مذبحة بشرية

312 14 1
                                    

الفصل الثامن عشر (مذبحة بشرية)
ناهد خالد
وصلت ليل وحازم للمكان ليجدو عماره في منطقة بعيده عن المناطق السكنية يحيطها أراضي صحراوية فارغة والمبنى غير مكتمل البناء فقط بالطوب الأحمر دلفا للداخل ليجدوا غرف كثيره مغلقه الأبواب لينظرا لبعضهما فقالت ليل حينما اشتمت رائحة نفاذه كريهه: اي الريحه دي..
-المكان مهجور ممكن يكون كلب ميت ولا حاجه... بس هديه اي اللي هنا
_مش عارفه.. بص كل واحد يفتح أوضه ونشوف
-تمام... اتجها كلا منهما للغرف
فتح حازم غرفة ثانيه وثالثة ولكن لم يجد شئ
فتحت ليل غرفة وثانية.و...... صرخة مدوية هزت الأرجاء كان مصدرها ليل التي ظلت تصرخ صرخات متتاليه دون توقف... ليل :عااااااااااا..حاااااااازم..عاااااا...ظلت تنوح وتبكي ووقعت بالأرض تضم ركبتيها لصدرها برعب وكل منطقه بجسدها تنتفض ودموعها لم تتوقف تتمتم بكلمات متقطعه :لا. اا..... ل.... ليي.... لاا... اااااااااه
اتجه حازم بفزع لها ليرى المشهد أمامه سقط علي ركبتيه وهو يهز رأسه بعنف شديد ودموعه تنهمر بصمت ويرتجف بدنه من هول المنظر... دقيقه أو اثنان استمر الوضع كما هو عليه.... و بالخارج كان آدم يصف سيارته ليستمع لصراخ ليل يهز الأرجاء... لم يتعرف على صاحب الصوت ولكن تعرف على سياره حازم الواقفه بالخارج.... دلف سريعا واتجه لهما ليقف أمام الغرفه ناظرا لما أمامه تراجع بصدمة ورعشه احتلت جسده ودموع متحجره بعينيه متمتم : لا... لا... ياولاد ال**يا**... نظر لليل المتكوره علي نفسها لم توقف صراخ ولا بكاء وتمتمه بكلمات متقطعه حول نظره ل حازم الذي لم يتحرك من محله ودموعه تتساقط وعاد بنظره للمشهد الذي أمامه والغرفة المليئه بال.... الجثث ولكن لم تكن جثث بشكل عادي او طبيعي بل كان الوضع أبشع بكثير...... أناس عاريين الجزء العلوي مفرغي الجسد يظهر بوضوح جروح مفتوحة محل القلب والكبد وغير ذلك مُتخذ أعضائهم تغطي الدماء جسدهم ومنهم من أُخذت عيناه والبعض يوجد فتح في رأسه من الواضح انهم أخذوا شئ ما منه.... ١٠ جثث مابين رجال وشباب وطفلان لربما لم يتجاوزوا الخامس عشر.... مرصوص أجسادهم على الأرضية وكأن من فعل ذلك ينظم لعرض... فاق آدم من شروده علي صوت الصراخ القوي الذي لم يتوقف لحظه نظر باتجاه ليل التي تنظر أمامها جالسه على الأرضية منكمشه على نفسها وتصرخ بدون انقطاع ودموعها تنهمر كأنها فقدت السيطرة على نفسها... بل بالفعل هي فقدت السيطرة على نفسها حتى بدأ صوتها تظهر به بحه من كثرة الصراخ.. نظر لحازم ليجده هو الآخر بعالم ثانِ لم يتحرك سنتي من محله ودموعه مازالت تتساقط بصمت... اتجه ناحيه ليل لكي يحاول جعلها تتوقف عم تفعله يعلم جيدا صعوبة الأمر عليها إذا كان هو نفسه ارتجف بدنه وتساقطت دموعه للمشهد فماذا سيكون رد فعل فتاه... نعم فهي مهما كانت قويه هي بالآخر فتاه يُصعب عليها الأمر.... نزل لمستواها جالساً علي ركبتيه أمامها لكي يحجب عنها الرؤية.. أمسك رأسها بيده ليجعلها تنظر له هاتفاً: ليل.. ليل بصيلي.. اهدي.. اهدي ياليل وبصيلي ... لم تستمع له ولم تتوقف عن ما تفعله وحركة جسدها العنيفة اقترب منها أكثر محتضناً إياها بقوة لكي يجبرها على التوقف هدأت قليلا ولكن ليس لوجوده فهي بالأساس لا تشعر بشئ.. ولكن لأن قوتها ضعفت بشده وبرغم ذلك هدأت ولكن لم تتوقف ظل أدم محتنضاً لها مشدد احتضانها أكثر وأكثر يهمس في أذنها ببعض الكلمات الموهدئه. وما أن أحس بتوقف حركه جسدها العنيفة إن ولم تتوقف عن الصراخ الذي أصبح بنبرة ضعيفه حملها بين ذراعيه متجهاً بها للخارج.. نادي على حازم لكي يلحقه وقف بجوراه :حازم.. حازم صرخ به حينما أيقن انه لا يسمعه حاااازم.. نظر له حازم بعد ان آفاق من شروده نظر له بضياع ليجبره آدم على الخروج بعدما حاول أن يوقفه بأحدي يديه وحينما ارتخت تلك اليد قليلاً من حول ليل شعر بها تلف يدها حول عنقه تتشبث به بقوة خوفاً من أن يتركها وكأنها وجدت أمامها رغم جسدها الذي مازال ينتفض من البكاء بصوت خافت.. وبرغم من عدم ملائمة الوقت إلا أن المشاعر ليس لها سلطان.. حينما شعر آدم بها تتشبث به هكذا أحس برعشه أصابت جسده و تسراعت دقات قلبه قليلا تجمد للحظات حتي أنه توقف عن دفع حازم لثواني ولكنه أفاق سريعا..
واتجه لسيارته فتحها واجلسها بالخلف وصعد جوارها ووقف حازم أمام السياره... ظل آدم محتفظاً بليل بأحضانه وأخرج هاتفه محادثاً أسر
_لالا آدم باشا حن عليا اخيرا وبيكلمني.
بصوت مرتجف خافت رد آدم: أسر تعال على العنوان اللي هبعتهولك وهات ١٠ عربيات إسعاف معاك في جريمة قتل هنا
_جريمة قتل! طب ١٠ عربيات لي؟
تنهد آدم :عشان ١٠ جثث يا أسر
شهق آدم بصدمة : اي... طيب طيب انا جاي
أغلق آدم الهاتف ونظر لليل التى هدأت تماما ولكن يشعر بدموعها الساقطه بصمت وهي تبلل قميصه يستشعرها بجسده.. همس بجانب أذنها بلطف: ليل..تحبي تمشي!... لم ترد ولكنها شددت من قبضتها حول قميصه ليدرك هو أنها خائفه أن يتركها... ربط علي ظهرها بصمت وهو ينظر أمامه ويحتل الألم كل معالم وجهه
في شقة حسام
عاد من عمله منذ ساعة تقريبا لم يستطع أن يكمل يومه بعدما وصلهم ذاك الخطاب... يجلس الان علي الاريكه وبجواره ادم الصغير مندمج مع التلفاز.. أتت سما واضعه القهوه أمام حسام وجلست بجواره متسائلة : قولي بقي اي اللي رجعك بدري كده ومالك شكلك متضايق
تنهد حسام بضيق مردد : مهمه المره اللي فاتت الشحنة عدت ودخلت البلد واحنا مغفلين كنا في المكان الغلط
_قولي ياحسام انت قولت ان الشحنة دي خطر تتدخل البلد.. هي كان فيها أي بالضبط
حسام باختناق: كل حاجه ممكن تدمر مخدرات وسلاح و
قاطع حديثه صوت الصغير ادم وهو يهتف : بابي
_نعم يا حبيبي
قال بلمعان بعينيه: انا عاوز اطلع ضابط لما أكبر وابقى زيك.. ينفع؟
نظر له حسام مطولا ليزفر ببطء مردد بهمس:متمناش يابني انك تكون زيي ولا تكون في شغلنتنا دي... رفع صوته مجيبا عليه : ينفع يا حبيبي ينفع.. واخذه باحضانه مربطا علي ظهره بحنو ليجد يد سما تجذبه هو الآخر باحضانها ليصبح هي تحتضنه وهو محتضن ادم لف راسه ونظر لها مبتسما بحب وبادلته هي الابتسامة
_وحشتيني اوي
_وانت كمان وحشتني يا عليّ
_كنت بتمنى أن عمار يقول انه هيسافر ليكوا زي ما هو متعود يسافر يشفكم كل ٣ شهور لكن للأسف في شغل كتير اوى ومش هيعرف يعمل ده
_لي كنت هتيجي معاه؟
_ايوه لأن عندنا كام حاجه نخلصها عندك
_ياريت كان حصل انا كمان نفسي اشوفك اوي
_ربنا يسهل يا حبيبتي ونشوف بعض قريب.. قوليلي عامله اي في دراستك
_هانت اهو آخر سنه لأحسن الواحد هينفجر بحاول اعمل اي حاجه عشان اخلص بقى واتخرج
_أن شاء الله هتحققي اللي بتتمنيه وهتكوني أحلى واجمل فنانه تشكيلية في الدنيا
_بوجودك معايا يا عليّ.. صدقني كل حاجه بوقفتك جنبي
_ساره انتي عارفه انتي عندي اي ازاي يعني مش هكون معاكي وجمبك
_ربنا يديمك ليا
_وليا يارب... يلا ياحبيبتي سلام عشان عندي شغل
_سلام يا حبيبي
أغلق الهاتف معها وشرد في علاقته بها...دائما ما يقلق من كون أن تلك العلاقة لن تستمر... وكيف تستمر وهي أخته لعمار نعم فهي (ساره الدميري الأخت الوحيده لعمار الدميري تبلغ من العمر ٢٢ عاماً تعيش ب الولايات المتحدة الأمريكية مع والدتها... لا تعرف لماذا ولكن أخيها منذ ٤ سنوات بعث بهما للخارج معللاً ذلك بأن من الأفضل لها أن تأخذ الجامعه من إحدى البلاد الأجنبية وهي وافقت) رأها على قبل سفرها حينما بدأ عمله مع عمار منذ ٥ سنوات تقريباً بعدها بعام سافرت هي ولكن كانوا قد قررا الارتباط بعدما كان هو المسئول عن إيصالها لدروسها وأي مكان تريده فتقربا كثيرا ومنذ سافرت وهم يتحدثون.... لا يدري علي ماذا سيحدث حينما تعرف حقيقه اخيها وحينما تعرف انه ضابط وأن كل ذلك كان غرصه أن يوقع بأخيها.. بالتأكيد ستظن انه لم يحبها ولكن فعل ذلك من ضمن مهمته.. ولكنه بالفعل احبها كثيرا ولم يكن يوماً تمثيل الحب عليها أو الإيقاع بها من مخططاته ولكن ماذا يفعل أحبها واغرم بها بدون إرادة منه.. سيكون الأمر صعب يعلم ولكن حينها سيفعل المستحيل كي لا يخسرها
في شركه الألفي
يجلس زين علي كرسيه ليتابع عمله ولكن قطع ذلك دلوف صديقه أمير الذي هتف وهو يجلس أمامه :ها يازين الشغل الي بعتهولك تراجعه تمام؟
رفع رأسه من الورق الذي أمامه مردد: اه تمام..ها قولي نويت على امتى؟
أمير بابتسامه :إن شاء الله كتب الكتاب الخميس بعد اللي الجاي.
ابتسم زين بفرحة حقيقية : الف مبروك يا صاحبي ربنا يتمم بخير وسُها طيبه وتستاهل
نعم ف أمير وسُها سكرتيرة زين أحبا بعضهما منذ عامان تقريبا منذ أول يوم لاستلامها الوظيفه وقد أنجذبا لبعضهم البعض
أمير :طبعا اخترت السكرتيره الجديده
_ايوه وبقالها يومين مع سُها بتفهمها الشغل
_تمام بقلك انت أكيد جاي بس حاول تجيب ليل معاك.. حابب انها تتعرف بسُها
تنهد زين مرددا : هقولها وادعي بقي توافق
_مقولتليش صحيح عملت اي لما عرفت انك متفق مع عليّ لما خطفها
شرد زين في حديثه مع عليّ قبل اختطاف ليل بيوم واحد
Flash back
_عاوز يا علي مش قلت اللي عندك.. هتف بها زين بحدة بعدما هاتفه على مره اخري
_يازين انت عاوزني اعمل اي بس ماهو غصب عني وبعدين انت عارف اني كنت متعصب وان انا مستحيل انفذ الأمر واصفيها
_ايوه يعني انت عاوز اي دلوقتي؟
_عاوز نشوف حل للموضوع ده من غير ماتأذيني ولا انا أذيها
صمت زين لدقيقه ثم قرر تنفيذ الخطة البديلة التي يضعها دوما احتياطي حينما يتأزم الأمر ويفشل في السيطرة علي ليل : اسمع يا عليّ.. انا هكلم ناس يخطفوا ليل عشان تبعد شويه الفتره دي وكمان مش عاوزها تكون موجوده في فتره المهمه
_ماشي.. اللي تشوفه وكده احسن والله
-انا هعمل نفسي هتجنن وبدور عليها وعلى اللي خطفها وشويه شو كده عشان محدش يشك فيا و عايزك تستعبط علي عمار وتبلغه خبر خطفها وتساله إذا كان له يد ولا لا... وتقوله انك كنت هتصفيها بس هي اتخطفت وفكرت انه هو اللي عمل كده... تمام
_تمام فهمت عشان يعني ميشكش فيا
_ايوه......بص هي مش هتسكت كتير وانا عارف فلو اضطرينا هخليك تظهرلها
_تمام
في يوم المهمه علم زين من رجاله أن ليل اختفت بعدما ضربت أحدهم فطلب من علي الذهاب لها وبالفعل ذهب حينها وقابلها....
Back
أمير ملوحاً أمامه : هيا روحت فين
تنهد زين قائلا: يعني هي اتشغلت في حوار المهمة اللي فشلت وشغلها وكده والموضوع عدي علي خير
أمير:كويس
كانت مازالت باحضانه تتمسك به بقوة أبيه أن يبتعد عنها ومازال حازم بالخارج على حاله لم يتحرك ولم تتوقف دموعه عن الهطول.... ورغم صعوبه الأمر على آدم حتى أنه يتنفس بصعوبة ولم يفق من الصدمه بعد ورباه علي الألم الذي ينهش به لهذا المشهد لكنه أراد إخراجها مما هي فيه وتشتيت تفكيرها فهمس بجانب أذنها قائلا: علي فكره أنا افتكرت شوفتك فين... لم تجاوب ولم تتحرك وهو لم ينتظر أن تبدي رد فعل لذا اكمل : انتي أنقذتي حياتي ياليل.. شعر بانتفاضتها تهدأ كإنها تريد سماع المزيد.. شرد هو بذكرياته يردد : كان أسود يوم في حياتي.. اليوم اللي قلب حياتي كلها... خسرت نفسي يومها ولسه مش عارفه استردها.. وبيتهيالي مش هيحصل.. من ٣ سنين وفي مكان شبه ده صحرا مفيهاش غير مبني واحد... وقتها مكنش عماره زي دي... كان شبه كهف... بيت صغير دور واحد من الطوب الأبيض... حصلت فيه كارثة وذكرى سوده ليا بالأخص وفقدت فيه صديق عمرى (يحيّ)... انزل رأسه قليلا محاولا رؤيتها... من ٣ سنين ونص تقريبا واحد بين الحياة والموت مرمي في صحرا زي دي بعد البيت مابقى حطام.. سلم أمره لله واستسلم لمصيره وهو الموت... وفجأه يلاقى ملاك بيهز في جسمه وبيطل عليه بجماله... و بيعمل المستحيل وبينقذه وبيوديه المستشفي.. وبسببه بعد ربنا انا عايش لحد الآن... مفتكرتش ده غير لما تعبت وقدرت اشوف كابوسي للآخر وقتها شوفتك لما أنقذتيني
رفعت رأسها بعدما تذكرته تنظر لها بعيونها الزرقاء الفاتنة والتي غلب عليها اللون الأحمر ودموع تغطي جمالها وأنفها المحمر ووجنتيه الحمراء الملطخه بالدموع لتقول ببحه صوت يُكاد يُسمع لكثرة صراخها ورجفه وتقطع في الحديث: افت.كرت.ك...انا كنت.. ناسياك.. لأن ملااامحك مكانتش.. باينه من الدم اللي. كان على وشك وقتها .سأ. لت عليك.. بعدها في المستشفي عرفت انك.. في غيبوبة
أومئ وهو يمد يده يمسح دموعها من علي وجنتيها: أمم فضلت ٣ شهور في غيبوبة
اتسعت عينها باستغراب: ح. حالاتك.. كانت صعبه. كده
تنهد بهدوء مجيباً: لا.. بس كنت رافض الواقع بعد اللي حصل
عادت لاحضانه مره ثانيه منزله رأسها تردد :انا عرفت اللي حصل.. قالوا.. قالوا إن في ضابط استشهد في البيت ده... هو يحي اللي بتقول عليه صح؟
ترقق الدمع بعينيه وأجاب : هو... ربنا يرحمه
تساءلت بعدما نجح ادم بجذب انتباهها عم حدث: هو مات ازاي؟
قطع حديثهم وصول أسر وسيارات الإسعاف وحقيقة كان ذلك نجده لآدم لأنه من المستحيل أن يخبرها بالأمر

دلف عليّ إلى مكتب عمار بعدما أذن له بالدخول جلس أمامه وتسائل: خير يا عمار باشا
عمار بابتسامه : يابني ميت مره قولتلك لما نكون لوحدنا مش لازم باشا دي انت اخويا الصغير
ابتسم على بتصنع: حاضر طبعا ده شرف ليا
_قولي عملت اي في حوار الواد ياسين
كان عليّ يعلم أنه سيسأله عنه في وقت ما فهو لا ينسى الأمر مهما طال....ولكن هو علي أتم الاستعداد للاجابه.. فهو يعلم أن حازم وآدم قد قاما بتسفير ياسين للخارج خاصة إلى الامارت بعدما وفروا له فرصة عمل مناسبة والحقوا به عائلته بعده بأسبوع لكي يبعدوه تماماً عن الأنظار وبدون أن يعلم أحد تمت كل إجراءات السفر بسلام وسرية تامه..
علي بثبات: اختفي تماماً واضح ان الداخليه لهم يد في ده لان عيلته كمان اختفت
نظر له عمار باندهاش : افندم... آه يعني مكافئة له واكيد وعدوه بالحمايه
أومئ عليّ برأسه : ايوه.. انا من رأيي فكك منه هو كده كده مش هنشوف وشه تانى و..
قطع حديثه دلوف سعد بعدما طرق الباب وهو يردد بابتسامه: تمام ياباشا الحلوين وصلوا المكان وكان معاهم واحد تالت نصيبه يشوف اللي حصل وشوية والبلد كلها هتتقلب
ابتسم عمار ابتسامه سمجه بشر وهو يتخيل الأمر
تسائل عليّ بدهشه : اي اللي حصل!؟
أشار عمار برأسه لسعد هاتفاً: وريله يا سعد اللي حصل
فتح سعد هاتفه وأعطاه لعلي ليرى عليّ بشاعة الصور والجثث الموجودة بها ليغمض عينيه بألم وارتجافه سارت بجسده انتفض واقفاً هاتفاً بغضب : اي دة؟
أراح عمار ظهره للكرسي هاتفاً ببرود: ابدا.. مهمه جديده تبع منظمة الأعضاء كانوا طالبينها من فتره واحنا كنا بنجمع الناس دي ولم جمعنا العدد اللي مطلوب نفذنا.. يعني كان ١٠ قلب علي ١٠ كبد وشويه عيون وأجزاء من المخ و
_بس بس كفايه انتوا اي.. انت ازاي بتتكلم وكأنك بتتكلم عن دبايح مش بنآدمين.. انتوا ازاي كده ازاي.. ده.. ده انا جسمي وجعني ومش حاسس برجلي لمجرد كلامك انتوا بقي ازاي قادرين تعملوا ده.... صرخ عليّ بتلك الجمل بأعلى صوته بعدما شعر بكل عضو به ينتفض وإحساس مُلح بالغثيان
نطق سعد بجحود: ياباشا انت بس كمنك طيب وقلبك خفيف حبتين
عمار بحدة : علي انت مش طول الوقت بعيد عن الشغل ده ملكش دعوه بقي وخليك بعيد
نظر لهم عليّ بشمئزاز وخرج سريعا ليتوجه لأقرب مرحاض ولم يستطع تمالك نفسه ليظل يتقيئ كل ما في جوفه ويزداد الأمر كلما تذكر الصور وحديث عمار
عوده للمكتب
عمار: قولي يا سعد مين التالت
_حازم ياباشا حازم المنشاوي
_اممم اللي دايما لازق مع مرات زين
_ايوه هو شكلها كلمته لما الرسالة راحت لها
_مستغرب ازاي زين سايبهم قريبين لبعض كده وهو مبيطقش حازم
_ألا ياباشا صحيح هو لي مش بيطيقه رغم أنه أخوه.. مش هو أخوة برضو زي ماسمعت
_اممم اخوه من الأم... كانوا كويسين.. بس مش طبيعي يفضلوا كده وزين شغال معانا والتانى ضابط... عكس بعض تماماً..

حرب الأسود (للقدر أراء اخرى ج٢) مكتملة Where stories live. Discover now