البارت العشرين

70.6K 1K 55
                                    

اللهم استرنا فوق الارض وتحت الارض ويوم العرض عليك

كم هو صعب أن ترضى بالغياب
و لكن الذكرى لا ترضى بالرحيل ،،،
فلا نحتاج إلا شعلة نسيان تدفيء برودة المشاعر ،،،
فكلنا نكره الفراغ الموحش بعد الإمتلاء ،،،
فنصير غرباء حتى عن أنفسنا ،،،
بعد أن كان لنا وطن صرنا مثقلين بالهزائم ،،،
#غرباء حد التلاشي ،،،
تؤلمنا كل تلك الأشياء التي لم نقولها فالبوح أحياناً مؤذي لأرواحنا ،،، ليبقى الصمت سيد المواقف ،،،
             ،،، هناك أوراح تجعل حزنك يغفو ،،،
          ،،، و ربيعك يزهر لكنهم ليسوا دائمين ،،،
               ،،، فتعلموا أن لكل شيء نهاية ،،،
لا حزن و لا فرح يدوم ،،، حينها سنعتذر لأنفسنا ،،،
" عن كل الخيبات و الإنكسارات التي أغرقناها بها " ..!!

❈-❈-❈
دلفت إلى الحفل توقفت بجواره قائلة :
-مساء الخير..قالتها وهي توجه نظراتها إلى جاسر ويونس، متجاهلة صدمته بوجودها
بسط يونس يديه وهو يطلق ضحكة من شفتيه ثم غمز إلى راكان:
-مساء الجمال ياسيدة الحفل والقصر كله..معاكي يونس البنداري، خمسة وتلاتين سنة، عازب،  دكتور ستات محترم خبرة سبع سنين،  قيصري وطبيعي  وكمان تأخير إنجاب،
ابتسمت على كلماته، ثم تحدثت بعدما شعرت بنيران تحرق وجنتيها
-تشرفنا يادكتور
قطب حاجبيه متسائلا :
-إنما الجميل معرفناش هو مين..اتجهت إلى راكان الذي بدأ ينفث سيجاره بغضب فتحدثت
-دي ابن عمك يجاوبك عليها، معرفش ممكن تقول فراشة حرة
جذب يونس جاسر الصامت وتوقف أمامها عندما استمع للموسيقى:
ممكن الجميلة تسمحلي بالرقصة دي
ابتسمت له:
-اكيد يزدني شرفًا يادكتور، بس مينفعش، متزعلش فيه حاجات مينفعش نتهاون فيها، إنت آه ابن عم سليم، لكن مينفعش أرقص مع واحد غريب
أقترب راكان وداس على قدم يونس حتى صرخ من الألم، جذب كفيه بوجه صارم متجهم الملامح متجاهل صراخه، فاقترب يجذبه من ذراعه متحركًا
-كنت عايز ترقص مع مراتي يلاَ..ضيق يونس عيناه متجاهلا نظراته النارية:
-ليه هو عيب، دا إنت طول اليوم من حضن دي لحضن دي، عايز أجرب أنا كمان
رفع نظره إليه بصدمة، فلقد نجح وبجدارة في ان في ان يخرج شياطين جحيمه فاردف:
-لو شوفتك قدامي بعد ثانية اترحم على نفسك يامتخلف
تحرك يونس وهو يقهقه عليه
-بحبك ياراكي وانت متعصب..وصل إليها كانت تقف بجوار أسما ونوح ..سحبها من كفيها بعض الخطوات..توقفت تنظر حولها وابتسامة على وجهها للجميع
وصل بها إلى مكانًا هادئًا بعض الشئ، فأردف
-ممكن أعرف إيه اللي جابك
لونت الصدمه معالم وجهها وهي تقترب منه قائلة
-مش فاهمة قصدك ياحضرة المستشار
جذبها بقوة حتى اصطدمت بصدره يهمس بجوار أذنيها
-دا ايه الجبروت اللي عندك دا، فيه واحدة تحضر خطوبة جوزها، ومش جوزها بس لا حبيبها كمان
تعثرت الكلمات على شفتيها من قربه ورائحته، التي تغلغلت داخلها، حتى تمنت أن يخطفها ويهرب بعيدًا عن الجميع، رفعت نظرها إلى عيناه وتلاقت النظرات، وعيناها تلمع بالدموع
-فعلا زي ماقولت جبروت، يمكن من كتر اللي شوفته منك معنتش تفرق معايا، أو ممكن تقول عشان أثبت لنفسي إنك بقيت ولا حاجة
لكزته بسبابتها بصدره وهي تنظر لمقلتيه بجمود  
-عايزة اكدلك وأكد لنفسي الوقت اللي خرجت من باب اوضتي ومرحمتش قلبي وأنا بترجاك متعملش كدا، ورغم كدا دبحتني وجيت بكل برود تكمل جوازك وكأني عبيدة عندك ؛ إنت بقيت خلاص ذيك زي سليم اللي اندفن
دنت حتى اختلطت أنفاسهما وهمست أمام شفتيه وهي تنظر لمقلتيه
-انت موت في قلبي ياراكان،  متعرفش الست اللي جوزها يحرق قلبها ممكن تعمل إيه،  دنت ودنت حتى وصلت للمحظور بقربه الذي اعتبرته ذلك من قسمها لنفسها
-وحياة كسرة قلبي اللي انت بكل جبروت دبحته وخليت وجعه مستباح لأوجع قلبك
قالتها ثم تحركت بخطوات مهرولة لاتعلم أين وجهتها، كل مافعتله أنها انتصرت وبقوة عليه، هي أصبحت لاتعلم أيحبها كما زعم!! أم يتلاعب بها
وصلت حيث جلوس زينب التي كانت تراقبهما
جلست تأخذ أنفاسها المتسارعة، وعيناها المترقرقة بالعبرات
تنهدت زينب تنظر إلى راكان الذي يقف بجوار أصدقائه ووجه عبارة عن لوحة من الحزن والوجع
أشارت إلى يونس بعيناها ففهم ماتريد تحرك متجها إلى نوح وتحدث:
-نوح عايزك...تحرك نوح بعيدًا عن راكان
-ليه راكان مُصر يتجوز نورسين، وهو عارف بلاويها
زفر نوح يمسح على وجهه ثم أجابه
-والله يابني ولا أعرف، هو جه وقالي تعالى النهاردة خطوبتي فجيت معاه، حاولت أفهم بيفكر في إيه ومعرفتش أوصل لحاجة
اقترب منه قائلا:
-طيب أسمع الليلة دي كلها عند المتر اللي معرفش محضرش الخطوبة دي ليه، فلما نوصل للمتر إحنا لازم نعمل لعبة حلوة عليه
قطب نوح حاجبه متسائلا:
- مش فاهم قصدك؟! حاوط يونس كتفه قائلا
-"ليلى"..ضيق نوح عيناه متسائلا :
-مالها ليلى؟!..همس له ببعض الكلمات
توسعت عين نوح قائلا
-يخربيتك دي متجوزة، انت عارف راكان ممكن يعمل ايه فيك لو عرف
دفعه يونس ساخرا:
-والله انت غبي، وتستاهل اللي  فرندا عملته فيك
بعد قليل اتجه لوالدته وجلس بجوارها يرمق التي تتحدث مع أسما فتحدث
-شايفك جيتي ياماما..دققت النظر بملامحه
-مكنتش أعرف إنك هتزعل لما أجي
توسعت عيناه بذهول قائلا
-انا ازعل لو جيتي ياماما..اقترب من والدتها وتحدث بصوت لا يسمعه سواها
-كوين زينب بلاش تلعبي بيا ولا عليا، ابنك مش غبي، بلاش نزعل من بعض ياكوين زوزو
غمز بعينيه قائلا
-إنك تجيبي مراتي لخطوبتي وراها حاجة، فبقولك بلاش تستغبي ذكائي، ابنك بيفهمها وهي طايرة ولمي خروف العيلة دا، أصل وحياة ربنا لو نفخته لأطيره.
قاطعهم وصول فريال مع ناهد والدة نورسين
-زينب هانم وانا بقول الحفلة نورت ليه
ابتسمت زينب، ثم توجهت بنظرها لأبنها قائلة
-الحفلة منورة براكان ومراته طبعا..رجفة شعر بها حينما رفعت ليلى نظرها إليه ..لم يفكر كثيرا فتوقف عندما استمع للموسيقى بإفتتاح الحفل وهو يبسط يديه إليها
توقفت ناهد تنظر له بذهول قائلة:
-معقول ياركان، هترقص رقصتك الأولى مع أرملة اخوك..أمال بجسده حينما تحدثت ليلى قائلة:
-أنا مش هرقص يامدام متخافيش، سحب كفيها متحركًا وهو يقول
-دي مراتي مدام ناهد قبل بنتك، تحركت معه ودقات قلبها بالإرتفاع لأول مرة حيث نظرات الجميع متركزة عليهما
توقفت أمامه في المكان المخصص للرقص
-أنا مبعرفش أرقص، إزاي تسمح لنفسك تقرر بحاجة من غير ماتاخد رأيى
جذبها وحاوط خصرها بذراعيه هامسا لها
-الناس بتبص علينا، وبعدين الكل عارف إنك مراتي، ياريت تلتزمي بحدودك، من شوية يونس كان عايز يرقص معاكي
قالها وهو يرفع ذراعيها حول عنقه، ودنى يجذبها ويتحرك مع الموسيقى
نظرت لشمسه الساطعة بالإضاءة وابتسمت
-مش ذنبي إنه عايز يرقص معايا، ماهو يونس شبه ابن عمه نسيت ولا إيه مش انت الخبرة بتاعهم
اطلق ضحكة رجولية جعلتها تتناسى ماصار بينهما، فتحركت معه وهي تبتسم بحالمية

عازف بنيران قلبي Where stories live. Discover now