الفصل السادس

16.6K 573 12
                                    

رواية المعلِم
الفصل السادس
_________________________________________________

جلس ريان أمام والده وطلب من شقيقه المكوث معهم، تنهد ثم قال بنبرة تريد الخلاص:
_ أنا جبتلك شقة بعيدة عن هنا نص ساعة، مفتاحها أهو تقدرو تروحوا في أي وقت

اتسعت مقلتي هاني بدهشة وهتف بعدم تصديق ممزوج بالذهول:
_ بجد؟

_ أماء ريان رأسه مؤكداً حديثه، نهض هاني بحماس شديد، تقوس ثغر ريان ريان بإبتسامة ظناً أنه سيبادله عناق، نهض هو الآخر لكي يعانقه، لكنه تفاجئ بولوجه إلى غرفته، ارتخت ملامح ريان بيأس وفقدان أمل فهذا هو أخيه ولن يتغير قط.

ولج هاني غرفته مسرعاً، اقترب من زوجته الحبيبة وحاوطها من ظهرها ثم رفع يده أمام عينيها:
_ مفتاح شقتنا يا روحي

_ اتسعت خضروتاها بدهشة واستدارت إليه بجسدها ورددت بعدم تصديق:
_ بجد، ريان وافق يعطينا الشقة اللي فوق؟

هز هاني رأسه بإنكار وقال موضحاً:
_ لا دي شقة تانية بيقول بعيدة عن هنا نص ساعة، بس مش مهم المهم أن بقى لينا شقة لوحدنا

استشاطت غيظاً مما يفعله ذاك الريان حتى يُبعدها عنه، لكن لا لن تخضع إلى تصرفاته الحمقاء وتعلن إستسلامها بتلك السهولة التي يتوقعها فالطريق مازال طويلاً حتى تصل إلى قلبه ولن تتركه قط.

تنهدت بغضب ثم أخذت المفتاح من بين يدي زوجها بعصبية وهرولت إلى الخارج مندفعة بريان قائلة بوقاحة:
_ متشكرين يا معلم ريان إحنا مش بنشحت منك، أنا مبسوطة هنا ومش همشي بالسهولة اللي أنت مفكرها دي، أخوك عندك أهو لو عايز يمشي هو يتفضل لكن أنا لأ

اقتربت منه وانحنت بجسدها لتكون في مستواه وأمسكت يده ثم وضعت بها المفتاح وهي ترمقه بنظرات مشتعلة ثم عادت داخل غرفتها مرة أخرى تحت نظرات هاني المصدومة.

بربك ماذا تفعلي أيتها المجنونة البلهاء، أترفض الآن وهي من طالبت بتلك الشقة، أليست هي من أذاقته مرارة الحياة فقط لكي تحصل على تلك الشقة، لقد افتعلت العديد من الأكاذيب الفارغة لكي تمنعه من التقرب منها حتى تملُك تلك الشقة! إذا ماذا حدث الآن؟

ولج خلفها وطرق الباب بعنف واندفع بها بنبرة حادة:
_ ينفع أفهم إيه اللي أنتِ عملتيه ده؟ مش دي الشقة اللي كنتي هتموتي عليها؟!

رمقته شزراً وهي تسحق أسنانها بغضب وصاحت به:
_ أنا عايزة الشقة اللي فوق مش التانية

رفع حاجباه بذهول مستنكراً تصرفاتها المبهمة بالنسبة له وتمتم بعدم تصديق:
_ يسلام! هي فرقت يعني، فوق من تحت مش المهم إننا في الآخر هنتلم لوحدنا في شقة

تأففت رنا بضيق بائن ثم أولته ظهرها متوعد لريان متمتمة بداخلها:
_ ماشي يا ريان عايز تبعدني عنك، ده بعدك، بكرة أنت اللي هتجيلي راكع تتمني رضايا استنى عليا بس مش رنا الدمنهوري اللي يضحك عليها

المعلِمWhere stories live. Discover now