يوم لا ينسى

186 9 0
                                    

الفصل الحادي والعشرون (يوم لايُنسي)ذكريات))
(يوم لم ينسى ولن ينسى...
يوم للذاكرة...
يوم عاصف برياح هوجاء أقتلعت كل ما هو جيد بحياته...
يوم غير معالم قلبه لسنين طوال.....
لم تكن غيبوبته التي ابتعلته لأشهر إلا هروبا من الواقع... خوفا من ان يفيق فيجد كل هذا واقعاً وليس كابوساً مخيفاً كما يتمنى... ولكن مهما طال الهروب سيأتي وقت تخور فيه قواك وتستسلم للواقع.. ومنذ أن أفاق لم يمر يوما إلا وعانى من كوابيس ذالك اليوم المقيت... كان يقضي يومه وذكريات ذلك اليوم ترافقه.. أصبحت ظلاً له.. خراب. هذا فقط ما بداخله..ينحت به يوميا دون رحمة)
في مكتب ليل
دلفت للداخل لتجد أسر وحازم ينتظرونها بالمكتب
لتقول بزهق : يييي هو انا مش لسه سيباكوا لحقت اوحشكوا!
رد حازم بمرح : اتنيلي يابت بلا وحشتينا قال احنا جايين لك في موضوع مهم
نظرت له بضيق : بص متتكلمش معايا.. خير يا أسر موضوع اي
حازم مقلدا ليل : خير يا أسر موضوع اي
نظرت له شرازا وكادت أن ترد ليقول أسر منهيا الشجار الذي علي وشك أن ينشب : بس يا حازم.. موضوع يخص آدم
_ماله آدم.. تساءلت بها ليل باستغراب
تنهد آسر بضيق وقال : بصي ياليل في حاجه غلط بتحصل ولو كملت آدم هو اكتر حد هيتاذي في الاخر وهو مش ناقص هو لسه مخرجش من اللي حصله في موضوع يحي
قطبت حاجبيها بتساؤل : اي موضوع يحي ده
زفر حازم بإرهاق وقال: هنقولك.. من حوالي ٤ سنين تقريباً..احنا كنا ٦ مش ٥.. كنا الأسود الستة.. كان يحيّ هو السادس بتاعنا.. أخذ نفس عميق وأكمل.. الله يرحمه.. كان أقرب حد لآدم كان دفعته هو وسيف ومعاه في كل سنين الكليه ولما اتخرجوا سيف اشتغل سنة كده في مكان تاني وبعد كده اتنقل للجهاز لكن يحي اشتغل مع آدم من وقت ما اتخرجوا.. كانوا كتف في كتف تقريبا كانوا شخص واحد .. وقت ما واحد منهم يختفي بنسال التاني عليه واحنا متأكدين أنه عارف مكانة.. في مره آدم اتصاب... تشوفي يحي وقتها كان هاين عليه يولع في اللي مسكناهم وخصوصا اللي ضرب آدم وحشناه عنه بالعافيه وكانت حالته صعبه كان عصبي جدا ومتوتر طول الوقت .. و كالعاده ادم بيرفض أهله يعرفوا حاجه و لو حصله حاجه بنبلغهم انه في مهمة هطول شويه وممنوع انه يتواصل مع حد.. وقتها يحي فضل معاه ٣ايام في المستشفي لا بيروح ولا بيتحرك من مكانه لحد ما فاق والعافيه روح البيت بعد ما ادم أصر وهي ساعه وكان رجع له تانى...كانوا مثلث مقفول هم التلاته (آدم. يحي. سيف) الداخل بينهم مفقود... لحد ما مسكنا قضيه جديدة.. كانت قضية الزعيم واللى معاه... فضلنا شغالين عليها ٥ شهور تقريبا وجالنا خلالهم تهديدات كتير بس احنا مكناش باقيين على حاجه كنا داخلين ع الدنيا بدراعتنا زي مابيقولوا شباب بقي وفي أول شغلهم يعتبر عايزين يثبتوا نفسهم.... لحد ما أخت سيف اتقتلت بسبب شغلنا... وقتها بدأنا نتلغبط ونهدا شويه لأننا فهمنا اننا كنا غلط لما فكرنا أن احنا نقدر نحمي نفسنا واللي يخصونا منهم... كملنا.. وحاولنا ناخد حذرنا ونحمي اهلينا... متوقعناش أن المره التانيه هيبقي غرضهم واحد مننا.. لحد اليوم اللي عمرنا ما هننساه اليوم اللي قلب حياتنا كلنا.. لما فقدنا واحد مننا... هو يحي
صمت حازم وأغمض عيناه وكأن ذكري هذا اليوم المشئوم تداهمه الآن نظر أسر له ليجد صمته طال فقرر أن يكمل هو الباقي : كنا في اجازة عشان كنا لسه قابضين علي اتنين من رجالتهم كانوا رجال أعمال بس شغلهم شمال وطبع المنظمة.. كنا عارفين ان ضربتنا مكنتش سهله ابدا لهم وأنهم خسروا صفقة كبيرة اتمسكت وراجلين... فكنا عارفين أنهم هيردوا علينا بس متوقعناش انها هتبقي بسرعه كده.. خدنا يومين اجازة بعد المهمة اللي طلعناها وقبضنا عليهم... تاني يوم في الاجازة وصلنا خبر عن أن في عربيه مدرسه خاصه اتخطفت كانوا رايحين مسابقه تمثيل مسرحي تبع المدرسه.. كان فيها اتنين مدرسين ومشرفه والسواق و٦أطفال سنهم مابين ال ٧ وال ١٠ ...وقتها وصلت رساله للفريق بتاعنا كل واحد فينا وصلتله نفس الرسالة عن الاختطاف اللي حصل وان ده ردهم علينا... طبعا اضطرين نتجمع فورا في الجهاز عشان نحاول نوصلهم بعد ما اختفوا وكنا قلقانين جدا لأننا عارفين انهم ممكن ياخدوهم تجارة أعضاء ويبقى ضربوا عصفورين بحجر... انتقموا منا و كسبوا صفقه كويسه.... الدنيا انقلبت وقتها خصوصا اننا فضلنا ٤ ايام مش عارفين نوصلهم... وفي اليوم الخامس اتخطفنا واحد واحد
اتسعت عيناها بذهول وهي تتسائل: معقول قدروا يخطفوكوا طب ازاي؟
مط شفتيه أمامه وأردف بضيق : كل واحد فينا بطريقه مختلفه... انا مثلا كنت رايح مشوار وفي وسط الطريق اصطدمت بعربيه كانت جانبي هي حودت فجأه ناحيتي ويدوب لسه نازل اشوف في اي وإذا كان حد حصله حاجه لاقيت خبطه جامده علي راسي اول ما قربت من العربية واغمي عليا.... كل واحد كان بطريقه شكل.. المهم.. إننا اتجمعنا في الاخر.. فوقنا لاقينا نفسنا في مكان واحد أشبه ببيت كبير شويه بس مبني بالطوب الأبيض..... حرك عينيه في نقطة فارغة وهو يتذكر ما حدث
Flash back
_اااه... تأوه خافت صدر من أسر الذي بدأ يستفيق من تلك الضربه حرك رأسه ببطئ وهو يستمع لأحد ينادي بأسمه محاولا فتح جفنيه وبالاخير نجح ليتطلع بوجه الماثل أمامه والذي لم يكن سوى يحي الذي هتف بتقرير: انت كويس؟... اعتدل أسر بجلسته وهو ينظر حوله ليرى (ادم وحسام وسيف) كلا منهم يحاول الاستفاقه.. ليهتف بتساؤل : هو اي اللي حصل؟ احنا فين؟
يحي بجهل حانق : معرفش ومحدش يعرف زي مانت شايف لسه بيحاولوا يفوقوا اصلا... انا وحازم اول اتنين فوقنا وبدأنا نفوقكوا
بعد دقيقتين تقريبا كان الجميع قد فاق وبدأو يفكرون فيما يحدث
هتف سيف بنزق: ايوه يعني اي اللي بيحصل وجايبنا هنا لي؟
زفر حازم بضيق وهتف: ماتهدي بقي ياخي هي ناقصه من ساعه ما فوقت وانت بتسأل نفس السؤال.. ماحنا معاك اهو احنا عارفين
ضيق حسام عينيه بتفكير: اكيد مجيتنا هنا مش فراغ يعني.. هم بيفكروا في حاجه احنا مهما فكرنا مش هنعرف نوصلها
يحي بغضب :بالضبط كده فهدوا بقي مش هيفيد بحاجة اللي عمالين تقولوه ده
ابتسم آدم بخفوت وقال: قولي ياض يا يحي انت متعصب كده عشان اللي احنا هنا ولا متعصب عشان خروجتك مع الجو باظت
نظر له يحي شراز ورد بحنق : اي الجو ده! دة خطيبتي ياجدع احترم نفسك شويه.. ثم إن طول ما عنيك دي في الموضوع عمري ما هتهني بيه
أسر بمرح : صح شيل عينك شويه يا آدم م كده خلي الواد يعرف يتبسط
اقترب آدم من يحي ليلف يده حول رقبته هاتفا بضيق زائف: بقي انا بتقلي احترم نفسك.. وأن عيني وحشه
قال يحي ببراءة مصطنعه: انا! ابدا ده انا بقول انك حبيبي وتعمل اللي انت عايزه
_ياااه عالرجاله لما تجيب ورا.!!.. قالها حازم بضحكه ساخرة
ليرد آدم عليه بعنف: بس ياض انت بدل ما اجي اوريك الرجاله بتجيب ورا ازاي ملكش دعوه بيحي
ضحك سيف مرددا: ياااه عالكسفه اللي انت فيها يا حازم... يابني انت مبتتعلمش دول الداخل بينهم مفقود
_صح واهو علي رأي المثل يا داخل بين البصله وقشرتها ما ينوبك إلا دمعتها.. قالها حسام بمرح ليرد عليه حازم :صح يا خالتي معاكي حق
زجره حسام بضيق : خالتك يابن ال
_ها ها يابن اي اشتم حماك وحماتك بقي عشان اعرف اختي حبيبتي وتنيمك عالكنبه.. رددها حازم وهو يرفع سبابته محذرا إياه
قال يحي وهو يحتضن آدم : حبيبي وعم عيالي دايما ناصفني
فُتح الباب فجأه ليظهر منه رجل ضخم البنية يهتف بصوت أجش غليظ: قدامي يلا.. الباشا عاوزكوا
نظروا لبعضهم البعض وخرجوا واحدا تلو الآخر ليجدوا نفسهم في مكان أوسع مما كانوا فيه فمن الواضح انهم خرجوا إلى صالة المكان ويوجد غرفه مقابل الغرفه التي كانوا بها مغلقه فالمكان ليس إلا الغرفتان وغرفة أخرى علي يسارهم وتلك الصاله الموجودين بها... وقفوا وما هي إلا ثواني قليلة حتي وجدوا باب المنزل الحديدي يُفتح ويدلف منه اثنان من الحرس وبعدها دلف زين و عليّ وسعد وخلفهم اثنان دلفا للداخل واثنان آخران وقفوا علي الباب من الخارج تحسباً لأي ظروف...
دلف زين وعلي وجهه ابتسامه متشفيه ويهتف بترحيب زائف: يا أهلا أهلا بالحابيب منورنا يابشوات والله... نظروا له جميعاً بكره واضح اقتربوا منهم ووقف عليّ امامهم ليقول بهدوء : طبعاً انتوا عاوزين تعرفوا انتوا جايين هنا لي!.. صمت قليلا ثم نطق.. هنلعب لعبه صغيرة ومسليه اوي... قال جملته بابتسامه خبيثة علي وجهة
لينظر جميعهم لبعض في انتظار ما سيحدث تحرك سعد تجاه آدم ومد يده له بإناء زجاجي صغير به بعض الوريقات نظروا إليه باستغراب وعدم فهم فاقترب زين وهو يقول بعبث: طبعا مش فاهمين في اي.. انا هفهمكوا.. أشار علي الإناء الذي يمسكه سعد الواقف أمام آدم وقال : دول ٥ ورقات.. فيهم ٥ أسماء.. أسماءكوا يابشوات بس ماعدا انت يا آدم باشا لأنك أنت اللي هتسحب.. يلا مستني اي؟ ابدا اللعبه.. قال الأخيرة بابتسامه ماكره ورفعه حاجب ناظرا إليه والخبث يملئ عينيه
_ايوه يعني اللي هيطلع اسمه بلعب العيال بتاعكوا ده اي بقي هيكسب اليانصيب... هتف بها سيف بعصبيه ساخرة ليرد عليّ باقتضاب: لما الاسم يطلع الأول نبقي نقولكوا هيحصل معاه اي
مازال آدم وزين ينظرون لبعضهما بنظرات حاده وأخرى ماكره ليقطع الصمت سعد يقول بابتسامه سمجه : يلا يا أدم باشا ايدي وجعتني. سمي و. اسحب
أشاح آدم بنظرة لسعد ثم للإناء ومد يده والتقط أحد الوريقات ليقول له زين : افتحها وقول اسم مين اللي طلع
زفر آدم بضيق شديد وهو يحاول التحكم باعصابه فتح الورقه ليظهر بها إسم ردده هو بضيق وتوجس من القادم : يحيّ... نظروا جميعا لبعضهم بتقرب ليتحرك سعد ليحيّ وجذبه لمقعد موضوع بمنتصف المكان وأجلسه عليه فاقترب أحد الحراس وقيده بإحكام وهتف عليّ : معلش عشان بس يبقي ثابت وميتعبكش يا آدم باشا
_اي اللي بيحصل!؟ تسائل بها أسر بغضب ليرد زين وهو يتحرك أمامهم ذهابا وإيابا وهو يحرك يديه تزامنا مع حديثه : اللعبه كالآتي.... كان المفروض آدم باشا يختار إسم.. يعني هو اللي يختار مش هنغصب عليه... بس الاسم اللي هيطلع هيكون نهايته.. بمعنى أدق آدم باشاا هيخلص عليه وبأيده... وأخرج سلاح من خلف ظهره رافعا اياه أمام انظارهم... تطلعوا إليه بصدمة ورفض فقال حازم بسخريه ناكرة : واي بقى اللى هيخليه يوافق!؟
مط زين شفتيه للإمام قائلا بإعجاب زائف : سؤال جميل... توقف عن الحركة ومد يده لأحد الحراس الذي أعطاه جهاز حاسوب (أيباد) أتى بشئ ما وأداره لهم فظهر علي الشاشة الغرفه المغلقة والتي يتواجد بها الأطفال ومن معهم.... رأوا الأطفال يجلسون على الأرضية والمشرفه والمدرسين بجوارهم يحتضونهم محاوله منهم لاطمئنانهم والسائق بجانبهم قد غلبه النعاس... يتضح الإرهاق جليا على وجوههم.. صدح صوت زين يقول : بصوا هنا كده.. حرك يديه علي الشاشه قليلا وإعادة إليهم ثانيه : شوفوا... نظروا لما يشير إليه لتتسع عيونهم بفزع وصدمه حينما رأو قنبلة في أحد الأركان وأخرى بجانب الباب.... أكمل علي قائلا: ها فهمتوا طبعا.... ها يا آدم باشا هتضحي ب ١٠ أفراد وفيهم أطفال عشان واحد بس.. هو مش انتوا فدى الشعب برضو ولا انا بيتهيالي
هز زين راسه بنفي مصطنع : تؤتؤتؤ متقولش كده يا عليّ... طبعا هيضحوا اومال... رفع هاتفه وردد : نفذ.... معطيا الاشاره لأحد ما ليضغط علي الزر فيبدأ العد فأكمل : بص بقي ياباشا ١٠ دقايق قدامك.. تنفذ فيهم ولو منفذتش الدقيقه العاشره هتلاقيهم فحمه... و المتحكم ب الجهاز شخص بره خالص في عربيه من عربيتنا يعني مهما حاولت تعمل مش هتعرف... ولو عقلك وزك تفتح الباب ليهم القنبلة هتنفجر وقتي قبل العد ما يخلص حتى.... تقتله هنوقف العد وهتطلعوا بيهم سُلام.... هدوء... فزع... صدمه.. صمت مميت أطبق عالمكان... كل منهم لا يستوعب الأمر.. لا يستوعبوا ما يحدث.. الآن عليهم التضحية بأحدهم.. وبيدهم؟!.. الآن سيفقدوا شخص منهم... رباااااه... ماهذا الاختبار؟!.. كيف؟!.. كيف سيقتله بيده؟ كيف سيفعل ذلك في من يضحي بحياته لأجله؟؟؟.... رحماااااك ربي ممن يريد هؤلاء الشياطين... تائهون... هذا ما شعروا به.. التيه.. لا يدرون ماذا يفعلون... فاقوا علي صوت عليّ يقول بتهكم : عدي دقيقه ونص ياريت تسرعوا شويه
آدم بخفوت: وانا اي اللي يضمني انك متقتلهمش هم كمان بعد ما... ما.. انفذ
زين بأسف زائف: للأسف يا آدم معنديش ضمنات وانت في موقف مش يسمحلك تستنى الضمانات انا قولت اللى عندى... والقرار ليك
صمتوا ثانيه فكيف لهم أن ينطقوها... كيف له أن يختار بالأساس.... استمعوا لصوت يحي يقول ببحه : آدم
التفت له ببطئ مميت وعيناه حمراء كالدماء ينظر لعيني يحي برجاء لا يعلم لما يرجوه وماذا بيده لكي يرجوه ولكن هو أيضا ليس بيده شئ.. يحي بصوت موجوع : اي يا آدم بقي هتضحي بيهم عشاني!!!احنا في الشغل ده عشان نحميهم اصلا... هنضحي بيهم عشان حياتنا احنا!!!!!؟.. احنا طول الوقت بنخرج وروحنا علي كفوفنا... يعني كان ممكن اموت في اي عملية أو حتى في العملية اللي فاتت... يبقى موت بموت وقدر بقدر.. ننقذهم ويبقى موتي له فايده.. بعدين ده انا هبقي شهيد يا صاحبي يعني اللي احنا بنسعاله دايما... اختارهم يا صاحبي اختارهم ياسياده النقيب... نزلت دموع آدم تغرق وجنتيه وهو ينظر ليحيّ بعجز.. عجز قاتل... لا يستطع إنقاذ رفيق دربه وأخيه
ها ياادم باشا هتختار اي؟؟! الوقت بيعدي....نطق بها زين وهو ينظر لادم بتشفي منتظر رده ..لينظر ادم حوله بضياع لا يعلم بماذا يجاوب ماذا يختار ....رباه لم يتخيل ان يكون يوما ما في موقف كهذا نظر خلفه لزملائه ليجد وجوههم مابين الصدمه والوجوم التفت ببصره للذي علي يساره لينظر له مطولا فيجده يهز له راسه يحثه علي اختيار الاصلح ...لتهبط الدموع علي وجهه بغزاره وقلبه ينهش به الالم بلا رحمه يشعر وكان العالم يدور من حوله ويمر شريط الذكريات امام عينيه يفتك به بلا هواده ..اغلق عينيه بوجع يغزو روحه ليفتحهم علي صوت زين ثانيه يردد:مش قدامك وقت كتير يا ادم ..يلا عشان مش تخسر الاتنين ..نظر له ادم باعينه الحمراء كدم الغزال ويغلفها نيران الغضب ليقول بصعوبه : هختارهم.... أغمض رفاقه أعينهم بوجع وحرقه ليستمعوا لصوت يحي يقول ب أمر ل زين : خرجهم بره متخليش غير ادم...
_وماله! قالها زين بابتسامة مقيته ليقول لهم : اتفضلوا يا بشوات عشان بس المشهد هيبقي صعب وياريت بسرعه عشان عدي ٤دقايق والعد مش هيقف غير لما ينفذ
خرجوا بتثقال شديد يجرون أقدامهم بصعوبة وقلوبهم تنزف ينظرون ليحي نظره أخيرة... اتجه سيف له فهو رفيقه المقرب ك آدم وحضنه بوجع يريد أن يشعر به بين أحضانه للمرة الأخيرة هتف به يحي بحنان : هفضل دايما معاك يا سيف كل ما تحتاجني غمض عنيك وانت هتشوفني.... يلا امشي.... نظر له وهو يهز راسه ببكاء بصوت عالي... يلاااااااا مفيش وقت... صرخ به يحي ليتحرك سريعا للخارج...
Back
أكمل أسر حديثه بألم: احنا منعرفش اي اللي حصل جوه بعد ما خرجنا... ومحاولناش نسأل أدم عن اللي حصل لأن الموضوع أصعب من أن يحكيه... وهو طلب مننا محدش يسأله ولا يجيب سيرة الموضوع تاني... بس اقدر اقولك اللي حصل واحنا بره...
Flash back
بعدما خرجوا بثواني وجدوا زين وعلي وحارس معاهم يخرجون واتجهوا إلى السيارات التي كانت تقف تنتظرهم وأشار زين مودعاً باستفزاز ثم استقل السياره وذهبوا.... ولكن بقت سياره واحده واقفه على بعد كبير خمنوا هم بأنها يوجد بها من يتحكم بالزر... وسياره أخري تنتظر سعد والاربع حراس الباقون.. وسياره المدرسه وسياره أخرى لنقلهم.... . بقوا محلهم وما هي إلا ثلاث دقائق تقريبا حتي استمعوا لصوت رصاصة تنطلق... انتفض لها أجسادهم بفزع وبكت عيونهم بحرقة منهم من لم تحمله قدماه وتراخي أرضا ومنهم من كان يقف ولايشعر بقدماه من الأساس.. ثواني وخرج سعد ومن معه وأنطلقوا بسيارتهم مبتعدين.. اتجهوا جميعا إلى المنزل فوجدوا آدم يخرج ومعه الأطفال ومن معهم.. كان مظهره مُدمر تماماً... عيونه گالدماء وشعره ثائر علي جانب وجهه... ووجهه مبلل بدموعه... وظهره حُني.. وگأن قد مر عليه من السنوات الكثير... وگأنه دخل شاب وخرج كهل... تقدموا منه وأوصلوا الجميع إلى السياره وقفوا جميعا أمام السياره الأخرى ليهتف أدم بوهن: هدخل أجيب يحي مش هسيبه هنا..... أومئ سيف برأسه هاتفا : هاجي معاك..... رد باقاتضاب : لا أركبوا العربيه واستنوني هدخل اجيبه وأخرج بسرعه انا مش ضامنهم ومش واثق فيهم..لو حصل حركة غدر ومرجعتش امشوا ومتتلفتوش وراكوا انا مش أغلي من اللي راح
حسام بعصبيه : اي الجنان ده لا طبعا حد فينا هيدخل معاك واحنا مش هنمشي لو..
قاطعه آدم بصراخ: قلت امشواااااا يلاااااا.... اللي هيجي ورايا أو هلمحه هيبقي الجاني علي نفسه.... قال الاخيره بتهديد وانطلق عائدا للمنزل ودلف للداخل... ثانيه... اثنان.... ثلاثه...... دوي صوت انفجار... تابعه انفجار المنزل أمام أعينهم وأصبحت النيران تتصاعد منه
_آاااااااااادم..... صرخ بها سيف محاولا الركض للمنزل فأمسكه حسام وهو يبكي شأنه شأن الآخرين واتجه به عنوة إلى السياره وأطلقوا بقلوب محطمة
Back
حازم بألم : المنظر هيأ لنا أن مستحيل يكون آدم عايش
فمشينا قبل مايتغدر بينا احنا كمان ولحد الان منعرفش مين أنقذه
هتفت ليل بتأثر : هقولك مين اللي أنقذه بس قولي هو اي اللي حصل جوه البيت.. هو فعلا ادم قتل يحي وازاي!!!
حازم بجهل : ماحنا قولنا لك اللي حصل جوه محدش يعرفه غير ادم والزفت اللي اسمه سعد والباقيين بس... احنا قولنا لك الجزء اللي يخصنا واللي نعرفه
زفرت بضيق جلي وقالت : هحكيلكوا مين اللي انقذه
Flash back
كانت ليل تجلس بغرفة المعيشه تتابع التلفاز بملل حتي استمعت لزين يتحدث بالهاتف بجانب المكتب من الخارج لم تعيره اهتمام ولكن استمعت لشئ استرعي انتباهها حينما استمعت قوله "خدهم علي البيت اللي قولتلك عليه يلا خلينا نخلص الليله دي بقي" استرقت إليه السمع باهتمام لتستمع له يقول
_ايوه واتصل على علىّ يحصلنا
_سعد مش عاوز غلطه تحصل انت فاهم
_لا لا انا عاوزهم مينسوش اليوم ده من حياتهم
_انا نص ساعة وهكون عندك.. سلام
خرج بعدما أنهى حديثه لتقوم هي سريعا مقرره الذهاب خلفه لتعرف ماذا يحدث فهي شكت بالأمر وان شئ سئ علي وشك الحدوث أسرعت خلفه وهي تراعي أن لا يراها... بعد ساعه الا ربع تقريبا... وصل الي مكان ما خالي من البشر والمباني لايوجد به سوى منزل قديم بالطوب الأبيض وقفت بعيدا بسيارتها لأكثر من نصف ساعة ووجدت زين يخرج كانت ستذهب خلفه ولكن وجدت أن الحرسان الواقفان علي الباب ولم يتحركا فأحست بوجود خطب ما...ولكن خافت أن يراها الحارسان فرجعت بسيارتها للخلف أكثر حتي ابتعدت أكثر.. وجدت أشخاص يخرجون ولكن لا تعلم من هؤلاء فالمسافه بعيده كثيرا وبعد قليل وجدت أطفال يخرجون من المنزل ودلف أحد ما للداخل ثانيه ولكن حدث إلانفجار وشد وجذب بين أحدهم ثم تحركت السيارتان وذهبت...... تحركت هي بسيارتها لتمر بجوار المنزل ولكن رأت ما جعلها تتوقف سريعا... رأت أحد خرج من المنزل وماهي إلا خطوتان ووقع مكانه... نزلت من السياره سريعا واتجهت إليه... وجدت شاب طارحا بالارضيه والدماء تغطي وجهه بغزارة وثيابه بها قطع أثر الانفجار ويتنفس ببطئ محركا رأسه بوهن... اقتربت منه حتي أصبحت تطل عليه برأسها
كان مسجي علي الرمال في الصحراء يتدفق الدم بغزارة من مواضع مختلفه والرؤية عنده غير واضحة ابدا.... كاد يستسلم للظلام ليأتيه صوت ليل وهي تهتف به :انت كويس؟!
حاول النظر الي المسجي فوقه برأسه ولكن كانت رؤيته أضعف ما يكون فهتفت ليل بصوت أعلي :طب سامعني
حاول الاجابه ولم يستطع لتقول ثانية :.. طب خلاص بص انت حالاتك صعبه ولازم اخدك المستشفي لازم تساعدني اقومك ماشي
وبالفعل اقتربت منه تحاول رفعه وكم كان الأمر شاق وأصعب ما يكون في حاله ارتخاء جسد ادم وضعت جسدها أسفل احد ذراعيه وامسكت بالآخر.. وكان حمله بالكامل عليها لتتجه الي سيارتها القريبة جدا... ووضعته بها... استقلت السياره بجانبه... وهي تحدثه من حين لآخر حتى لا يفقد وعيه... كانت تنظر له من وقت للتاني وتهتف ببعض الجمل لكي يظل معها "خليك معايا ها".. "استحمل لحد ما نوصل".... "لالا.. وحياه ابوك ما تغمض".. "طب اسمك اي"... "خلاص قربنا استحمل بس".... ثم أخذت تحدثه بمواضيع تخصها لتجذب انتباهه... ولكن تذكر جمله قالتها في منتصف حديثها " اه بالمناسبة.. انا اسمي ليل"
وصلت ليل للمستشفي لتسرع للاستقبال تهتف بهلع : عاوزه ترولي بسرعه معايا مصاب حالته صعبه... اتجهوا سريعا معها وفتحت لهم باب السياره فحملوه برفق ووضعوه على النقالة واتجهوا للداخل وهي خلفهم... وقفت أمام غرفة العمليات تنتظر اى أحد يطمئنها.. بعد ساعه تقريبا خرج الطبيب وتساءل : حضرتك تعرفيه
قالت ليل بهدوء: بصراحه لا انا لاقيته في الطريق بحالته دي هو عامل اي؟
أردف بعملية شديده: الحقيقه حالته صعبه.. عنده نزيف بسيط في المخ غير جرح عميق في رأسه وأذنه نزفت كمان واضح ان اللي حصل ده انفجار فضغط الانفجار عمل نزيف داخلي ونزيف للاذن... والرئه متضررة دخلها كميه كبيره من الدخان.. وواضح أن في ضلع مكسور... وللأسف هو دخل في غيبوبة... وضعناه علي الأجهزة وهنتابع حالته...
أومأت بهدوء مرضفه: ربنا يشفيه... طيب ياريت تبقوا تحاولوا توصلوا لحد من أهله
_مفهوم مفهوم أكيد هنحاول
ذهبت ليل بعد أن ألقت نظره أخيرة علي بابا غرفة العمليات
Back
أسر بذهول: ياسبحان الله بقي انتي اللي تنقذيه... تدابير فعلا... وهم عرفوا ازاي انه آدم؟.
ليل : انا إلى عرفت.... أنا لما نزلت سيبت فلوس تحت حساب المستشفى وسيبت رقم تليفوني عشان لو معرفوش يوصلوا لأهله أو لو وصلوا يبلغوني أو لو فاق أو حصله حاجه ...وفعلا بلغوني بعدها ب ٤ ايام انه لسه مش فاق وحالته زي ما هي بس مش عارفين يوصلوا لحد من أهله... فقررت اني لازم اعرف هو مين.. فواجهت زين
حازم بدهشه: واجهتي زين!؟
ليل ببرود : ايوه
Flash back
_ادخل... قالها زين بعدما استمع لدق الباب وهو جالس أعلى كرسي مكتبه بالفيلا لتدلف ليل وتجلس أمامه
نظر لها باستغراب متسائل : خير يا ليل في حاجه!
_نظرت له بقوة وقالت : ايوه في... انا عاوزه اتكلم معاك بس بشرط
تسائل باستغراب : شرط اي؟
-الصراحه.. نطقت بها ليل بسرعه مكملة.. مش عاوزه لا لف ولا دوران
ضيق عينيه باستغراب من طريقتها وأومئ: تمام ياليل قولي
حكت له عن ذاك اليوم الذي راقبته فيه وأكملت بقسوه : بص يازين انا مش عاوزه اعرف اي اللي حصل جوه ولا انت عملت اي ولا لي ولا في مين..عشان انا بقيت اتوقع منك اي حاجه وكل حاجة ومش هيهمني اي تبرير أو أي حاجه هتقولها ..... انا بس هوريك صورة شخص من اللي كان موجود هناك وترد عليا وتقولي هو مين.. بس مش عاوزه اكتر من كدة
هز رأسه بموافقة صامته لتريه صوره لآدم طلبت من أحد الممرضين التقاطها له وهو على فراش المشفي.... رد زين بهدوء واقتضاب: النقيب آدم الصياد... بتسالي لي!؟
_عاوزه أهله يعرفو مكانه بقاله ٤ ايام في غيبوبة ومحدش يعرف عنه حاجه
-تمام انا هبلغهم بطريقتي هاتي عنوان المستشفى
نظرت له بتفحص لتقول : ماشى بس انا هعرف لو حاولت تعمله حاجه... وقفت واقتربت منه واضعه يدها على المكتب والأخرى على الكرسي الجالس فوقه مقربة وجهها له هاتفه بحده: قسما بعزة جلال الله لو عملتلوا حاجه يا زين ليكون بكل اللي بيني وبينك... والهدوء اللي بينا ده هتكون زيلته بإيدك وجبت مكانه خراب هيحل عليك وانت عارفني.... عارفه انه يبان غباء اني أثق فيك انت وانت السبب في اللي هو فيه... بس انا حابه أثق فيك مره تانيه وأشوف هتخون ثقتي تاني! ولا اتعلمت من اللي حصل.. وخد بالك انا مش هسيبه غير لما أهله يوصلوله
ابتسم ابتسامه جانبيه: متقلقيش هبقي قد ثقتك... ثم اني مكنتش عايز اقتله... ابتعدت تنظر له برفعه حاجب وملل ليهتف لها وهو يرفع يده باستسلام...... تمام تمام مش عاوزه مبررات خلاص ياليل deal
Back
_هممممم... همهم بها حازم بعدما انتهت ليل من حديثها وأكمل : بصي ياليل آدم انكسر حرفيا بعد اللى حصل حاولي كده تخيلي الموضوع وانتي هتعرفي انه مميت صاحب عمره اللي يفديه بروحه يقتله وبأيده.. آدم بعد اليوم ده اتغير ومبقاش آدم.. بقي شخص بارد.. قاسي. غير مبالي لأي حاجة ولا لأي حد.. مهمل في نفسه لدرجه اننا بنحس انه رايح ينتحر.. وبيرمي نفسه في النار..... قلبه بقي مقبرة... ومعاه حق.... لو اي حد مكانه كان وقع وعمره ماهيقوم لو حد غيره كان ياما اتجنن أو عاش بقيت عمره بحاله نفسية... أدم يعتبر جبل لأنه لسه واقف... غاب ٣ شهور في غيبوبة كان بيهرب من لحظة فوقته بس جه الوقت وفاق.. فضل شهر تقريبا في حاله نفسيه صعبه وساكت دايما بس بعد كده لاقيناه رجع ووقف من تاني
أسر مكملا: عشان كده بقولك مش هينفع ينكسر تاني
نظرت له بذهول متسائلة : وانا اللي هكسره!!؟ انت في الأول قولت اللي بيحصل ده هيوجعه... هو اي اللي بيحصل؟!!
زفر أسر بضيق قائلا: ليل انا مش عارف انتي بجد مش شايفه اللي بيحصل ولا بتعملي نفسك مش شايفه.. بس عموما هقولك... اللي يمكن ادم نفسه لسه ميعرفوش ولا اعترف بيه لنفسه.... قوليلي يا ليل اي الوضع لو آدم عرف بحوارك وانك مرات زين؟!
خفضت رأسها مغمضه عينيها بتعب فالحديث كان مرهق واليوم كان مرهق وأصبحت تشعر بالتعب حقا وقواها تنفذ قالت بضيق: أسر انا مش بقيت قادره افكر أو اتكلم اليوم كان صعب اوى واللي انتوا قلتوه... بس اكيد هتحصل مشكله كبيره ويمكن ميعرفنيش تاني
حازم بإرهاق: ياريت تيجي على كدة... الموضوع مش هيكون سهل عليه كده انه يقرر ميعرفكيش تاني وخلاص.. آدم هيتوجع جامد الموضوع مش هيكون سهل... تفتكري هيبقي الموضوع عامل ازاى لما حد يعرف ان البنت اللي حبها متجوزه لا وكمان من عدوه واللي كان السبب في كل اللي حصله..
ليل بغباء وهي لا تستوعب حديثه : اكيد الموضوع صعب جدا ومؤلم خصوصا لو حبها بجد ... بس انا مش فاهمه
نفخ أسر بغضب مرددا : ليل فكك من الغباء اللي هينزل عليكي ده.... آدم حتي لو هو لسه محسش بده... بس للأسف آدم بيحبك..... بيحبك بجد ... وآدم عمره ماحب ودي اول مره يفتح قلبه.. قلبه اللي في وجع يكفي الدنيا ويفيض
نظرت له ليل بأعين متسعه.. لاتدري أهي بالفعل مصدومة أم كانت تشعر بذلك وتنكر الأمر... أم مصدومه لكون الأمر أصبح واضح للجميع
رددت بصدمة : بيحبني!!
🍂〰️〰️〰️〰️〰️🍂〰️〰️〰️🍂

حرب الأسود (للقدر أراء اخرى ج٢) مكتملة Where stories live. Discover now