البارت ألعاشر

60.9K 908 49
                                    

أنا الذي ماتت أغصاني، وجف ينبوعي، أنا الذي تحولت جنات عشقي، مقابراً لدموعي كان كاذبا عندما قال انه يحبني

حقا مُؤلمة جدًا تلكَ الأوجاع
التي نُخبئها خلف إبتسامات كاذبة و ضحكات ليست من القلب

❈-❈-❈

‏أنهى حمامه، ثم اتجه لغرفة أخيه ظنا أنه وحده لم يكن على علم بوجود ليلى بالقصر، كان يرتدي ثيابا بيتيه تتكون من تيشرت ضيق من اللون الأسود  يبرز عضلاته وبنطال من اللون الرمادي ..فتح الباب فجأة وهو يتحدث إلى أخيه
- سليم !! ولكنه توقف عن الحديث عندما وجد أخيه يضمها بذراعيه و يقبلها ، ابتعد يواليهما  ظهره متجها للخارج متأسفًا
- آسف مكنتش أعرف أن معاك حد...قالها بأنفاس متقطعة متجها لغرفته..ناداه سليم

- راكان أستنى..توقف مجرى الدم بعروقه وتثلجت أوصاله حينما ناداه سليم، هو الآن لايريد أن يرى أحدا، أو يتحدث ..أنفاسه متسارعة يكاد يتنفس بصعوبة، كور قبضته حتى يستطيع السيطرة على نفسه وألا يتعصب على أخيه

اقترب سليم إليه
- راكان إيه مش هتسلم عليا مش وحشتك، آسف كنت هجيلك ماما قالتلي إنك نايم ، قالها سليم وهو يقف خلف

استدار بهدوء إلى أخيه حتى وصل سليم إليه وقام بإحتضانه
- وحشتني حبيبي، حمد الله على سلامتك ..لم يستطع التحدث ولا حتى النظر إليه كأنه فاقد لكل شيئا، هز رأسه وهو يرسم إبتسامة على وجهه، لحظات وهو يحاول أن يجمع شتات نفسه ولكن كيف عليه التحمل وهو يستنشق رائحتها على ثياب أخيه

تحرك سريعا لغرفته دون حديث، فقد تحمل مالا يتحمله أحدًا، أغلق الباب خلفه ولم يستمع سوى لأنفاسه المتسارعة، انزلقت عبرة غائرة بجانب عينيه هوى جالسا عندما فقد الحركة
والمشهد أمام عينيه، هي بأحضانه ويقبلها بلهفة عاشق حد النخاع وهي صامتة بأحضانه كأنه حبيبها منذ أعوام

رجفة قوية أصابت جسده حتى شعر بارتعاش جسده كالذي يعاني بحُمى، ليته يعاني حمى الجسد، ولا يعاني حمّى قلبه

أطبق على جفنيه حتى عصر عينيه يلكم رأسه وهو يصرخ بآهات محبوسة داخل صدره كيف عليه أن يخرجها ، كيف عليه أن يحكي مايؤلم صدره، ماأصعب هذا الشعور

اتجه لمرحاضه وقام بفتح المياه ووقف تحتها بملابسه عندما فقد السيطرة بالكامل على نفسه جلس تحت المياه حتى اختلطت دموعه بالمياه
يعض على كفيه وصورتهما أمام عينيه

دلف سليم بعد فترة إلى جناحه وظل ينادي بإسمه ...ولكنه تراجع وانتظر بالخارج ينتظره
ظل راكان فترة ليست قليلة داخل مرحاضه مما انتاب سليم شعوره بالخوف عليه، فاتجه إليه يطرق على باب المرحاض
- راكان إنت كويس !!..استمع لصوته بالخارج فأجابه بصوتا كاد أن يكون متزنا
- كويس ياسليم، شوية خارج
وقف أمام المرآة ينظر لنفسه لعينيه التي تغير لونها، ووجه الذي أصبح عبارة عن لوحة من الألم والحزن والغضب معا، حتى حدث حاله
- لمّا من أولها عامل كدا، طيب قدام هتعمل إيه
واحدة باعتك وهي عارفة ومتأكدة إنك حبيتها
نسيت قالتلك إيه عايزة تشوف وجعك، برافو عليها طلعت أقوى منك ياحضرة وكيل النيابة

عازف بنيران قلبي Where stories live. Discover now