البارت الخامس

67.7K 1K 42
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

ولو سألوني عنكِ
سأضع يدي على قلبي وأقول :
هنا كانت تسكن، هنا أوجعتني
وهنا مات كل شيئ!
لن أنسى مرارة ما أشعرتني به،!
❈-❈-❈
خرجت من شرودها ثم زفرت بغضب من نفسهافتوقفت متجهة للنافذة تحاول أن تخرج من حالتها.. وشردت بالمارة بالخارج.. لحظات وفُتح الباب وطل منه بهيئته التي جعلتها تلقي جميع وعودها لنفسها بالأرض.. ودت لو أسرعت وألقت نفسها بأحضانه حتى تشبع منه
وقفا يناظران بعضهما البعض للحظات.. حتى خطى بخطواته السلحفية وانظاره تحاوطها بإشتياق

عند حمزة
جالسا بمكتبه بعد إتصال سلمى إليه: أغمض عيناه وتذكر من ماضيه مايؤلمه
(فلاش باك)
- بقولك ياداليا عرّفي بابا إننا هنجي نزوركم بكرة... وقفت كالملدوغة
- بتقول إيه ياحمزة... مش لما تخلص مشروعك الجديد... وبعدين إنت قولت إنك هتسيب شغلك وهتتفرغ للشركة مع راكان ونوح.. إيه رجعت في كلامك!!
زفر بحنق وتحدث بغضب:
- داليا إحنا هنفضل نتكلم في الموضوع دا كل شوية... مينفعش أسيب شغلي.. ثم اكمل مستطردا
- أنا بحب شغلي يعني ينفع اقولك سيبي وظيفتك.. اهتزت نظراتها وحاولت التحدث رفع كفيه:
- سؤال واحد بس وعايز إجابته:
إنتِ موافقة تكملي معايا حياتك بوظيفتي دي...
هربت بأنظارها منه وبدأت تتلعثم بالكلمات
- حمزة أنا عارفة إنك راجع من ألمانيا ومفكر الحياة في مصر زي ألمانيا.. سحبت يديه الموضوعة على المنضدة ووضعتها بين يديها
- هيكون صعب نعيش بمرتب وظيفتك دي... وأنت بإيدك تتغير للافضل
ظل ينظر لها بصمت فأكملت حديثها باستبانة:
- أنا بحبك مفيش كلام بس الحب دا مش هيعيشنا حياة مرتاحة... يارب تكون فهمت قصدي
سحب يديه من يديها وكأن خنجر كلماتها طعن قلبه بشدة
عقد ساعديه بإختناق وهز ساقيه ناظرا لها نظرات نارية... كانت ملامحه ثابته جامدة على عكس دواخله التي اضطربت
- دالياإحنا بقلنا أد إيه بنحب بعض... قالها بسخرية ثم قال مصححا
- قصدي بقالك أد إيه بتتلاعبي بيا
رفع قهوته وأرتشف قهوته بهدوء...
تنهدت ونظرت إليه:
- والله كنت عارفة إنك هتقول كدا... حمزة لو سمحت ممكن تفكر في كلامي الأول وبعدين خد موقف
وقف مرتدي نظارته ثم اخرج حافظة نقوده ف ألقاها على المنضدة ورفع نظره إليها:
- مش عايز اشوف وشك مرة تانية ولو صدفة... قالها ثم تحرك مغادرا
وقفت وأمسكت ذراعيه
- استنى ياحمزة متكنش قفوش كدا... أنا بقولك كدا علشان تفكر في تحسين لحياتنا لو إنت باقي عليا... أنا مستحيل أتجوز واحد بعيش بمرتبه
اشعل سيجاره وتحدث وهي بفمه
- شيلي ايدك لأقطعهالك... افضلك تنسي انك قابلتي واحد اسمه حمزة في يوم من الأيام...
نظر لها بسخرية وأكمل
- أنا كل اللي زعلان عليه الخمس سنين اللي شيلتك في قلبي فيه... بس وعد مني لأدوس عليه بجزمتي... قالها ثم تحرك مغادرا دون حديث آخر
خرج من ذكرياته على طرقات السكرتيرة
- العميل بتاع الأرض برة يافندم عايز يقابل حضرتك
أومأ لها ثم اعتدل جالسا يننظره
في منزل عاصم المحجوب
قامت سمية بشراء بعض الأشياء التي يحتاجونها في تلك الزيارة الخاصة بخطبة درة أبنتها .. دلفت إلى مطبخها وقامت بإعداد بعض المأكولات والحلويات التي تقوم بها كل أسرة مصرية بتلك الزيارات
خرجت وجدت زوجها يقرأ بمصحفه.. قام بإغلاقه بعد التصديق ورفع بصره
- فيه حاجة ياسمية.. ؟محتاجة حاجة أجبهالك؟!!
ربتت على كفيه وتحدثت بمحبة إليه:
- ربنا يخليك ليا ياأبو ليلى.. كنت عايزة اتكلم معاك في موضوع قبل ماالبنات يجوا
اعتدل بجلوسه يستمع إليها بإنتباه
- خير ياسمية فيه حاجة؟.. حمحمت سمية وتسائلت:
- إنت ممكن توافق على عريس درة دا.. ينفع نجوز الصغيرة قبل الكبيرة ياعاصم
ابتسم بوجهها وأجابها :
- ليه لأ لو الولد ابن حلال وكويس ويعرف ربنا.. ربت على يديها
- ليلى معندهاش مانع ابدا.. ودي جالها نصيبها ليه نأجل وبعدين هو موافق إنه يستناها لما تخلص..
تنهد وأكمل: المهم يكون ابن حلال ويتقي ربنا فيها وأول مقابلة له بتدل إنه محترم
توقفت سمية وهي تنظر بشرود
- معرفش ليه مش مرتاحة ياعاصم..اللي ربنا كاتبه بقى هنشوفه
عند درة داخل قاعة المحاضرة
- يعني هتتفقوا النهاردة على الخطوبة ولا إيه...ابتسمت درة لأروى
- والله يابنتي أنا معرفش وافقت إزاي..حسيته شخص كويس،ومحترم وبعدين دكتور جامعي..الصراحه ليلى كمان أقنعتني بيه...نظرت لنور الذي دخل وألقى تحية السلام وهمست لها
- أسكتي علشان دخل أهو
عند يونس أمام كلية الهندسة
وقف مستندا على سيارته بإنتظارها رأته يارا.ابنة عمته...اتجهت إليه
- عامل إيه يادوك...قهقه عليها وغمز بطرف عينيه:
- الصغنن قفشني وهيفتن مش كدا..توقفت بجواره وهي تنظر للطلاب الذين يخرجون من بوابة الكلية
- لا يادوك مش هفتن عليك..لأني بصراحة أكتر واحدة عايزة أشوف سيلين سعيدة
اتجه بنظرات متسائلة:
- هو فيه حد عارف أنا بقابل سيلين يايارا
رمقته بنظرة ثم اعتدلت تنظره إليه بصمت للحظات وتحدثت
- يونس لو بتحب سيلين بجد لازم تاخد خطوة جدية في علاقاتكم...بلاش شغل الحرامية بتاعك دا..زفرت واستدارت عندما وجدت صمته ورغم ذلك أكملت
- سيلين أنقى واحدة في عيلة البنداري..غير برائتها وحبها الظاهر في عيناها..بلاش تكسر قلبها يابن خالي لو سمحت..قالتها ثم اتجهت لسيارتها
وصلت سيلين وهي ترى يارا متحركة للسيارة نادتها
- يارا..استني..وصلت إليها وهي تنظر من مسافة إلى يونس
- فيه حاجة...انتِ اتخنقتي مع يونس ولا إيه..ربتت يارا على ذراعيها وهي تنظر إلى،،، يونس الواقف يطالعهم
- لا ياقلبي هتخانق ليه..أنا كنت بسلم عليه..دنت منها وتحدثت :
- سيلين خفي من خروجك مع يونس..متعرفيش لسة نهاية العلاقة دي
تحركت يارا ووقفت سيلين تطالع ذهابها بالسيارة...رعش قلبها عندما ذكرتها يارا بنهاية علاقتها مع يونس.. وصل يونس إلى وقوفها وسحب كفيها
- واقفة كدا ليه ياسيلي؟.. استدارت إليه
فتحركت دون حديث حتى وصلت لسيارته
حاولت إستجماع نفسها والتمسك بشجاعتها الواهية فأخذت نفسا عميقا.. قبل أن تقول بنبرة مرتعشة :
- يونس لازم تقول لبابا وراكان عن علاقتنا.. صمتت لحظات وظل هو ينتظر باقي حديثها ودقات قلبه السريعة تخبره بأن القادم سيكون مميت له
نظرت له وتسائلت:
- هتقول لبابا إمتى يايونس.. اتمنى النهاردة كل حاجة تخلص.. ولا ناوي نفترق
جاء سؤالها كصاعقة أصابت قلبه الذي تمزق من فكرة ابتعادها عنه
قاطع حديثها بصرخة خرجت من أعماق قلبه:
- إياكِ أسمعك بتقولي كدا تاني.. مش عايزك في يوم من الأيام أسمع منك كلمة فراق أو ابتعاد.. جذب كفيها وضمها بين كفيه
- حبيبتي هنرجع إن شاء الله من رحلة شرم ووعد هفاتح الموضوع مع عمي أو راكان.. كدا حبيبة يونس ارتاحت
❈-❈-❈

عازف بنيران قلبي Where stories live. Discover now