الفصل السابع عشر

17.8K 590 14
                                    

رواية المعلِم
الفصل السابع عشر ..
_________________________________________________
_ كانت تصغي بإهتمام لحديثه مع شعورها بالشفقة لمعاناته طيلة الأعوام الماضية  إلي أن فاجئها بقوله :-
_ لوقت ما ظهرتي انتي !

_ اتسعت مقلتي عنود بدهشة كبيرة لم تصدق أذنيها ما سمعته بينما نهض ريان واعتدل في جلسته وواصل حديثه وهو يتعمد النظر إلي عينيها قائلا :-
_ حضنك قلِب كياني ، حسيت وقتها أن روحي بتتسحب مني كأني بموت وتدريجياً حسيت بهدوء جوايا كل الغضب اللي كان فيا وقتها اتبخر ، كل الزعل راح مفيش أثر لأي إحساس غير اني مرتاح ، راحة محستهاش من سنين ، وبعد ما بعدتي تأثيرك كان ناقص كان محتاج يكمل عشان كده حضنتك وقتها ، عشان أداوي أي حزن جوايا ، عشان أشحن طاقتي اللي استنزفت من ١٦ سنة ، انتي بحضنك ده خلتيني اكتشف أن مشاكلي وهمومي كلها كانت هتتحل بحضن صافي زي حضنك ، أنا كنت مستهلك لدرجة اني اتأقلمت مع حالتي لوقت ما اثبتي انتي العكس ، انا طول الاسبوعين اللي فاتوا كنت بنام واصحي علي امل أنك تعيدي نفس اللي عملتيه تاني ، كنت بستني حضنك عشان احس بس براحة بس انتي مكرريتهاش تاني ..

_ ترقرت الدموع في عيناي عنود وضغطت علي شفاها بخجل ممزوج بالألم ، لم تدري كيف تصف شعورها حينها لكنه شعور قوي كما أنه قاسي أيضاً ، لن تنكر أنها سعيدة بنجاحها في إبعاده عن كل ماهو منكر لكنها تشعر بشيء آخر يؤلمها ربما هي من بـ حاجة إلي عناق يداوي ألم تلك الأيام الماضية التي لم تشعر بثقلهم مثل الآن ..

_ انهمرت دموعها كالشلال وهي تقرض أظافرها بتوتر وارتباك ، لم يعي ريان حقيقة أمرها لكنه اراد تهدئة روعها بالطريقة ذاتها ، اقترب منها وضمها بقوة إلي أن استكانت بين قبضتيه ، بعد مدة ليست بقصيرة شعر ريان بإرتخاء جسدها بين ذراعيه ألهذا الحد تأثيره شديد عليها ! لكنه شعر بالقلق حيال هدوئها المبالغ ، أبعدها عنه فتفاجئ بها موصدة العينين ، خفق قلبه خوفاً وضرب علي وجهها بخفة قائلا :-
_ عنود !!

_ تحدثت بصوت ناعس :-
_ عايزة أنام ..

_ تعجب ريان من أمرها أهذا بوقت نوم ! بعد اعترافه لها والبوح عما بداخله تجيبه بغفوها ؟! يا لك من فتاة غريبة الأطوار علي الرغم من أنه لم يفهم شخصيتها بعد إلا أن تصرفها ذاك فاق توقعه ، لم يصور له عقله بأنها سـ تبات في ثبات عميق قبل حتي أن تعانقه لمرة أخري ..

_ فقط آراد عناق !!

_ ليس الأمر بعسير لهذا الحد إذاً ما كل تلك الصعوبة في وصوله !

_ تنهد بضيق عندما لم يجد تلبية لـ طلبة ونهض بخفة حيث عدل من وضعية جسدها علي الفراش ووقف يلقي ببصره عليها قليلا ثم غادر الغرفة ..

_ لم يروق له المكان بينما لم تكن هي موجودة به ، لطلاما تحمل الأيام الماضية فقط لشعوره بأنفاسها تَحُول حوله في المكان ، لكن الآن هي غافية بالداخل وهو يقف بالخارج لا يدري ماذا يفعل !

المعلِمWhere stories live. Discover now