البارت السابع والعشرون

58.4K 913 52
                                    

اللهم استرنا فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض عليك

ماتت حروف الحب من دفتر الكلمات فقد ظُلمت مثلما ظلمتُ، مثلما حكم الجميع على قلبي وحالي من بعيد، دون أن يسمع احد او يرى في عيني انكسارات قلبي السابقة ، حكموا على مشاعري دون أن يلمسوها في العلن، حكموا على إحساسي دون أن تدخل قلوبهم لقلبي، ، أصبحت قلوب الجميع قاسية لا تعرف عن الحب شئ، إلا استغلال الفرص ان كانت لصالحة أو لاء، ، مات الحب مثلما قتلوا قلبي أمام عيني، ثم تركوني أبكى وحدي في جنازتي...!
❈-❈-❈
اتجه توفيق إلى درج مكتبه وفتحه، ثم ألقى إليه بعض الصور قائلا بصوت مرتفع
-عشان أحافظ على شرفك ياحضرة المستشار، عشان شرف البنداري يفضل مرفوع متجيش بنت تمرمطه في الأرض
دنى ينظر إلى راكان الذي فتح الصور ينظر إليها ورفع نظره إلى جده كالذي فارقت روحه جسده عندما تحدث توفيق
-عشان لو اتأخرت يوم واحد كان الصور دي في كل وسائل الأعلام، ومفيش غير الست اللي خانت جوزها
هنا هوى على مقعده وكأن أنفاسه سلبت منه عندما شعر بإنسحاب الأكسجين من رئتيه، وهو يراها باوضاع مخلة
أطبق على جفنيه حتى تساقطت عبراته رغما عنه وهو يهمس بإسمها "ليلى"
دلفت الشرطة بعد قليل ينتظرون أوامر راكان، الذي جلس وكأنه فاقد للوعي ولم يفعل شيئا سوى همسه بإسمها      
صراع عنيف اندلع بداخله وخز قلبه بأشواك الحسرة مما فعله جده بزوجته..رفع نظره وانتابه شعور كره وحقد مما جعله ينهض متجها إليه وفجأة قبض على عنقه حتى تحول لون وجهه إلى شحوب مثل الموتى، متحدثًا من بين أسنانه
-قولي اعمل فيك ايه، يعني أموتك واريح الناس منك انت ايه شيطان!!
صرخ بها راكان عندما فقد سيطرته بالكامل، حتى أسرع الضابط المسؤل على القبض عليه
يجذب راكان من ذراعيه، في حين وصل خالد عمه وزوجته التي صرخت بعدما وجدته بتلك الهيئة
تحرر توفيق من يد راكان وهو يسعل بقوة، حتى يلتقط أنفاسه بصعوبة
اقترب خالد يصيح بغضب على راكان قائلا:
-اتجننت ياراكان!! عايز تقتل جدك يابني
ظل راكان يرمق توفيق بنظرات نارية كادت أن تحرقه، وهو يقاوم نفسه حتى لا يخرج سلاحه ويطلق عليه طلقة نارية ويتخلص منه، ولكنه اقترب منه بخطى سلحفيه بثت الرعب لقلبه
-تعرف انا ممكن أموتك وارتاح منك، بس لو موتك هيبقى برحمك، سمعت عن رصاصة الرحمة، دي مش في قاموسي
أشار للضابط
-خدوهوا وممنوع حد يشوفه ولا حتى محامي صرخ بها حتى اقترب من الضابط لسحبه
حدق به توفيق بعينين متسعتين وكأنه صفعه بقوة فتحدث غاضبًا
-عايز تسجن جدك ياراكان..مسح راكان على وجهه بغضب حتى يسيطر على نفسه
-انا قولت خدوه..صرخ بها بصوتًا مرتفع
صاح توفيق غاضبًا
-انا هروح يابن ابني، بس خليك فاكر انت عملت ايه في جدك
استنى ياحضرة الظابط..قالها خالد متجهًا إلى راكان قائلا بهدوء:
-إيه اللي بتعمله دا يابني، انت عارف نتيجة اللي بتعمله دا
قاطعه توفيق مزمجرًا
- خالد سيبه خليه يغلط كويس، بكرة يعرف الحقيقة، ويعرف أنا عملت ايه عشانه
طالعه بنظرات مشمئزة قائلا بصوت كاد أن يخرج من بين شفتيه عندما فقد شعور بأن هذا الرجل لا ينتسب إليه
-خده يابني بلاش توصلني لمرحلة تخليني أفقد عقلي..اقترب خالد يترجاه
-راكان فهمنا بس إيه اللي حصل
قبضة قوية اعتصرت قلبه عندما تذكر مافعله بزوجته، رفع نظره لعمه قائلا:
-قصدك تقولي ايه اللي معملوش، دا مستحيل يكون بني آدم
تحرك مغادرًا بعد خروج توفيق مع الضابط متجها إلى زوجته
❈-❈-❈

عازف بنيران قلبي Where stories live. Discover now