الفصل الحادي والثلاثون

15.7K 488 11
                                    

رواية المعلِم
الفصل الحادي والثلاثون ..
_________________________________________________

_ وقف أسفل صنبور المياه الدافئة التي تنسدل أعلاه بغزراة ، يحاول جاهداً أن يتناسي ما حدث قبل قليل ، يشعر بأنه قد خان صغيرته بقربه من دينا ، استنكر تفكيره الساذج فهي بالاخير زوجته لكن شعور خيانته لعنود يزداد أكثر ..

_ أغلق المياه وولج سريعاً الي الخارج وارتدي ثيابه قبل أن تدلف دنيا من المرحاض الآخر وهم بالصعود إلي الاعلي ، فتح الباب برفق وتوجه مباشرةً إلي غرفتهما ، كانت لازالت هي علي وضعها كما تركها ، غافية لا تشعر بما يدور حولها

_ تنهد مستاءً من ذاته وسار نحوها بخطي متمهلة يريد أن يعتذر منها علي ما اقترفه لكن ليس للإعتذار صحة من الأساس فالديه حقوق نحو الأخري كما عليه حقوق اتجاه عنود ..

_ أزفر أنفاسه بضيق شديد ثم اقترب منها لن يستطيع الصبر لأكثر وحاول إيقاظها بهدوء بتمرير أنامله علي وجنتها قائلا بنبرة حنونة :-
_ حبيبي اصحي

_ سرت رجفة قوية في أوصالها الساكنة اثر لماسته علي وجهها ، استيقظت وهي تتثائب بكسل ، شكلت ابتسامة علي ثغرها عندما رأته أمامه ، طبع ريان قبلة رقيقة علي طرف شفاها وهتف بإفتقاد :-
_ مش عايزك تزعلي مني بس انا كنت هتجنن أنك واقفة مع واحد غيري!

_ إلتوي ثغرها بإبتسامة خجولة وأردفت متسائلة بفضول أنثوي :-
_ بتغير عليا ؟

_ خفق قلبه بشدة اثر سؤالها ثم ضمها بكل قوته إلي حضنه ، دفن رأسه في عنقه و سحب نفساً عميق وهتف بثقة :-
_ ده انا بموت عليكي من الهوي الطاير

_ أخرجت عنود تنهيدة حارة ثم عانقته بقوة ، جذب انتباهها علامةٍ ما في عنقه  تراجعت قليلا لكي تتأكد مما رأته ، صعقت عندما رأت علامات أخري تغزو عنقه ، تعالت وتيرة أنفاسها ولم تستطيع السيطرة علي وضعها ،

_ خفق قلبها بحزن عارم وشعرت بالنفور الشديد منه ، دفعته بعيداً عنها ثم انتفضت من مكانها وولجت داخل المرحاض تحاول السيطرة علي دموعها التي تترقرق في عينيها وتهدد بالنزول

_ لم تتمالك دموعها لأكثر وانفجرت باكية عندما أوصدت الباب خلفها ، وضعت يديها علي فمها لكي تمنع تسلل نبرتها إليه ، لكن هيهات لنبرتها التي دوت في المكان بألم شديد ، تفاجئ ريان من نفورها المفاجئ منه وركض خلفها لكي يفهم حقيقة الأمر

_ طرق الباب بخفة ثم توقف عندما صغي لبكائها ، دني من الباب ووضع أذنه عليه لكي يتأكد من حدسه وتفاجئ بصوتها التي تحاول منعه من الخروج ، ازدادت طرقاته بعنف وهتف بنبرة متوجسة :-
_ عنود افتحي الباب ده!

_ بعد إلحاح كبير منه فتحت هي علي مضض وأبت أن يقترب منها ، تراجعت للخلف عدة خطوات وأردفت من بين بكائها :-
_ خليك عندك!

المعلِمTahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon