حلقة خاصة ( ٢ )

14.6K 494 22
                                    

حلقة خاصة
المعلِم
( ٢ )

***

توقف عن فك أزرار قميصه فور تلقيه طلبها، لوهلة لم يصدق شحمتي أذنه التي وقع على مسامعهم ذاك الطلب المفاجئ.

_ إزدرد ريقه وهو يطالعها بصدمة مختلطة بالرفض لكونها استطاعت أن تنطقها بتلك السهولة، شعرت عنود بفداحة ما أردفته من خلف نظراته عليها، لازال يعتليها ولم يكف عن رمقها بالتطلعات التي تنتظر تصريحها بالمزاح لكنها لم تفعل!

_ وأخيراً استطاع النطق وأردف بنبرة جامدة:-
يعني اللي سمعته كان بجد!

_ خفق قلبها خوفاً ولم تقدر على إجابته، فقط إكتفت برمقه دون حديث، سحب ريان نفسه من بين ذراعيها التي تتشبث في عنقه ثم أولاها ظهره يريد المغاردة فعقله مازال أسفل تأثير الصدمة لا يريد هضم طلبها بسهولة.

_ أسرعت عنود خلفه وأمسكت بذراعه اليمنى، التفتت هي من خلفه ووقفت مقابله، نظراته تؤلمها وتود الإعتذار عما بدر منها والتراجع عن طلبها فقط لتمتع نظريها بوميض عينيه التي افتقدت إليه في تلك الثوانِ القليلة.

_ أخفضت رأسها تستجمع قوتها التي تبخرت تماماً، رتبت الكلمات في رأسها ومن ثم أعادت النظر إليه وبؤبؤتيها تلمع بالدموع، تنهدت قبل أن توضح له أسبابها:-
مش عارفة اتأقلم!
صدقني الموضوع صعب، أنت مش هتفهم لأنك محدش مشاركك فيا...

_ قاطعها ريان بصياحه:-
أسكتى..

_ لم تصمت واستغلت تلك العصبية لصحالها ورددت:-
شوفت مقدرتش تستحمل إزاي...

_ قاطعها للمرة الثانية على التوالي، اندفع بها بإنفعال شديد وهو يقترب منها حتى إلتصق بها:-
بقالك ٦ سنين معايا وجاية الوقتي تقولي مش عارفة اتأقلم!
ده إستعباط ولا إستهبال؟

_ لم تصمد أمام كلماته المهينة وجهشت باكية وأجابته بتلعثم من بين بكائها:-
لأ، طاقتي خلصت، معتش قادرة أستحمل وأنت في حضن واحدة تانية، بيحصل معاها كل اللي بيحصل معايا!
نظرات الناس على إني زوجة تانية بتقتلني وقد إيه يا حرام أنا جاية على الزوجة الأولى فاضطر أنا أسيبك ليها عشان أحس براحة شوية وتأنيب ضميري يهدى بس بلاقيني غيرت!!
أيوة بغير ما أنا بحبك، أنت مش بس جوزي، سبق وقولتلك إن بحس معاك بالآية اللي ربنا نزلها عن المخزي من الجواز، هو السكن!!
أنا مش قادرة أحس إنك سكني، لأنك ببساطة مش سكني لوحدي، مش بيتي لوحدي، دايما في غيري مشارك كل لحظة معاك، وطبعاً مقدرش أتكلم لأنه مش من حقي

_ صمتت عن الحديث لتضبط من نبرتها التي تحشرجت ولم تعد مفهومة، حمحمت قبل أن تواصل إسترسالها:-
معتش قادرة أجي على نفسي أكتر، أنا مينفعش أهد بيت غيري لأنه مش حقي أهده، بس أقدر أهد بيتي أنا..

أزفرت آخر دمعة بشعور قوي من الألم وهي تعيد طلبها:-
لو بتحبني بجد طلقني

_ الصدمة دوناً عن غيرها كانت مُشكلة على تعابير ريان، قلبه يعتصر حزناً ويزداد ألماً كلما شعر بضياعها، فهي ليست زوجة ثانية كما يراها البعض، هي صديقة روحه ورفيقة دربه وحبيبة فؤاده، فكيف يتقبل منها ذلك الطلب؟

المعلِمWhere stories live. Discover now