الفصل الرابع والثلاثون

15.5K 516 19
                                    

رواية المعلِم
الفصل الرابع والثلاثون
_________________________________________________
_ حل الليل سريعاً ..
_ أخفض رأسه لكي يختلس النظر إليها حينما شعر باستكانتها بين ذراعيه ، وضع رأسها برفق علي الوسادة حينما تأكد من غفوها ، دسر الغطاء أعلاها ثم حمل صينية الطعام الذي أعده لها خصيصاً ودلف خارج المنزل دون أن يبدل ثيابه المنزلية

_ لا يعلم أين وجهته لكن حتماً يريد الهروب من كل شئ ، قادته قدماه الي منزل صديقه الذي قرع بابه ووقف امامه في إنتظار ظهوره ، فتح خالد الباب وجاب ريان من أسفل إلي أعلي بنظرة متفحصة ، خفق قلبه بتوجس شديد وأسرع في سؤاله :-
_ ريان في ايه ؟

_ ألقي ريان نفسه بين ذراعي خالد الذي خفق قلبه من فرط الخوف ، جمع قواه وأعاد تكرار سؤاله بقلق اكبر :-
_ حد حصله حاجة يا ريان ؟

_ صغي خالد إلي نحيب ريان ، ريان يبكي! أم أنه يهذي ؟

_ أجبر خالد ريان علي الابتعاد عنه وصاح فيه :-
_ انطق وقول مالك في ايه ؟

_ لم يتحلي ريان بالشجاعة الكافية في تلك اللحظة لقد انهار تماماً ، انحطت قواه ويكاد يستطيع أن يقف علي قدميه ، يتنفس بصعوبة شديدة ناهيك عن تشوش رؤياه بسبب بكائه الغزير ،

_ علي الرغم من الخوف الذي تملك من خالد إلا أنه هدئ من روعه عندما رأي حالة صديقه التي لا يرثي لها ، ساعده علي الجلوس علي الأريكة وجلس بجواره واردف :-
_ طيب اهدي الاول واحكي لي في ايه ؟

_ مر ما يقرب من ثلاثون دقيقة دون جدوي ، بكاء ريان يدوي في المكان ، يبكي كمن انفرط قلبه علي شئ غالي ، يأزره خالد من حين لآخر بكلماته بينما تقف أية خلف باب غرفتها تتابع ما يحدث بتوجس شديد ،

_ عنود عندها كانسر من الدرجة الأخيرة!
ألقي بهم ريان دفعة واحدة بنبرة مهزوزة لا يأباها عقله ولا قلبه ، صعق خالد مما سمعه لتوه وعدل من وضعية جلسته وردد بعدم استيعاب :-
_ ايه ؟

_ سحب خالد نفساً عميق يحاول استيعاب الأمر ، تفاجئ بانحناء ريان علي كتفه ، لم يكن لديه القدرة لنطق حرف واحد ، ألجمت الصدمة ألسنة الجميع ، أغلقت أية الباب حينما علمت السبب الحقيقي لحالة ريان التي تراه عليها للمرة الأولي ، وضعت يدها علي فمها في محاولة منها علي تصديق ما سمعته بينما رفع خالد يده وربت علي كتف ريان وأردف بنبرة مهزوزة :-
_ هو حصل ازاي اقصد يعني عرفت ازاي ولا ايه اللي حصل ؟

_ أجابه ريان بنبرة موجوعة :-
_ مش عايزها تمشي!

_ لم يستطيع خالد تمالك دموعه التي انسدلت رغماً عنه ، أسرع هو بمسحها لكنها تأبي التوقف ، بينما واصل ريان حديثه من بين بكائه الموجوع :-
_ كنت فاكر أن الدنيا خدت مني كل حاجة بس طلعت مخبيالي حاجات تانية ، لسه هتاخد مني وهتاخد مين ، هتاخدني المرة دي هتاخد روحي وتسيب جسمي عايش لوحده ليه بس يارب ليه ؟

المعلِمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن