الفصل الثلاثون

17.7K 527 20
                                    

رواية المعلِم
الفصل الثلاثون ..
_________________________________________________

_ وقف يراقبها لبرهة وهي جالسة علي الفراش ضامة ركبتيها بذراعيها أمام صدرها تترقرق الدموع من مقلتيها بألم متناثر في أنحاء جسدها ، شعر بالندم الشديد حيالها ، لم يكن بتلك الهمجية من قبل فلماذا إذا الآن ؟

_ سحب نفساً عميق وتوجه نحوها بخطي متريثة ، جلس أمامها علي الفراش ومسح بأنامله عبراتها التي تنسدل دون توقف وأردف بنبرة نادمة :-
_  أنا آسف ، بس انا كنت مضايق جدا

_ رفعت بندقيتاها عليه فتابع هو حديثه مضيفاً :-
_ عارف أنه مش مبرر وانا اصلا مش فاهم عملت كده ازاي أنا عمري ما كنت كده مع دين...

_ توقف ريان من تلقاء نفسه عندما أدرك الخطأ الذي كاد أن يقع في براثينه ، لكن هيهات لذكائها لقد استشفت الأمر كاملاً ، شعرت بغصة مريرة في حلقها ، شعور مؤلم أن يتحلي غيرك بشئ ما خاص للغاية من المفترض أن تتحلي به وحدك

_ أعد عقل عنود عدة مشاهدة لرفيق دربها مع امرأة أخري غيرها ولم يزيدها الا سوءاً لحالتها ، جهشت باكية بمرارة نادمة علي عودتها لتلك البلدة التي تريد الفرار منها الآن ، لكن لا تجرأ الآن ، لا تمتلك القدرة الكافية لترك من خفق قلبها تيمناً بحبه ،

_ أخرجت تنهيدة بطيئة مليئة بالحزن وهي تفكر في تبرير ما لكي تسامحه علي ما اقترفه معها ، حسناً ربما يريد إفراغ غضبه معها وحدها كما يشاركها كل شئ ولم يستطيع فعل شئ سوي تلك الطريقة ، تشبه كثيراً طريقته في تصريحه بحبه ..

_ أقنعت عقلها بذاك التبرير لكي تمرق الأمر مرار الكرام ، رفعت بصرها عليه وأردفت :-
_ أنا تمام ، ممكن بقا تروح تطمن علي عمي ماهر ودينا وتسيب الشاب اللي تحت ده يمشي!

_ اقترب منها أكثر وطال بنظراته عليها واردف بعدم تصديق :-
_ انتي اللي بتقوليلي روح لها انتي عارفة كانت بتقولي عليكي ايه ، دي قالتلي هت..

_ قاطعته عنود بوضع يدها علي فمه وتابعت هي مبدية انزعاجها من الأمر :-
_ مش عايزة اعرف قالت ايه ، ومهما قالت هي معاها حق

_ أزفرت أنفاسها بضيق فهي تردف كلماتها علي مضض لكن بالأخير هذا ما اوصاها به العم ماهر بفعله ، تابعت حديثها بمزاج غير سوي :-
_ ريان انت بتحبني؟

_ فغر فاهه ببلاهة غير مصدق سؤالها وأسرع بالحديث بنبرة مليئة بالشغف :-
_ انتي بتسألي؟ ده انا حاسس اني عايش بروحك انتي من كتر حبي ليكي

_ رباه! لقد سببت كلماته خفقان قلبها كما زادته عنفواناً ، إلتمعت عيناها بوميض العشق ، لم تستطيع منع ابتسامتها التي غزت شفاها بالكامل وهتفت بنبرة هادئة عن ذي قبل :-
_ تخيل ان حد ياخدني منك و...

_ قاطعها هو بقبلته التي طالت لدقائق عدة ناهيك عن قسوتها التي تتذوقها عنود للمرة الأولي ، أبتعد عنها وأردف من بين أنفاسه المتلاحقة :-
_ انتي ملكي أنا وبس ، متحاوليش مجرد تفكير بس انك تقولي كده تاني ولا حتي بينك وبين نفسك ، مفهوم!

المعلِمWhere stories live. Discover now