بداية اللعنة

259 11 0
                                    

الفصل السابع عشر(بدايه اللعنه) 💔
ناهد خالد
دلفت حياه الي الفيلا والغضب ينهش بها تتمنى فقط لو ترى تلك اليل لكي تفرغ فيها طاقه غضبها التي تسببت هي بها بكل برودة أعصاب..." ليل " أنتي يازفته... صرخت بها حياة بعصبيه لتجد زين يخرج من غرفة مكتبه أثر صراخها متسائلا بدهشه:في اي يا حياه بتزعقي لي؟!
نظرت له ليرى الشرر يتطاير من عينيها: فين الحيوانه مراتك
واااه لو تعلم كم أسعدته تلك الكنيه التي خصت بها ليل.. ربما قد بدأ ينسى كونها زوجته لعدم اعترافها بالأمر وعدم سماحة له يالتمادي أو حتي الاعتراف هو الآخر... نفض رأسه من الأمر ليفهم سبب غضب حياه اولا ليتسائل بملل من أفعال تلك الجنيه العنيده : اي اللي حصل عملت اي؟!
ردت حياة بصوت عالي حاد وهي تشير بيدها بأنفعال :الجزمه مكنتش هنزل النهارده وقولتلها مش قادره ووعد كمان مكنش لها مزاج تقوم تغصب علينا وتنزلنا وتقول هنقضي اليوم مع بعض وفي الاخر تروح النادي تتدرب ولما احنا نوصل اكلمها تقولي لا اصل حسيت اني مرهقه ومودي قفل فمشيت.... شوفت عمرك شوفت نداله كدة... هز زين رأسه برفض مرددا بأسف :صراحه ملهاش حق في ده و... سمع صرخه بأسمه آتية من أعلى الدرج من تلك التي قررت العطوف عليهما والنزول : زين..... لم يحرك ساكنا غير أنه رمش مرتان قبل أن يكمل.. بس يعني يا حياة المفروض تراعوا برضو افرضي فعلا التمرين أرهقها... يعني هي كانت تعرف أنها هتُرهق.. ملكيش حق تكوني متعصبه وتشتمي كده عيب يا حياة نراعي ظروف بعض
نظرت له حياة بدهشه ونظرة متفحصه وهي تفتح فاهها مفرقه بين شفتيها كأنه أصبح برأسين أو شخص خارق.. وهي تردد: عيب!.... أنا.... انت لسه كن
قاطعتها ليل بعد أن وصلت إليهما وهى تقول ببرود كاد يصيب كلاهما بذبحه صدريه :لا يازين الصراحه مأُرهقتش ولا حاجه... انا مودي قفل فجأه.. قالت الاخيره وهي تشير بيدها بلا مباله وتكمل.. أي اللي حصل بقي القيامة قامت!!
حول زين نظره إليها وأعاد نظره لحياه حينما هتفت :شوفت شوفت..اهو بتقولك .. أكملت وهي تقلد ليل.. مودي قفل
_هو يعني ياحياه أن مودها يقفل ده مش سبب قوي يخليها ترجع البيت... أنتي بتستقلي بأن مودها يقفل لا حرام عليكي بجد
رفعت حياة رأسها لأعلى وهي ترفع يدها لوضع الدعاء وبنبره شبه باكيه رددت :يارب... يارب انا جيت العيله البارده دي غلط والله... يارب ياتخدهم ياتخدهم.. صرخت بجملتها الاخيره وهي تدب الأرض بقدميها ثم ذهبت من أمامها وهي تدفش ليل بغيظ من كتفها..... نظر زين وليل لبعضهما ليضحكا سويا بلا وعي منهما... لحظات فقط وانتبهت ليل لنفسها لتعود لجمود ملامحها ثانيةً والتفتت تصعد لأعلى.... نظر زين لها حتي اختفت من أمامه ليشرد زين بمشهد مشابه قليلا لما حدث منذ قليل من الماضي منذ أربع سنوات تحديداً
Flash back
_عااااااا يازينو الحقني... صرخت بها ليل وهي تركض من حياة التي تركض خلفها قاسمه انها لن تتركها حتي تعاقبها لفعلتها.... كان زين مع عمه يتابعوا بعض الأعمال حينما استمع لصراخ محبوبته بتلك الكنيه التي تخصها هي فقط ومُحرم على أي أحد آخر أن يناديه به التفت هو وعمه (منصور والد ليل وحياة)... ركضت ليل ووقفت خلف زين... نعم فهي كانت تحتمي بزين وليس والدها.وكان الأمر طبيعي ف لطالما كان زين آمانها ومأمنها... حتي حينما يقسو عليها أبيها لم يكن هناك غيره من تلجأ إليه تحتمي به وتشكو إليه ولم يخزلها يوما ً... _زينو حوش البت دي عني... قالتها وهي تقف خلف زين الذي وقف حينما رآها تركض إليه متمسكة بملابسه تختبئ خلفه لدرجة أنه لم يظهر منها سوى الجانب الأيمن لوجهها.... هز زين رأسه بيأس من أفعال فتاته ليسألها بسأم: عملتي أي يا عملي الأسود.... شهقة خرجت منها لذلك اللقب الذي أعطاها إياه وكزته بعنف في ظهره مردده من بين أسنانها : عملك الأسود يازين الكلب..... التفت نصف التفاته ليتطلع لجانب وجهها الظاهر مردد بغيظ: لو لسانك ده يتقطع حقيقي كلنا هنرتاح..... _بس ده وقت تحلوا مشاكلكوا فيه.. يابابااااا بقي هيشلوني والله.... قالتها حياة بحنق وصراخ وهي تتجه لأبيها الذي استقبلها فاتحا ذراعيه لترتمي بأحضانه... سألها بحنو : مالك بس عملت اي المزغوده دي.... شهقت ليل ثانيه لتضرب ظهر زين بغيظ قائله: سامع سامع بابا بيقول عليا اي؟ رد.... تأوه زين من خبطتها ليرد وهو يمسك يدها : يابت اهمدي بقي ده انتي ربنا طول في لسانك وايدك وكأنه بيعاقبنا... بعدين ارد علي عمي! مش عيب!.....
_عملت ايه لحياة... سألها منصور لترد وهي تسبل عينيها ببراءة وبنبره طفولية ماكره : انا يابابا انا... انا اعمل حاجه وحشه ليويو اختي حبيبتي... التفت لزين وهي تنظر له بوداعه.... انا يازينو ياحبيبي ممكن اعمل حاجه وحشه تصدق عن خطيبتك حبيبتك كده...... نظر لها زين بنصف عين وكأنه يخبرها بأنها لن تخدعه...
استمعوا لصوت حياه تقول بضيق : بابا التيشيرت بتاعي الجديد اللي صاحبتي جابتهولي في عيد ميلادي اصحي الصبح ادور عليه وانا لسه مش لبسته ولا مرة.. ملقتوش روحت اسألها قالتلي مشفتوش وصدقتها.... وفي الاخر الاقيه بالصدفة في باسكت الزبالة في اوضتها.....
شهقة خرجت من زين ومنصور بصدمة مما فعلته تلك الفتاه. لينظروا إليها ليجدوها تبتسم ابتسامه بلهاء.... تسائل منصور : بس لي؟!...
أكملت حياه :الهانم اخدته امبارح من ورايا وهي رايحة حفله الألوان والتيشترت مبقاش له لون ولا ملامح وهي عارفه ان الألوان اللي هيستخدموها في الحفلة ألوان مركزه ومش هتطلع من الهدوم ونبهوا عليهم... صمتت تأخذ نفسها لتقول وهي تحاول أن تتمالك نفسها..... اسألوها كده هي لي مخدتش حاجه من عندها.... قبل أن يسألوها صرخت ليل باستنكار : نعم ياختي اخد حاجه من عندي تبوظ..
ضرب زين وجهه بيده بنفاذ صبر وهز منصور رأسه بيأس وهتفت حياة : ولي حاجاتي انا... ولي التيشيرت الجديد.... _علي فكره بقي انتوا ظالمني والله... بص يابابا بص يازينو انا مكنتش ناويه ابدا اني احضر بيه الحفلة انا كنت رايحه بيه لأن شكله عجبني تمام... هزوا رأسهم لتكمل... وكنت واخده معايا واحد تانى بتاعها برضو بس مش جديد ولا حاجه عداني العيب ولا معنديش.... رد زين ومنصور معاً (عداكي)... أكملت وهي تحرك يداها تزامناً مع حديثها... قوم اي.. اكسل اغير فقلت ميجراش حاجه تيشيرت اختي حبيبتي مش هتعزوا عليا اكيد فدايا... زجرتها بنظره شرسة وأكملت... مكنتش اعرف انها واطيه.... جحظت أعين حياه بصدمة فهي أصبحت المخطأه وليل البريئه المظلومة... صفق زين بيده هاتفا بمرح : الله على قلب الطربيزه الله.... شوفي يا روحي انتي اشطر واحده تقلبي الطربيزه وتطلعي ملاك والباقي شياطين.... زفر بضيق وقال لحياة... خلاص يا حياه عندي انا دي كالعادة.. التفت لليل يرمقها بضيق وهو يهتف كلمته الاخيره ليجدها تنكس رأسها بحرج مصطنع اكمل حديثه بابتسامه... بكرة انزلي المول وخدي الفيزا بتاعتي وهاتي اللي انتي عايزاه ياستي مش تيشيرت واحد بس مرضيه... ابتسمت حياه برضا وهتفت بمرح : اخويا ياناس .. مرسيه يا زوز... شعر بتلك التي تقترب منه ليبتسم بالخفاء فهو يعلم جيداً أن هذا حتما سيحدث وإلا لن تكن ليل
ليل بهمس وديع : زينو.. انا هروح معاها صح؟
التفت إليها محاولا كتم ابتسامته ليهتف بمكر :وماله يا حبيبتي روحي معاها واجب برضو متسبيش اختك
تنزل لوحدها..
نظرت له بتمعن ثم اردفت بتسائل : ايوه واعمل شوبينج انا كمان صح؟
منع تلك الابتسامة الملحة للظهور بصعوبة ورد: والله لو معاكي فلوس وعاوزه تجيب حاجه وماله انا همنعك يعني
_معايا فلوس! رددتها بضيق وأكملت.... حبيبي انا قصدي اخد من الفايزا بتاعتك..
_اااه لا ياحبيبي سوري مكنش يتعز بس هي المتضررة عشان كده بعوضها إنما انتي بمناسبه اي؟ تسائل زين وهو يطالعه بتغير تعبيرات وجهها من الراحه للدهشة ثم الضيق واخيرا الغضب وهي تقول : مش عاوزه منك حاجه اصلا في ستين داهيه.
اتجهت لوالدها وجلست جواره تتمسح به كالقطه : باباي القمر الجميل السكره ده هيديني صح
رده باستفزاز :هديكي في سنانك يا حبيبتي قومي يابت من هنا مش فاضي للعب العيال ده.... زجرها بالاخير بحدة مصطنعة فهى مدللته نعم لكن للأمر حدود
نظرت لهم بضيق وقالت وهي تصعد لاعلي :يلا ياعالم يا ظلمه هتروحوا من ربنا فين
نظروا جميعا بزهول لبعضهم... وها قد أصبحوا هم الظلمه وهى المظلومة....
بعد قليل من الوقت جائت الخادمة تخبرهم بالغداء ليطلب منهم منصور أن تصعد لليل ليوقفها زين مخبرا اياه انه سيصعد هو فهي بالطبع ستعاند..
_زين متعملش اللي هي عايزاه.. سيبها تتحمل مسؤولية اللي عملته.. مش تروح تكافئها
_حاضر ياعمي
_حاضر يا عمي قالها منصور مقلدا زين بضيق وأكمل والله اول ماهتبصلك بس هتعمل اللي هي عيزاه
قهقه زين ورد :اعمل اي بس مبحبش ازعلها ومبحبش ارفضلها طلب ده ذنبي
ابتسم منصور بحنو فهو يعلم كما يعشق زين ليل وبالفعل لا يطيق ضيقها أو أن يرفض لها أمرا : عارف يا حبيبي وإلا مكنتش وافقت انك تخطبها اول ما خلصت تالته ثانوي.. رغم اني كنت حابب ناجل لأن المشاعر بتتغير وهي صغيره وممكن تشوف حد تانى في الجامعه يكون مناسب ليها اكتر من وجهه نظرها كنت خايف اظلمها.... بس انا متأكد يازين مفيش حد في الدنيا هيحب ليل زيك وهي كمان بتحبك اوي
ابتسم زين بسعاده وأردف بمرح :بص يا عمي لو لاقيت واحد يحب بنتك اكتر من ٢٠ سنه.. يبقى هتلاقي اللي يحبها اكتر مني.... ضحك كلاهما ليكمل زين بحب... ده انا بحبها من اول عيني ما وقعت عليها وهي لسه مولوده وانا يدوب عندي ٥ سنين.... يعني بقالها ٢٠ سنه مطلعه عين أمي.....
ضحك منصور بسعادة : ربنا يديمها بينكوا يابني ومايفرق بينكوا ابدا
صعد زين لليل ليجدها تجلس في شرفه غرفتها بوجه واجم اقترب منها مبتسما : ليلي... ليلي... عاد الأمر مرارا ولكن لما ترد..... يعني انتي مخصماني يعني... أومأت موافقه ليقول هو بخبث وهو يتصنع الخروج... يلا ملكيش في الطيب نصيب وانا اللي كنت هديكي الفيزا عشان لما تنزلي تعملي شوبينج بكره.... صرخت ليل وهي تتجه له هاتفه : بجد بجد يا زينو....
_دلوقتي بقيت زينو ومن شويه مبترديش عليا... آه يا ستي بجد... وانا من أمتي قدرت أقسى عليكي.. قال الاخيره هو يضربها علي رأسها
_عاش زينو عاش..... قالتها بمرح لتقبله علي وجنته هاتفه بحب : بحبك يازينو
نظر لها بعشق جارف :وانا كمان بحبك يا روح قلب زينو
**********Back
ابتسم زين بحنين لتلك الذكريات الجميلة التي يعلم جيدا بأنها لن تعود يوما ولأن الذاكره غدارة بطبعها وبدون إرادة من زين انتقلت لمشهد آخر وزمان ومكان آخر كانت تصرخ ليل به وصدي صوتها يتردد بإذنه : لييييي... لي تعمل فيا كدة... لييي انت يازين ليي... عمري ما توقعت أن وجعي يكون بسببك.... حرام عليك.. انا بلعن الدم اللي بيربطنا وبلعن قلبي اللي حبك.. انا بكرهك يا زين بكرهك وعمري ما هسامحك لآخر نفس فيا.. ويوم الحساب هنقف قصاد بعض وهو اللي هيجيلي حقي منك... بكرهككك..
Back
أغلق زين عيناه بعصبيه مفرطة وألم ينهش في أعضاءه بلا رحمة خاصه ذاك الذي ينبض بعشق لها... لها هي فقط
استمع لدقات علي باب الغرفه ليسمح بالدخول دلفت نغم بمرح وهي تقول : أسر باشا ممكن اخد من وقت سعادتك دقيقة
ابتسم أسر وردد : دقيقه بس... خدي دقيقه ونص بحالهم
ضحكت نغم وهي تقول بعد أن دلفت وجلست علي الفراش أمامه : ياااه على كرمك تشكر والله... صمتت قليلا وكأنها تحاول تجمعة ما تقول تتلاعب بأصابعها بتوتر ليسألها أسر بعدما تمعن بها : في اي يا نغم عاوزه تقولي اي ومتردده كده
نظرت له قليلاً ثم قالت : بص يا أبيه بصراحه في حاجه حصلت النهاردة واحنا في النادي وشوفت اني لازم اقولك عليها
_اي اللي حصل؟
_اا... يعني... عاوزه اقول ان...
قاطعها أسر قائلاً : اي يابنتي لي التوتر ده كله.... ماتقولي اللي انتي عاوزاه حتي لو حاجه غلط.. هو انا عمري قولتيلي حاجه ورد فعلي ضايقك
_لالا.. مش قصدي... بس هو بصراحه انا اتكلمت مع مروان النهارده وقعدنا مع بعض... أكملت سريعاً.. بس والله ما كملنا عشر دقايق
ابتسم أسر بحنو بالغ وأمسك يدها متسائلاً: وانتي لي جيتي قولتيلي
نغم : عشان مش حابه اعمل حاجه انت منعتني عنها من غير ماتعرف
اقترب منها محتضنا إياها بفخر : تربيتي... وانا مبسوط انك مخبتيش عليا حاجة ومهزتيش ثقتي فيكي... بس الواد مروان كمان طلع راجل وقد الثقه وقالي لما كنا قاعدين مع بعض في النادي قبل ما نمشي
خرجت من احضانه وتطلعت له بزهول : مروان قالك!
_ايوه هو كمان محبش يبخي عليا...انا مبسوط بيكوا جدا عشان انتوا قد الثقه وصدقيني اي حاجه انا بعملها فهي عشان مصلحتكوا
_عارفه يا أبيه والله عارفه ربنا يبارك لنا فيك
قبل رأسها مبتسماً وهو يربط على ظهرها ناظرا أمامه فهي لم تكن يوماً أخته فقط بل لطالما كانت مثل بنته فهو من كان معاها في كل خطوه لها.. بدايه من حملها حين وُلدت كان عمره خمسة عشر عاماً مسكها بين يديه ناظرا إليها مبتسما ومن حينها أصبح هو اب ثاني لها ولربما في الكثير من الأحيان كان اب أول لغياب سليم في العمل مطمئناً لوجوده.. فهي جوهرته الغالية
تعدي الوقت منتصف الليل بكثير... الساعه الآن الثانيه ونصف صباحاً... تلك الساعة التي ستشهد علي جريمة من أبشع الجرايم... يرتجف لها الأبدان وتوُجع لها القلوب وتزرف الأعين دماً موصومه بالدماء التي ستهدر.. في تلك المنطقة البعيدة عن السكن خاصة في البناية المهجورة التي لم يكتمل بنائها... يقف ذاك اللعين المسمى ب (سعد) وهو اسم ليس علي مسمي أبداً فهو لا يجلب السعد أبداً بل لما يجلب يوما سوي الخراب والقتل والدماء لكل من راءوه.... يقف في وسط رجالة وأمامه ذلك المشهد المريع.. ينفخ سيجارته بهدوء وهو يطالع راجلة وهم ينهون الأمر ليردد : ها كده خلاص
احد الرجال : تمام ياريس كده احنا خلصنا
هز رأسه وهو يغادر : تمام يلا لموا الليله دي بقي وكل واحد يروح فضينها
امتثلوا جميعا لأوامر ليلقي نظره اخيره وأخرج هاتفه متصلا بأحدهم ليأتيه الرد بعد قليل
_ها
_كله تمام يا عمار باشا والليله خلصت خلاص.. تحب أبلغ البوليس
_لالا اتقل كده اومال... في اتنين حبايبي بقالهم فتره شاغلني يهمني انهم يشوفوا الليله دي اول ناس
_يالهوي ده انت شكلك بتعشقه عشان توريه حاجه زي دي هتطبع في دماغه مش هتطلع غير بالروح
_إلا بحبه
_لامؤاخذه يعني ياباشا.. انت لي المره دي هتبلغ ماكل مره بنداري الموضوع من غير شوشره
_عشان اضرب عالحديد وهو سخن... فرقه الأسود... هتوصلهم ضربة محترمه اول النهار ما يطلع.... وبعدها بكام ساعه هيوصلهم الخبر ده... الاتنين مع بعض هيدوشهم ويلففهم حوالين نفسهم... خصوصا أن الموضوع ده هيبقي رأي عام وهيقلب البلد عليهم كلهم مش الأسود بس
_تمام ياباشا وجهه نظر برضو
_تمام هبعتلك رقمين تبعت عليهم الرساله اللي هقولك عليها بالنص
(سعد الدميري... رجل ب الخامس والثلاثين من عمره.. انتزع من قلبه الرحمه حتي انه يكاد لم يسمع عنها قبلاً ً...المساعد الأول للزعيم في كل اعماله التي يتمنع عنها عليّ... هناك جهات لعملهم عليّ رفض رفض قاطع أن يشارك بها فيقوم سعد بها... أسوء من ستقابل يوماً)
سطعت شمس يوم جديد... يوم مختلف تماماً... ملئ بالأحداث.. يوم ليس له مثيل سيمتلئ بالويلات ودموع المتألمين... كل شخص سيشعر وكأنه تائه لايدري ماذا يحدث أو كيف يتصرف... فاجعة بكل المقاييس.. ستصير حديث الساعة وستقلب حال البلاد
في مكتب الاسود كان كلا منهم علي مكتبه يتابع اعماله ليأتي العسكري يعطيهم ظرف جاء عن طريق ساعي البريد في نفس وقت دلوف أسر للمكتب ليتسلم هو الظرف من العسكري دلف يردد وهو يلوح بيده التي تحمل الظرف : يا أسود جواب ليكوا....
سيف: اي جواب جماعي يعني؟
أسر : ايوه مكتوب عليه الأسود الخمسة
آدم : ايوه يعني هتفضلوا تتكلموا كان زمانكوا فتحتوه
نظرا له بحنق ليقوم أسر بفتح الجواب ليرى ورقه بداخله فتحها وبدأ يقرأ : يؤسفني أبلغكوا أن الصفقة اللي كنتوا بتحلموا تمسكوها عشان تقبضوا علي صاحبها وتاخدوا حقكوا عدت بسلام ولوز اللوز.... في نفس الوقت اللي انتوا كنتوا موجودين فيه في المكان اللي اتبلغتوا بيه كانت الصفقة بتدخل من طريق تاني خاالص.. تعيشوا وتاخدو غيرها
مع بالغ الأسف لغبائكم
براكين... فقط براكين من الغضب تنفجر داخلهم جميعا عدا أحدهم.. لكن ظاهريا الجميع تجسدت على أوجهم الغضب العاصف والوجوم والصدمه هب سيف من مجلسه بغضب بالغ: نعم... ياولاد ال***... بيستغفلونا.
رد حسام بغضب مماثل لكن نبره صوته منخفضة شاردة : لا وانت الصادق مش هم اللي بيستغفلونا اللي بيستغغلنا الخاين اللي بينا
سيف بضيق وهو يغلي كالمرجل: صح انت صح
حازم : يعني المفروض أن حاليا في واحد ابن ***"بينا هو اللي عامل فينا كدة
سيف يتسائل :ساكت لي يا آدم
نظر لهم ادم جميعا نظره غربية ليقف فجأه هاتفا : انا ماشي... ثم تركهم وسط دهشتهم منه وغضبهم مما حدث لهم ومن خسارتهم الفادحة
دلفت وعد لمكتب حمزه بعد أن استأذنت وسمح لها بالدخول
حمزه : اتفضلي يا أنسه وعد
وعد وهي تجلس أمامه : صباح الخير يا بشمهندس
حمزه : صباح النور
وعد وهي تمد يدها له بملف: اتفضل ده ورق المشروع الأخير انا خلصته
أخذه حمزه منها وأردف : تمام انا هبقي اشوفه... ثم اكمل بمرح وابتسامه... قوليلي حياه قتلت ليل ولا لسه
ضحكت وعد وهي تهتف : زي ماقلت امبارح بالضبط ولا خدت معاها حق ولا باطل
حمزة بضحك مماثل: بس والله صعبتوا عليا امبارح... لا ولسه بتقولي لحياه ازاي تتكلمي كده ثواني والاقيكي بتشتمي زيها
اخفضت وعد رأسها بحرج مردده : بصراحه يعني ليل بتخرجنا عن شعورنا.
ابتسم مردد: لا ما هو كان واضح
هتفت بجدية : صح في ميعاد بكره مع مسيو فهد عشان نجدد الصفقة
تأفف حمزه بضيق مرددا: انتي عارفه لولا أن بابا اتوسط له مكنتش قبلت اني ارجع اتعامل معاه... بعد ما قررت انى ابعتله نلغي الصفقة
تساءلت وعد بحرج :هو انا السبب
ضيق ما بين حاجبيه متسائل : ازاي
_يعني عشان.. طريقته معايا
حمحم حمزه بحرج ورد : يعني هو عموما شخص مش محترم... واحنا يهمنا أن اللي نتعامل معاهم ميسأوش لينا
أومأت وعد برأسها موافقه على حديثه ليهتف هو محاولا تغاضى الموضوع : طيب هاتيلي مشروع الصفقة بتاعته نراجعها
وعد وهي تنهض : تمام
شرد حمزه فهو يعلم يقينا أن الأمر ليس إلا أنه ينظر لوعد نظرات سيئه متفحصه ولكن بالطبع لن يستطع قول ذلك لها ولكن دوماً يتسائل لما يشعر بذلك الغضب
كانت ليل جالسه في مقر عملها بالجريدة تتابع أعمالها ليدق هاتفها معلناً عن وصول رساله اخرجتة وفتحت الرساله الآتية من رقم مجهول ضيقت ما بين حاجبيها بعدم فهم وهي تقرأ محتوي الرساله( " ولأنك غاليه عليا وعارفك بتحبي الأحداث.. جيتلك بهديه علي طبق من فضة هتعمل سبق صحفي محصلش ياليل هانم... لو حابه تشوفي الهديه اللي استثنيتك بيها روحي اللوكيشن اللي بعتهولك... يلا Have fun" استمتعي")
وضعت الهاتف لتفكر في الأمر ف ليل ليست بالمتهوره أبدا لكي تركض خلف رساله فكل مامرت به في حياتها يجبرها التأني والتفكير... بالتأكيد تلك الهديه أمر كارثي ولكن ما عساه يكون... أخرجت هاتفها ثانيه تدق لحازم
_اي يا ليلو
_حازم في رسالة بعتهالك علي الواتس اب هي اتبعتلي من شويه علي رسايل الخط
_لحظه هفتح اشوفها.... بعد ثواني نطق حازم... أي ده انا مش فاهم حاجة.. بس مش مطمن للمحتوى
_بس انا لازم اروح.. لازم اعرف في اي في المكان ده
_طب بصي نتقابل على طريق...... ونروح سوا
_تمام ربع ساعه وهتحرك في حاجه ضروري هخلصها
_اتفقنا
كان جالساً في حديقة الفيلا شارداً بما حدث ليجد من يضع يده على كتفه التفت ليجده رحيم. وقف أمامه هاتفاً: ازي حضرتك يابابا
تجاهل رحيم تلك الغصه المؤلمة لمعامله ابنه الجافة.. فهو يخاطبه وكأنه أحد غريب عنه ... ليهز رأسه محاولا نفض تلك الأفكار : تمام.... مالك يا آدم؟
شرد آدم في الجهة الأخرى دون أن ينطق ظن رحيم أنه لن يتحدث كالعادة ولكن تفاجأ به يردد بشرود: المفروض اخون زمايلي اللي اكتر من اخواتي واللي بقالنا سنين مع بعض وواحد منهم متربي معايا
_ولى مفروض!؟
تنهد بضيق:لأن مليون بالميه في خاين وسطنا واحد منا احنا الخمسه كفرقه
تساءل رحيم بتقرير: في شخص معين شاكك فيه؟
_شاكك في نفسي
نظر له رحيم باستغراب وعدم فهم ليكمل آدم : مانا مش عارف أشك في حد منهم اعمل اى بس
لم يكاد يكمل حديثه حتي وصلته رساله علي موبايله ليخرج الهاتف يطالع الرساله "(اعتقد انك مازلت في حاله صدمه وغضب من الجواب اللي وصلك من ساعتين تقريبا... حبيت الصدمات كلها تكون مره واحده... هم مش بيقولوا ان المصايب لا تأتي فرادى.. ههه... روح علي اللوكيشن ده يا سيادة الرائد هناك مفاجأه رهيبه اوعدك انها هتتولك.. قصدي هتدهشك")
أغلق هاتفه لينظر لرحيم:معلش يابابا مضطر امشي ضروري
ربت علي كتفه : روح يا حبيبي ونتكلم بعدين
ذهب آدم ليتنهد رحيم بضيق مردد(ياتري امتي هتبقي كويس يا آدم)
وصلت ليل وحازم للمكان ليجدوه عماره في منطقة بعيده عن المناطق السكنية يحيطها أراضي صحراوية فارغة والمبنى غير مكتمل البناء فقط بالطوب الأحمر دلفا للداخل ليجدوا غرف كثيره مغلقه الأبواب لينظرا لبعضهما فقالت ليل حينما اشتمت رائحة نفاذه كريهه: اي الريحه دي..
-المكان مهجور ممكن يكون كلب ميت ولا حاجه... بس هديه اي اللي هنا
_مش عارفه.. بص كل واحد يفتح أوضه ونشوف
-تمام... اتجها كلا منهما للغرف
فتح حازم غرفة ثانيه وثالثة ولكن لم يجد شئ
فتحت ليل غرفة وثانية.و...... صرخة مدوية هزت الأرجاء كان مصدرها ليل التي ظلت تصرخ صرخات متتاليه دون توقف... ليل :عااااااااااا..حاااااااازم..عاااااا...ظلت تنوح وتبكي ووقعت بالأرض تضم ركبتيها لصدرها برعب وكل منطقه بجسدها تنتفض ودموعها لم تتوقف تتمتم بكلمات متقطعه :لا. اا..... ل.... ليي.... لاا... اااااااااه
اتجه حازم بفزع لها ليرى المشهد أمامه سقط علي ركبتيه وهو يهز رأسه بعنف شديد ودموعه تنهمر بصمت ويرتجف بدنه من هول المنظر... دقيقه أو اثنان استمر الوضع كما هو عليه.... و بالخارج كان آدم يصف سيارته ليستمع لصراخ ليل يهز الأرجاء... لم يتعرف على صاحب الصوت ولكن تعرف على سياره حازم الواقفه بالخارج.... دلف سريعا واتجه لهما ليقف أمام الغرفه ناظرا لما أمامه تراجع بصدمة ورعشه احتلت جسده ودموع متحجره بعينيه متمتم : لا... لا... ياولاد ال**يا**... نظر لليل المتكوره علي نفسها لم توقف صراخ ولا بكاء وتمتمه بكلمات متقطعه حول نظره ل حازم الذي لم يتحرك من محله ودموعه تتساقط وعاد بنظره للمشهد الذي أمامه والغرفة المليئه بال.... الجثث ولكن لم تكن جثث بشكل عادي او طبيعي بل كان الوضع أبشع بكثير

حرب الأسود (للقدر أراء اخرى ج٢) مكتملة Where stories live. Discover now