مشهد لطيف

2.2K 108 13
                                    

كانت تجلس بجانبه تتناول من قدح الذرة خاصتها بينما نسمات الرياح العالية تحرك خصلات شعرها الناعمة عندما رددت وهي تحرك الملعقة البلاستيكية الصغيرة داخل القدح :-
" أنت دائما ما تأخذني الى أماكن غريبة ... يوما مطعم شعبي ويوم آخر في سوق شعبي لم أدخله يوما واليوم في سهرة غريبة و ..."
صمتت قليلا ثم تسائلت وهي تضيق عينيها :-
" هل تتعمد أخذي إلى هذه الأماكن لغاية ما ..؟!"
ضحك مرددا بخفة :-
" أية غاية بالله عليك .. ثانيا أين المشكلة في هذه الأماكن..؟! على العموم لا تتضايقي .. المرة القادمة سآخذك الى أحد الأماكن الراقية التي تعتادين على إرتيادها.."
زمت شفتيها تردد :-
" الفكرة ليست هنا .. انا بالفعل مستمعة بذهابي الى تلك الأماكن الجديدة علي وإكتشاف أشياء أراها لأول مرة ولكن .."
توقفت فسألها بإهتمام :-
" ولكن ماذا ..؟!"
رددت مبتسمة بخفة :-
" أحب أن نذهب سويا الى مكان هادئ يمنحنا الفرصة للتحدث والإستمتاع بهدوء المكان ورقيه .."
هتف ممازحا :-
" ها نحن نجلس أمام البحر والمكان حولنا هادئ للغاية فلا نسمع سوى صوت أمواج البحر و .."
قاطعته وهي تضع قدح الذرة جانبا :-
" هذه الذرة ليست لذيذة .."
رفع حاجبه يردد :-
" حقا ..؟!"
هزت رأسها فيسألها مبتسما :-
" ماذا تريدين أن تتناولي إذا ..؟!"
أجابت بدلال :-
" أريد من تلك الذرة المشوية التي تناولتها قبل قليل .. ألم تقل إنها لذيذة ..؟!"
رفع حاجبه مجددا يرد بدهشة :-
" ألم أعرض عليك شراء واحدة لك معي ورفضتِ ..؟!"
مطت شفتيها تردد :-
" والآن أريد منها ..لم أعهدك بخيلا يا سيادة المقدم .."
" تعرفين إنني لست كذلك ...!!"
أضاف وعيناه ترمقانها بنظرة باتت تحبها أكثر من أي شيء :
" أنتِ فقط تتدللين علي يا غالية .."
سألته وهي ترفع ذقنها بكبرياء :-
" ألا يحق لي ..؟!"
ردد مبتسما وهو يتأملها بحب لم يعد يخفيه :-
" بل أنتِ وحدك من يحق لها الدلال ..."
نهض من مكانه متجها نحو بائع الذرة بينما تتأمله هي بسعادة غامرة ...
عاد إليها وهو يحمل قطعة الذرة المشوية لتأخذها منه وتتناولها بصمت عندما سألها بإهتمام :-
" إذا ... "
نظرت له وهي تسأله بدورها :-
" ماذا ..؟!"
هنف مبتسما :-
" الجو لطيف جدا .."
رمقته بنظراتها وهي تردد بخفة :-
" جدا ... "
أكملت وهي تتسائل بمشاكسة :-
" أتسائل الى المكان الذي ستأخذني إليه المرة القادمة ..؟!"
ابتسم مرددا بعبث :-
" الى المحكمة ..؟!"
سعلت مرددة بصدمة مصطنعة :-
" سوف تسجنني يا فادي ..."
همس وهو يغمز لها :-
" نعم سوف أسجنك ولكن في منزلي ومعي ..."
إحتقنت ملامحها كليا فحاولت الحفاظ على رباطة جأشها عندما قالت :-
" أصبحت تمزح كثيرا على غير العادة .."
نظر لها مرددا بجدية :-
" انا لا أمزح يا غالية .. أظن إنك تدركين جيدا إنني رجل واضح وصريح ولا أحب اللف والدوران .. مثلما تدركين جيدا إن هذا الوضع يجب أن ينتهي بالنهاية التي تناسبه ..."
بللت شفتيها بلسانها وهي تردد :-
" معك حق ...."
هم بالتحدث عندما قالت بسرعة :-
" ولكن قبلها لدي طلب بسيط .."
" قولي ما تريدينه .."
قالها بإهتمام وترقب لتسأله مبتسمة :-
" أريد قطعة زلابية من ذلك البائع ..."
كح مرددا بعدم إستيعاب :-
" هذا هو الطلب يا غالية ..؟!"
هزت رأسها وهي تبتسم بتثاقل ليردد مازحا :-
" شهيتك دائما مفتوحة هكذا أم إنه تأثير وجودي ..."
رددت ببرود :-
" بل هو تأثير البحر وهواءه يا فادي ... أنت لا دخل لك بالأمر من الأساس ..."
كظم غيظه وهو ينهض من مكانه يسألها :-
" هل تريدين شيئا آخر فأنا لن أنهض من مكاني مجددا بعدما أعود ..؟!"
حركت بصرها حول المكان قبل أن تجيب :
" حاليا لا أريد .."
هتف بصرامة :-
" فكري جيدا لإنني لن أنهض مجددا ..."
همت بالتحدث عندما ظهر الضيق على ملامحها فجأة فسألها مستغربا :-
" ماذا حدث ...؟!"
تفاجئ بها تجذبه من ذراعه ليجلس جانبه فيسألها بدهشة :-
" ماذا تفعلين يا غالية ..؟!"
هم بالنظر حيث تنظر فمنعته وهي تردد :-
" لا تفعل .."
سألها مدهوشا بتصرفاتها :-
" ماذا هناك يا غالية ..؟!"
ثم أدار وجهه نحو الجهة التي تنظر إليها ليجد فتاة شقراء تتأمله بنظرات غير مريحة بل الفتاة نفسها بدت غير مريحة بملابسها المكشوفة تماما ..
إستدار نحوها يبتسم لها بخبث فتتجهم ملامحها كليا عندما همس لها بخفة :-
" تغارين إذا .."
ظن إنها ستنكر ذلك لكنها فاجئته كما تفعل دائما وهي تجيب ببرود :-
" نعم أغار وهذا أمر طبيعي .."
أكملت بخبث :-
" لست وحدي من أفعل أم نسيت تصرفك الأخير مع شريف ابن عمي ..."
رد بملامح واجمة :-
" لا تذكري إسمه على لسانك .."
" هل تغار علي لهذه الدرجة ..؟!"
سألته وهي تبتسم بخفوت لينحني نحوها مرددا بنظرات مشتعلة :-
" هل يعقل أن تسأليني سؤال كهذا يا غالية ...؟!"
أكمل وعيناه تحاوطان وجهها بقوة :-
" أنا أغار عليك من الجميع يا غالية .. أغار عليك من أي رجل يراك ... "
أكمل وملامحه تتجهم أكثر :
" وشريف هذا لن تذكري إسمه على لسانك مجددا ولا تقولي إنه إبن عمي .. هذا رجل يحبك بل أراد الزواج منك يعني الأمر منتهي بالنسبة لي ولا مجال للنقاش فيه . أنا غيور جدا يا غالية .. عليك أن تستوعبي ذلك من فضلك .."
انتهى المشهدد..
مشهد كيوت صح 😊
رأيكم ..؟!

#فادي_الطائي
#غالية_الخولي

#فادي_الطائي#غالية_الخولي

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
حبيسة قلبه المظلم ( الجزء الأول من سلسلة ضباب الروح ) Where stories live. Discover now