الفصل الخامس

18.6K 557 14
                                    

رواية المعلِم
الفصل الخامس
_________________________________________________

أوصدت باب غرفتها بعد أن أخبرته بعدم ملكيتها لرقم مصري، جلست على الفراش تستنشق أنفاسها وتحاول ترتيب أفكارها جيداً قبل أن تشرع في البدأ فيما تريد.

نهضت وتوضأت ثم شرعت في الصلاة بإتقان تناجي ربها أن يلهمها الصواب في قرارها.

ذهب ياسر إلى معرض ريان لكنه قد أغلق منذ زمن، حتماً سيكون مغلق في مثل هذه الساعة المتأخرة، تنهد مستاءً ثم سحب هاتفه من جيب بنطاله وقام بالإتصال على ريان الذي أجابه بصوت ناعس:
_ خير يا ياسر حصل حاجة؟

حمحم ياسر بحرج بائن لم يأبى أن يضع نفسه في مثل ذلك الموقف المخجل لكن لابد وأن يفعلها، سحب نفساً عميق وقال بإرتباك خجل:
_ خير مفيش حاجة بس أنت كنت قولتلي هتزود لي القبض وأنا محتاج فلوس لأن بنت عمي ااا..

قاطعه ريان بنبره رخيمة:
_ هو المعرض قفل صح؟

أجابه ياسر بتهكم وهو يطالع باب المعرض الموصد:
_  أه أنا واقف قدامه أهو

اعتدل ريان في جلسته وفرك ذقنه براحتي يده وقال مختصراً حديثه:
_ طيب تعالي تحت البيت وأنا هقابلك

إلتوي ثغر ياسر بإمتنان شديد، تنهد براحة ممزوجة بالسعادة التي تغلغلت لأعماق قلبه:
_ متشكر يا ريان أنا مش عارف أقولك إيه أنت ونعمة الأخ

ردد ريان بإقتضاب:
_  ده حقك، يلا تعالى

نهض ريان بكسل وقام برش بعض المياه على وجهه لكي يستعيد وعييه كاملاً بينما أسرع ياسر خطاه إلى منزل ريان.

_________________________________________________

"أنا محروج منك أوي بس حقيقي مضطر لولا وجود بنت عم.."
هتف ياسر بحرج بائن بينما قاطعه ريان بنبرة جدية:
_ يابني مش مضطر تشرح أنت أخويا الصغير يا ياسر، مش الصغير أوي يعني أنا كده كبرت نفسي أوي

هتف ريان مازحاً بينما انفجر ياسر ضاحكاً على دُعابته وربت على كتفه ممتناً:
_ ربنا يخليك ليا يا ريان أنا أبويا نفسه مش بيعمل معايا اللي أنت بتعمله ده

( ياسر منصور العراقي، يبلغ من العمر السادس والعشرون، طويل القامة رفيع الجسد، يمتلك عيون ردماية اللون ذات لمعة مميزة،  بشرته حنطيه وشعره فحمي طويل بعض الشيء، الإبن البكري لوالديه ولديه شقيقة تدرس الإعدادية تُسمي ( أماني )

ابتسم ريان بتكلف وردد متسائلاً:
_ يلا روح شوف أنت رايح فين

شكره ياسر مراراً ثم غادر،  يريد شراء كل ما يوجد أمامه فقط من أجل ابنة عمه التي هزت كيانه منذ اللقاء الأول لهم.

تقوس ثغره بحماس بعدما أنهى جميع مشترياته وتوجه مباشرةً إلى الفندق، قرع بابها بعد أن استأذن من موظف الإستقبال بالصعود إليها معلناً عن هويته.

المعلِمWhere stories live. Discover now