شرارة حب١

173 8 0
                                    

الفصل العشرون (شراره حب) ج١

في سياره ادم التي اصطفها امام بنايه المخابرات المصريه 
نظرت له ليل بتمعن ونطقت :دلوقتي اا
لم تكمل حديثها الذي قطعه حازم حينما وقف امام نافذه ادم يعتف باعياء شديد :مش هتنزلوا ؟مسح ادم علي وجهه بضيق وهتف من بين اسنانه:لا ياخويا هننزل ..يلا
قالها وترجل من السياره وتبعته ليل التي زفرت براحه لانقاذ حازم لها من اجابه هذا السؤال ..توجهوا للداخل فالتفتت الانظار اليهم منهم من يطالع بفضول يريد ان يعرف حقيقه ماتردد حول وجودهم بمكان الحادث ومنهم من يتطلع باعجاب لتلك الغريبه التي تدلف معهم فنادرا ما يدلف احد من الجنس الناعم هذا المبني المكتظ بالرجال ..تسالت ليل بضجر :هو انا كان لازم اجي ؟ رد ادم بهدوء :لازم عشان ياخدوا اقوالك
نفخت بضيق ولم تزد اكثر من ذلك.. اتجهوا ثلاثتهم الي مكتب اللواء الذي ينتظرهم بالداخل... دلفوا ثلاثتهم بعدما إذن لهم بالدخول وادوا التحيه العسكريه... جلسا حازم وأدم أمام مكتبه وجلست ليل على اريكه صغيره بالجانب حكي ادم ماحدث معه وسبب ذهابه لهناك ومعرفته بالأمر.. ثم سأل ليل هي الأخرى وحكت ما حدث معها وأنها هاتفت حازم ليذهب معها... بعدما استمع لهما اللواء اردف بهدوء : تمام.. دلوقتي الرسايل دي الدليل الوحيد اللي هينفي اي شبه ليكوا عشان كده حالا تفتحوا الرسايل وتبعتوها للرقم اللي هبعتوا ليكوا ده تبع مباحث الإنترنت هيحاول يوصل لصاحب الرقم
أومأو بالموافقة وفتح كلاهما هاتفه ليأتي بتلك الرساله التي بعثت إليهما ولكن تفاجآ حينما لم يجدوا شئ ظلا يبحثان كثيرا ولكن بلا فائدة رفعا رأسهما ونظرا لبعضهما اولا بصدمة تحتل معالمهما تسائل اللواء بعدما لاحظ حالتهما : في اي مالكوا!؟
التفت برأسه ادم إليه وردد بخفوت : مش لاقي الرساله.. وكأنها متبعتتش
نطقت ليل هي الأخرى بذهول: ولا انا...مفيش أي أثر ليها.... ضرب بعقلها فورا انها بعثت بالرسالة لحازم فقالت عالفور : حازم انا بعتها لك خرجها من فونك
أومئ حازم سريعا وأخرج هاتفه يفتح تطبيق الواتس اب ويأتي بالدردشه الخاصه ب ليل ولكن لاكمال الصدمه لم يجد شئ هو الآخر وكان ليل لم تبعث له رساله من الأساس رفع رأسه ينظر إليهم يردد بصدمة ':مش موجودة.... نظروا جميعا لبعض بعدم استيعاب مؤقت ولكن كانت الأسرع إفاقه من هذه الحاله هي ليل حينما هتفت وقد توصل عقلها للأمر : التليفونات متهكره.... التفتوا برؤسهم إليها ليؤكد آدم على حديثها بعدما أضاء عقله هو الآخر : عشان كده قدروا انهم يفتحوا موبايلتنا ويمسحوا الرسايل نهائي.. وطبعا كل المكالمات والرسائل هم عارفينها ومش بعيد يكونوا بيتتبعونا من خلالهم.. ياولاد ال***
حازم بتساؤل :وده معناه اي.... احنا كده هنبقي مشتبه فينا من الجهة المختصه
أراح اللواء ظهره للوراء قليلا وهو يقول بضيق : هتدخلوا في سين وجيم انكوا كنتوا بتعملوا اي هناك.. وعرفتوا ازاى بالجريمة..الضوء هيتسلط عليكم واكيد هيتحقق معاكم وهتبقوا في وضع اتهام
زفر ادم بضيق وانزل نظره للأسفل يفكر بشرود ورجعت ليل بظهرها أكثر تستند على ظهر الاريكه ونظرت أمامها وهي تشعر كونها وقعت بحفره معدة لها مسبقا.. استند حازم برأسه علي يده الموضوعه علي المكتب وهو يسأل اللواء : التحقيق معانا هيبقي هنا ولا في المديرية يافندم؟
رد بهدوء : لا يا حازم هيبقي هنا في الجهاز انتوا لسه مش متهمين عشان تروحوا المديرية ثم إن ال... قاطعه دق العسكري علي الباب فاذن له بالدخول ليخبره أن أحد رجال المباحث بالخارج يطلب الأذن بالدخول ومعه أسر فاذن لهما.... دلف أسر اولا وأدى التحيه العسكريه وبعدها دلف شاب طويل بمنكبيه العريضين وشعره الأسود الغزير وعيونه البنية وبشره خمريه وجسد رياضي مشدود.. أدي التحيه العسكرية هو الآخر وأردف قائلا : النقيب عدي البحيري مباحث عامة.. وانا الي مسئول عن القضية اللي حصلت
كانت ليل ناظره بالأسفل بشرود كبير حتي انها لم تهمتم بالأمر ولا بمن دخل ولا من خرج ولم تستمع لحديثهم من الأساس... هز اللواء راسه بتحية له هاتفا: وهم موجودين هنا ومستعدين انك تاخد أقوالهم... أكمل وهو يشير علي ادم وحازم وليل بالتتابع... ده الرائد آدم الصياد.. وده النقيب حازم المنشاوي.. ودي الصحفية ليل الألفي..
التف عدي برأسه لليل فهو لم يراها حينما دلف نظرا لبعد الاريكه قليلا عن مرمى الباب والمكتب.. هو كان يعلم بأنه سيراها لياخد اقولها ولكن لم يكن يعلم بوجودها هنا... ارتسمت ابتسامه حنونه علي ثغره وهو يردد مناديا لها : ليل.... لم تسمعه هي في بادئ الأمر لشرودها فيما يحدث وتعلق ذهنها بذاك المشهد القاسي ولكن رفع ادم راسه يرمقه بتعجب من مناديته لها بتلك النبرة وتلك الابتسامه السخيفه الظاهرة على وجهه.. بدأ ناقوس الغضب يدق بداخله وارتفعت وتيرة تنفسه قليلا تزامنا مع ما يحدث أمامه لكن حافظ على هدوءه الخارجي ومنع نفسه من الاندفاع وسؤال ذلك الابله عن ماهيته ليناديها وينظر لها بهذه الطريقة... ليل.. كررها عدي بنبرة أعلي وبالفعل وصلت لليل الشارده تلك الهمسه باسمها رفعت رأسها لترى ما الأمر لتصتدم عيناها ب عدي اندهشت لوجوده هنا ولكن سرعان ما زالت تلك الدهشة وارتسمت ابتسامة أقل ما يقل عنها رائعه علي ثغرها واشتياق بعيونها وقامت سريعا لتتجه إليه متمته "عدي" وسرعان ما رمت بنفسها بين أحضانه وهو لم يقصر ورفع يده يحيط بها بحنو بالغ وهو يردد :وحشتيني.. انتي كويسة؟! هزت برأسها وهي مازالت باحضانه فهي تحتاج هذا العناق وبقوه لتشعر بقليل من الراحة والأمان التي افتقدته منذ أن ابتعد ادم عنها.... كفي.. حقا الي هنا وكفى... كان يتابع ردة فعلها بدأ من دهشتها لابتسامتها التي لم يراها قبلاً وعيونها المشتاقه وذاك الصفاء الذي تخللها وكأنها وجدت ضالتها كل هذا آثار بنفسه مراجل من الغضب.. فمن هذا العدي لكي تسعد بوجوده لتلك الدرجة.. كل هذا وهو يتحكم بنفسه ناهيك عن قبضة يده التي يحاول أن يخرج بها غضبه وناهيك أيضا عن تنفسه العالي قليلا... ولكن حينما وجدها تردد اسمه بتلك اللهفة وتندفع لاحضانة بتلك الطريقة.. جن جنونه وتخلي كليا عن هدوءه وهو يشعر بتلك النيران تندلع بداخله حتي كادت تحرقه لم تعد نيران الغضب فحسب.. بل زاد الأمر بنيران الغيره... وما أدراك ما الغيره.. ذاك الشعور البشع الذي يستطيع أن يطيح بكل ثباتك بعيدا وفقط يوقد نار بداخلك لا تستطيع اخمادها...وما زاد الأمر تعقيدا هو قول عدي لها بأنه اشتاقها... انتفض ادم من جلسته واتجه إليهما ساحباً إياها بقوة من أحضان عدي وهو يردد لها بغضب ويشير بيده مع حديثه الغاضب وهو يصرخ بها غير مراعيا اي شئ ولا للموجودين : اي يا أاامي مالك.. انتي ماشيه تترمي في أحضان الناس.... اهدي شويه
نظروا له جميعا بصدمة كأنه برأسين.. منهم من يتعجب للأمر فآدم دوماً بارد وهادئ لا يتعصب بسهوله.. ومنهم من يتسائل لما هو غاضب لهذا الحد وما شأنه بالأمر من الأساس إذا كانت بأحضان هذا أو ذاك... ومنهم من يشتعل غضبا من حديثه الغير مقبول على الإطلاق وكانت تلك ليل التي هتفت بعدما استفاقت من صدمتها قائله بغضب مماثل: وانت مالك انت... بعدين انت ازاي تسمح لنفسك تكلمني كده.. أي ماشيه اترمي في أحضان الناس دي!.. راعي الفاظك يابنى ادم انت!
رد بنفس الغضب ولم يهدأ بالعكس وقوفها أمامه وغير معترفه بخطئها بل وتحاول أن تجعله هو المخطئ زاد فوق الغضب غضبا آخر ليرد وهو يضغط على أسنانه حتي كادت تتهشم: بت انتي... اتظبطي احسن اظبطك.. ألفاظ اي يا أم ألفاظ هو انا غلط... حصل ده ولا محصلش!؟
استعادت ليل برودها لترد باستفزاز: اه إذا كان على اني بترمي في أحضان الناس!؟.. آه حصل... انت بقي.. ها انت مالك!؟ قالتها وهي تهز رأسها باستنكار متسائل
وبدون وعي منه وبناتج استفزازها الذي آثاره رد : لا مالي ونص.. انتي عاوزني اشوفك كل شويه تترمي في حضن واحد.. لا فوقي ياهانم فوقي مش انا اللي أقف اتفرج علي المسخرة دي
"مسخره".. عصفت تلك الكلمة بهدوءها الزائف الذي حاولت اكتسابه لكي تستفزه.. فقد استنفزت طاقتها بعد وصفه الأخير لترد بغضب صارخ : انت اتجننت.. مسخره اي اللي بتوصفني بيها.. انت واضح فعلا أن الي حصل إثر علي مخك عشان توقف قدامي وتكلمنى كده.. اصلا بصفتك اي تتكلم معايا بالطريقه دي.. كانت تتحدث بغضب وصوت عالي ودون توقف حتي أنهت كلامها وهي تلهث من الغضب ومن الحديث
احتد الأمر كثيرا وخشي أسر أن يتطور أكثر خصوصاً وهو يعلم كلاهما حين الغضب لايرون أمامهم ليهتف متدخلا : اهدي ياليل وانت يا آدم ميصحش كده
ردت ليل بحنق: انا اللي اهدي يا أسر.. انا!! مين اللي بدأ ومين اللي بيتكلم بطريقة زفت!
-انا بتكلم بطريقة زفت؟!... قالها ادم بغضب ردا علي حديثها... التفت تهتف بسخريه : لا انا!
-خلاص بقي ياجماعه... احنا اصلا مش فاهمين اي اللي حصل لكل ده... قالها حازم باستغراب مما يحدث أمامه من شد وجذب بين ليل وأدم وأكمل... معلش ياعدي هو بس اعصابنا مشدودة من اللي حصل
اومئ عدي برأسه متفهما ورد بهدوء: فاهم ياحازم فاهم انت عامل اي؟
اتجه حازم ليصافحه محتضنا اياه: انا الحمد لله تمام واحشني والله
-وانت كمان كان نفسي نتقابل في ظروف احسن
انتبه ادم لحديثهم وطريقتهم فأحس بأن هناك حلقه مفقودة فهو يعرف ليل ويعرف حازم وواضح أن بينهما علاقه طيبه... استمع لأسر يقول ل ليل : اهدي بقي يابت انتي وبطلي عصبيتك دي
شهقة كادت انت تفلت منه وهو يكاد بذبحه صدريه... فمن أين تعرف أسر هو الآخر لكي يتحدث معها بتلك الطريقة.. ما هذا الكم من الرجال الذين يحيطون بها تلك الحمقاء المتعجرفه.. وتأتي لتسئله ما صفته لكي يغضب.. هنا وتوقف يفكر قليلا حقا... ما صفته ليتدخل هكذا ولماذا يشعر بذلك الغضب.. قطع تفكيره صوتها تقول بمرح ليس وقته : واحشني يا أسور والله.. فينك ياراجل!
لالا بالتأكيد هي قاصده أن تجلطه الأن ماتلك الحميمية في التعامل
رد أسر بمرح مماثل متنسيا الموقف برمته : يابت انتي اللي عامله زي الطير المهاجر مبترسيش في حته ابدا
زفر بضيق وبصوت عالي حتي انهم انتبهوا له ونظر إليه أسر باستغراب وليل بضيق ليردد آدم بسخريه : حتي ده كمان عارفاه! أي مخدتهوش بالحضن لي هو كمان!
تضايق أسر من طريقه ادم الجارحة ليرد بضيق : ادم خلاص بقي راعي كلامك في اي!
ردت ليل بابتسامه ماكره وهي ترد قاصده قتله ببرودها: relax (استرخ) يا أسر.. هو مغلطش انا فعلا بقالي كتير مش شفتك ونسيت اسلم عليك... ثم اقتربت منه وكادت أن تعانقه ف أسر تعتبره أخيها الأكبر منذ ارتباطه ب حياة.. كانت فقط اقتربت خطوه واحدة فهي بالأساس كانت قريبه منه ولكن قبل أن تقترب أكثر وترفع يداها كي تعانقه وجدت من يقبض على رسغها بقوة حتي كاد أن يتهشم بين يديه وهو يشدها للخلف متمتما بهمس بنبرة مميته لا يسمعه سوها هي وأسر : وقسما بالله لو مااتلميتي وعديتي الوقت اللي هتنيل في هنا علي ما نخلص من اليوم اللي مش فايت ده لهكسرلك ايدك اللي عماله تحضني بيها دي... فاهمه!
لا تنكر تلك الرجفه الممزوجه الغريبه التي أصابتها رجفة خوف من نبره صوته وعيناه التى أصبحت قاتمة قليلا وتلك النظره التي شعرت بها تخترقها ورجفه أخرى غريبه كهرباء بسيطة شعرت بها تتخللها من قربه المهلك هذا ومن نظرته المسلطة عليها... هذا المشهد ذكرها بمشاهد مشابهة بينها وبين زين سابقاً حينما كان يغار عليها عندما تتحدث لأحد.. معنى ذلك أن آدم أيضا يغار عليها.. يغار؟.. يغار معناها... يحبها!!!... بالطبع لا ماهذا الجنون التي تفكر فيه الآن.... احست برسغها كاد أن ينكسر نظرت ليده الضاغطه عليها وهمست بألم تحاول الا تظهره: ايدي ياادم
نظر ليده ولتوه أدرك ضغطه عليها ليرخي قبضته بهدوء
وامرها أن تجلس محلها ثانيه ولم يترك لها الفرصة بأن تعترض واتجه هو الآخر وجلس علي نفس الاريكه وبينهما بعد مناسب
كان عدي قد انتهى من استجواب حازم خلال حديث ليل وأسر وأدم.. فاتجه بأسألته إليهما وجاوبا وبعدها بقليل من الوقت هتف وهو يقف مقررا الرحيل : تمام كده.. عموما متقلقوش هنحاول نوصل للحقيقة.. بس انتبهوا من موضوع تهكير الموبايلات دي.. وبخصوصكوا فمفيش حاجه أكيدة تدينكوا
اللواء بهدوء: تمام ياسياده النقيب واحنا هنتعاون معاكم في اي شئ تحتاجوه خصوصا أن القضية الرئيسية عندنا
عدي : تمام.. بعد أذنك... وقفوا جميعا وحيوا اللواء وخرجوا من المكتب وقف عدي في منتصف الطرقه وهو يسائل ليل :.. ليل هتمشي يلا!؟
كادت أن ترد ليسبقها ادم هاتفا بغلظه: وانت مالك يعني هتروح ولا لا؟!
تغاضى عن قلة ذوقه في الحديث ليرد بهدوء : عشان أوصلها.. بما انها مش معاها عربيتها
علم بذلك حينما حكت له ما حدث فهي حين طلبت من حازم أن تقابله في مكان ما قبل المكان المبعوث لها بقليل قررت حينها أن تترك سيارتها وتستقل سياره حازم
لاحت سحابة غضب علي عينيه وهتف بحده: نعم!! بصفتك اي بقي أن شاء الله
رد عدي بضيق بدء يتسلل له: ابن خالتها.. انت بقي مين!؟
_هو في اي انتي عندك كام ابن خاله!... قالها ادم بضيق من كل شخص تقابله يظهر بالاخير انه ابن خالتها
ضيق عدي ما بين حاجبيه باستغراب وقال : يعني هو انا بس اللي... كاد أن يكمل فقاطعته ليل سريعا خوفا أن يكشف الأمر بكون حازم ليس ابن خالتها : عدي روح انت انا همشي مع حازم
عدي بإيمائه: خلاص تمام هبقي اكلمك باي
تنفست الصعداء هي وحازم ونظرت له قائله: يلا ياحازم
اومئ برأسه وكاد أن يجيب ليسمع ادم يقول : روح انت ياحازم انا هوصلها
ولم يستمع لرد احد بل تحرك بعد أن قبض على رسغها ثانيه ولكن هتفت هي به وهي تسحب يدها: طب لحظه هقول لحازم حاجه
ترك يدها على مضض لتتجه لحازم وتهمس له: فهم أسر الموضوع اصل ممكن يغلط قدامه ويقول اني اخت حياه وهو اصلا عامل زي الطور الهايج مش نقصه
ضحكة مفاجأه خرجت من حازم وهو يسمع لقب آدم الذي أطلقته ليل عليه ولكن سريعا ما دثرها حينما وقعت عيناه علي ذاك الذي يستشيط غضبا ليخبرها بأنه سيتولى الأمر
_____________________
_ماتخلص يا حازم وتقولي اي علاقه ليل ب ادم وعرفها امتي وازاي؟! ولي مش عاوزه يعرف انها بنت الالفي واخت حياة... هتف بها أسر بضيق وهو جالس أمام حازم بأحد المقاهي بناء علي مطلبه بأنه يريد الحديث معه بأمر هام.. وها قد مر أكثر من عشر دقائق ولم يفهم أسر شئ من حديثه الغامض والملاوع لينتهي صبره ويسأله بحنق يريد معرفة الإجابة وفهم الأمر...زفر حازم بضيق مرددا : دلوقتي ليل وأدم اتقابلوا عن طريقي وهو كان يوم مش فايت اصلا.. ما علينا... ده مش موضوعي اتقابلوا امتي وفين.. انا اللي يهمني اني اعرفك بيه.. ان لم اتقابلوا انا قولت لآدم أن ليل بنت خالتي.. لو كان عرف ان ليل بنت عم زين ولا مراته عمره ما كان هيثق فيها.. ووقتها هي كانت جايبه لنا واحد جايب معاه ورق يخص حد تقيل في البلاد ادم لو كان عرف هي مين مكنش هيصدقها عمره وانا بصراحه فكرت انها هتبقي المره الوحيده اللي هي تقابلوا فيها فقلت وماله ميضرش لما اقوله بنت خالتي هو يعني هيشوفها فين بعد كده... كان همي وقتها اليوم يعدي ونخلص... مكنتش اعرف انهم هيتقابلوا تاني.. قولي بقي لو ادم عرف دلوقتي حقيقية ليل هيبقي اي الوضع.. بعدين العمليه الأخيره اللي فشلنا فيها كانت معلوماتها وصلة لنا عن طريق ليل من الشخص اللي تبعنا وسطيهم لما معرفش يوصلك ولا نسيت... دلوقتي مش بعيد ادم يشك انها الخاينه اللي وصلت زين اننا عرفنا فخد حزره.. فهمت!... يعني هتبقي في حرب هتقوم احنا بنحاول نتجنبها.. والفترة الجايه احنا محتاجين نكون كلنا ايد واحده عشان نخلص من ام القضية دي
نظر أسر أمامه بشرود وهو يعيد حديث حازم برأسه مستندا بوجهه علي يده اليمنى الموضوعة أعلي الطاولة لينتبه لأمر ما من ضمن افكاره... اتسعت عيناه بفزع واستدار بحدة لحازم وهو يهتف بصدمة : يعني ادم ميعرفش أن ليل مرات زين
رد حازم بلامباله وملل: يالهوي اومال بقول اي من الصبح... آه ميعرفش
خبط بيده علي الطاوله لينتفض علي أثرها حازم بخضه وهو يستمع لصوت أسر المصدوم والحاد بنفس الوقت : اه.. يخربيت اهلك.. أنت عارف اي إلى ممكن يحصل لو اللي حسيته النهارده حقيقي
هتف حازم بضيق وهو يشيح بيده : اي يا عم خضتني... أي الي هيحصل يعني وحسيت ب اي!
ردد وهو مازال بين أفكاره : آدم تصرفه مكنش طبيعي تجاه ليل.. ولا رغبته في انها متقربش من راجل وتحضنه أمر طبيعي.. والنظرة الي كانت في عينه لما كان واقف قدامي وانا بتكلم معاها أو حتي لمعة عينه رغم غضبه منها لما بيبص لها
تسائل حازم بغباء : إذاً؟.. نظر له أسر نظره حارقة ليبتلع حازم ريقه بتوتر وبنفس اللحظة ضربت بعقله كلمات أسر ليفتح حازم عينيه علي وسعها ويهتف بصوت عالي غير منتبه لما حوله. : احيه.. انت قصدك أدم يكون حب ليل
التفت أسر حوله بذعر ليجد بعض الأعين تعلقت بهم تنظر لهم بفضول أثر هذا الأحمق الذي مازالت عيناه متسعه ليبتسم أسر ببلاهه لمن ينظروا إليه وهو يحرك رأسه باعتذار بسيط.. والتفت للجالس أمامه يهتف به بحدة : انت حمار يلا... فرجت علينا الكافيه.. زفر بضيق حينما وجده مازال على حالته الصادمه ليردد.. اومال انا بقول اي! هو ده اللى فهمته وإلا فسرلي سبب لطريقته النهارده
_وكمان لما شافها في حضني اضايق ومرديش يخليها تركب معايا العربية... رددها حازم بشرود كأنه يؤكد حديث أسر وأكمل.. يالهوي دي تبقي مصيبه
اجابه أسر مؤكدا : لا وانت الصادق دي تبقي كارثة... أنتي فاهم يعني اي ادم يحب واحده ويكتشف بعدها انها متجوزه لا وكمان عدوه واللي كان سبب في المصيبه الي حصلتله
هز حازم راسه بنفي مستنكر: ده ادم هيتدمر فيها دي
اي العمل؟
أسر بيأس: مش قدمنا غير أننا نتكلم مع ليل ونفهمها الوضع
اجابه حازم مستنكرا بسخريه : هنروح نقولها ادم بيحبك
نظر له أسر بغضب وقال: مش مشكلتي انك غبي ومبتفهمش... طبعا مش هقولها الهبل ده
_اومال؟! تسائل حازم باستفسار وهو يضيق عينيه
_هقولك
_______________________________
في سياره ادم
كانت جالسه بجواره عاقده ذراعيها إلى صدرها تتنهد وتزفر بضيق وأدم لا يعيرها اي اهتمام وهو يضرب بأصابع يده برتم ما علي عجلة القيادة ويستند بيده الأخرى علي حافة الباب المجاور له قطع صمتهم وتأفأفها رنين هاتفه الموضوعة بمكان ما أسفل طابلوه السياره أراد استفزازها ليهتف بها أمرا إياها ببرود: شوفي مين بيرن... نظرت له بضيق هاتفه : وانا مالي هو موبايلي انا ولا موبايلك
أجاب دون أن يحيد عينيه عن الطريق وردد بهدوء: انا ممكن اشوف مين عادي بما انه موبايلي.. بس لو عملنا حادثة انا مش مسؤول
أحمرت وجنتيها غضبا وهي تردد: ياريت ياريت تعمل حادثة عشان نخلص ونرتاح بقي
ابتسامه خبيثة ملتوية قليلا زينت ثغره وهو يردد بهدوء : ياسلام ده انا أحب ما عليا اني اخلص وانتي معايا.. مادام هنكون سوا معنديش مشكله
انتهي رنين الهاتف لتقول بضيق : احسن اهو سكت... ثم اني مش فاهمه كلامك الأخير ده مدح ولا ذم فمش عارفه ارد عليه
رد باستفزاز : والله ده غباء منك مش مشكلتي
كادت أن ترد لتجد الهاتف يرن ثانيه وبدون وعي منها أنها تنفذ أمره مدت يدها تلتقط الهاتف لتجد اسم (R. Elsayad) زينت ابتسامه انتصار علي وجهه ليجدها تتسأل بتقطيبه حاجب : مش فاهمه اي R الصياد ده!
رد عليها وهو يمد يده ليأخذ الهاتف: هاتي...
ادم : الو يابابا
-بابا.. هتفت ليل باستغراب
وعلي الجانب الآخر استمع لرده : اي يا آدم انت كويس؟
رد بايجاز : اها الحمد لله لي في حاجه؟
_في حاجه ازاي يعني..انا بتكلم عن الجريمة اللي حصلت
اومئ برأسه بتفهم : اه اه..لا متقلقش حضرتك انا كويس وشويه وجاي
_خلاص لما تيجي نتكلم.. سلام.
_سلام
أغلق الهاتف ليجدها تنظر له ليضيق عينيه مستفسرا: مالك؟
-R يعني اي؟
رد بهدوء :رحيم يعني ابويا
هتفت بسخريه لاذعة : كاتب ابوك علي فونك باسمه كده... ونعم التربيه!

حرب الأسود (للقدر أراء اخرى ج٢) مكتملة Where stories live. Discover now