رواية المعلِم
الفصل السادس عشر ..
__________________________________________________ مسح قطرات عينيه بأنامله التي لم تتوقف منذ عودته لمنزله مرة أخري وقال بصوت مهزوم :-
_ أنا مش عارف هعرف أسامحكم ولا لأ مش عارف أصلا أنا ممكن أثق في حد تاني ولا خلاص مش هعرف ، انتو دمرتوني انتو اهلي وخلتوني أفقد ثقتي فيكم تفتكري هقدر أثق في حد غريب ؟!_ ازداد نحيب سعاد علي حالته وقالت في محاولة منها أن تهون أمره قليلاً :-
_ أنا عارفة أن اللي عملناه ده غلط كبير بس اهو حصل وخلاص مش هنقدر نصلحه بس انا اتعملت ولا يمكن اكرر غلطتي مرتين انت بس تشاور علي أجدعها بنت وانا بنفسي هروح أخطبهالك أنا هعمل اي حاجة تطلبها بس متكنش زعلان مني يا ياسر !!_ رفع عيناه عليها وضحك بسخرية مؤلمة :-
_ أخطب! وانتي فاكرة إن حد ممكن يقبل بيا بعد ما يعرفوا اني عشمت بنت وخليت بيها ، تفتكري ممكن واحد يأمن يديني بنته بعد كده ؟_ ربتت سعاد علي كتفيه وهتفت بحنو امومي :-
_ انت زينة الشباب وألف مين يتمناك ولو عليا أنا بنفسي هقول اني أنا السبب وانا وقفت الجوازة طلاما هيكون في مصلحتك يا حبيبي ،_ سحب زفيراً وقال وهو يعود برأسه علي مسند الأريكة بإرهاق وقال بمزاج غير سوي :-
_ معتش ينفع ندم !_ نهضت سعاد واقتربت منه وانحنت بجسدها لتكون في مستواه وقامت بتقيبل جبينه بندم شديد وأردفت :-
_ حقك عليا يا بني يارتني مت قبل ما اعمل اللي عملته ده !_ عدل ياسر سريعاً من وضعية جسده وقبل يدها وأردف :-
_ بعد الشر عنك يا امي ، لو سمحتي متقوليش كده لو ليا نصيب فيها كنت خدتها الحمدلله !_ ربتت سعاد بحنو علي ظهره ودعت الله أن يفرج كربه ويجمع شتاته ويرزقه نصيباً من الراحة والسعادة ..
_________________________________________________
_ أنهت عنود اول محاضرة لها وقد ازدادت حماس عن ذي قبل ، جمعت اشيائها سريعا ثم هرولت إلي الخارج هاربة من تلك المتطفلة الثرثارة ، جلست في أحد مقاهي الجامعة وسحبت نفساً عميق وظلت تجوب المكان بأنظارها لكي تتعرف علي أرجائه أكثر ، تذكرت وضع ريان لـ شيء ما في حقيبتها ، أسرعت في فتحها وتفاجئت بحزمة نقود موضوعة بجوار أحد دفاترها ، أبتسمت بسعادة قد تسللت إلي قلبها لإهتمامه ثم أغلقت الحقيبة وعادت لإكتشاف معالم الجامعة بإهتمام ،
_ تفاجئت بـ مداهمة يحيي لـ طاولتها دون استئذان ، بينما ألقي هو ببعض الكتب علي الطاولة ثم جلس بجوارها وقال :-
_ ها عملتي ايه في أول محاضرة ؟_ نظرت إليه عنود بغرابة من أمره ، كيف يسمح لنفسه بالجلوس معها علي طاولة واحدة دون خجل كما أنهم بين حشد هائل من الطلبة ، سحبت نفساً عميق وحاولت كبح غضبها وهتفت بحنق :-
_ مينفعش تقعد معايا علي نفس الطرابيزة لو سمحت قوم وياريت متتكررش تاني !
YOU ARE READING
المعلِم
Mystery / Thrillerهي تلك المراهقة الصغيرة التي انقلبت حياتها رأساً على عقب لفجعة وفاة أبويها، أزهر جوفها بأملاً جديد وإزداد حنينها إلى العودة لأرض الوطن لعلها تجد دفئ شعور ما إفتقدته مؤخراً.. هو ذلك الرجل الجامد في مشاعره، عنفواني الطباع، خسر أحلامه في صغره لم يشعر ب...