الفصل الثامن

16.4K 576 7
                                    

رواية المعلِم
الفصل الثامن ..
_________________________________________________

تفهم تقاسيم وجهها التي انعكست وأسبق بحديثه قبل أن تُخطئ في فهمه قائلاً بنبرة رخيمة:
_ أخويا رايح يقدم في نفس الكلية اللي هتقدمي فيها وأنا كنت هوصله عادي، حبيت اساعدك مش أكتر
استمع ياسر لحديث ريان وهتف سريعاً:
_ روحي معاه دي الطريقة الوحيدة لأن أنا مش هعرف، لازم أخلص إجراءات كتب الكتاب

تعجبت كثيراً من موافقته ألا يغار عليها مع رجل غيره؟ أهو يثق بذاك الريان لدرجة أن يؤمن على مكوثها في منزله وكذلك ذهابها معه للإلتحاق بالجامعة؟، تنهدت بعمق ثم قالت بفتور مختصرة حديثها معه:
_ تمام

أنهت الإتصال سريعاً قبل أن يردف شيء آخر وأوصدت عينيها بعصبية بالغة ساحبة أكبر قدر من الأكسجين ثم أخرجته بتمهل، فتحت عينيها وتفاجئت به يرمقها متعجباً مما تفعله، توردت وجنتيها خجلاً ثم ناولته الهاتف قائلة بنبرة رقيقة:
_ حضرتك مش مضطر توصلني في مكان، أنا هروح مع كريم

اتسعت حدقتي ريان وسألها بنبرة صارمة:
_ كريم مين؟

حمحمت بحرج ورددت موضحة بتلعثم:
_ أبليكشن كريم للتوصيل لسه عارفاه امبارح من على جوجل

"لا مفيش مرواح مع كريم ولا حتى حسين أنا اللي هوصلك"
_ هتف بهم ريان بعفوية أثارت ضحكات عنود بصوت عالٍ، رمقها ريان بنظراته الثاقبة متعجباً من أمرها، توقفت هي شاعرة بحرج شديد من نظراته المثبتة عليها وأردفت معتذرة:
_ أنا أسفة بجد مش قصدي

"هتلبسي ولا هتكملي ضحك؟"
صاح بها ريان بنبر جدية جافة، انتبهت عنود إلى نبرته التي تحولت إلى الجدية فأخفضت رأسها بحياء، حكت جبينها بتوتر وأردفت متحاشية النظر نحوه:
_ هجهز حالاً

هرولت مسرعة داخل الغرفة وما أن أوصدت بابها حتى وقفت تستنشق الصعداء، سحبت شهيقاً عميق ثم توجهت نحو حقيبتها وجذبت ثياب لها وارتدتهم في دقائق معدودة.

توجهت إلى الخارج بثوبها الفحمي كما اعتادت في الأيام الاخيرة حداداً على والديها، لكن يوجد بها شيء مختلف عن الأيام الماضية، تلك المرة كان وجهها مفعم بالحيوية والنشاط كما ازداد إشراقاً عن ذي قبل.

نظر إليها ريان بنظرة متفحصة ثم نهض من على الأريكة قائلا بنبرة جامدة:
_ يلا بينا

"هنمشي كده من غير فطار؟"
_ تسائلت عنود بعفوية حيث تفاجئت بسودتاه يخترقانها ولم ينبس بشيء، كأنه لا يدري كيفية الإجابة على سؤالها أو ربما شعر بالحرج حيالها.

فـ الأولى أن يبادر هو بإعداد الفطور ولا ينتظر طلبها، استشفت هي حرجه منها وحاولت التخفيف عنه مرددة بنبرة هادئة:
_ غلط إنك تخرج من غير فطار وخصوصاً لو هتسوق عربية ممكن ضغطك يوطى فجاءة، ممكن تدلني على مكان الحاجة وأنا هعمل سندوتشات سريعة، أنا آسفة إني بطلب كده بس ده تعود وبصراحة بتعب لو نزلت من غير فطار

المعلِمWhere stories live. Discover now