الشك

353 12 0
                                    

[٦/‏١٠ ١٠:٤٧ م] Nk🧵❤️: الفصل الخامس عشر(الشك)
"لطفاً بي ياصديقي ولاتكن خائنا.. فالخيانه من الصديق تقتل... بمن أشك بحقكم... وجميعهم أعطيهم ظهري غير خائفا... الشك يأذيني والحقيقة ستقتلني.. فمن منهم أهونُ"
#ناهد خالد

عاد سيف إلى المنزل ليجد مالك جالس علي الاريكه عاقدا حاجبيه ووجه يحمل معالم الغضب ليتجه إليه ويجلس بجواره واضعا مفاتيحه وهاتفه على المنضده أمامه.. نظر إليه مالك من جانب عينيه ولم يعيره اهتمام.. ليعقد سيف حاجبيه من تصرفه ثم اقترب منه متسائلا : مالك ياض.. بتبصلي وكأنك مش طايقني لي!؟
_وكأني؟.. انا فعلا مش طايقك
ضرب سيف كف على كف ليهتف : استغفر الله العظيم.. يابني انت لسانك ده اى... ولا انت مين اللي رباك يلا
_أمك.. نطقها مالك بعفوية قاصدا الإجابة على السؤال ليحمله سيف بغضب من ملابسه من الخلف رافعا اياه لأعلى وهو يصرخ به : أمك. يابن ال....صرخ به مالك : نزلني ياخالو بقي انا بجاوبك انا قولت حاجه غلط
_خالو.. دلوقتي بقيت خالو... انزله سيف دافعا اياه بعنف علي الاريكه.. ثم سأله : أمي فين! وعمر؟
هتف مالك وهو يشير بيده بلا مباله : ماما في المطبخ وعمر نايم
لم ينتهي من حديثه حتى ارتفع صوت عمر بالبكاء ليتجه إليه سيف حاملا اياه : حبيب بابا.. قبله على وجنته بحنان بالغ.... صباح الورد ياباشا... ابتسم له عمر باتساع لاففا يديه حول رقبته متمتما بكلام غير مفهوم.. اتجه به للخارج ليجد والدته قد خرجت من المطبخ.. _ حمد الله على السلامه يا سيف
_الله يسلمك يا ماما
_ثواني والفطار يكون جاهز
_اه ربنا يعزك ياماما والله جعان اوى.. وعاوز الحق انام شويه
_عنيا ياحبيبي
جلس على الاريكه مرة أخري وأخذ يداعب صغيره وبجانبه مالك الذي يتابع التلفاز باهتمام
في فيلا رحيم الصياد
يتناولون الإفطار بصمت تام قطعه مروان متسائلا : اومال عمو سليم مبيجيش لي بقالنا فتره مشفنهوش وحشني والله
ردت حور قائله بأسف : اه والله انا كمان بقالي حوالي اسبوعين مشفتش ليندا آخر مره اتقابلنا في النادي.. ماتكلمهم يارحيم وترتب معاهم نتقابل يوم نقضيه مع بعض
خرج رحيم عن صمته هاتفا : الحكايه كلها اننا الفتره اللي فاتت كان في عندنا شغل ومشاريع مهمه اوى في الشركه فكنا مشغولين... لكن تمام علي يوم الجمعه ان شاء الله نتفق ونتقابل
جنه بسعاده : ياريت يابابي والله وبالمره نخرج من مود المذاكره ده....... ثم هتفت بمكر وهي تنظر لمروان.. ونعم وحشتنا اوي.. قصدي وحشتني
سعل مروان بشدة حتي ادمعت عينيه لتناوله جنه كوب ماء وهي تكتم ضحكتها أخذه منها بغيظ وهو يرمقها بنظره نارية أتاه صوت حمزة يقول بخبث: اي يا مارو مالك كده اي اللي حصل فجأة
حول نظر إليه وهو يهتف من بين أسنانه : خلاص يا حمزه خلاص ياحبيبي شرقت عادي عديها بقي ها
_يلا ياحمزه خلصت!؟ قالها رحيم وهو ينهض ليتبعه حمزه : ايوه يلا يابابا..... وخرجوا متجهين للشركة
نظرت حور لمروان بمكر : قولتلي بقى يامارو عمو سليم واحشك
نظر لها مروان بتوتر وقال : اها.. أي ياماما حاجه غريبه؟
_لاياحبيبي ما غريب الا الشيطان.. قالتها حور وهي تلوي ثغرها للجانب دلاله علي عدم اقتناعها من حديثه.. فهي تلاحظ اهتمام ابنها بنغم ونظراته إليها وهي صدقا لا تمانع بل تتمني أن يكون كل منهما من نصيب الآخر
توقفت سياره رحيم الصياد وسيارات الحرس أمام هذا الصرح العظيم لشركة الصياد السياحية ترجل رحيم وتبعه حمزه من الجهة الأخرى.. دلفا الي داخل الشركة لتتجه أنظار كل من في الشركه إليهم متوقفين عن عملهم واقفين باحترام لأرباب عملهم... أما عن رحيم وحمزة فكانا يسيران بكل وقار وشموخ وثقه فكما يقال "واثق الخطى يمشي ملكا" ناهيك عن اناقتهم المعتاده تتطلع إليهم عيون كثيره منهم من ينظر لهم بانبهار معجبين بالاب وابنه فبدا حمزه كأنه نسخه من رحيم بشبابه... وعيون حاقده وأخرى تتمنى أن تكون من نصيب ذاك الشبل الصغير الذي يبني أسوار علي قلبه فلم يستطع أحد أن يلفت انظاره إلى الآن وهذا من وجهه نظرهم بالطبع
وصل حمزه لمكتبة وطلب وعد التي أسرعت إليه حتى لا يغضب فهي في الفتره الاخيره تتعامل معه بحذر شديد وفي إطار العمل حتى لا يفتعل لها مشكله.. دقت الباب وسمعت أذنه بالدخول... وصل عطرها إليه وهو جالس وراء مكتبه يعتلي كرسيه الضخم فرفع نظره إليها ليجدها كما المعتاد قد تفننت في انتقاء ملابسها وتناسقها حتى بدت في أبهى المظاهر التي تخطف الأنفاس وبالطبع الأنظار ...
_تعالي ياوعد... تقدمت وعد بهدوء واضعه أوراق المشروع فوق مكتبه قائله : اتفضل يا بشمهندس دي الأوراق اللي حضرتك طلبت تكون جاهزة
اخذ الأوراق منها ناظرا بها ورفع نظره إليها : ممتاز.. ميعادنا معاهم النهارده بس انا مش هينفع اروح عشان عندي ميتنج مهم اوي
_خلاص يافندم انا ممكن اروح وأعرض عليهم المشروع والتعديلات الاخيره
كاد أن يوافق ولكن تذكر هذا الفهد الذي أثار غضبه المره السابقه بسبب نظراته الوقحه وتلميحاته إليها ليهتف سريعا بحدة وبدون وعي منه : لا طبعا
استغربت هي من حدته ورفضه لتعقد حاجبيها منتظره التبرير ليدرك حمزه نفسه فتحمحم قائلا : اا... اقصد المشروع مهم... لازم اكون موجود... هنكلمهم ناجله ساعه
_خلاص اوك.... ردت بلامباله ولكنها مستغربه داخليا من ردة فعله الحادة معها
دق الباب ليسمع الأذن بالدخول ليدلف إليه مرددا :صباح الخير يا رحيم
_صباح النور ياسليم تعالي
جلس سليم علي الكرسي أمامه ليقول رحيم : اي اخبار الشغل
_تمام ياحبيبي ماشي فل
_فل!!!! والله ياسليم انا أوقات بشك فيك
_لي بس!... قالها سليم مبتسما بمرح
_عشان الكلام الغريب اللي بتقوله.... المهم قبل ما انسى.. رتب نفسك يوم الجمعة نقضي اليوم سوا في النادي
_خلاص اشطا... قالها سليم بعفوية
نظر له رحيم بضيق وأشار بيده : امشي يا سليم امشي.. قال اشطا قال
ضحك سليم بصوت عالي خارجا من المكتب : حاضر خارج اهو
ابتسم رحيم بعدم خرج سليم ليرجع راسه للخلف ساندا إياها إلى ظهر الكرسي شاردا في علاقته بسليم التي دامت لأكثر من خمسون عاما.. دوما كان بجانبه يسانده ويدعمه ويتفهمه أكثر من أي أحد... وحتى أولاده صاروا رفقات وهو الآخر ينتابه الشك حول علاقة مروان ونغم ويتمنى أن يسير الأمر على ما يرام... لتوطيد العلاقة أكثر وأكثر ويصبح رابط أبدي بينه وبين صديقه
وصل وعد وحمزة إلى الكافيه المقرر المقابله به ليرى فهد ومعه مستشاره القانونى جالسين على منضده ليتأفف بضيق وهو ينظر من جانب عينيه لوعد واتجه إليه علي مضض اقتربا منهما ورحب به فهد : هلا بالغاليين اتفضلوا بمعادكوا بالتمام
ابتسم ابتسامه صفراء لم تصل إلى عينيه ومد يده وصافحه بفتور وحينما لاحظ رغبته بمصافحه وعد مسك يديه مره اخرى قائلا بشدة ساخرة : معلش متوضيه
نظر له فهد باستغراب ولكن نظرة حمزه أخبرته بأن لا يتمادى أكثر ليهز رأسه موافقا لاقيا عليها السلام من بعيد
وعد كانت في حالة من الاستغراب الشديد لا تستطع تفسير مايفعله حمزه ولا تجد بالأساس تفسير مناسب للأمر
اما حمزه فهو نفسه لم يجد تفسير لفعلته واستغرب لما يغتاظ بشدة إذا نظر لها فهد أو صافحها أو حتي غازلها ببعض الكلمات... ما شأنه هو ليرفض مصافحتة لها
تأفف بانزعاج واضح ومن ثم صرف تفكيره عن الأمر منتبها للحديث الدائر عن المشروع
استقيظ حسام ليجد حازم جالس في الصاله يداعب الصغير آدم ليستغرب وجوده فتسائل: حازم.. جيت امتي!؟
نظر له بضيق مرددا: وانت يعني كنت سألت فيا
كاد أن يرد ليقاطعه صوت سما تقول : حبيبي انت صحيت.. ثواني والغدا يجهز
_والله! وإن مكنش صحي كنتي هتجوعيني.. قالها حازم باستنكار
_ياسلام!! مانا مفطراك ومن ساعتها مبطلتش أكل سواء فاكهه ولا مكسرات ولا..
صرخ بها هاتفا وهو يرفع يده أمام وجهها: خلاص خلاص... أنتي بتعدي عليا
ضربت الأرض بقدميها بغيظ متجهة للمطبخ
تنهد حسام بوجع وهو يجلس بجانبه : نمت بحاول أهرب من التفكير في اللي حصل.. لكن للأسف صحيت حاسس اني حتى وانا نايم بفكر في الموضوع
زفر حازم مرددا بشرود: الموضوع أشبه بالكابوس... التفت إليه متسائلا وهو علي يقين من الاجابه لكنه يتمنى أن تكون غير..... حسام هو ممكن يكون حد برانا.. مش منا يعني
نظر له حسام بتمعن : كان نفسي اقولك ممكن... لكن مستحيل... محدش غيرنا احنا الخمسه كان يعرف واللواء طبعا
_مش قادر اتخيل ان حد منا خاين.. مش قادر.. وضع يده على رأسه من كثره الأفكار التي تكاد تعصف بها
_قولي يا حازم
التفت إليه منتظر كلامه ليكمل : هو انا دلوقتي قاعد وبتكلم معاك وكده... المفروض بقي اني أحاسب علي كلامي لأحسن تكون انت الخاين
ابتلع حازم ريقه مرددا بأسي : وانا كمان المفروض اخد حذري منك لتكون انت الخاين
سكت كلاهما وفي داخلهم سكاكين تنحر قلوبهم بلا رحمة
مرت الايام سريعا وجاء يوم الجمعه المتفق عليه
اتجه العائلتان للنادي.... وحين اللقاء كان الوضع كالتالي.. حور وليندا استقبلت كلتاهما بالإحضان والسعاده مرتسمه علي وجهها.. وبالمثل جنه ونغم.. ومروان الذي نظر لنغم باشتياق بالغ وحاول أن ينظر لها خلسة حتي يشبع عينيه منها ليجد من يضع يده على كتفه ولم يكن سوا أسر الذي حضنه بخشونه مرددا *نزل عينك يلا* لينظر له مروان بغيظ.... وحمزة وأسر فهما صديقان مقربان وكانوا في اليوم السابق سويا... أما عن ادم فلم يعير أسر اهتمام ليعلم أسر انه مازال غاضبا منه
جلسوا لأكثر من ساعتين وتناولوا الغداء ثم استأذن آدم للسير قليلا وكذلك أسر بعده بقليل وأخذت جنه نغم وطلبت من مروان أن يأتي معهم ليبتاعوا شئ ما من المول المجاور وبالطبع كان هذا بالاتفاق بينهم حتي تسنح له الفرصة بالحديث معها
كان آدم يسير يفكر بشرود حتي وجد نفسه أمام قاعة ال boxing ليقرر الدلوف يفرغ طاقته السلبية التي تكونت بفعل الايام الماضية... دخل وهو يلتفت حوله ناظرا للمكان فهي ليست مرته الأولى ليأتي ولكن يأتي قليلا جدا فهو يفضل غرفته الرياضيه بالفيلا.... اتجه ليجلب القفازات نازعا الجاكيت فبقي بتيشرت أبيض ربع كم ضيق قليلا خاصة من عند الصدر فكان له عامل في إظهار عضلاته ببزخ مرتديا أسفله بنطال رياضي أسود به خطان بيض وحذاء رياضي أسود..... اتجه ناويا ممارسة البوكس قليلا ليتوقف فجأة لافتا نظره من تضرب بالمجسم أمامها بغل وقوة حتى تبعد عنها أميالا وتناثرت قطرات العرق على جبينها فالتصقت بعض شعيراتها بجانب وجهها بمشهد مثير وكان باقي شعرها ينسدل علي ظهره علي شكل ضفيره واصلا لأسفل خصرها يهتز يمينا ويسارا مع حركتها وقد ارتدت حذاء رياضي أزرق اللون يعلوه بنطال من اللون الأسود وكنزه صيفية بدون اكمام زرقاء تنافس زرقه عينيها.... _ليل.. تمتم بها آدم بذهول فهو لم يكن يعرف كونها تمارس رياضه عنيفه كتلك ولكن حينما ربط الاحداث استطاع تفسير هروبها من رجال الزعيم ذاك اليوم.... اتجه إليها وهو يقول : كنت متوقع اني هشوفك تانى بس متوقعتش أن هنا
توقفت وهي تلتقط أنفاسها بسرعه فبدت ك حلوه شهية تتطلب الأكل... نظرت له متفحصه اياه بتمعن محاوله تذكره لكنها كالعاده فشلت بأنفاس متقطعه ردت: مين حضرتك؟
ابتسم ابتسامه جانبيه هاتفا : زهايمر الأشخاص
نظرت له وقد علت الابتسامة ثغرها لتردف : اممم واضح انك تعرفني مادام قولت كده
هز رأسه موافقا وهتف بخبث :عاوزه تعرفي انا مين!
_اكيد... قالتها بنبرة قاطعه
_يبقى ندخل مباراه ولو كسبتي هقولك انا مين... مكسبتيش يبقي... أكمل غامزا بعينيه.. سبيها للظروف يمكن تعرفي بعدين
استحسنت فكرته خاصه انها تعشق التحدي : تمام بس انا هكسبك مش عشان اعرف انت مين وبس... تؤ تؤ.. عشان انا متوعدتش اخسر.... قالتها بعناد وكبرياء
لينظر لها ادم مبتسما
[٦/‏١٠ ١٠:٤٨ م] Nk🧵❤️: الفصل السادس عشر (أول الحدوته) ♡
تراجعت ليل للخلف متخذه وضعيه الهجوم وبالمثل فعل ادم الذي لم تختفي ابتسامته التي تزين ثغره ولم تنقطع بينهم حرب النظرات.... نظرات واثقه من ليل تقابلها نظرات عابثه من ادم هتفت ليل قائله: يلا ابدا الهجوم.... ليرد ادم بمرح بعيد كل البعد عن شخصيته ولا باس في ذلك فكل ما هو آتي سوف يكون مغايراً للكثير...
ابتسم بمرح قائلا :lead is first سنيوريتا
اعطته ابتسامه فاتره لتبدأ تسديد أول ضربه له تفاداها ادم بسهوله بالانحناء بجسده قليلا للجهه المخالفه للضربه لتقوم هي بمحاولة ضربه باليد الاخرى ليتفاداها ايضا حاولت تسديد ضربه ثالثه ليرتد هو للخلف متفاديا اياها توالت العديد من الضربات التي تفاداها ادم ببراعه رجعت بعدها ليل قليلا للخلف تنظر له بغيظ وقد تفهم نظرتها لكونها هي الوحيده التي تشن الهجوم في هذه المنافسه بينما هو يصد ضربتها فقط عادت ل تضربه مره ثانيه ولكن حرصت ان لا يستطيع تفادي تلك الضربه التي وجهتها له في منتصف صدره بقوه وغيظ وقد وضعت كل قواتها بها وكانت اسرع مما يتوقع هو وبالفعل لم يستطع تفاديها ليرتد على اثرها قليلا للخلف ل يتوقف قليلا يستوعب الامر بالفعل قد آلمته قليلا تلك الضربه بالإضافة إلى دهشته بسرعتها التي لم تعطيه الفرصه حتى يصدها... ولكنه ابتسم بداخله لكونه يعلم انها قد وضعت بها كل قوتها و غيظها منه... لتتحول ابتسامته لقهقهاا عاليه ربما لو كان احد ممن يعرف ادم جيدا واقفا الان بالتاكيد لن يصدق ان هذا ادم الصياد الذي يضحك بصدق غير مجاملا بل بكل عفويه..... توقف من نوبه ضحكه على نظرتها المتسأله والحانقه في نفس الوقت... ليقول محاولا تمالك نفسه: اصل انا عارف انك حطيتي كل غيظك منى في ضربتك دي تصرف طفولي شويه.... بس شرسة... قال الاخيره بابتسامه عابثه .. لم تكلف نفسها عناء الرد ولكن اقسمت بداخلها ان ترد عليه بطريقتها الخاصه... اقتربت مره ثانيه محاوله ضربه بيدها اليمنى ليقوم بامسكها ببراعه كادت ان ترفع يدها اليسرى ليمسكها هي الاخرى لتصبح مقيده بين يديه ليقوم بلفها ليصبح ظهرها مواجهه لصدره حتى انها شعرت بأنفاسه التي كانت تلطم أعلي رأسها نظرا لطول ادم الفارق عنها ولكن انحني قليلا لاسفل لكي يصل الى اذنها وهمس بها قائلا وهو يستشعر تنفسها العالي بسبب غيظها منه :في شويه قواعد احب ان انا اعرفهم لك هيفيدوكي بجانب قوتك... اول قاعده..... ما تديش فرصه للمنافس انه يستفزك او يوترك حاولي تحافظي على هدوئك وثباتك الانفعالي على قد ما تقدري
ثم تركها لتنفلت من بين يديه لتنظر له بصمت ثم توالت بعدها الضربات الموجهة من ليل لادم والتي استغرقت حاولي ربع ساعة... تفادي ادم معظمها ولكن نالته بعض الضربات التي كانت سريعه منها ليدرك هو في ذلك الوقت اين تكمن قوتها... عادت مره اخرى لكي تضربه رفعت يدها اليمنى محاوله اخباره ان الضربه ستكون منها لينخدع بالفعل ويحاول امسكها لتقوم هي بضربه سريعه من يدها اليسرى والتي لم يكن يتوقعها وما كاد يفيقك منها حتى فاجئته بضربه ثانيه بجانبه الايمن تبعتها على الفور في ضربه من قدمها لقدمه لينبطح ارضا لتصبح هي تعتليه وتضع قدمها على صدره..... نظر لها بدهشه في عينيه ولم يحيض بنظره عنها يعترف انها بالفعل اسرع شخص قابله في تسديد الضربات وان معظم قوتها يكمن في سرعتها
نظر إلى وجهها ليرى تلك الابتسامه لم يدري اهي ساخره ام ابتسامه نصر تزين ثغرها ورأي ثقة بالغه في عينيها كانها تخبره... ان ها هي قد انتصرت عليه كما أخبرته... ثواني..... فقط ثواني... لم تدري ماذا حدث بها لتجد نفسها على الارضيه ويعتليها ادم وقد قُلب الامر مائة وثمانون درجه لتنظر له بصدمه في عينيها كيف ومتى استطاع ان يفعل ذلك!!!؟
اقترب ادم منها قليلا وهو ممسكا بيدها الاثنان الممتدتان جانبها مقيداً إياها وينظر في عينيها وسرح غاصبا بهما تلك العيون التي رأي فيها البحر في زرقته والسماء في صفائها.. تلك العينان التي تشبه ذاك الحد الفاصل بين الماء العذب والماء المالح.. المزيج الساحر بين الازرق الداكن والازرق الفاتح..... وجد نفسه يتمتم بداخله وتحركت شفتاه فقط بدون صوت قائلا (سبحان من صب البحر في عينيك)
استفاق من سحرها علي حركتها محاولة الإفلات.. اقترب من اذنيها قليلا وهمس قائلا :القاعده الثانيه اوعى يغرك النصر المؤقت... مدام الجوله لسه ما انتهتش يبقى انتي لسه ماكسبتيش ومعرضه في اي وقت ان بعد ما تبقى الفائز تبقي انتي الخسرانه....... القاعده الثالثه....... ابتعد قليلا ينظر لعينيها ويردد.... بلاش الثقه بالنفس زياده عن اللزوم لانها ممكن تكون سبب خسارتك وما تستهونيش ب ذكاء المنافس اللي قدامك ومهما كنتي ذكيه في الأذكى منك ومهما كنتي سريعه في الاسرع منك.. قال جملته الاخيره وهو يغمز بعينيه مشيرا لها وكانه يخبرها انه يتحدث عنها هي بالأخص..... ل يتوقف بعدها محاولا ان يعتدل ولم يكد يفعلها حتى وجد نفسه طريحا في الارضيه مره ثانيه وهي فوقه وقد عادت وضعيتها الاولى لتنظر له نصف ابتسامه وتقترب مثلما فعل هو تماما و تهمس في اذنيه: القاعده الرابعه الثقه بالنفس هي اول طريق النصر.. طول ما انت واثق انك هتكسب يبقى هتكسب وحتى لو خسرت تبقى كسبت انك وثقت في نفسك... ثم ابتعدت قليلا للوراء لتنظر في عينيه وتردد: القاعده الخامسه.... لازم تؤمن بقدراتك وان انت منفرد ومتميز.. حاسس انك الاسرع يبقى انت فعلا الأسرع... اما القاعده السادسه والاخيره..... حاول مهما حصل ما تسمحش للمنافس انه يشتتك ولا تسمح لاي حاجه انها تاخذ تركيزك وتسحرك... لان في اللحظه دي هي لحظه.. ويكون الوضع اتقلب تماما وتتحول من كسبان لخسران.......
توقفت بعدها وابتعدت عنه قليلا ممسكه بالمنشفه تجفف في وجهها معطيه اياه ظهرها... اعتدل هو الاخر ليتسائل مرددا: تقصدي ايه بالتشتيت انا اتشتت ولا اتسحرت.... التفتت له بعد ان وضعت المنشفه على كتفها واقتربت بجرأة لم تكن تكسبها يوما.. ولكن هي لا تدري ماذا يحدث معها ما الذي يدفعها ان تكون متحديه له او ان تكون بتلك الجرأة... اقتربت حتى لم يكن يفصل بينهما سوي بضع خطوات لتنظر له تقول: تنكر انك اتسحرت بعيني وسرحت واتشتت بيهم... ها قد حدث ما كان يخشاه... لقد كان يخشي ان تكون قد فضحته نظراته أن تكون قد لاحظت انسحااره بعينيها خاصهً.. وبها عامهً.. ولكن تحدث بلجلجه بحديثه قليلا متسائلا :وكأنك... و.. كانك واثقه....
لترد :انا واثقه.... اكتسب ثقه وهي من كونه يعلم انها فتاه مثل باقي الفتيات ولكونه يعلم أنها ليست بتلك الجرأة هي ابدا ليست بالفتيات الجريئة كما تدعي الان ليست من شيمها فهو يستطيع فهم الشخص من لقاء واحد فقط... ليقول وهو ينظر لعينيها: بذمتك العيون دي في حد ممكن يشوفها وما يتسحرش بيها... ده حتى يبقى غبي.... ليحدث ما قد راهن عليه... وجد وجنتيها قد اشتعلتا بالحمره وانزلت نظرها تنظر بعيدا عنه تنظر الى الارضيه محاوله استجماع نفسها مره ثانيه ابتسم لخجلها المهلك له وقرر رفع الحرج عنها ليقول بمرح :بس انتي نصابه والله على فكره
رفعت عينيها متفاجئه لتفهم من نظراته ما يقصد لتقول: كل شيء مباح في الحب و الحرب
صمتت قليلا لتكمل.... مبسوطه اني قابلتك سياده الرائد ادم الصياد... نظر لها رافعا حجابيه بدهشه لتردد: ايوه افتكرت من بقائي معاك فتره طويله وشفتك كويس انا اكيد مش ضايعه للدرجه دي...... ليبتسم ويقول: دي حاجه كويسه جدا.. انك افتكرتني
ردت ثانيه وهي تبتعد: مبسوطه اني قابلتك
ليقول هو : وانا كمان مبسوط ومبسوط جدا ب اللي حصل وبالجوله الممتعة دي... ابتسمت لتذهب بعد أن لوحت له بيدها لينظر لاثرها متذكرا ذاك التيشرت ليردد بهمس شارد (we will meet again)
لم يكفا عن الثرثره منذ أن تقابلا ومروان يسير بجانبهما يستمع بافتنان لصوتها الذي اشتاق له حد الجنون ويطرب أذنيه بحديثها ليقطع شروده صوت جنه تقول له : مارو خد نغم واقعدوا علي اي طربيذه وانا هجيب المشروبات....
_لالا خليكي انتي وانا هروح اجيبهم
غمزت له دون أن تراها نغم لتشدد علي كلمتها قائله بمغزي: لا مش هتعرف تجيب اللي انا عاوزاه يلا بقي روحوا
فهم مروان ما تحاول اخته فعله فهي تعطيه فرصة للانفراد ب نغم ليبتسم لها بحنان وأومئ موافقا لتبتعد هي.. نظر لنغم الواقفه يتأكلها الخجل وتفرك اصابعها بتوتر وتنظر بجهة أخرى..... اقترب منها مشيرا لأحد الطاولات ليتجهوا إليها سحب كرسي لتجلس عليه بعد أن اعطته ابتسامة جميله يقسم انه يموت فدائا لها... جلس أمامها ليقول باشتياق حقيقي : وحشتيني
ضربت الحمره وجنتيها لترد بهمس خجول: وانت كمان
قال بحنق : انتي عارفه لولا انى عارف ان اخوكي معاه حق انا كان زماني مولع فيه لتحكمه وقوانينه اللي فرضها دي
نغم بعد أن نظرت إليه : أبيه قالي انه بعد ما ادخل الكليه وقتها هيسمح لي بالارتباط وبشكل رسمي كمان بس اكون في تانيه كليه كده ولا حاجه... يعني هانت كلها ٣ سنين
وضع يده على صدره بتمثيل: قلبي... ٣ سنين.. ده انتي بتقوليهم كأنهم ٣أيام... بس ماشي يانغمي استني هو انا في أيدي حاجه تانيه... انا اعمل اي حاجة عشانك ياقمر انتي
اضطربت لحديثه المغازل: هي.. هي جنة اتاخرت لي
رد بحزن مصطنع : اي ده انتي زهقتي مني يبقي انا موحشتكيش بقي
ردت سريعا غير واعيه لخدعته : لالا والله وحشتني اوي ومستحيل ازهق منك بس جن.... قطعت حديثها حين أدركت ما تفوهت به من ابتسامته العابثه لتصمت والخجل يتأكلها... نظر هو لها بحب دفين واشتياق فهو لم يراها منذ شهر تقريبا.. يدعو الله بمرور السنوات سريعا حتى تسنح لهما الفرصة ليكونوا سويا

حرب الأسود (للقدر أراء اخرى ج٢) مكتملة Where stories live. Discover now