تجارة بشر

186 8 0
                                    

الفصل التاسع عشر ( تجارة بشر) 💔

في مكتب عمار
عمار: قولي يا سعد مين التالت
_حازم ياباشا حازم المنشاوي
_اممم اللي دايما لازق مع مرات زين
_ايوه هو شكلها كلمته لما الرسالة راحت لها
_مستغرب ازاي زين سايبهم قريبين لبعض كده وهو مبيطقش حازم
_ألا ياباشا صحيح هو لي مش بيطيقه رغم أنه أخوه.. مش هو أخوة برضو زي ماسمعت
_اممم اخوه من الأم... كانوا كويسين.. بس مش طبيعي يفضلوا كده وزين شغال معانا والتانى ضابط... عكس بعض تماماً..المهم عاوز الخبر يوصل بطريقه غير مباشرة لأكبر الجرايد اللي في مصر وبرامج التوك شو اللي مواعيدها قريبة.. عاوزهم فجأه وقبل ما يتصرفوا يلاقوا الدنيا انقلبت وميعرفوش اي اللي بيحصل... عاوز البلد كلها ميكنش لها سيره غير الموضوع ده
سعد بمكر : ياباشا كل ده حصل قبل ما اجيلك حالا.. كنت عارف ان حضرتك هتطلب ده
ضحك عمار بصوت عالي وأردف بخبث: انت عارف يا سعد عشان كده انت ايدي اليمين.. عشان بتعمل الحاجه قبل حتى ما فكر انى اقولك
سعد بابتسامه مقيته: تلميذك ياريس وبتعلم منك.. كنت عارف انك هتضرب علي الحديد وهو سخن
_صح... خلاص تمام روح انت
_تمام ياباشا عن أذنك
تمتم عمار بعد خروج سعد : ادفع نص عمري واشوفهم دلوقتي عاملين ازاي.... اكيد عاملين زي الكتكوت الدايخ..... ياااه.. الله يكون في عونهم حقيقي... علت صوت ضحكاته المقيتة في أرجاء المكتب
(يك تكون اخر ضحكة.. معلش جماعه أصله فارسني😂)
في شركه الألفي
دخل أمير كالإعصار حتي ان زين انتفض لدخوله بذلك الشكل وهتف بضيق : اي يا غبي انت حد يدخل كده صرعتني
رد امير بصوت لاهث متقطع وهو يدور في الغرفه يبحث عن شئ ما : مش.. وقته.. يازين اسكت دلوقتي.. هو راح فين.. صرخ بالأخيره ليرد زين بضيق : هو اي ده يابن المجنونه اللي بدور عليه في مكتبي
_الرمود بتاع التلفزيون أنجز
رمي له زين جهاز التحكم بضيق : اتنيل امسك اهو اما نشوف أخرتها
فتح أمير التلفاز وجلس أمام مكتب زين وكلاهما يتابع ما في التلفاز
قطع حديثهم وصول أسر وسيارات الإسعاف وحقيقة كان ذلك نجده لآدم لأنه من المستحيل أن يخبرها بالأمر..
وصل أسر ومعه سيارات الإسعاف وبعض أفراد الشرطة وأفراد من الطب الجنائي رآهم آدم ليقول لليل التي مازالت بأحضانه منتظره إجابته علي سؤالها : ليل انا هنزل لأن أسر وصل خليكي هنا ومتنزليش.. و
قاطعته ليل وهي تتشبث به أكثر مردده بارتجاف: لا يا آدم خليك متسبنيش
رفع وجهها له هاتفا بصدق وهو ينظر لعينيها : متخافيش انا مش هسيبك بس انا لازم انزل واكون معاهم... هبعتلك حازم يقعد معاكي.. ماشي
نظرت له قليلا لتستمد الأمان من حديثه لتهتف وهي تهز رأسها بخفوت : ماشي بس مش تتأخر
ابتسم آدم بحنان وردد وهو يربت بيده ينظم خصلات شعرها: حاضر مش هتأخر
ترجل آدم من السياره واتجه إلي حازم وطلب منه أن يدخل السياره ويبقي مع ليل وبالاساس حازم لم يكن لديه طاقه ليدلف ثانيه للداخل لذا امتثل لحديثه بدون جدال
اتجه آدم لأسر الذى ترجل من سيارته متقدما نحوه ليسأله بعد أن وقف أمامه :في اي يا آدم اي اللي حصل؟
زفر باختناق مجيباً: تعالى وانت تشوف
أخذه للداخل ليرى أسر بشاعه المنظر وبالطبع لم يكن بسهل عليه هو الآخر وقف دقائق يستعيد أنفاسه ليأمر المسعفين : يلا خدوهم علي عربيات الإسعاف ومفيش داعي للطب الجنائي... اردف بعدها بسخريه متأملة.. المشهد واضح... واضح سبب القتل ومش هيلاقوا بصمات ولا نيله.. يلا يلا.. أشار بيده بعشوائيه في جملته الأخيرة ثم وضعها على وجهه ضاغطا علي عينيه بقوة زافرا وهو يردد :يارب.. ارحمنا برحمتك
_استنوا هخرج وبعدها بشويه ابقوا أخرجوا.. قالها آدم للمسعفين الذين بدأوا وضع الجثث علي النقالة وهو يتجه للخروج
خرج آدم ليتجه لليل فهو لا يريد أن تري الجثث أثناء خروجها بالطبع ستنهار مره ثانيه.. اتجه للسياره ليجد ليل بأحضان حازم... كور يديه بغضب وهو ينظر لهما ليتمتم بضيق من بين أسنانه : يعني انا اسيبك كام دقيقه ارجع الاقيكي في حضن واحد تاني... صمت قليلا ليكمل بضيق لنفسه : مهو انا برضو اللي غبي شاطر اقولها هخلي حازم يجيلك... انتبه لنفسه ليردد بذهول : اي اللي انا بفكر في ده هو ده وقته..
اتجه إليهما يقول لهم بضيق لم يستطع موارته : خلاص ياخويا مش سبيل هي
نظر له حازم بدهشه وانتفضت ليل إثر صوته المفاجئ ليتسائل حازم : اي دي يا آدم إلى مش سبيل؟
أدرك نفسه سريعا ليقول بلا مباله: مفيش حاجة انزل يلا عشان هنمشي
_طب و..
قاطعه آدم لكي لايذكر الأمر : أسر هيخلص كل حاجه يلا
-تمام... قالها حازم ليترجل من السياره ذاهباً لسيارته فترجلت ليل هي الأخرى بوهن متجهة خلفه ليقف آدم أمامها متسائلا بغضب : انتي راحة فين انتى كمان؟
طالعته باستغراب وابتلعت ريقها لمظهره الغاضب الذي لا تعرف له سبب: اا.. انا.. كن
قاطعها بنفاذ صبر فهو يريد المغادرة قبل خروج الجثث: انتي لسه هتأنأني.. اتفضلي قدامى ارجعي للعربية بس اركبي قدام
ظهرت الدهشة في عينيها هذه المره ورددت: انا هروح مع حازم
_حازم اي اللي هتركبي معاه هي ناقصه ... هتف بها آدم ليجذبها من يدها متجهاً نحو سيارته ليدخلها بهدوء بالمقعد المجاور للسائق وآلتف سريعا يجلس فوق مقعد القياده وذهب بسيارته وتبعه حازم
خرج المسعفون كل اثنان يحمل نقالة وكم كان المشهد مهول ولكن ما لايعلمه أحد ولا أسر الواقف يتابع مايحدث بألم أن هناك من يلتقط تلك الصور للمشهد الحالي لكي يبعثها لوسائل الإعلام
في فيلا رحيم الصياد
_والله ما هسيبك يا حيوانه.. مادام مش بتعرفي تتنيلي تطبخي بتتشمللي وتعملي لييييي! صرخت بها حور وهي تركض خلف جنه وتقذفها بكل ما تطوله يداها ومروان يجلس على الاريكه وصوت ضحكاته تملأ الأرجاء... دلف حمزه ورحيم علي هذا المشهد لتركض جنه فور رؤيتهم نحو أبيها تختبئ خلفه هاتفه : يابابي حوشها عني
اقتربت منها حور وهي تحاول الوصول إليها من خلف رحيم لكنها لا تستطع بسبب جسده الضخم لتصرخ به بضيق : وسع يارحيم وسع والله ماهسيبها
ابتسم رحيم محاولا تهدأتها مردد: في اي بس اهدي هي عملت اي مقصوفه الرقبه دي
هدأت حور قليلا تحاول التقاط أنفسها لتجيبه وهي تلوح بيدها :عملها اسود ومنيل علي دماغها... كنت واقفه في المطبخ بعمل الغدا جت عملت فيها الشيف الشربيني...( أكملت وهي تتقصع مقلدة جنه) ... اوعي يامامي انا هعمل الاكل النهارده يامامي.. انا شوفت الطريقه وعرفت هعمل اي... وانا احاول معاها واقولها مش هتعرفي مانا عارفاها موكوسه... (قالت الكلمه الاخيره وهي تعوج فمها لليسار في حركة مصرية أصيلة) .. فضلت تزن لحد ما وافقت وطلعت.. في الاخر بعد ٣ ساعات ادخل الاقي المطبخ بقي سوق وإسالني كده عملت اي في الأكل!
تسائل رحيم بجهل: عملت اي طلع وحش.. ناقص ملح مثلا... محروق.... اي؟
_الهانم حاطت المكرونة في الطماطم من غير ما تسلقها وحرقتلي الحلة كمان و حمرت الفراخ من غير ماتسويها بقطع الفرخه الاقيها كلها دم... اسألها بقي مين الحمار اللي اتعلمت منه الطبخ
_انتي... هتفت بها جنه بدون قصد وسريعا.. لتشهق حور بصدمة وينظر لها الجميع بغضب لتردف سريعا: لالا والله مش قصدي.. انا قصدي اني شوفتك قبل كده بتعمليهم ففكرت اني كده عرفت الطريقه
رد حمزه بحنان :يا روحي بيبقى في خطوات قبل اللي انتي شوفتيه بس انتي اللي هتلاقيكي وصلتي متأخر
أمرها رحيم بهدوء : يلا يا جنه اعتذري لمامي
جنه بخفوت ووداعه تجبر من أمامها علي مسامحتها: سوري يامامي انا اسفه
تنهدت حور بضيق موجهه رأسها الجهه الأخري ليقترب منها رحيم وهو يقبل وجنتها بحب : خلاص بقي يا حوري سامحيها عشان خاطري
نظرت له قليلا ليقترب منها يقبل الوجنه الأخرى : متكبريش الحكايه الموضوع مش مستاهل
خجلت حور من تقبيله لها أمام أولادها لتهتف بخجل خلاص يا رحيم مش زعلانه اقترب منها مره اخرى مقبلا جبهتها هاتفا بخبث : لالا لسه زعلانه
أبعدته بيدها مردده وهي تكاد تنصهر من فرط خجلها: لالا والله مش زعلانه خلاص بقي.(. وهمست له) .. عيب كده الولاد واقفين
همس لها بضيق وهو يطلق سبه بذيئه: ماهم اللي ولاد *****معندهمش دم شايفيني بصالح أمهم المفروض ينسحبوا بهدوء.. ايش حال مانا بصلح اللي هم عملوه
حمزة بعد أن سمع همسة وحقيقة جميعهم سمعوه أراد أن يضايقه فهتف وهو يتجه لحور: انا عن نفسي هنسحب بس اخد بوسه من القمر دي الأول
دفعه رحيم بيده في صدره فارتد حمزه قليلا للخلف ليهتف رحيم بضيق وغيره واضحه: تبوس مين يا بغل انت!
رد عليه حمزه قائلا بخبث: ايه يا حاج اصالحها انا كمان ولا جت عليا
نظر له رحيم نظره نارية غاضبة قائلا :غور يلا انت من هنا
ضحكوا جميعاً عليه فرحيم لن يتغير يوما
_اي دة؟... قالها مروان وهو يشير علي ما في التلفاز من تلك الصور التي التقطت للجثث أثناء نقلهم..
_علي يا مروان التلفزيون... قالها رحيم واتجهوا جميعا للجلوس أمام التلفاز متابعين ما يحدث
في شركه الألفي
صدح صوت مذيع أحد برامج التوك شو وهو يقول "نبأ هام وعاجل هذا وقد وردتنا بعض الاخبار التي تفيد بوقوع جريمه شنعاء في احد المناطق النائيه حيث عثر رجال الشرطه على ما يقارب من 10 جثث لإناس مجهولي الهويه قد أُخذت اعضائهم لذا فمن الواضح ان هذا الفعل المشين كان من احد منظمات تجاره الأعضاء... وقد أُرسلت بعض الصور إلى طاقم إعداد البرنامج من شخص مجهول الهويه ايضا التي تؤكد حدوث الامر.. فكما يظهر بالصور يقوم المسعفون بنقل الجثث الى احدى المستشفيات التابعه لوزاره الداخليه ونحن والجميع بانتظار تفسير لما حدث من احدى الجهات المسؤوله لنفهم حقيقه الأمر... ونتمنى ان ينال مرتكبي هذه الجريمه البشعه في حق البشريه أجمع العقاب الذي يستحقه من جهت المسؤولين و.......)
نظر زين الى امير وتعابير وجهه تدل على قسوه الصدمه التي تلقاها وسأله بخفوت : عرفت حاجه عن اللي عمل كده؟
نظر له امير نظره وكانه يخبره بان ما في راسه صحيح ورد :ايوه يا زين هم اللي عملوا كده عمار وجماعته. نكس زين راسه لاسفل ووضع يده فوق شعره يمررها عليه بضيق ليهتف بعد قليل : عمري ماتوقعت ان هم يوصلوا لك كده احنا اه بنتاجر في السلاح والمخدرات انما يتاجروا في الاعضاء كمان
اجابه امير وقد ظهرت في نبرته الندم :ليه يا زين طب ما احنا زمان كنا معاهم وعملنا عمليتين في حوار الأعضاء ده
رفع راسه اليه ورد بضيق :انا عارف ان احنا كنا معهم وكنا بنعمل كده احنا كمان بس كان سرقه أعضاء بنسرقها من المستشفى لناس اصلا ماتوا.. عارف ان كان غلط بس عالاقل مكناش بنموت ناس مخصوص عشان ناخد اعضائهم
_عمار واللي معاه فجروا يازين وطايحين ومحدش قادرهم... تعرف ان لهم في الدعارة كمان
هز رأسه بغضب: عرفت من فتره... بس متقلقش نهايتهم قربت
_ونهايتنا معاهم
زين بقوة : مش مهم المهم اننا نخلص الناس من شرهم كفايه كدة بقي
كانت الدموع تتساقط من عين حور وجنه يتابعون ما يحدث بألم لتتوقف شهاقتهم علي قول المذيع "ولكن يبقي السؤال الأهم كيف علم أحد أفراد المخابرات المصريه بالأمر وكيف كان الرائد آدم الصياد نجل عائلة الصياد التي تمتلك الكثير من معالم البلد من شركات وقرى سياحيه وغيرها أول من اكتشف الجريمة.. بل أول من كان هناك هو والصحفيه المشهورة ليل الألفى وهو من أبلغ السلطات... هل هذا بمحض الصدفة أم ستكشف لنا التحقيقات أمر آخر"
_أبني... هتفت بها حور بذهول للخبر وأكملت... هو قصده اي.. قصده أن ابني يكون له يد في اللي حصل أو يكون معاهم.. قالتها حور متسائلة بغضب لتلقي الصمت من الجميع فهي محاميه وتعرف تلك الأساليب جيدا ونبرة الإتهام تلك
هتفت بصوت عالي وعصبيه : لا انا ابنى استحاله يعمل كده وابني مش هيكون كبش فدا لحد
رحيم محاولا تهدئتها : حور اهدي ده كلام برامج.. يقولوا اللي هم عاوزينه انتي شوفتي ابنك اُتهم من جهة قانونية.. اهدي وسبيهم يخبطوا براحتهم
جلست ثانيه وساد الصمت المكان
في سياره آدم
هتفت ليل بعد فتره صمت طويله بغيظ: علي فكره انت زعقتلي ولو مكنش الظرف اللي احنا فيه وانا تعبانه كنت عرفتك ازاي تزعقلي
ابتسامه شقت ثغر آدم بدون إرادته علي تلك التى لا تترك حقها ليهتف بتسليه: علي فكره انتي متعجرفه اوي
نظرت له بفخر مجيبه :اسمها ثقة بالنفس وبحفظ كرامتي اللى متسمحلكش ابدا تكلمني كده... صمتت قليلا لتسأله... انت لي مردتش تخليني اركب مع حازم؟
هتف سريعا وبدون وعي : مش كفايه خرجت لاقيتك في حضنه انتى ازاي اصلا تسمحي بكده!؟
ردت بتعجب :واي اللي فيها مانا كنت في حضنك
نظر لها سريعا والغضب يتراقص في عينيه :نعم انتي بتقارنيني بيه؟
رفعت حاجبيها وهي تتسائل بسخريه :واي الفرق ان شاء الله؟
_أن.. ال.. صمت ادم ولم يجد ما يقوله حقاً هو نفسه لا يدري ما تلك الدفعات من المشاعر الغريبه والمضطربه التي انتابته فجأه... حقيقه لم تكن فجأه ربما كان لها طفيف بسيط حينما تقابلا في النادي ولكن الآن فقد هاجمته مشاعر كثيره وبقوه وهو لا يستطع تفسيرها.. هو لايدري غير أنه كان في قمة السعادة وإحساس بالأمان و الانتماء لم يشعر به سلفاً أحسه حينما كانت بأحضانه... وكم كان قلقاً عليها وأراد إخراجها مما هي فيه.. وبكل تلك المشاعر الجميله انتابته مشاعر الغضب والضيق حينما وجدها بأحضان حازم... يتذكر جيدا أيضاً أنه أمس ظل يُعاد بذهنه مشهد قتالهم معاً بالنادي مراراً وتكراراً وبكل مره يجد ابتسامه تعرف طريقها لثغره.. لدرجه أنه رأي مقتطفات من لقائاتهم سويا في أحلامه أمس.. فكما يقول علماء الأحلام أن ما يفكر به الإنسان طوال اليوم وخاصة قبل نومه يراه في أحلامه وهذا ما حدث معه... لايعلم الان ماذا يحدث ولكن ما يدركه جيدا أنه شئ فريد من نوعه يعيشه للمره الأولى

حرب الأسود (للقدر أراء اخرى ج٢) مكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن