البارت السادس عشر

61.7K 884 34
                                    

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

كيفَ الهروب مِنَ اشتياقي ولوعتي
وهواك في سَمْعِي وفي إبصاري
قدراً أُحبك لستُ أملك مهرباً
مهما أحاول أدعي وأداري
أأغيبُ عنك وأنت ساكنا دمي
وأراك في حُلمي وفي أفكاري
أيغيبُ وجهُك عَنْ عُيونٍ لا ترى
إلا هواك على مَدَىْ الإبصارِ
إن الفرارَ مِنَ الغرامِِ إلى النوى
كالمُستجيرِ منَ اللظى بالنارِ.
أنت الحياة فليس دونك موطن
كالنجم أنت وفي هواك مداري

❈-❈-❈
بمزرعة نوح
عاد نوح وأسما إلى المزرعة، دلفت لداخل المنزل وألقت بجسدها على الأريكة، دلف خلفها ينظر إليها رافعًا حاجبه
-لا والله يعني أنا تركت المعركة عشان حضرتك تيجي تنامي على الصوفية كدا
أغمضت عيناها ووضعت كفيها فوق وجهها
-نوح أنا تعبانة وعايزة أرتاح شوية ممكن تسبني شوية حبيبي لو سمحت
جلس بجوارها ثم جذبها لأحضانه رافعًا ذقنها
-مالك ياأسما من وقت ماخرجنا من عند راكان وإنت ساكتة
أستدارت تضع رأسها بصدره وتبكي قائلة
-ليلى صعبانة عليا جدا يانوح، أول مرة في حياتي اشوفها ضعيفة ومنهارة كدا
مسد على خصلاتها بعدما حررها من حجابها
-حبيبي احنا كنا متوقعين بعد موت سليم راكان هيعمل فيها كدا، متنسيش سليم مات وكان نفسه يشوفها وهي عاندت وكابرت
خرجت من أحضانه تطالعه بعيونها الباكية
-ليه هي كانت تعرف أن دا كله هيحصل، ليه محدش عايز يعذرها، مش كفاية هي محملة نفسها موته، لا كدا كتير على فكرة، ولازم راكان يفوق قبل مايخسرها
رجعت بجسدها تستند على الأريكة وأكملت
-تعرف النهاردة قالتلي ايه، قالتلي أنا خسرت الشخص الصح وعمري ماهعوضه، دي كاره راكان جدا
زفر نوح ثم اعتدل بجلوسه ممسكا كفيها
-أسما حبيبتي ليلى بتقول كدا عشان مجروحة من راكان مش أكتر، وأنا بأكدلك وقت مايخدها في حضنه وحياتك ياقلبي لا تنسى حتى قالها إيه في يوم من الأيام
ذُهلت أسما من حديثه، فأردفت قائلة:
-أنت إزاي بتقول كدا، بقولك دا مدمرها نفسيا وجسديًا، انت عارف هددها عشان توافق تتجوزه
أطلق نوح ضحكة صاخبة ورفع حاجبه بسخرية
-وصدقتي الفيلم الهندي اللي عمله دا، ظل يطلق ضحكاته وهو يضع كفيه على عنقه عندما تذكر هجوم راكان عليه وتحدث من بين ضحكاته
-يابنتي دا كان هيخنقني، وحياة ربنا لولا يونس كنتِ زمانك بتقولي الله يرحمك يانوح ياحبيبي
ضيقت عيناها وأقتربت تناظره بإستفهام لم تفصح عنه شفتيها
-أنا مش اتصلت بعمو عاصم وقولته تعالى زور ليلى عشان الحمل تاعبها، هزت رأسها وانتظرت تكملة حديثه فأكمل
-دخلت ألعب معاه وفهمته ان ليلى شهور عدتها هتخلص، وأن باباها جاي ياخدها عشان آسر هيتجوزها
اطلق ضحكة كلما تذكر ماصار
-عارفة التنين عمل ايه دا حتى المتخلف مفكرش أنها حامل، لا كل اللي فكر فيه أنها هتسيب البيت رغم الغبي لو فكر شوية هيعرف ان شهور عدتها بعد ولادتها، لا مجرد ماعرف ان فيه حد بيفكر فيها وأنها هتمشي اتجنن وكان هيموتني، وراح زي المجنون يضغط عليها
برقت عيناها تحاول استيعاب حديث زوجها
-أكيد بتهزر يانوح، اتجننت رايح تقوله أن ليلى هتتجوز ولسة أخوه ميت لسة مكملش خمس شهور ...توقفت لحظة ثم أكملت
-استنى مااخدتش بالك من كلام آسر، قال ايه، دا شكله اللعبة احلوت في نظره
نظر نوح للبعيد وأردف:
-دا اللي صدمني، أنا عارف آسر كان بيحب ليلى، لكن انه يطلبها للجواز وهي حامل دا اللي مفهمتوش
اتجه لأسما وضحك ضحكة مستهزئة
-دا شكلنا داخلين على معجنة يابنتي بين التنين والتنينة برعاية آسر المحجوب، مااعتقدش راكان هيسيبه ماشي على رجليه، أنا شوفته كان عايز يبلعه
ضربت أسما كفيها ببعضهما، مش لما يتصالحوا وبعد كدا يدخل آسر هي ناقصة، رفعت نظرها إليه
-هروح اجهز الأكل انا جعانة موووت وبعد كدا ننزل نمشي شوية بالخيل، الساعة لسة عشرة
إقترب نوح وهو يطالعها بخبث، ثم جذبها يحملها للداخل يقهقه عليها، والله انا مستحيل أسيبك، وعايز أكل حاجة تانية
لكزته بكتفه وهي تقهقه بضحكاتها المرتفعة
-لا يانوح نزلني لو سمحت، فيه حاجة لازم تعرفها، استنى يامجنون،  انزلها بعدما دلف للداخل يحاوطها بذراعيه، واضعًا جبينه فوق جبينها هامسًا بمشاعره:
-ينفع كدا بقالنا أكتر من خمس شهور ياأسما، أنا استويت حبيبي، دا لو بتنتقمي مني مش هتعملي كدا
رفعت كفيها تحتضن وجهه وهي تنظر بعمق لعيناه:
-وعد من حبيبتك آخر مرة أجل، لكن النهاردة مش هينفع خالص صدقني، ضغط على خصرها يقربها إليه وهو يداعب وجهها بأنفه
-وحبيبك بيقولك هو مش هيسيبك ولا دقيقة بعد كدا، لامست وجنتيه تقبله
-حبيب أسما هيعذرها عشان عندها ظروف قاسية جوية خماسية، قالتها وخرجت سريعا تقهقه عليه
تسمر بوقفته وهو يردد حديثها:
   -ظروف قاسية جوية خماسية البت دي اتجننت ولا إيه

عازف بنيران قلبي Where stories live. Discover now