ch 36

1.5K 106 50
                                    


بسم الله الرحمن الرحيم

.
.
.
.

(( اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم ))

.
.
.

ولي في الحريه شهوةٌ توقظ مضجعي
وفي الاختفاء رغبتٌ تتوقدوا

وددت أداوي بالكتمان مواجعي
وأدفن في القلب ناراً تتأججوا

ياليت الصديق لا يلبث عاكفاً
يوقظ من الجراح ما لبث يبرأوا

لله أبيت كل ليلي متوسلاً
أُبارح فؤاده وأُهجروا

.
.
.

#بقلمي

.
.
.
.


الضباب الرمادي الكثيف غطى الغابه بستارٍ معتمٍ من السريه فبدت معزوله تماماً عن العالم وموحشه إلى حدٍ ما ، الأمطار الخفيفه التي تستمر لوقتٍ طويل تشوش على الأصوات المبعثره من حولهم وتدفعهم للتلاشي أسفل ثقل قطراتها الزاخره ، كان من غير الممكن لأحد تمييز الظلال التي تسير على طول الطريق وحيده او في جماعات سوى من خلال أثر خافت لروائحهم المميزه ، الشمس التي ألقت بأنوار المغيب القاتمه ليتحول الضباب الى اللون الأحمر المعتم ثم يحيل الى الأسود الحالك كما لو كانت اشارات التحذير لما هو قادم ...

كانت تسير وحيده عائده الى المكتب حيث هناك ألف فكره تخطر ببالها ولا تعلم لماذا لم تستطع التفكير بهدوء رغم مرور بضع دقائق ، معطفها الرمادي الذي رفرف مع الرياح البارده كان مناسباً تماما لأجواء كهذه وللحظه بدت وكأنها ستتلاشى داخل الضباب مبتعده بهدوء ...

دخلت المنزل كعادتها مبتله بشكل خافت من الأمطار التي لا تتوقف سوى لبعض دقائق ثم تعود وتنهال عليهم بكرمٍ زاخر " لونا عليكي حمل المظله على الدوام ، ستصابين بالزكام وهذا غير جيد لكي الآن " إحدى العمات استقبلتها أمام المدخل مباشره وناولتها منشفه بيضاء لأجل شعرها المبتل كذلك " شكرا لكي لكن لا مشكله فيما سيحدث " رغم انزعاجها احتفظت بالمنشفه و وضعتها على رأسها بينما تصعد الدرج الى الطابق الثاني وهي تزفر قابضه على منشفتها التي تجفف بها شعرها برفق ، سارت في الرواق بتردد وكأن هناك شيئا يمنعها من ذلك وكأن هناك الكثير من العوائق تومض الآن في اللحظه الآخيره " تفضلي " طرقت باب المكتب بشكل مُستغرب للشخص الذي اعتاد عليها تدخل بهدوء بحكم أن هذا المكان هو مكان عملها أيضا منذ فتره ليست بقصيره لتكون رسميه فجأه " أريد الذهاب للقريه " كان الامر غير مفاجئ قيام روجين باحداث فوضى وكأنه اعتاد على ذلك " لماذا تودين الذهاب ؟؟ " بدى وكأن آسيف أخذ بسريه نفساً عميقاً ليملئ به صدره وكأنه يشعر بشيئ ما قادم " بعض الأمور الخصوصية " الاجابه كانت كافيه لبدأ سلسله من الأفكار الغير مستحسنه لذا حاول انهاء الأمر قبل أن يبدأ " للان قد حل الظلام في الخارج ومن الخطير الذهاب اذا كنت بحاجه ماسه لهم سأطلب من احد الذهاب وشراء ما تريدين او نذهبُ غداً معاً في الصباح " قدم حلاً عملياً مع حجه واضحه ليردع أياً مما قد يفاقم الوضع لأن من عادت روجين قلب كل شيئ ضده ليصبح مخطئاً ...

 Desirable Suspicion  اشتباه مستحب Where stories live. Discover now