البارت السابع

62.7K 947 61
                                    

كفاك ياقلب ..لاتدق فقد أوجعتني
لمن تدق الأن ..أمازلت لا تعي
أتحاربني ياقلب ..أم أنت معي
تضغط ويعلو نبضك..في دمي
الم تمل بعد أو تهتدي
إهدأ ياقلب .. ولاتستعجل مصرعي
فقد كنت قلبي ..يوم وعدت ألا تترك معصمي
ضعت ياقلبي..وضيعتني
كف ياقلب  وأصمت فقد أوجعتني                  

❈-❈-❈
دلفت إلى غرفة مكتبها ..أغلقت الباب خلفها ثم جلست أرضا خالية من أي مشاعر سواء ندم أو لوم ..تتحسس قلبها الذي توقف نبضه عندما تذكرت نظراته الحزينة إليها هل بالفعل ظلمته ام ظلمت قلبها ؟!
عادت إلى متاهة قلبها الذي يخادعها مرة بكرهه ومرة بعشقه ..اتخذت نفسا طويلا تشحن رئتيها بالأكسحين  حتى تستطيع المواجهة مع نفسها
ظلت عدة دقائق على حالتها ،ثم توقفت تجمع أشيائها متجها للخارج ،قابلها سليم وهو يهرول سريعا ...أسرعت متجهة إليه تخشى أن يكون أصابه شيئا لا تعلم لماذا شعرت بذلك حتى أحست بتوقف قلبها تماما ..توقفت أمامه
- بتحري ليه في حاجة ؟
سحبها من كفيها متجها للمصعد وهو يحادثها
- سيلين تعبانة ونقولها المستشفى لسة عارف دلوقتى..تعالي اوصلك في طريقي وأعدي عليها
هزت رأسها رافضة وتوقفت
- لا هروح مع آسر ،روح اطمن عليها وبعدين طمني
أومأ برأسه فتحرك عدة خطوات ثم توقف مستديرا إليها
- إيه رأيك تيجي معايا وتتعرفي على ماما ...فركت كفيها ولم تعلم بما تجيبه ..عزمت أمرها ودنت بخطواتها
- سليم مينفعش أخرج معاك غير لما يكون بينا رابط قوي وكمان مش خاتم خطوبة ،اقل حاجة كتب الكتاب ،دي حاجة ،الحاجة التانية لازم تعرفها
- تربيتي غير تربيتك ،طبعا مش بشكك فيك لكن شايفة كل حاجة عندكم مباحة ،زي مثلا طريقة كلامك مع نورسين وتقربها منكم ،عندي دا غير مقبول
اقترب منها يطالعها بنظراته العاشقة
- عايز أقولك حاجة ممكن ..رفعت رأسها تنظر لعيناه لأول مرة تقابلت نظراتهما فأردف  بصوته الرجولى  الهادئ
"ليلى انا بحبك" هزة عنيفة أصابت جسدها .. لحظة تجمد الدم بعروقها وشعرت بتعطل اجهزة جسدها حينما تخيلته حبيبها ودامي قلبها ..اقترب وتحدث
- ليلى مبترديش عليا ليه ؟! هنا لم تستطع السيطرة على نفسها ولم تمنع تساقط عبراتها فرجعت خطوة للخلف واستدارت سريعا متجهة للخارج حيث وقوف آسر  بإنتظارها
كانت تسير بخطوات واهية إلى أن وصلت لآسر الذي يراقب وقوفهما ..طالعها بترقب وتمعن
- سليم كان عايز منك إيه ؟ استقلت السيارة بجواره وجسدها يرتعش كلما تذكرت كلماته ..كيف ستتأقلم على ذلك ،فلم تستطع التحمل من مجرد إعتراف حبه ،فكيف لها أن تتحمل الزواج به
وضعت كفيها على وجهها علها تمنع صرخات قلبها
- سحقا لكِ ليلى ،ماالذي فعلتيه بنفسك ؟
كل هذا حتى تسحقي كرامته !! قاطع حديثها مع نفسها آسر
- ليلى مقولتيش سليم كان عايز منك إيه ؟ إستدارت وحاولت رسم إبتسامة
- إيه رأيك في سليم ياآسر ..كان يقود السيارة بهدوء ولكن توقف فجأة عندما استمع لحديثها
- قصدك إيه ؟ ابتسمت ونظرت للخارج
- يعني إيه رأيك فيه كراجل يعني ؟
زفر بإختناق وطالعها عندما شعر بشيئا بينهما فأجابها بهدوء رغم  حربه الداخليه
- مبحبوش ،بحب راكان أكتر منه ،ولو سألتي ليه هقولك معرفش ،فيه ناس تتحب لوحدها وفيه ناس مجرد ماتشوفيهم تحسي بخنقة
ضيقت عيناها وتسألت
- ودا سليم ،لا بالعكس سليم إنسان هادي وناجح وأهم حاجة إنه محترم
قهقه آسر قهقهات لا تعبر عن فرحته بشيئا وأجابها
- لسة صغيرة ياليلى ،أو الأصح تقييمك للناس غلط ،عارفة راكان متخافيش منه أد ماتخافي من سليم
انكمشت ملامح وجهها بإمتعاض وتحدثت سريعا
- بلاش تجبلي سيرة الراجل اللي بيحرق دمي دا ،دا واحد كل ساعة تلاقيه في حضن ست
انعقد حاجبيه بسخرية وأكمل حديثه
- علشان كدا مش طيقاه ،والله إنتِ واحدة هبلة ،أنا بقالي اكتر من خمس سنين اسمع عنه كلام من دا ،لكن تقيمي له غير اللي بسمعه ،هتقولي اهبل هقولك يمكن ،
تنهد وهو ينظر للطريق مرة وإليها مرة كانت نظراته تتناقض كليا مع كلماته فأكمل حديثه
- عارفة الشخصية دي باينة للناس على إيه ،يعني مش خبيثة ،غير بقى اللي عامل ملاك وهو للأسف شيطان
كسا وجهها بتساؤل ..قصدك إن سليم خبيث
- لا ابدا مش قصدي ،أنا قصدي إن راكان واضح غير سليم ،ممكن يكون طبع سليم الهدوء ،وممكن يكون الخبث معرفش ،لكن الصراحة مسمعتش حاجة عنه بالباطل
توقف آسر عن الحديث وتسائل
- بتسألي ليه عن سليم ؟ سحبت نفسا وطردته دفعة واحدة
- طلب ايدي للجواز النهاردة!!توقف مرة واحدة حتى أصصطدم جسدهم للامام ..صاحت بوجهه
- إيه ياآسر ؟ دي مش أول مرة مالك في إيه؟
احتدت نظراته ،قولي كدا كنتِ بتقولي إيه ؟
زفرت بضيق وتحدثت
- بقولك سليم البنداري طلبني للجواز ..أشار بكفيه
- أيوة بعده ،قولتلي له ايه ياابلة
التفتت إليه بحنق وضيقت عيناها
- إيه أبلة دي ،شايفني واقفة قدامة السبورة وبشرح للعيال
حاول تمالك أعصابه والسيطرة على غضبه قدر المستطاع ،فسحب نفسا واستدار بجسده إليها
- ليلى مش معقول محستيش بيا طول الفترة دي
عند راكان وحمزة
توقف وجمع اشيائه بعدما سيطر على موجة الغضب التي حاوطته لفترة من الوقت ،توقف حمزة حينما رأه يتحرك للخارج
- راكان مين في المستشفى ؟أمسك هاتفه بأصابع مرتعشة وحاول الأتصال بسليم
- سليم اختك في المستشفى ألحقني  على هناك
كان سليم يقود السيارة بطريقه إلى المستشفى فأجابه
- ماما كلمتني وأنا في الطريق عشر دقايق وهكون عندها ،خلص قضيتك وتعالى على هناك
جف حلقه وحاول التماسك فأردف:
- القضية أتأجلت عشر دقايق وهكون عندك ..رفع بصره لحمزة
-  كلم نوح وفهمه مش عايز يتكلم ولا يفتح موضوع ليلى نهائي حتى مع نفسه ،أكد عليه وبلاش يجادل أسما ،مش عايز سليم يشك مجرد شك إني اكون عائق في سعادته
وانت هتقدر ياراكان ...تسائل بها حمزة
آهة خفيضة تحررت من بين شفتيها يتبعها قولا مبررا بالحزن والضعف في آن واحد
- هقدر ياحمزة الموضوع مش موتة يعني عادي ،عديت بالأصعب منها ..تحرك خطوة ثم تراجع ينظر إليه
- ماتيجي نسافر ألمانيا كام شهر لو معندكش حاجة مهمة
للحظة لم يستوعب حديثه ..توقف حمزة يستنكره
- هتهرب شهر ،شهرين ،سنة ،سنتين ..طيب بعد كدا هتعمل إيه
كان لحديث حمزة صدى مؤلم على قلبه فلأول مرة لا يعرف بماذا يجيبه فاكتفى بإيماءة بسيطة من رأسه ..وتحرك للخارج
وصل بعد قليل للمشفى وجد والده يقف مع الطبيب ويحادثه عن حالة سيلين ..اتجه إليهما
- سيلين مالها يابابا ؟ ربت والده على كتفه
- مفيش حاجة خطرة ياحبيبي شوية إهارق مع قلة غذا ،اغمى عليها
تحرك للداخل وجد سليم يجلس بجاورها ويحتضن كفيها ..أما والدته فتقرأ بمصحفها ،اتجه لوالدته وقبل رأسها وتسائل
- هي عاملة إيه دلوقتي ؟!..اغروقت عيناها بالدموع
- أختك مالها ياراكان ؟ انت قعدت واتكلمت معاها ،أكيد عارف حاجة خلاها توصل لكدا
سحب والدته من يديها وأجلسها على المقعد بجوار فراش سيلين
- هي كويسة ،انتٍ عارفة ياماما كل ماالامتحانات تدخل هي تتوتر وتتعب
غامت عيناها بتأثر من حالتها فنظرت إليه ثم إلى سليم الجالس الصامت
- معرفش حاسة انكو مخبين حاجة ..قاطعهم دلوف يونس ويتجلى على ملامحه الذعر ..توقف أمامهم وهو يكاد يلتقط أنفاسه من سرعة ركضه
- سيلين مالها ؟ هي كويسة ،تعبانة إزاي؟
توقف راكان يطالعه بصمت ..حاول أن يهدأ فأخذ جرعة كبيرة من الهواء بحبسه بداخله عله يهدأ من نيران الغضب الممزوج بخوف ظهر على ملامحه ..فاقترب يسحب يونس للخارج
- أنت جاي هنا ليه ؟! تسائل بها راكان ،اندلع شعور اهوج وصاح بغضب
- ابعد عني ياراكان متخلنيش افقد اعصابي واضربك
أظلمت عين راكان وارتسم بها نظرة قاسية فدفعه بقوة حتى اصطدم جسده بالجدار خلفه ..وأمسكه يطبق على عنقه حتى كاد أن تزهق روحه فأردف بصوتا كحفيح افعى
- إنت ابن عمي وصاحبي وكل حاجة ،لكن هي اختي اغلى ما أملك في الدنيا ،الهلس بتاعك دا لما يوصل لحد من دمك تبقى حقير ومالكش أمان ..قالها وهو يدفعه حتى شعر بإنسحاب أنفاسه
بدأ يونس يتحسس عنقه ويلتقط أنفاسه بصعوبة
اندفعت الدماء إلى أوردته وسرت كالنيران الذي شعر بها تحرق أحشائه فتلونت حدقتاه باللون الاحمر واتجه إلى راكان
- أنا مخدعتش حد ،وبما أنك عارف علاقتي بأختك من الاول ،اه كنت بحبها ،لا كنت بعشقها لكن تستغفلني وتعيشوني في خدعة ،مستني بعدها إيه ،اكمل مع واحدة معرفش أصلها من فصلها ،وصل أسعد على صراخ يونس ..ولكنه تسمر بوقفته بعدما أستمع لحديثه
- قصدك إيه يايونس بكلامك دا؟ تسائل بها اسعد ..أما راكان الذي وقف وكأنه تلقى صاعقة برأسه أطاحت بتوازنه فأصبح قاب قوسين أو أدنى من فقدانه للوعي ،فتسائل بصوتا مهزوز
- ايه اللي بتقوله دا بالحيوان ؟ لم يجب عليهما ودلف للداخل متجها إلى سيلين ..طالع أسعد راكان بنظرات مرتابة وهمس بصوتا غير مفهوما
- يونس ،يونس ،الولا دا يقصد إيه ياراكان
ازدرد ريقه بصعوبه يستجمع كلمات يونس فتوقفت الكلمات على طرف لسانه واجاب والده بثبات انفعالي بعض الشئ
- تفتكر عرفوا حقيقة سيلين يابابا ،يعني جدي عرف سيلين تكون بنت مين
هزة عنيفة أصابت أسعد وهو يهز رأسه بخوف ،وجسده الذي بدأ يرتعش
- لا جدك لو عرف مكنش سابها عايشة ،أنا عارفه اكيد كان موتها ،لا اكيد معرفش ياراكان ،صح اكيد هو معرفش
اقترب راكان ساندا والده حتى أجلسه على المقعد الحديدي الذي يوضع أمام الغرفة وتدارك توتره فتحدث بثقة كي يطمأنه
- بابا متخافش ،انت ليه خايف كدا ،ميقدرش يقرب منها ،هو إحنا عايشين في غابة،اقسم بالله لو قرب منها لأحاسبه على القديم والجديد
تنهد أسعد ممسكا بكف ابنه
- بلاش نسبق الأحداث ياحبيبي ،خليك ورا يونس اعرف منه ليه قال كدا ..ربت على كتف والده وأومأ له بإيماءة بسيطة
- المهم حاول متظهرش حاجة قدام ماما ،انت عارف ماما لو عرفت ممكن تعمل إيه ،حتى لو عرف متخفش
هز أسعد رأسه محاولا اطمئنان نفسه فتحدث
-  خلاص روح شوف اختك فاقت ولا لسة ..بالداخل جذب يونس سليم من ذراعيه وجلس بجوارها ممسكا كفيها
- سيلين فوقي حبيبتي ،أنا آسف مكنش قصدي ازعلك ابدا ..اقتربت زينب منه ووزعت نظراتها بينه وبين ابنتها الراقدة على الفراش لا حول لها ولا قوة ثم تحدثت
- ليه عملت في بنت عمك إيه يادكتور ؟!
تنهد بألما رافعا كفيها لشفتيه مقبلا إياه ثم أردف بصوتا مختنق
- معملتش حاجة ياطنط ،بعدت عنها بس ..دنت زينب وجلست بجواره تربت على كتفه
- فهمني أكتر ياحبيبي بعدت عنها إزاي ؟ اتجه بنظره إليها وانسدلت عبرة خائنة من عينيه فتحدث بصوت متقطع
- ماوفتش بوعدي ،وعدتها واخلفت الوعد ،قولتلها بحبك وهحارب الدنيا علشانك ،وفي الآخر روحت خطبت غيرها ...هنا فقدت زينب سيطرتها على نفسها ولم تشعر بكفيها الذي ارتفع على وجنتيه وصفعته بأقوى مالديها ،ثم توقفت تشير إلى الباب
- اطلع برة ،الراجل اللي يقطع وعده مع بنت ،يبقى مش راجل ،الراجل اللي يدوس على قلب بنت يبقى مش راجل ،ومن النهاردة بقولك إياك تقرب من بنتي ،وياله اطلع برة
أطبق على جفنيه بألما وانسدلت عبراته على خديه تكويه
- آسف ..قالها يونس بأنين قلبا ممزق ..والته ظهرها وصاحت بغضب
- أسفك غير مقبول ياحضرة الدكتور ،ووجودك غير مرغوب ،رفع بصره إلى سليم الذي اقترب منه
- ليه يايونس ،ليه كسرت قلبها بالطريقة دي ،قولتلي اديني فرصة اثبت حبي ،ادتلك فرص كتيرة وضعيتها
جحظت أعين زينب تنظر لأبنها بغضب
- إنت كنت عارف بعلاقته مع اختك وساكت ياحضرة المهندس العظيم،اصابتها حالة من الذهول وهي تفرك كفيها بقوة وتنتقل بنظراتها بينهما
- سليم ،ازاي رضيت أن أختك تكون على علاقة غير شرعية بالإنسان الغير أمين دا ،
ثارت وبدأت تلكمه
- من إمتى وانت مش راجل كدا ياسليم ،اسبلت جفنيها وقالت بصوت مهزوز
- لدرجة دي معرفتش اربي ،أنا ام فاشلة ،توقفت مرة واحدة ورفعت بصرها إليه
- راكان كمان كان عارف بالعلاقة مش كدا ،ايوة أنا إزاي مفهمتش لما جه وأخده برة ،هو هيفرق معاه حاجة ،ماهو مقضي حياته كلها هلس وخمور ،هستنى منه إيه ..دلف راكان في تلك الأثناء وهو يرمق يونس بإذراء
- ماما روحي مع بابا وانا وسليم هنجيب سيلين ونيجي لما تفوق
طالعته بنظرات غاضبة وتحركت تقف أمامه وصاحت بغضب
- حياتك المقرفة ياحضرة وكيل النيابة اختك دفعت تمنها ،قالتها بملامح جامدة
صعق من حديث والدته المبهم فتسائل
- مش فاهم حضرتك تقصدي إيه ؟
هنا أفاقت سيلين وهي تهمس بإسم والدتها
-" ماما " أسرعت زينب تجلس بجوارها
- حبيبة ماما ،عاملة إيه دلوقتي
رمشت بجفونها عدة مرات تحاول أن تفتحهما ،فهمست
- أيدي وجعاني أوي ليه ؟ وأنا فين دلوقتي ؟ فتحت عيناها تنظر حولها فتلاقت عيناها المتألمة بعيناه المذعورة عليها فأردف
-  حاسة بإيه أجبلك الدكتور ! رمقته زينب بنظرة أوقفت حديثه ..اقترب سليم إليها
- حاسة بإيه حبيبتي ؟ طالعت راكان الصامت الذي صدم من حديث والدته واتهامها له
- راكان عايزة أروح خدني من هنا ..مسدت زينب على خصلاتها فأردفت
- تخلصي المحلول ياحبيبتي وهروحك أنا وباباكٍ،أخواتك وراهم شغل ، حضرة وكيل النيابة عنده قضية مهمة ،لازم يروح يترافع فيها ،أصله بيترافع بالحق مش كدا ياحضرة وكيل النيابة ..قالتها زينب بمغذى

عازف بنيران قلبي Where stories live. Discover now