ch 39

1.7K 106 31
                                    

.
.
.

بسم الله الرحمن الرحيم

.
.
.

اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا

.
.

اللهم اغفر لي وللمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات


.
.
.
.

البخار الناعم للانفاس الساخنه الذي يتصاعد مع كل نفس يهرب من بين الشفاه المتفرقه في هذا الجو البارد ، الانامل الخجوله المحمره تلتف منقبضه على جانبي اكتافه العريضه ، الاهتزازات الخفيفه التي تخلفها الانامل المرتعشه تنتقل الى الأيدي العضليه التي تعانق كل ما امكن من تفاصيلها المختبئه خلف طبقات متعدده من الملابس و رغم ان كل ما تلمسه انامله السمراء ينبض بحراره تكاد تذيب الثلج الساكن أسفل اقدامهم كانت أناملها التي تمسكت بيده تحاول ابعاده بارده جداً ...

همسات عاليه تصاعدت على أعتاب غابة إيليت الهادئه والغارقه بظلمات مجهوله ، كان المخيم الصغير الذي تم اعداده مسبقاً لمثل هذه الأحداث يعج بصخب موؤد غير معلن ، كان هناك كوخ واحد صغير يقف أمام الغابه منفرداً بذاته ومن حوله هناك الكثير من الخيم الموزعه ، السماء ألقت بشظايا أنوار متفرقه غير دافئه على السهل الواسع الموشوم بالأبيض وآثار الأقدام المتراكمه ، كان غريباً ما يفعله الرجل الذي ما كان لينزف حتى لو طعنته و لكنه يرتجف الآن بشغف يخفي بين يديه صغيره بتأثير لا حدود له عليه ، أشاح انظاره بعيداً بغير سلام يراقب ما ظهر من الغابه العملاقه حينما غزاى النور اطرافها بشكل مفاجئ والتي همست له بأنها تخفي عنه أكثر مما يعرف عنها فهلم الى الارض التي يمنع دخولها سوى مره واحده في العام ولا يعلم احدٌ لماذا حتى الآن ...

التفت مشيحاً اعينه عن الالفا الذي يخفي وجود اللونا بفيرموناته وجسده و مبتعداً عن همساته الرجوليه الغير واضحه التي تذيب قلب كل من تجرأ على محاولة التنصت ولم يبتعد بأقدامه وبقلبه هارباً ، تنفس بعمق متوجهاً للغابه بنوعٍ من الألفه فهو يعلم ما يعنيه مغزى وجودها لأول مره ، هو ليس أحمقاً حتى لا يخاف مما لا يعرف لكنه لم يكن يوماً مترددا بشأن ارتياد سكة المخاطر ، إذاً لما لأول مره تكون هذه المخاطر الممتعه غير ذي بهجه ولما يشعر أن الجهل الذي يقبع خلفها لهو شيئ مخيف يدفعك للتردد " ستكون لديك مهمة مرافقه مرهقه اليوم " ظهر روب بجانبه يناظر الغابه المظلمه و سرب الغربان الذي حلق فوقها متفاجئاً من شيئ ما " إن حرس الحدود هم من يتلقون معضم هذا الضرر " رفع جاك حاجباً و التوت شفته للاسفل ثم أردف " اعتقد أنني أدركت في النهايه أن من الممتع تعليم أبناءك المشي " اعلن عن طبيعة دروسه التي يقدمها للونا دافعا روب للتنهد بغير راحه من تهكمه الغير مبهج " اتمنى الأ أراكم في العياده لإنني اذا اضطررت لعلاجها فستكون التالي على القائمه " رفع جاك حاجبه لمره بخفه ثم نقر بلسانه على مقدمة اسنانه بغير اهتمام كما لو كان ضجراً " لن تنهض اذا لم تسقط ، على احدهم أن يضحي لأجل القطيع عدى الالفا ذو الطباع الرقيقه "

 Desirable Suspicion  اشتباه مستحب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن