البارت الثاني والثلاثون

62.4K 889 41
                                    

اللهم استرنا فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض عليك

قالوا لي انسي هواك
انسي دموعك معه
كيف لي انسى
كيف لي انسى من ادمنته
هل يمكن ان يشفى مدمن
من ادمانه
هل ممكن انسى من دق له قلبي
كيف انسى
وهو يجري في دمي
كيف اشفى
من دقات سكنت القلب
كيف اشفي
من قلب هو قلبي
كيف اشفى
من ادماني
وهو يجري في دمائي
هل يوجد من شفى من الادمان
في الحب
هل من طبيب يشفيني من من احب
لاوالله هذا ادمان ليس له مثيل
لانه ليس له دواء
ودوائه في عدم الابراء
من ادمانه
❈-❈-❈
بمنزل عاصم المحجوب وخاصة قبل الحناء بأسبوعًا ..استيقظت ليلى على ألمًا اسفل بطنها، وشعرت بالتقيؤ..أسرعت إلى مرحاضها، وظلت تتقيأ حتى خارت قواها وجلست على أرضية الحمام.. دلفت درة تبحث عنها وجدتها تخرج من المرحاض بجسدًا منهك، والعرق يغزو على جبينها..جلست على مخدعها وجسدها يرتعش..ملست درة على خصلاتها وأرجعت بعضها المتمرد
-حبيبتي مالك؟! ليه جسمك عرقان ومتلج كدا
جذبت منشفة ورقية تمسح بها عرقها الذي ظهر على وجهها وعنقها مردفة بصوتًا منهك:
-شكلي اخدت برد من المكيف..هشرب حاجة سخنة واروق دلوقتي
قامت درة بإعدال فراشها
-طيب حبيبتي ارتاحي وانا هعملك مشروب كويس..أومأت برأسها تربت على ذراعها
-حبيبتي هتعبك معلش
وضعت درة قبلة على جبينها وتحدثت:
-تعب ايه يامجنونة، نسيتي كنتِ بتعملي أيه معايا وانا في الثانوي
فردت جسدها وابتسمت لها قائلة:
-مفيش بين الأخوات جمايل ياعبيطة..قهقهت درة وخرجت وهي تمازحها
-لا عندي لازم يكون جمايل وطلب كمان
وضعت كفيها على أحشائها مبتسمة
-يارب ماتوجعنيش عليه المرادي، اللهم اجعله لي قرة عين، وارزقني اياه سالمًا معافي يارب العالمين..اطبقت على جفنيها متألمة
-ياترى هتعمل إيه ياراكان لما تعرف، بس تفتكر اقولك دلوقتي عشان ترجعني بس عشانه، لا مش أنا ال ارجع لجوزي عشان الولد
تنهدت متوجعة عندما تذكرت آخر لقاء بينهما قبل مجيئها عند والدها، بعد خروجها من مكتبه في ذاك اليوم الذي رأته مع نورسين، خرجت إلى زينب
-ماما زينب فرح درة بعد اسبوعين، وماما محتاجني معاها الأيام الجاية،فهضطر اروح اقعد عندهم، طبعا حضرتك عارفة زعل بابا ومقاطعته ليا بسبب اني رفضت اروح اقعد عنده
ربتت زينب على كفيها قائلة:
-باباكي عنده حق متزعليش منه، وأنا لو منه مكلمكيش..اغمضت ليلى عيناها متنهدة بحزن
-طيب ياماما دا لو أنا لسة بنت، دلوقتي أنا كنت متجوزة ومعايا طفل، غير شغلي، يعني اسست حياة، ومش هنكر حق بابا، بس كفاية عليه مسؤلية لحد كدا، هو هيرجع يقولي مينفعش تنزلي تشتغلي المجتمع مش هيرحمك انتٍ كنتِ ارملة، وبعدين مطلقة والعيب ومش العيب وبكدا هنتعب بعض، غير طبعا ابنك الديكتاتوري ال هيرفض الفكرة اصلا، سحبت نفسًا طويلا خرج من رئتيها متحررًا من نيران حزنها وآلمها على حياتها
راقبتها زينب بتعمق ثم تحدثت
-انا عارفة راكان ديكتاتوري، زي ماأنا عارفة إنك شعنونة وهبلة ومحكمتيش عقلك، يابت دا بيقولوا ان كيدهن عظيم، معرفتيش تعملي زي فرح ال راجعة بولد وتقولي خدي حفيدك بكل بجاحة، وانتِ الهبلة ماشاء الله معرفتيش حتى تخلي جوزك في حضنك ومفيش غير ابنك طلقني ومش عايزني وكرامتي
اتسعت عيناها متلألأة بالدموع وهي تشير لنفسها
-أنا فعلا هبلة عشان رخصت نفسي وحبيت راجل كل شوية في حضن ست، أنا فعلا هبلة ياماما ورغم ال عمله روحت لحد عنده وقولت له انا آسفة وتعالى نرجع لبعض، انسدلت عبرة على وجنتيها إزالتها بكفها المرتعش وهي تنظر إلى زينب
-احنا تعبنا بعض كتير، والأفضل إننا نبعد عن بعض، وقبل ماتقولي حاجة دا مكنش قراري، وبدل هو حكم بكدا يبقى دا الصح، وأنا رافضة تماما ارجعله تاني
وقف خلفها وحاوط مقعدها بذراعيه بعدما خرج من مكتبه واستمع لحديثهما، دنى بجوار اذنها
-وأنا لو عايز ارجعك دلوقتي هرجعك يامدام
دفعته بقوة حتى انزلق ذراعه من المقعد واصطدم متأوها
-يابنت المجنونة، انتِ غبية..استدارت له بجسدها
-بص يااسمك معرفش مختروعينه من ايه، انا ال اقرر حياتي بعد كدا، يعني لا إنت ولا غيرك، وبدل مانت كل شوية في حضن عورسين زفت دي روح شوف مين ال كان عايز يخطف امير، قولت عليا قبل كدا غبية ومبفهمش وازاي اخدت دكتوراه في الهندسة، مع ان التعايش في الحياة مالهوش علاقة بالشهادات، إنما أنت ماشاء الله في حكم شغلك وكل مصيبة بتقابل مصيبة وحضرتك محلك سر، من يوم ماسليم مات الله يرحمه لحد اسبوع لما امنك اخترق ودخلوا بيتك في وسط امنك وكاميراتك وبرضو كانوا هيخطفوا ابني..نهضت تقف بمحاذته
-روح لم فشلك وبعد كدا احكم على حياتك الشخصية.. اقتربت تنظر بداخل عيناه بنظراتها النارية وتحدثت بثبات
-انا مش هرجعلك ياراكان حتى لو إنت عايز كدا، أنا مش الوايتنج بتاعتك وقت ماتحب ووقت ماتغضب، تحركت بشموخ إلى أن وصلت أمامه ولم يفصل بينهما انش واحدا وأكملت
-روحتلك وانت بكل جبروت قولت لا، أنا بقى بقولك لا ومليون لا
جز على شفتيه ثم اتجه لوالدته التي تشير بعينها بالهدوء، فجذبها بقوة حتى اصطدمت بصدره هامسًا
-هو أنا قولتلك تعالي نرجع عشان تتنفخي كدا
اشتعل غضبها واحتدت نظراتها واختنقت أنفاسها من حديثه الذي ادمى قلبها، فثارت روح الأنثى بداخلها وحاولت التملص من قبضته القوية ولكنها فشلت فتنهدت قائلة
-انت بقيت ماضي واندفن، وحياتي انا هأسسها بعيد عنك
حاوطها بذراعيها حتى رفعها من خصرها لتصبح بمستواه هامسًا
-مالكيش حياة بعيدة عني يالولة..لكمته بقوة، وزينب تكتم ضحكاتها عليهما
اتجهت ليلى بنظراتها إليه، كانت تمارس أقصى درجات ضبط النفس كي لا تلكمه بقبضتها في وجهه وتحطيم فكه، ورغم ذلك رسمت إبتسامة وأردفت
-دا في قانون ابو جلمبو سلملي عليه تمام، خليك فاكر قولت إيه..دنت منه حتى اختلطت انفاسهما قائلة
-بكرة تيجي راكع ورافع الراية البيضا وانا مش هعبرك..قالتها وهي تضغط بحذائها ذو الكعب العالي على قدمه، تحمل الألم حتى أحمر وجهه وأصبح عبارة عن كتلة نارية وهو يحاول أن يسحب قدمه من تحت حذائها وهي تتصنع الإسناد عليه مردفة
-معلش دوخت شوية، ماهو إنت زي جوزي طول ماانا في شهور العدة، قالتها بإستخفاف، ثم تحركت بعد لحظات بعدما اتجهت لوالدته
-أمير أمانة عندك ياماما زينب، ولو تعبك عرفيني وهبعت درة او ابن عمي ياخده
-ياخدك ربنا ياختي، قالها وهو يجلس يجذب الولد من بين ذراع والدته
استدارت متحركة، هياخدنا كلنا متخافش، بس مترجعش تعيط..قالتها وهي ترمقه بنظراتها المتألمة، ثم استدارت متحركة للخارج دون حديث ولكنها توقفت قبل خروجها عندما صاح بصوته المرتفع
-مش مسمحولك تغلطي طلقتي الجميلة، اي غلط لو بسيط مش هرحمك..تراجعت بعض الخطوات وهي تنظر إلى زينب قائلة:
-عرفي ابن حضرتك ياماما زينب مبقاش له سلطة عليا، وهو لسة قايل بلسانه ال بيحدف عنب دا انا طلقيته، يطلع ينزل أنا طليقته، ولو جالي زاحف كدا عشان ارجعله مستحيل، وبالمناسبة أنا بدور على بيت تاني، عشان وقت ماتخلص شهور عدتي مفيش رابط هيكون بينا، غير أمير ودا هيكون بالاتفاق مع حضرتك..تمام ياحضرة المستشار
هب من مكانه متجهًا إليها، نهضت زينب عندما وجدت نظرات ابنها التي لا تبشر بالخير، وحاولت إيقافه
-راكان حبيبي ممكن تهدى، ليلى عندها حق..دفع المقعد حتى سقط واتجه إليها
-سمعيني كدا كنتِ بتقولي إيه!!
دنت منه وهي تغرز عيناها بعينيه قائلة بصوتًا متمهل
-بقول هطلع من جزيرة علي بابا والأربعين حرامي، باي باي ياطليقي
قالتها وتحركت للخارج بشموخ أنثى متجبرة ذات كبرياء، وصلت لسيارتها تضع كفيها على صدرها قائلة بصوت مكتوم متألم
-ايه الراجل المتجبر دا، مش قادرة حتى ادعي عليه تنهدت

عازف بنيران قلبي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن