ch 38

2.5K 133 53
                                    

.
.

بسم الله الرحمن الرحيم

.
.
.

وعنت الوجوه لله الحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما

.
.
.

رفاقي الاعزاء في اشتباه مستحب سكراتي الطيبات أتيت اليوم أطلب شخصياً منكم أن تدعو لوالدة رفيقتي بالصحه والعافيه ، لقد كانت في أزمه طبيه والحمد لله نجحت عمليتها ارجوكم يا رفاق فالدعوه لأخيك المسلم في ظهر الغيب ترد اليك في النهايه لتبعد عنك سوءاً سيمر بك :
اللهم اشفها شفاءاً عاجلاً غير آجل
واشف قلب أبنائها وأسعدهم يا رب ...

💚💚

شكرا لكم للطفكم جميعاً 

.
.
.
.
.


كان ضوء العياده الذي يتسرب للخارج بخفه يغطي مساحه قليله من الارض البيضاء المعتمه قبالته ، و كان يظهر بوضوح ذلك الجسد الصغير ذو المعطف الأسود الطويل والشعر الزغبي المتناثر ، يبدو كل شيئ حولها مسالماً گمشهد صامت من فلم بالابيض والاسود فقط وما هذه الا ذكرى جميله عالقه في كرة ثلجيه يستمر تساقط الثلج فيها للأبد ...

كانت تقف أمام العياده والنتفات البيضاء تغطي جانبي كتفها وشعرها الفوضوي القصير ، الضوء من خلفها كان فقط كهاله خافته من النور ينبئ بوصولها كما لو تنزلت على الأرض للتو ، كان يقف هناك متفاجئاً من هدوء حالها حد السكون كتمثال حجري لا يتحرك ، تحدق في المدى عبر الغابه المظلمه بعيون ناعسه و وجهها ثابت التعبير بلا تزحزح ، بشعور غريب بالمراقبه هي نظرت بطرف عينيها الناعسه نحو الظل الاسود الذي خرج من الغابه الى الطريق المعتم وتوقف هناك ، في البدايه انسحبت زجاجيتيها السوداء تدريجياً للجانب ببطئ كما لو لمحت شيئا خافتاً قادماً و بفضول ميت ما لبث ان تحول الى انتباه واضح غرست يديها في جيوب معطفها رافعه كتفيها بحماس ، التفتت اليه مع ابتسامه ضاحكه بوجه مسترخي و لوحت له بيدها برفق ثم غطت شفتيها باصابعها المزرقه تحاول اخفاء ابتسامتها التي تفضح مشاعرها ...

وقف آسيف محدقاً مجدداً بتغير تعبيراتها البارده حالما رأته فقط رغم كونهما في خصام طويل الامد بالنسبه له والذي ما لبث ان تبعثر كتبعثر الثلج على وجه الارض بلا سابق انذار ، ايديها الصغيره التي غطت شفتيها ثم وجنتيها التي ارتفعت مع ابتسامتها الواسعه بشكل غريب رفرفت الغضب من قلبه ببطئ وهي تقترب ممازحه اياه " يبدو انني تأخرت " اقدامها الصغيره تركت أثراً صغيراً على الطريق الابيض خلفها وهواء بارد خفيف دفعها للارتجاف برفق ودس يديها مجدداً في معطفها ترفع اكتافها متصلبه ، كان هناك شيئ مختلف كما لو كان ما يراه غير صحيح وكانه وقع تحت تعويذة وهم سحريه ، فمنذ متى روجين تبتسم له وكأنه أغلى ما تملك " لم اتوقع ان تاتي شخصياً لاصطحابي " أنفها الوردي المستدير جذب أنظاره كلياً قبل أن يطبق شفتيه يمنع ارتفاع شفته ساخراً من ذلك ما خطبها اليوم ساحره الجمال تسلب كل بقايا من إدراكه سواء بغضبه او حزنه كان كل شيئ يتلاشى مع البرد كما لو كان يجمده " آسفه على المتاعب " اعتذرت بلسان حلو وبابتسامه واسعه قدر الامكان ، الاسلوب مختلف عن المعتاد ولكنه مألوف بحلاوته وألفته وفتنته المعتاده التي لا تترك له مجالاً ليغضب او يقول كل الامور التي يستمر بالتخطيط لقولها وكل الاعتراضات تتلاشى من رأسه تماماً ، تقدمته في المسير بعدما تخطته بلا تحيه ربما كان فقط واضحاً أنها تريد العوده الى تلك الاوقات التي كانوا يتحدثون فيها بأريحيه عكس هذه الأيام الموحشه التي استمرت فيها بمحاولة تهدئة غضبه فلا سبيل لاصلاح الامور التي حطمتها سوى بذلك ...

 Desirable Suspicion  اشتباه مستحب Where stories live. Discover now