البارت السابع والأربعون

48.3K 784 73
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين


البارت السابع والأربعون



‏ العتاب:


كنتُ أنتظرُ تلك اللحظةَ التي ينتهي فيها الخلافُ بـ جملة "علاقتنا وبقاؤنا معًا أهمُ من أي خِلاف بيننا" بينما كنتَ تجاهدُ أنتَ لتُثبت أنني الطرف المُذنِب، كنتُ أعاتبكَ بـ قلبي ولم أنتظر منك إلَّا اللين، وكنتَ تُعاتبني بـ عقلك ولم تنتظر مني إلَّا الهزيمةَ أمامك....



#ليلى_البنداري






قبل ساعتين من اختطاف الطفل


اقتربت من فراش صغيرها، حملته بين ذراعيها


-حبيب مامي زعلان ليه، انت جعان..وضع الطفل أصابعه بفمه وبكى بصوته الطفولي


ضمته إلى صدرها وبدأت تتمتم له بعذوبة صوتها، ثم جلست اطعمه..غفى بعد رضاعته، وضعته بمهده وظلت تشدو له بصوتها الناعم


وصل وتوقف لدى الباب يستمع لصوتها المبهج لروحه


شعرت بوجوده، ولكنها ظلت كما هي، خطى إلى أن وصل إليها وجلس بجوارها ينظر لطفله، لأول مرة يدخل غرفته، بعد شهر من ولادته


وضع كفه على خصلاته الناعمة التي تشبه والدته كثيرا


-حبيب بابي مزعل مامي ليه


ثم انحنى يطبع قبلة على جبينه


رفعت نظرها مذهولة من وجوده، ارتجف جسدها عندما اقترب وحاوطها بذراعيه


-وحشتيني مولاتي..رفعت يديها تمررها على وجهه وهي تناظره بأعين مشوشة بدموعها المتحجرة فهمست بصوتا مختلطا بالبكاء


-راكان...امسك كفيها وطبع قبلة مطولة عليه، ثم عانقها بنظراته


-روح راكان مولاته...قالها ثم جذبها يعتصرها بأحضانه


-آسف حبيبي..ليلى أنا اتذكرت كل حاجة..خرجت من أحضانه وعبراتها انسابت بغزارة تبتسم من بين دموعها هامسة


"الحمد لله.. الحمد لله"كررتها عدة مرات، ثم توقفت فجأة تطالعه بتساؤل


-امتى، اتذكرت امتى؟!


احتضن كفيها بين راحتيه، ورفع بصره إليها


-يوم ولادتك..جحظت عيناها تسحب كفها من بين راحتيه، ثم سألته بعدم فهم


-قصدك شهر، فاكر عذابي من شهر ورغم كدا سبتني أتألم واتعذب ..شهر ياراكان، هونت عليك وانت شايفني بموت من بعدك وانت واقف كدا


تراجعت بجسدها بعيدا عنه، وكلامها شقه صدرها، حتى شعرت بعدم قدرتها على الحركة


اتجه إليها وحاوطها بأحضانه

عازف بنيران قلبي Where stories live. Discover now