الفصل الثامن والعشرون

16.5K 525 23
                                    

رواية المعلِم
الفصل الثامن والعشرون ..
_________________________________________________

_ تقابل كليهما في الممر المشترك لمسجد الرجال والنساء ، أزفرت أنفاسها بحرارة لا تعلم حقاً ما عليها فعله ، فلقد وضع العم ماهر عبئ ثقيل للغاية علي أكتافها ، لا تدري أين وجهتها الأن ، ما عليها فعله أولاً ، لماذا هي فالجديرين بحمل تلك المسؤلية كُثر ، لماذا هي بالتحديد ؟

_ أخرجت تنهيدة بطيئة تحمل بين طياتها التشتت الشديد ، رمقته كثيراً ثم اقتربت منه بخطي متمهلة ، ابتلعت ريقها وهتفت دون أن ترفع بصرها عليه :-
_ محتاجة أتكلم معاك

_ أماء رأسه بالايجاب وكاد أن يسير معها للخارج لكن صوت يحيي قد دوي في أرجاء المكان من شدته :-
_ ريان..

_ خفق قلب ريان بتوجس عارم خشية أن يتلقي خبر مصرع والده ، لا يريد الالتفات إليه ، فقط يريد الهروب قبل أن يصغي لما يخشاه ويأباه عقله ، لكن ما باليد حيله مُجبر هو الإصغاء ، سحب أكبر قدر من الأكسجين ثم استدار إليه بخوف

_ وقف يحيي يلتقط أنفاسه التي هربت من رئتيه ثم هتف بنبرة متلهفة سريعة :-
_  دينا ، دينا تعبانة اوي

_ أزفر ريان أنفاسه التي كان يكتمها داخله ، ثم ركض خلفه بخطي مهرولة غير مستقيمة إلي أن وصل إلي الغرفة الموجودة بها ، ركض نحوها بخوف وتسائل بإهتمام :-
_ في ايه حاسة بإيه ؟

_ تشبثت دينا في ذراعه بقوة وأردفت وهي تبكي بألم شديد :-
_  ريان انا بموت مش قادرة استحمل الوجع ..

_ شد ريان علي يدها وقد خفق قلبه بخوف شديد عليها وأسرع بالحديث هاتفاً :-
_ متقوليش كده هتكوني كويسة أن شاءالله ..

_ التفتت ريان الى حيث يقف يحيي وصاح به مندفعاً :-
_ انت واقف ليه روح جيب دكتور بسرعة

_ وما أنهي ريان جملته حتي حضر علي بالطبيب الذي ركض لمنادته ، ولج الطبيب نحو دينا بخطي سريعة وسألها بعملية :-
_ حضرتك حاسة بإيه؟

_ سحبت دينا قدر من الأكسجين لكي تستطيع محادثته وأردفت بنبرة متلعثمة :-
_ مغص جامد و...

_ صمتت دينا من تلقاء نفسها عندما شعرت بتسلل سائل أسفلها ، مررت بصرها بين ريان والطبيب بخوف عارم ، تشوشت رؤيتها وبالكاد تستطيع رؤية صور باهتة مغشوشة ، ظلت تقاوم إلي أن تغلب عليها مرضها وأجبر كامل قواها علي الارتخاء إلي أن باتت في ظلام حالك لا تشعر بما يدور حولها ..

_ كثرت منادته التي تحثها علي الاستيقاظ لكن دون جدوي ،  أبعده الطبيب بعيداً عنها قائلا بنبرة آمرة :-
_ لو سمحت سيبنا نتصرف

_ أبتعد ريان علي مضضٍ ووقف بجوار الجدار يتابع ما يحدث في صمت كما رافقته هاجر ووالدة دينا وشقيقتها وآية زوجة خالد اللواتي جئنَ علي عجالة لكي يطمئنوا علي حالة العم ماهر وقد لقيا مصرعهم مع تدهور صحة دينا ..

المعلِمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن