الفصل الثاني والثلاثون

15.1K 524 7
                                    

رواية المعلِم
الفصل الثاني والثلاثون ..
_________________________________________________

_ مر اسبوع علي مكوث ريان في المشفي وقد حان ميعاد خروجه ، لم يتغير وضعه كثيراً  لا يريد التحدث مع أحدهم ولا يسمح إليهم بالاقتراب منه عدا عنود ، حالته الصحية تزداد سوءاً عن ذي قبل ويرفض اي تدخل طبي ناهيك عن رفضه لأي طعام ، فقط يرتشف القليل من المياه إن شعر بجفاف حلقه ، خسر الكثير من الوزن وبات نحيفاً هذيل الجسد

_ ساءت حالة عنود للغاية لعدم استجابته لأي مساعدة من الجميع حتي طبيبه النفسي ، كما أزدادت تشنجات رأسها أضعافاً عن ذي قبل ، فالبداية كانت تتألم لثواني معدودة لكن الآن طالت المدة إلي أكثر من خمس دقائق تتمني فيهم الموت من فرط الألم التي لا تتحمله ..

_ لا يوجد لديها وقت لكي تعلم سبب تلك التشنجات فلقد بات ريان شاغلها الأساسي ولا تريد سوي رؤيته يتحسن ..

_ عم الحزن قلوب الجميع من خلف صحة ريان المتدهورة ، لا أحد يأكل لا احد يشرب فقط يصلون لله لكي يعود إليهم معافي كما كان ، لكن تلك اللعينة لا يوقفها شئ الأن تزداد حقداً وبغضاً كلما مرت عليها الأيام ، تلدغ زوجها بـ سُمها في كل آنٍ لكي لا يتنازل لشقيقه عن حقوقه ..

_ مكثت دينا طيلة الأسبوع عند عائلتها لعدم قدرتها علي الرجوع الي منزلها ، لقد طردتها رنا عندما عادت إليه وألقت أشيائهم خارج المنزل كما جلس ماهر عند أبنته هاجر غاضب من تصرف والدهُ ولا يريد الاحتكاك به بشتي الطرق ..

_ لا يكف خالد عن تأنيب نفسه ، يحمل ذاته جميع ما حدث ، لم يعد يعمل عند ذاك البغيض لكي لا يقوم بقتله كلما رآه يسير أمامه بكل وقاحة كما ظلت آية تأزره وترفع من معنوياته التي تنخفض كلما رأي تدهور صحه صديقه

_ طرق باب الغرفة ثم ولج خالد إلي الداخل مشكلاً إبتسامة متهكمة علي ثغره وأردف بنبرة ضعيفة :-
_السلام عليكم ، اخبار المعلم بتاعنا ايه ؟

_ تقوس ثغر عنود بإبتسامة لم تتعدي شفاها واجابته بنبرة راضية :-
_ الحمدلله علي كل حال

_ اقترب خالد من الطاولة ووضع الحقائب البلاستيكية عليها وردد :-
_ جايبلك كباب عارفك بتحبه!

_ شعرت عنود بالحماس وركضت نحو الحقائب وقامت بتفريغ الطعام ثم عادت إلي ريان وجلست أمامه مُشكلة إبتسامة عذبة علي محياها وأردفت بنبرة حنونة :-
_ ريحة الاكل حلوة اوي يلا بقا كُل عشاني

_ أدار ريان رأسه بتهكم بينما تصنعت عنود الحزن وهي تنهض :-
_ عرفت ان مليش خاطر عندك!

_ سرت رجفة مفاجأة في يديها اثر تشنجات رأسها التي تحدث لها مؤخراً وووقع الطعام أرضا رغماً عنها ، وضعت كلتي يديها محاوطة رأسها وظلت تضغط عليهم بشدة لكي توقف الألم لكن دون جدوي

المعلِمWhere stories live. Discover now