الفصل الرابع والخمسون ( الجزء الثاني )

2.6K 165 31
                                    

في صباح اليوم التالي
استيقظت من نومتها أخيرا لتشعر بالفزع لوهلة وهي تجد نفسها عارية تماما لا يسترها سوى غطاء السرير ...
عادت احداث ليلة البارحة تتدفق الى ذاكرتها ...
ما حدث بينهما لا يمكن نسيانه ...
لقد منحته نفسها كما تمنى ... منحته جسدها بكامل ارادتها ...
ابتسمت رغما عنها بإنتشاء فهي رغم كل شيء صاحبة الخطوة الاولى ...
اذا كان يعتقد انه يسيرها فهو مخطئ ...
هي من تتحكم في سير الأمور بينهما حتى الآن ...
هي من بادرت بعرض الزواج عليه وهي من بادرت بتسليمه نفسها فقط كي لا تمنحه لذة الانتصار التي سوف يشعر بها عندما يجبرها على على الاقتران به ...
لذة حرمته منها وهي تعرف جيدا انه رجل مريض بنشوة الانتصار دائما ...
وهي حرمته متعة نشوة الانتصار عليها وامتلاكها ...
اعتدلت في جلستها وهي تلف الغطاء حول جسدها باحكام ...
البارحة منحته جسدها طواعية ...
استلمت له كليا ...
لم تقاومه كما كان يعتقد ...
لم تتمنع عليها كما كان ينتظر ....
بل استسلمت له وتجاوبت معه بكل اريحية ....
جذبت قميص النوم الملقى على الارض جوارها وسارعت ترتديه ...
تحركت خارج الغرفة بقدميها الحافيتين وقميصها المكشوف لتجده يقف في المطبخ ونصف جسده العلوي عاري تماما حيث يرتدي بنطال اسود فقط ...
كان يعد شيئا ما بتركيز عندما وقفت هي على مسافة منه تتأمله وهو منشغل فيما يفعله ....
سارت نحوه على مهل حتى وقفت خلفه وكفها يمتد فوق ظهره العاري فيلتفت بسرعة نحوها ويجذبها في عناق حميمي خطف أنفاسها لتتجاوب معه كالبارحة وتستسلم له بكل طواعية ...
ابتعدا عن بعضيهما بعدها وكلاهما يلهث بقوة ...
سألته وهي تلتقط انفاسها :-
" ماذا كنت تفعل ..؟!"
أطفأ الطباخ واستدار نحوها يخبرها ببساطة :-
" الفطور ..."
تمتمت بخفة :-
" أنت تعد الفطور بنفسك ..."
" انا معتاد على ذلك ..."
قالها بجدية وهو يسحب المقلاة ويضعها على طاولة الطعام قبل أن يشير اليها :-
" تناولي الفطور هيا ..."
سارعت تجلس على الطاولة وهي تخبره بصدق :-
" انا جائعة حقا ..."
ثم بدأت تلتهم البيض بالطماطم بشهية مفتوحة دون أن تنتبه لعينيه اللتين تتأملانها وهي تأكل بتلك الطريقة بنهم وشغف لا ينتهي ...
عليه أن يعترف انه يعشقها بكل حالاتها ...
يعشقها رغم ادراكه لوجود شيء خفي وراء استسلامها التام له ..
يعشقها ببساطة خالية من كل التعقيدات وإن كانت علاقتهما مليئة بالتعقيدات ....
توقفت لوهلة وهي تلاحظ تأمله لها فابتلعت لقمتها بسرعة وقالت :-
" ألن تتناول الطعام معي ...؟!"
سحب كرسيا له وجلس امامها يسألها :-
" هل أعجبك الطعام ..؟!"
أجابته بصدق :-
" لذيذ جدا ...."
ثم عادت تتناول المزيد ليقول وعينيه ما زالتا تلتهمان تفاصيلها :-
" أطعميني انت ..."
اختنقت باللقمة رغما عنها ما ان سمعت ما قاله فسارع يفتح الثلاجة ويجذب منها قنينة مياه باردة ويقدمها لها فتأخذها منه وترتشف المياه بسرعة ...
تنهدت براحة بعد لحظات لترفع عينيها نحوه فتجده يراقبها باستمتاع ...
تجهمت ملامحها وهي تتسائل :-
" لماذا تنظر الي هكذا ..؟!"
عاد يجلس مكانه وهو يخبرها :-
" أحب أن أتأملك ..."
شعرت بصدق كلماته وتغاضت عما قاله وهي تعاود تناول الطعام عندما اشار لها :-
" لم تطعميني بعد ..."
ردت ببرود :-
" انت لست صغير ... تناول طعامك بنفسك ..."
مال نحوها قليلا يخبرها :-
" ولكنني اريدك منك أن تطعميني بنفسك ...."
عبست ملامحها لوهلة قبل أن تجذب قطعة من الخبز وتحمل بها القليل من البيض ثم تمدها نحوه ليلتقطها داخل فمه بسرعة وعيناه ما زالتا تحاصران عينيها بشكل آثار توترها رغما عنها ...
عادت تتناول طعامها مجددا محاولة الهرب من حصار نظراته المزعج عندما وجدته ينهض من مكانه ويتقدم نحوها ...
رفعت وجهها نحوه بحيرة فيبتسم لها بمرونة قبل أن يميل نحوها هامسا بجانب وجهها :-
" أريدك ..."
التقت عيناها بعينيه فرأت بهما الرغبة والشوق الذي لا ينتهي ...
نهضت من مكانها تواجهه وتخبره بتردد :-
" ألن نتحدث بما سنفعله اليوم بعد زواجنا ...؟!"
لكنه سارع يحملها بين ذراعيه لتشهق بصدمة من تصرفه قبل ان يتجه بها الى الغرفة ويمارس معه طقوس عشقه لها ...
ورغما عنها انجرفت معه مجددا بعدما خطفها في ثورة مشاعره العنيفة التي لا يمكن مقاومتها مهما حاولت ....
ابتعد عنها اخيرا بعد مدة لا تدركها وهي التي غرقت معه في فيضان عشقه الذي لا ينتهي ...
جذبها نحو صدره يرفض ان يمنحها اي فرصة للابتعاد عنه ليهمس لها وشفتيه تقبلان شعرها بخفة :-
" كنت أعلم جيدا إن كل شيءٍ معك سيكون مختلفا .. رائعا ومثيرا حد الجنون ... لكن صدقا ما أشعره معك فاق جميع تخيلاتي ..."
كلماته منحتها الطمأنينة لوهلة فابتسمت داخلها بانتصار سرعان ما اختفى عندما وجدت نفسها تتسائل عما يلي هذا العشق الجارف وقتما يتضارب العشق مع الخداع ..
........................................

حبيسة قلبه المظلم ( الجزء الأول من سلسلة ضباب الروح ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن