الخائن المجهول

258 10 0
                                    

الفصل الرابع عشر (الخائن المجهول)
ناهد خالد
في إحدي الأماكن القريبة من الميناء توقفت سيارات الشرطه بأمر من أسر الذي كان يجلس بالسياره منتظرا أن يتصل به الشخص التابع لهم ليبدأو الهجوم... وفي نفس السياره التي لا تحمل سوي فرقه الأسود كان أحدهم يقوم بإرسال رسالة مضمونها " احنا مستنين الاشاره من الجاسوس الي عندك عشان نهجم.. نفذ يلا"
بعد ثواني معدوده بالفعل دق هاتف أسر معلنا عن تلك الاشاره التى كان بانتظارها ليردد : يلا ياحازم اطلع
ثم يعطي الإشارة لباقي السيارات بالتحرك غافلا عن ذاك الخائن المندس بينهم.... وصلت السيارات الي مكان تواجد الزعيم وزين وعلى والمصدرين الأجانب... ليترجلوا سريعا من السياره بأمر من أسر الذي له القيادة العليا والذي ارتفع صوته وهو يصيح بهم "محدش يتحرك من مكانه كله يثبت"..آلتف القوات حولهم وكلا منهم اخذ موقعه وفقا للخطة واتجه الأسود الخمسه إلى الزعيم ومن معه.. تسائل عمار بدهشه مصطنعة : خير يا أسر باشا في حاجه؟!.. رد عليه أسر بهدوء عكس ما بداخله فها هو يتقابل مع من كان السبب الرئيسي في الجحيم الذي عانوا منه لسنوات : والله انا اللي المفروض أسأل... بتعملوا اي هنا في وقت متأخر زي ده!؟.. رد عمار ببرود : زي ما سعادتك شايف... صفقة.. وبنتممها.. نظر أسر حوله ثم التفت إليه قائلا بسخريه :وهي الصفقة ماينفعش غير في وقت متأخر زي ده ومكان مقطوع.. أي هي الصفقه دي قليله الأدب ولا حاجه!!!!.. _لا ياباشا الحكايه كلها أن الطرف التاني اللي هم هيصدرولنا زي مانت شايف من بره.. اجانب يعني وظروفهم اجبرتهم علي كده نقولهم لأ!؟بعدين ورقنا سليم ...
_حلو... خلينا نشوف بقى الصفقة الحلوه دي صفقه اي.. تكونش سبح وسجاد بالمره
ضحك عمار بخفوت سمج ليرد:لالا ياباشا السبح والسجاد ليهم ناسهم... دي صفقه قطاع غيار السيارات.. ماحضرتك عارف انا عندي شركه من أكبر شركات تصنيع السيارات في مصر
_اممم هنشوف... فتشلي يابني العربيات دي... أمر بها أسر الذي بدآ الشك يتسلل لقلبه من برود وهدوء عمار مر دقائق قليلة وافراد الشرطه يقومون بعملهم.. كل هذا يحدث في حين أن صاحبنا يقف بعيدا يراقب ما يحدث بصمت تام.. أما عن أعضاء الفريق بدأ كل منهما ينظر للآخر بقلق لأنه من الواضح أن لم يلق احد منهم شيئا بعد... وعن هذا الخائن كان يراقب ما يحدث وهو علي يقين بنتيجه التفتيش تلك.. تبادل نظرات سريعه مع عمار الذي نظر له الآخر سريعا بنظره ذات مغزي كأنه يعده بمكافئه ثمينه لخاينته... كان زين يتابع ما يحدث شأنه شأن جميع الواقفين وكان قد تيقن أن هناك شئ ما حدث من دون علمه ولكن لينتظر الأن حتي ينتهي هذا الأمر.... وعلى الذي كان يبتلع ريقه بتوتر شديد داعيا الله أن لا يفسد الأمر عليهم بعد كل هذا العناء... ولكن أي أمر؟ولصالح من؟ .لا أحد يعلم...
_مفيش حاجه يافندم العربيات كلها قطع غيار السيارات فعلا... نطق بها أحد الضباط المسئول عن الفرق التى قامت بالتفتيش
نظروا جميعا إلى بعضهم بدهشه وغيظ... ليردف عمار ببرود منتصر : ها ياباشا اي رايك... لو كنت صدقتني كنت وفرت علي نفسك التعب ووفرت عليا الوقت
زفر أسر نفس طويل محاولا التحكم بأعصابه والتفت إليه قائلا بهدوء مصطنع : معلش يا عمار بيه عندي دي المره دي... بس صدقني المره الجايه هكون على حق
_بعد أذنك ياباشا اكمل صفقتي النهار قرب يطلع خليني اخلص انا عندي مصالح تانيه... رد بها عمار ببرود وابتسامه استفزاز ارتسمت علي ثغرة
التفت أسر آمرا القوات بالانسحاب واتجهوا جميعا إلى السيارات ليردف حسام بغيط لحازم الذي يسير جانبه : كان معاها حق اختك لما قالت إن قلبها مش مطمن وفي حاجه وحشه هتحصل...واكمل بسخريه... شوف ياخي بقالي سنين متجوزها وكل مره تصدق في كلامها وانا حمار مبتعلمش
_يعني حاجه جديده لسه مكتشف ده دلوقتى!؟
_مكتشف اي؟
_انك حمار... رد بها حازم بسخريه
نظر له حسام بضيق ولم يرد واتجهوا جميعا للمغادرة
نظر زين ل علي وحول نظره ل عمار بضيق على مايحدث دون علمه
_يلا ياجماعه فركش بقي.... قالها عمار وهو يتجه للسياره ليوقفه زين قائلا : انا عاوز افهم اي اللي بيحصل بالضبط
التفت له عمر وقال وهو يتجه إليه قائلا بنبرة ذات مغذي : اي يا زين... هو انت زعلان أن الصفقة طلعت فشنك.. والبوليس ملقاش حاجه معانا... كان نفسك يتقبض علينا ولا اي؟!
رد زين بحدة بعدما تفهم مقصده : عمااار.. حاسب علي كلامك.. انا وانت في مركب واحده. يعني لو اتقبض عليك فأنا معاك اهو وهيتقبض عليا انا كمان ولا اي!؟.. انا اللي مضايقني انك معرفتنيش حاجه
_علي.... نادي بها عمار علي علي وهو لم يزح عينه من على زين.. ليقترب منهم على مجيبا إياه ليسأله : انت كنت تعرف حاجه عن اللي حصل دلوقتي!؟
_ابدا
_شوفت يازين حتي علي أقرب حد ليا مكنش يعرف حاجه.... في خاين بينا يازين وانا لازم اعرفه.. فمتزعلش مني أن كنت شكيت فيك ولا حتي فيك يا علي... بس انا بأمن نفسي... وبأمنكوا
رد علي محاولا إنهاء الموقف : حصل خير يا جماعه المهم انها عدت على خير.... صمت قليلا ثم تسأل متظاهر بعدم الاهتمام... إنما أنت عرفت منين يا عمار حكايه انهم هيهجموا النهارده
رد عمار وهو يلتفت للمغادرة : واحد منهم من رجالتي يعتبر
تأفف علي بضيق ونظر لزين الذي نطق : يلا يا علي نروح مشوارنا كفايه كده
واتجها كلاهما لجهتهما.. ولم يتوقف عقلهما عن التفكير في هذا الخائن المجهول
اما في مكتب الاسود كان المشهد كالتالي
يقف جميعهم وكأن علي رؤوسهم الطير... دوامه... فقط دوامه من التفكير والشك بداخلهم.. كانوا يأملون أن ينتهي كل شئ اليوم... ولكن تحطمت كل آمالهم علي صخرة الخيانه... نعم الخيانه التي يتهم بها أحد المتواجدون الآن وهنا في هذا المكتب.. لم يعرف أحد بأمر الهجوم سواهم فقط هم الخمسه... إذن الخائن من بينهم... وما أصعب ذلك الاستنتاج وما أصعب تلك الحقيقة المرة.. عليهم أن يشكوا في بعضهم البعض.. من قاربوا علي الخمس سنوات وأزيد قليلا سويا.. كانوا أخوة لبعضهم البعض مثل الروح الواحده... فمن يشكون إذا بحقكم؟ من منهم يريد أن يضيع حق الماضي وما حدث به؟ من منهم يقف عائق امامهم للقصاص ممن قلب حياتهم رأسا على عقب؟.. زفر أسر مطولا : انا هتجنن عرفوا ازاي؟.. ده انا كنت متأكد مليون في الميه اننا هنقبض عليهم متلبسين.. سلاح ومخدرات.. كل ده راح فين؟
تسائل سيف بتفكير: مش ممكن يكون الشخص اللي بلغك بالعملية
هز أسر رأسه برفض : لالا انا ضامنه برقابتي.. مستحيل
تحركت عين حسام بينهم بقلق ليتسائل محاولا رفض ما جاء بخاطره : ده معناه اى!؟
رد ادم الجالس علي حافه مكتبه منزلا أحد قدميه ورافعا الأخري بشرود بعد صمت دام لساعات : معناه ان في حد مننا خاين... التفت إليهم مكملا... وده اللي كلكوا بتحاولوا تبعدوه عن دماغكم... بس الحقيقه مفيش غير كده
حازم: آدم.. أي اللي بتقوله ده!؟
رد ادم بعصبيه وصوت مرتفع : بقول اللي كلكوا بتفكروا فيه في دماغكوا بس مش قادرين تقولوه بلسانكم... بقول اللي انتوا بتحاولوا تهربوا منه.... عرفتوا بقول اي؟!
أسر بحدة : ادم انت اتجننت.. انت عارف معنى كده اي... معناه اننا المفروض نشك في بعض... نخون بعض
_واللي خان مفكرش في كده لي... ها.. مترد مفكرش لي أن احنا مينفعش يكون بنا خاين مينفعش نوصل للي احنا فيه دلوقتي.. هدر بها ادم بعصبيه شديدة..
_انا... انا ماشي.. تعبان وعايز ارتاح.. سلام... نطق بها حازم متجها للخارج
لينظر ادم لأثره باستغراب من رد فعله... ليهتف :انا كمان هغور... واتجه للخارج أيضا... تاركا كل منهما في دوامة أفكاره
قطعت غرفتها ذهابا و إيابا تفرك يدها بالأخري بقلق.. تتأفف من حين للآخر... منتظره أن يأتي علىّ عله يريح قلبها ويخبرها بما تنتظره... تنظر من النافذة من وقت لآخر علها تلمح سيارته.. وبالفعل شاهدت السياره علي اول الطريق لتركض باتجاه الباب المغلق تنتظر خلفه.. غير ناسيه أن توبخه علي غلقه للباب عليها... سمعت المفتاح يدير بالباب وما هي إلا ثواني وكان أمامها.. لتهتف بضيق : ممكن افهم انت قافل الباب عليا لي. ها.. هو انا ههرب مثلا
نظر لها بسخريه من جانب عينه ليهتف: لا ابدا انتي وش ذالك برضو
تأففت للمره التي لاتعلم عددها بضيق متبعة اياه : المهم قولي اي اللي حصل... اا.. اتقبض عليهم.. تسائلت بقلق وخوف لا تعلم مصدره
زفر عليّ مجيبا : فشنك
_فشنك!!! رددتها بتعجب
_طلع في خاين عرف عمار الحوار كله... وهو استغفلنا وكانت الصفقة تمويه اصلا
_يانهار ابيض... وبعدين... هو دلوقتي اكيد بيدور على الخاين اللى من رجالته
_اممم طبعا
_عليّ.. هو ممكن يكشفك... تسائلت بقلق يسيطر على حواسها
_عيب عليكي... هو انا بتاع كفته... رد بمرح محاولا تخفيف الأمر... ليتنحنح بعدها مكملا... مش ده اللي قالقني في حاجه مخوفاني اكتر دلوقتي
_اي؟!
_ليل... هو انا لو قلتلك حاجه هتتعصبي ولا حاجه
نظرت له بنصف عين قائله : علي حسب الحاجة اللي هتقولها
همس لنفسه "يادي النيله... ربنا يستر بقي"....
_بتقول اي؟!
_ها... لا مفيش... مش عاوزه تمشي ولا انتي حبيتي القاعده
_مستنيه حضرتك تعطف عليا.... هتفت بها بسخريه
رد عليها بعدما ابتلع ريقه : اي رايك تطلبي ده من اللي خطفك
-نعم!!؟... لا هو مش انت اللي خاطفني
_انا!!!! رد بها مشيرا على نفسه... ده انا غلبان واهبل ومليش في حوارات الخطف دي خالص
تسائلت بهدوء خطر: اومال مين!؟
_أنا... التفتت إليه فهي بدون أن تراه قد عرفته من صوته لتهتف بغضب : انت يازين
_ ايوه انا.. كان لازم تبعدي خالص الفتره اللي فاتت.. يا إما الباشا اللي واقف قدامك ده... قالها مشيرا علي عليّ.. كان خلص عليكي بنفسه وكان هيبقي مضطر علي فكره
زمجرت بغضب ظاهر : كان ممكن تيجي علي نفسك شويه وتقولي انك ناوي تخطفني مش تعيشني برعب وتفكير ليل نهار في اللي خطفني ولولا اني هربت طبعا كان عليّ كمان هيفضل مجهول ليا
_رعب!!! نطق بها زين وعلىّ معا بسخريه وتعجب
لتتنحنح بحرج قائله وهي تشير بيدها : مجازا يعني
_طب يلا ياختي يلا خلينا نروح... قالها زين وهو يتجه للخارج
لتنظر لأثره بغضب وتحول نظرها ل عليّ الذي رفع يده كعلامه استسلام هاتفا : انا عبد المأمور... بعدين احنا كنا خايفين عليكي.
_ماشي يا عليّ انت والباشا التاني.. بس ورحمه ابويا ماهعيدهالكوا... قالتها بغيط ثم اتجهت للحاق به
كانت جالسه بغرفتها تفكر في اختفاء ليل المفاجئ ولكن ما طمئن قلبها هو ما أخبرها به زين منذ يومين عن معرفته بمكان ليل مخبرا اياها انها بخير... دق هاتفها لتجد رقم غير مسجل
_ألو
_عارف انك مش مسجله الرقم سجليه بقي
_أسر.. هتفت بها حياه بهمس خاص كانت قد فقدته منذ سنوات
خفق قلبه وطربت أذنيه لسماع اسمه منها بعد كل هذه المدة
_يااااه... تصدقي انا كنت نسيت اسمي بالشكل ده
_ده اللي هو ازاي؟! يعني اي بالشكل ده؟
_فاكره لما كنت بقولك ان اسمي منك له لهجة خاصه.. لما بسمعة منك بحسه مختلف عن أي حد تاني ممكن ينطقه
هتفت بخجل : ايوه فاكره
_طب كويس عشان انا مش فاكر... قالها أسر بمرح كان قد فقده أيضا وتبعته ضحكة خفيفة منه... خفق لها قلب حياه بقوة فها هي تعيش ما فقدته من سنوات وظنت انها لن تجده ثانيه
_هه خفة
_ها ليل رجعت؟
_لا بس زين كلمني وقال إنهم جايين... انت اي اللي عرفك؟!
_اي يابنتي هو انا عجلاتي... بعدين مانتي عرفتي اللي فيها
_اه عرفت انكوا مستغفيلنا... قالتها بحنق.. لتستمع لضحكته علي الجهة الأخرى وهو يقول
_يابنتي بقي مانا فهمتك كل حاجه... مش حب منا انا احنا نخبي
_تنهدت حياة... ماشي
_بقلك اي
_ها
_عاوزين نشوف موضوعنا ده ويمشي رسمي بقي
_يعني اي... تسائلت بخفوت خجل
_العب باليه... هتف بها أسر بضحكه عاليه مثيرا غيظها
ردت عليه بضيق شديد : تصدق بالله انا غلطانه اني بكلمك اصلا... سلام يا أسر
-أي اسمعي بس انا..
استمع لصوت إغلاق الهاتف لينظر إليه بدهشه مرددا : اي البت دي مبتهزرش...
تنهد بضيق حينما جال بخاطره ماحدث اليوم وفشل مهمتهم.. وكلام آدم لهم... ليقول بشرود : للأسف معاك حق يا آدم... في خاين بينا... وشكلنا هنعيش الوجع تاني بس بشكل مختلف
اما عند حياه ظلت تنظر للهاتف وهي تكتم ضحكتها حتى استمعت لصوت وصول سياره زين لتنزل الدرج سريعا فرأت ليل تدلف وعلي وجهها ملامح الضيق لتتجه إليها سريعا هاتفه وهي تحتضنها : ليل... حبيبتي انتي كويسه... ها.. انتي كنتي فين.. أي اللي حصل معاكي.. وزين لاقكي ازاي.. حد اذاكي
_عيب عليكي هي ده حد يقدر عليها... هتف بها زين بسخريه ليلقي نظره لازعه من ليل لينسحب بهدوء هاتفا : انا هطلع انام منمتش من امبارح
تسائلت حياه : اي ياليل اي اللي حصل؟
ردت ليل بعجلة وقد جاء بخاطرها شئ ما : بعدين بعدين انا كويسه اهو.. هطلع انام اصل تعبانه اوي
وركضت الدرج سريعا دلفت للغرفة لتجد زين بالمرحاض واستمعت لصوت المياه لتتجه الي غرفة تبديل الملابس وتأخذ ثيابها وتتجه الفراش تجلس عليه منتظره خروجه... بعد دقائق قليلة.. خرج ليتفاجا بها جالسه أعلي الفراش رفعت رأسها وكادت تتحدث.. لتخرج منها شهقة عاليه وهي تدير رأسها هاتفه بغضب :انت اي اللي انت عاملة ده.. ازاى تخرج كده
نظر زين لنفسه فكان يلف منشفه كبيره حول خصره وعاري الصدر وتتساقط المياه من خصلات شعره مرورا بصدره.. فهو لم يكن يعلم بوجودها وبالاساس قد نسي أن يأخذ ثيابه معه.... رد قائلا : هو انا اعرف منين انك طلعتي انا قولت قدامك ساعه مع حياه... بعدين ده انا زي جوزك حتي.. قال جملته الاخيره بسخريه لازعه وهو متجه لغرفة تبديل الملابس
لتأخذ ثيابها وتتجه للمرحاض.... خرجت بعد قليل لتجده نائم أعلى الاريكه... لتنظر له بشر ومن ثم نادت عليه بخفوت وهي تضع يدها على رأسها تترنح قليلا للخلف نظر لها زين لينتفض واقفا متجها إليها ساندا اياها... مالك ياليل!؟ قالها زين بتوتر وقلق.. هتفت بضعف مصطنع : قعدني يازين مش قادره أقف... أخذها متجه بها للفراش : تعالي ارتاحي....
_لالالا... قالتها بسرعه آثارت الشك في نفس زين الذي توقف ونظر لها بشك مضيقا عينيه... أدركت هي نفسها لتقول : قعدني على الكنبه مش قادره اروح لحد السرير
_ماشي تعالي... جلست علي الاريكه وطلبت منه أن يجلب لها كوب ماء
لتأخذه منه وترتشف قليلا وهو يتابعها لتقف مردده: خلاص انا كويسه هقوم انام... ماكادت تنهي جملتها حتى سقطت على الاريكه ساكبه كوب الماء عليها... لتقول بذعر مصطنع : هه.. ياخبر.. انا اسفه انا بس دوخت فجأه
_والله!... ها قد فهم زين ما تحاول فعله
_اه هروح انام بقى... اتجهت للفراش ليمسك يدها هاتفا : وانا هنام فين
افلتت يدها لتتجه للفراش جالبة غطاء ومسند لتعطيه اياه : اتفضل نام على الأرض... عشان تبقي تلعب بيا كويس
صعدت أعلي الفراش وكأنها لم تفعل شئ وهي تقول بحدة : يلا واطفي النور عاوزه انام
ظل ينظر لها قليلا بدهشه ثم ردد بهمس : ياريتني سيبتك ليهم يعملوا اللي عايزينه انا غلطان واستاهل ضرب الجذم
سمع صوتها تسأله: بتقول حاجه يازين
رد بضيق ': لا ابدا بشكرك على المخدة والغطا ... وأكمل بهمس من بين أسنانه ربنا علي الظالم
دلف إلى شقته ليجد سما التي مجرد ما سمعت صوت المفتاح يدار بالباب اتجهت مسرعة إليه لتجده دلف للداخل اتجهت إليه بسرعه محتضنه اياه مطمئنه نفسها انه بخير.. مردده "الحمد لله".... خرجت من بين أحضانه قائله : حبيبي انت كويس... كلكوا كويسين؟
رد بسخريه : اوي.. كويسين اوي
_مالك يا روحي
_سما انا تعبان وعايز انام. لما اصحى هحكيلك
_حاضر ياعيوني ولما تصحي هتلاقي الغدا جاهز
_ربنا مايحرمني منك... اومال آدم فين؟
_آدم نايم لسه الساعه ٧.. وانت ادخل نام وانا هصحيك بعد الضهر تصلي وتتغدي وتحكيلي
_حاضر... قبل وجنتها واتجه للداخل ليغير ثيابه ومن ثم يتجه للنوم محاولا الهروب من الأفكار التي تقتحم راسه
اتجهت لغرفة آدم لتطمئن عليه فوجدته نائم بسلام حمدت ربها لكونها ستريح رأسها قليلا منه... دق جرس الباب اتجهت لتفتحه لتجد حازم أمامها يقول بضيق وهو يزيحها من طريقه دالفا للداخل : تصدقي يابت ياسما جوزك ده عديم الإحساس
_حازم! أي يابني الدخله دي وماله جوزي؟
_الواد سابني امشي ومنادش عليا حتي يقولي تعالي يا ابو النسب اما افطرك
ضربته بيدها أعلي راسه لتقول بغيظ: فطار اي.. ده جاي مش شايف قدامه وعايز ينام وشكله اصلا متضايق... قولي صحيح انتوا عملتوا اي؟
_هقولك بس تعمليلي فطار عسل كده من ايدك واحكي لك
_بتساومني ماشي عنيا
عادت بعد قليل لتجده جالس علي الاريكه امام التلفاز بكل أريحية... لتضع أمامه الطعام وتساله : ها قولي..
حكي لها ما حدث وانهي حديثه قائلا بتنهيده : صعبان عليا اوي ياسما اننا نشك في بعض.. ادم فعلا قال اللي جوانا واحنا مش قادرين نواجه نفسنا بيه.. انا خايف ياسما... كلنا خايفين.... مش عاوزين نخسر حد تاني منا.. كفايه اللي خسرناه زمان
كاد أن يتجه للنوم ليجد هاتفه يدق بأسمه فاعتدل مجيبا : الو
_عاوز اشوفك حالا
_ماشي هجيلك
_تمام في المكان بتاعنا متتاخرش وخد بالك لتكون متراقب
_تمام.. سلام
_سلام
اتجه ليرتدي ثيابه متمتما: يادي النيله نفسي انام ياجدعان اي اليوم اللي مش فايت ده

ممدد علي الفراش ناظرا لسقف الغرفه شاردا بأحداث اليوم وإحداث من الماضي تداخلت معه.. آفاق من شروده علي صوت طرق الباب ليأذن بالدخول :ليجد حور بابتسامه واسعه تهتف به : اي ياحبيبي انت هتنام
اعتدل قائلا : اه يا حبيبتي كنت هنام انتي عارفه اني منمتش لسه
اتجهت إليه :ربنا يكون في عونك.... طيب قوم بقى افطر الأول بعدين نام
_لا معلش اعذريني بس انا هموت وانام لما اصحى هبقي أكل
_طيب يا حبيبي علي راحتك اول ما تصحى هتلاقي الاكل جاهز
_تسلميلي يا رب
اتجهت للخارج مغلقه الباب خلفها.....
وصل إلى المكان المنشود ليجده واقفا معطيا اياه ظهره ناظرا للصحراء الواسعه أمامه بشرود هتف قائلا : اي يا سيادة الرائد. سرحان في اللي حصل النهاردة
التفت إليه قائلا بضيق : هطق يا أسر نفسي اعرف اي اللي حصل... بقي يطلع خاين وسطيكوا.. ده اللي مش توقعتوا
_ معلش.. هييجي يوم ويقعوا
_امتي بس يا أسر امتي... انا تعبت
_هانت يا علي
زفر علي بضيق مرددا: يارب يا أسر يارب
〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️〰️

حرب الأسود (للقدر أراء اخرى ج٢) مكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن