احتواء♥️

316 10 0
                                    

حرب الأسود
#الفصل السادس (احتواء) ❤️💜
#ناهد خالد

في فيلا زين الالفي
عادت ليل بعد أن أنهت عملها في الجريده لتجد زين في انتظرها على غير العاده فهو دائما ما يتواجد في هذا الوقت من اليوم في الشركه وجدته يجلس في بهو الفيلا على احد المقاعد ممسكا باللابتوب خاصته يتابع عليه بعض اعماله دلفت الى داخل الفيلا مقرره ان تتجه لاعلى لتغير ثياب العمل و ترتدي ثيابها الرياضيه لكي تذهب الى النادي لتقوم ب تدريباتها اليوميه المعتاده في محاوله منها ألا تعير هذا الجالس اي اهتمام وفي طريقها للصعود الى اعلى توقفت حين استمعت الى صوته وهو ينادي عليها لتلتفت اليه ببطء وهي تنظر له منتظره حديثه و لم يدم الصمت طويلا حتى نطق هو : ممكن نتكلم مع بعض شويه؟
نظرت له هي وهي تضيق عينيها بشك فدوما ما كان الحديث بينهما عابر لا يستحق جلسه ولم يطلب منها قبل ذلك ان يجلسوا سويا لكي يتحدثوا.. اتجهت نحوه ببطء وذهبت الى المقعد البعيد عنه وجلست عليه باريحيه ثم نظرت اليه قائله بدون اهتمام : ممكن.... خير
نظر إليها قليلا بعدما اتخذت المقعد البعيد.. أإلي هذا الحد صارت تمقته لدرجه انها لا تقدر حتى على التواجد بجواره؟ احس بوخزه مؤلمه في صدارة وابتلع تلك الغصه في حلقه ثم اردف قائلا بثبات زائف :كان بيعمل ايه عندك النهارده!؟
ضيقت عينيها مره اخرى وهي تنظر اليه ولكن بضيق هذه المره قائله:انت بتراقبني!؟
أخذ نفس عميق محاولا عدم التعصب وزفره ببطئ وقال :ممكن مترديش السؤال بسؤال
نظرت له ثم قالت وهي تضع احد رجلاها فوق الأخرى وتستند علي ظهر المقعد : كان جاي يقولي نفس الكلام اللي انت هتقوله بعد دقايق من دلوقتي
ظهرت شبه ابتسامه علي شفتيه من ذكائها فهي قد عملت ما سيذهب إليه هو في الحديث معها كما أنها إجابته علي سؤاله ولكنها تبدو كاجابه ولكن في الحقيقة هي لا تعد إجابة واضحه... أكملت قائله : رديت على سؤالك... ممكن بقى تقولي انت بتراقبني لي!؟
تنهد ثم نظر لها بحنان اشتملت عليه عيناه : عشان احميكي
تنهدت هي الأخرى وقالت: بس انت عارف اني مبحبش احس نفسي متراقبه.. بتخنق.. ثم اني مطلبتش حمايتك
نظر لها بضيق قائلا : ليل... انتي عارفه اني هحميكي حتى لو انتي مطلبتيش ده..... ولا حتى كلامك ياليل هيخليني اتخلى عن حمايتك
قلبت عينها بملل وهي تقول بلا مباله :As you like)(زي ما تحب)..
زفر بنفاذ صبر وأردف : طيب... وأي حكايه المقال ده.. مفيش فايده فيكي!؟
نطقت هي بحده : زين عشان ننهي الموضوع ده تماما
مقالاتي مش هتتغير واللي هشوفه هاكتب عنه ومش هخاف من حد ولا كلامك ولا كلامهم ولا حتى كلامه هيخلوني اغير في اللي انا باعمله وانا قلت له وبقولها لك ثاني اذا كان اللي انا باعمله هيضرك تقدر ترفع حمايتك عني وانا مش هلومك بالعكس يا ريت تعمل كده اسمعني ده طريق انا اخترته من الاول ومشيت فيه مش هارجع الا بنهايتي او ب نهايتهم يا اما يقتلوني يا اما اكشف حقيقتهم وياخدوا عقابهم اللي يستاهلوا
نظره لها زين بعمق ثم قال: بس نهايتي هتبقى مع نهايتهم
نظرت له بتمعن ثم اردفت بقسوه: انت اللي اخترت انا مش بادور على نهايتهم لوحدهم.. لو عاوز الصراحه انا بادور على نهايتك معهم.. وانت عارف كده كويس عشان كده بستغرب على حمايتك ليا واصرارك على ده رغم انك عارف اني طول ما انا عايشه وطول ما انا باكتب وانت بتحميني طول ما نهايتك بتقرب
ابتسم زين بسخريه ثم قال :عمرك شفتي غباء اكثر من كده بس هتقولي ايه بقى.... تنهد وأكمل قائلا : انا عملت كل حاجه يا ليل.. كل حاجه لدرجه ان مبقاش في حاجه ناقصه عشان اعملها خلاص انا عاوز انهي الحكايه دي وعشان انهيها يبقى هنهي نفسي معها... أنتي عارفه كويس عشان اخرج من وسطيهم بدون ما اتاذي هيبقى الموضوع شبه مستحيل... يعني كده كده انا نهايتي بتقرب بس مش هتكون نهايتي من غير نهايتهم...
نظرت له ليل باستغراب ثم قالت : ياااااه انت لسه فاكر... لسه فايق من غيبوبتك بس متاخر متاخر قوي يا اسطوره مش ده برده اسمك عندهم
كاد ان يرد عليها ولكنه توقف حينما استمع الى وصول احد السيارات في الخارج لينهض ثم ينظر اليها قائلا: تعالي في حد وصل انا متاكد انك تتبسطي لما تشوفيه
___________________________________
في مكان آخر نذهب إليه للمره الأولى في إحدى عمارات القاهرة خاصه منطقة التجمع الخامس يدلف حسام بعد أن عاد من عمله صعد بالمصعد للدور الخامس حيث توجد شقته اتجه إليه بعد أن خرج من المصعد وأخرج مفتاحه وفتح الباب ثم دلف للداخل وأغلق الباب خلفه كاد أن ينادي على من يقيمون معه ولكنه وجد ابنه الصغير يركض إليه وهو ينادي بصراخ محبب : باباااا وركض إليه ليفتح له حسام زراعية متلقيا اياه ويرفعه إلى أعلى... قائلا بحنان وهو يقبله :روح بابا.. عامل اي يادومي... رد ادم ببراءة :الحمد لله يا بابا.....(ادم حسام الدمنهوري.. الابن الوحيد لحسام يبلغ من العمر اربع سنوات.. أسماه علي اسم ادم الصياد بعدما تعرف عليه في أول عام له في العمل وأصبحوا أصدقاء حقا... برغم صغر سنه إلا أنه ذكي ومشاكس في الكثير من الأحيان) تسائل حسام بهمس وهو يقبله : اومال ماما فين؟!.... _في المطبخ.... انزله حسام وهو يقول :طيب روح كمل لعب على ما اغير واجي لك.. ثم توجه إلى ناحيه المطبخ.. ليهتف ادم بمشاكسه :بابا انت هتغير في المطبخ.. الاوضه من هنا..
التفت حسام بغيظ وقال :لا بس مش واجب اسلم على ماما الأول... ثم تسمح تخليك في حالك.... اتجه إلى المطبخ ليجد فاتنته تقف تقطع الخضروات غير منتبها له ليقترب منها ببطئ ثم يلف يده حول خصرها ويدفن رأسه في عنقها لتنتفض هي بفظع قائله بمعاتبه :اخس عليك يا حس كدة تخصني
اردف هو بهمس وصوت حنون :سلامتك من الخضه يا قلب حس... ثم طبع قبله على جبينها قائلا :ها عامله لنا أكل اي النهارده؟
ابتسمت وهي تقول : عامله بانيه ومكرونه.. وقبل ما تعترض.. ابنك هو اللي حكم عليا اعمل ده
ابتعد حسام قليلا وهو يقول بذعر مصطنع : ادم باشا.. لا طبعا هو يعمل اللي هو عايزه اعترض اي بس
قهقهت هي بصوت عالي لتقول بضحك : حس يا حبيبي انا بحس ان خوفك مش من آدم بشخصه.. لا يمكن انت بقيت بتخاف من اي حد اسمه ادم بعد اللي ادم الصياد عامله فيكوا
رد حسام بانزعاج : افتكريلنا حاجه حلوه والنبي انا مبسوط اوي ومش عاوز اتنكد
التفت له تقول : ربنا يبسطك دايما.... بس خير اي السبب
تنهد براحه وأردف مبتسما : اخيرا يا سما.. اخيرا هناخد حقنا.. مسكنا النهارده قضية زين الالفي من تاني
ابتسمت باتساع وهو تقول : يااااه بجد.. بعد كل السنين دي
اقترب منها وامسك يدها وابتسم بحب : ايوه يا حبيبتي.. ماهو الحق راجع راجع ولو بعد حين
هزت رأسها بتأكيد : اكيد يا حبيبي ربنا معاكوا وترجعوا حقه
(سما المنشاوي الأخت الوحيده لحازم المنشاوي وهي توأمه .. في عامها الخامس والعشرين تزوجت من حسام وهي في العشرين من عمرها وأنجبت ادم بعد زواجها بسنه وشهران.... هي فتاه جميله بعيونها الخضراء وشعرها الأشقر وبشرتها البيضاء مثل اخيها طيبه القلب تحب حسام كثيرا وتحب حازم فهي تعتبره كل أهلها بعد موت ابيها وامها.. ودوما ما تقلق عليه وتتواصل معه باستمرار)
______________________________
في فيلا سليم الصياد
وصل أسر الي الفيلا وصف سيارته بالخارج ثم دلف الي الداخل وهو يتلفت حوله فلم يجد احد غير الخادمة التي قابلته قائله :حمد الله على السلامه يا أسر بيه
رد عليها بهدوء وهو يقف أمامها :الله يسلمك يا زينب.. اومال الجماعه فين!؟
إجابته قائله :سليم بيه لسه موصلش ونغم هانم لسه جايه من شويه وطلعت اوضتها وليندا هانم خرجت من شويه قالت إنها رايحة مشوار
نظر لها بتعجب وقال : اي التفرق الجماعي ده... طيب يا زينب روحي انتي...
_تحب احضر لحضرتك الغدا؟
رد عليها وهو يهم بالصعود : لا مش دلوقتي
صعد الطابق الثاني واتجه إلى غرفة نغم ودق الباب حتى سمع الأذن بالدخول فدلف الي الداخل مبتسما وهو يقول : الجميل عامل اي؟
ابتسمت هي باتساع وقامت من علي فراشها واتجهت إليه ليحتضنها بحنان فقالت : الحمد لله يا أبيه... حمد الله على السلامه
مرر يده على ظهرها ثم ابعدها في حنان وهو يقول : الله يسلمك يا روحي.. ها عملتي اي؟
توترت نغم قليلا ثم قالت : بصراحه اتكلمت معاه
تغيرت معالم وجه أسر لكنه حافظ على هدوءه فقال : وبعدين
اردفت هي بسرعه حتى لا يفهمها خطئ بعدما لاحظت تغير وجهه : لا يا أبيه انا اتكلمت معاه بس عشان أفهمه الوضع قلتله اللي انت قولته ليا
يعني بصراحه شفت اني ما ينفعش اقطع علاقتي بيه او كلامي معاه من غير ما اكون مديونه له بتوضيح.. عشان كده قلت اعمل اللي عليا وافهمه الوضع ايه.. بس سواء كان تفهم الموضوع او لا كنت هنفذ اللي احنا اتفقنا عليه.. بس بصراحه هو فاجأني ولقيته انه تفهم الوضع تماما.. بالعكس هو قالي انه كويس انك قلت لي كده لانك لفت نظره ل حاجات هو مكانش منتبه لها وقرر انه بعد كده هيتعامل معايا بحدود
ابتسم اسر براحه ثم قال: مهما كانت طريقه مروان اللي تظهره انه مش مسأول او متهور في تصرفاته الا انه هيفضل ابن رحيم الصياد وانا كنت واثق انه مش هيقبل يعمل حاجه غلط مروان ده يعتبر أن اللي مربية يعني عارف بيفكر ازاي رغم أننا دايما ناقر ونقير لكن انا بعتبره زيك انتى وجنه بالضبط ولادي
ابتسمت هي بدورها وقالت :فعلا يا أبيه معاك حق.. ربنا يخليك لينا
امسك وجههها بين يديه وقال بابتسامه واسعه: بس عارفه احلى حاجه في الموضوع انك اثبتي ليا انك بتحترميني وبتقدري كلامي وحافظتي على ثقتي فيك
ردت هي بتاكيد:تربيتك.. ثم إني ممكن اعمل اي حاجه إلا أني اكسر كلامك
_جو شاعري ده ولا اي.. قالتها ليندا بمرح وهي تقف تستند على باب الغرفه ليلتفت لها أسر بمرح :اهلا اهلا جلاله الملكة شرفتينا بطلتك والله
قالت ليندا بشك وهي تهز رأسها : خير يا أسر باشا تريقة دي ولا أي؟!
أسر بتوضيح : لا طبعا.. بس جيت ملقتكيش ولا انتي ولا سليم.. فقلت لنفسي شكلهم كده يا واد يا أسر قرروا يخلعوا ويختلوا بنفسهم شويه بعدين عننا ويعيدوا أمجاد الماضي وبدأت اسرح بمخيلتي.... هوب لاقيت زينب بتحطم تخيلاتي وبتقولي أن كل واحد فيكوا في مكان
ضحكا كلا من ليندا ونغم بصخب علي حديثه لتردف ليندا : فظيع انت يا أسر والله... ده انا بحمد ربنا اني بشوف سليم بليل لما يرجع والصبح قبل ما يخرج.. تقولي خرجتوا بره.. هو ابوك ده بيهموا حاجه قد الشغل.. فين ايام زمان كان بيموت في حاجه اسمها خروجات وسفر وسهر بره.. معرفش انا اي اللي حصله
اتجوزت يا حبيبتي.. قالها سليم بعد أن عاد من الخارجية وسمع صوت ضحكاتهم يأتي من غرفة نغم
لتقول نغم :هوب هوب... جيت في وقت غير مناسب تماما يابابا
رد سليم :لا يا حبيبتي جيت في وقتي عشان اسمع اللي بيتقال من ورايا
التفتت له ليندا لتقول بابتسامه متوتره :حبيبي حمد الله على السلامه يا روحي.... ده انا بقول عليك كل خير والله... ثم تذكرت ما قاله حين دلف لتغير معالمها الي الشراسه وتردف بحده : قصدك اي يا سليم بأن اللي حصل انك اتجوزت
نظر لها سليم بتوتر ثم قال : ياساتر يارب الحق يا أسر أمك بتتحول
ضحك أسر ثم اقترب منه وهمس في أذنه وقال :الحق نفسك بقي يا سيمو ولاقي حاجه مناسبة تخلع بيها
نظر له سليم باشمئزاز : سيمو ياقليل الأدب.. بعدين اي تخلع دي
ضحك أسر بصخب وقال وهو يضع يده على كتف سليم : معلش بقى يا سيمو الشغل بوظ أخلاقي.. عموما هروح انا ارتاح شويه ربنا معاك يا كبير
وذهب لينظر سليم لاثره ويقول : اه يا واطي بتخلع.. تخلع! الواد بهت عليا
نغم :طيب يا جماعه الاوضه اوضتكوا انا هنزل القط اي حاجه من المطبخ
ليردد سليم :القط!!!!
ليندا بحده :خليك معايا هنا.. فهمني تقصد اي
سليم وهو يتجه إليها ويمسك يدها بحب : هقولك.. انا قبل ما اتجوز البيت كان كئيب بالنسبه لي.. برجع الاقي البيت فاضي.. او في رحيم. وانتي عارفه بقى لما اقعد انا ورحيم في وش بعض اجارك الله... فكان رجوع البيت بالنسبة لي مش حاجه مميزه.. لكن من وقت ما اتجوزنا وانا بقيت بتمنى اني اخلص شغل بسرعه وارجع عشان اشوفك وأملي عيني منك.. بقيتي مالية عليا حياتي وبيتي بقي له طعم تاني.. خصوصا بعد الاندال دول ما جم
لتبتسم ليندا بسعاده وهي تحتضنه قائله : ربنا يخليك ليا يا اجمل حاجه في دنيتي
شدد من احتضانها قائلا: ويخليكي ليا يا روحي
الحياة تختلف كثيرا بعد الزواج ولكن تكون حياه حقا ويكون الزواج قد آتي بثماره إذا تغيرت للأحسن.. مابين حياه العزوبية وحياه الزواج فرق شاسع... مابين أن تكون وحيدا ويكون لك شريك في حياتك يشاركك في كل شئ اختلاف يحتاج التأقلم.. ولكن حينما يتواجد الحب يهون كل شئ ويمر سريعا بسلام
_____________________________

حرب الأسود (للقدر أراء اخرى ج٢) مكتملة Where stories live. Discover now