع وانا هفهمك علي كل حاجة_ أطلق عمر ضحكات ساخرة ثم اقترب من يحيي وأمسكه من تلابيب قميصه وصاح مندفعاً :-
_ ده لو خرج من هنا علي رجليه يبقي ربنا بيحبه .._ شعر يحيي بالخوف حيال كلماته بينما صرخت هالة بخوف عارم واقتربت من عمر وأردفت بتوسل :-
_ والله هو كان بيوصلني مش اكتر ..
YOU ARE READING
المعلِم
Mystery / Thrillerهي تلك المراهقة الصغيرة التي انقلبت حياتها رأساً على عقب لفجعة وفاة أبويها، أزهر جوفها بأملاً جديد وإزداد حنينها إلى العودة لأرض الوطن لعلها تجد دفئ شعور ما إفتقدته مؤخراً.. هو ذلك الرجل الجامد في مشاعره، عنفواني الطباع، خسر أحلامه في صغره لم يشعر ب...