التاسع عشر

18K 570 9
                                    

رواية المعلِم
الفصل التاسع عشر ..
_________________________________________________
_ استدار خالد إلي ريان وأردف من بين ضحكاته :-
_ أنا خارج أصل لو قعدت أكتر من كده سُمعِتنا هتبقي وحشة اوي

_ تعالت قهقهاتهم ثم دلف خالد للخارج بينما تفاجئ ريان بولوج منصور إلي مكتبه ، احتدت ملامحه ونهض من علي الأريكة وجلس علي مقعد مكتبه دون أن يعيره اهتمام ،

_ ابتلع منصور ريقه ومسح بيده حبات عرق جبينه ، ثم أقترب منه بحرج قائلا :-
_ ريان يابني...

_ قاطعه ريان بهجوم وصاح به مندفعاً :-
_ متقولش ابني ، انت ايه اللي جابك هنا أصلا ؟

_ تكاثر عرقه من شدة الارتباك وحاول أن يبدو طبيعياً وأردف مستاءً :-
_ اسمعني بس ، أنا عارف اني غلطت بس انا معتش عارف آكل ولا أكفي احتياجات بيتي محدش راضي يديني أي شغل اشطبه وكلهم بيقولوا دي اوامر المعلم ريان

_ إلتوي ثغر ريان علي الجانب مُشكلاً ابتسامة ساخرة ، هز رأسه بإنكار ثم نهض وسار بتمهل نحو المقعد المقابل للمكتب وجلس عليه ثم وضع قدم علي الأخري بتعالي وعدل من الصورة الفوتوغرافية التي علي المكتب ورد عليه بعدم اكتراث :-
_ وانا اللي هأكلك يعني ولا إيه مش فاهم ؟

_ اقترب منصور من المقعد المقابل لريان  وجلس عليه ، بينما استدار إليه ريان ورمقه بنظرات مشتعلة قائلا بنبرة حادة :-
_ هو أنا سمحت لك تقعد ؟

_ علي الرغم من هدوئه إلا أن نبرته أرعبت منصور وهم بالوقوف بفزع ، بينما نهض ريان هو الأخري وظل يجوب المكتب ذهاباً وإياباً وصاح بحنق :-
_ طول الوقت شايفين ريان ابو قلب طيب اللي بيساعد الكل رغم أنهم مش بيقوموا بواجبهم ومع ذلك بياخدو أجرهم كامل من غير حتي عتاب ،

_ اقترب منه ريان وهو يرمقه بحدتاه محتقراً إياه إلي أن ألتصق به وواصل حديثه بتجهم :-
_ اوعي تكون مفكر اني نايم علي وداني ومش عارف بكل اللي بيدور في شغلي ، كل اللي انت شايفه ده لعبة وانا اللي بحركها وان كنت ساكت فـ ده مش معناه اني عبيط وباخد علي قفايا ، لأ أنا ساكت عشان العشم عشان صلة الرحم اللي بينا ..

_ التفت ريان وأولاه ظهره وتابع حديثه بإندفاع :-
_ بس ده كان ، فعل ماضي انتوا مينفعش معاكم غير كده قلة أصل بقلة أصل والبادي أظلم ،

_ ترقرت الدموع في عيناي منصور وردد بتوسل :-
_ بس ده ميرضيش ربنا أنا عندي بنت عايز اعلمها وأربيها ..

_ ارتفعت قهقهات ريان ساخراً منه ، رمقه بعدم تصديق وهو يؤمأ رأسه في إنكار ، عاد الي مقعد مكتبه وجلس عليه ورفع بصره علي منصور بتشفي وأردف :-
_ بنتك دي مفكرتش فيها قبل ما تفضح بنت أخوك في الشارع ؟ مفكرتش فيها وانت بتمد إيدك عليها !!

_ سحق ريان أسنانه بغضب شديد وهو يتذكر صفعته لها التي هزت كيانه حينها ولازال أثره يؤلمه بشدة ، سحب نفساً وأردف من بين أسنانه المتلاحمة :-
_  خدها مني ثقة أن محدش يتجرأ أنه يشغلك عنده سبق وقولتلك أن اللعبة دي بتاعتي وانا اللي بديرها يعني تنسي خالص أن ليك آكل عيش هنا وده حق ريان العراقي اللي انت نسيت هو مين إنما حق مراتي ده لسه بفكر له علي رواقة عشان القلم اللي هي خدته هيترد لك ألف يا منصور اصبر انت بس وانت هتشوف بعينك اللي هيحصل ..

المعلِمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن