انجذاب

246 12 4
                                    

حرب الأسود
الفصل الثالث والعشرين (إنجذاب)
ناهد خالد
("الانجذاب.. هو شعور يحدث منذ الوهلة الأولي في أغلب الأحيان.. إما أن تنجذب للمظهر وهذا بالطبع انجذاب قصير المدى وسيبقى إنجذاب فقط ولن يتحول يوماً لأي شعور آخر... إما أن يكون إنجذاب للشخصية وهذا يمكن أن يدوم ويمكن أن ينتهي ويمكن أيضاً أن يتحول لحب... وإنجذاب بين القلوب.. هذا الانجذاب ليس له حاكم وليس له شروط أو أسباب.. فقط تشعر حين اللقاء أن القلوب تنبض بعنف وكأنها ترحب ببعضها والأرواح گأنها تتعانق في سماء المتحابين.. هذا الانجذاب يبقي ويستمر وبمرور الوقت يتحول لعشق كامل متكامل.. فإذا أنفصلت القلوب يوماً يحدث نقص كبير يستمر بقلوبهما ولا تداويه الايام مهما طالت ")

مش يمكن حبيتها!... كان ذلك صوت شخص ثالث ظهر من خلفهم ولم يكن سوى رحيم الذي كان يتابع بعض أعماله بمكتبه قبل أن يذهب للشركة واستمع لمجئ آدم فخرج ليعرف ماذا حدث ولكن توقف حينما استمع لحديثه مع حور... التفت آدم إليه متفاجئاً ليس لوجوده أكثر من تفاجئه لحديثه ليردد بغرابة عليه : حبيتها!
جلس رحيم علي المقعد المقابل لهما وأردف : انا قادر أفهمك جدا يا آدم.. قادر أفهم لغبطك وحيرتك.. قادر أفهم أن مش سهل أبدا أنك تعترف بمشاعرك أو أنك حتي تعرف تميزها أو تفسر تصرفاتك. عشان أنا كنت مكانك في يوم من الأيام.. نظر لحور التي تبتسم له بحب وبداخلها سعاده بالغه لكون رحيم يتحدث مع آدم بهذا الهدوء وحنين لذكرياتها مع رحيم... أكمل حديثه قائلاً... انت قرأت روايه حمزة؟ للقدر آراء أخرى... أستغرب آدم سؤاله ولكن أجاب قائلاً : ايوه قرأتها من بعد ما خلصها وعرضها في مسابقه المدرسة.. بس ده من١٣سنه تقريباً
تساءل رحيم : يعني مش فاكرها؟
إم آدم شفتيه للأمام مردداً: يعني فاكر شويه حاجات فيها بس مش كلها
أومئ رحيم برأسه ورد : ماشي وده هيساعدني لما احكيلك... أولاً الروايه دي قصتي أنا وحور وليندا وسليم
اتسعت أعين آدم بزهول فهو قد شعر أنها بالفعل قريبه لهما لكن لم يتوقع أنها قصتهم.. أكمل رحيم حديثه وأعاد عليه قصتهما سريعا تذكيراً له وقال بعدما أنتهي :الحقيقة هي أننا بننجذب من المره الأولى بس مش بنلاحظ ولا بنعرف ده...مفيش اتنين حبوا بعض إلا لما كان حصل بينهم إنجذاب من أول مره عنيهم بتقع علي بعض بس مش بيتفهم ولا بيتلاحظ غير لما يتحول للإعجاب وبعدين لحب وبعدين المشاعر تعلن عن نفسها وتعترف لنفسك أنك بتحب ساعتها بس هتعرف أنك انجذبت من الوهلة الأولي.. أنا أنجذبت لحور من أول مره شوفتها في مكتبي أنجذبت لشجاعتها ولذكائها ولوقفها قدامي وردودها اللي كانت جاهزه لأي حاجة بقولها وكونها رافضه اني أتعرضلها بأي حاجة ممكن تحس فيها أني بهينها بيها.. وثقتها في نفسها وحرصها أنها تبين لي أنها مش خايفه مني.. رغم أن إحساسي بعد ما مشيت كان أني مش طايقها وهوريها ازاي تتكلم كده معايا... واهو حبيتها و اتجوزتها وورتها.. قال الأخيره ببسمه مرحة ابتسم علي أثرها آدم وحور التي أكملت حديثه قائله بحب: وانا كمان أول مره شوفته في مكتبه أنجذبت له.. بس أنا كنت منجذبه قبل ما أشوفه.. لما المحامي اللي بشتغل عنده كان بيتكلم عنه.. قد اي أستغربت هو ازاي كده وازاي قادر يعمل لنفسه الشخصية دي اللي الكل بيخاف منها ويعمله ألف حساب... ولما شوفته وقعدت معاه شوفت غروره وتكبره وأنه شايف أن مفيش حد زيه ولا حد يقدر يقف في وشه لدرجة أنه بيهددني... وقتها أنا كمان أنجذبت بس أنجذبت للهاله اللي كانت محيطة بيه... كان شخص مختلف ومميز عمري ما قابلت حد شبهه... ورغم ده كنت خارجه من عنده بقول أمتي بقي أخلص القضيه وأخلص منه... واهو حبيته واتجوزته ومخلصتش منه ولا حاجه.... ابتسموا جميعاً علي جملتها الأخيرة المشابهة لما قاله رحيم الذي تابع حديثه :بص يا آدم انا مثلاً معترفتش لنفسي أني بحبها غير لما اتحبست وقعدت لوحدي أفكر في حياتي وكمان بعدت عنها وفضلت أسبوعين مش بشوفها.. عارف يا آدم كون اننا بنشوف الشخص قدام عنينا دايماً مبنعرفش نحدد مشاعرنا تجاهه... رغم أن كل إلى أنت بتقوله بيأكد لنا أن في مشاعر جواك ليها... بس عاوز تتأكد ؟! وتخلي نفسك تعترف بده؟!
ظهرت اللهفة جلية في عين آدم واستطاع رحيم رؤيتها بوضوح ليدرك كون أبنه العنيد قد وقع في الحب.. أكمل قائلاً بعدما أومئ آدم برأسه في ثبات أظهره بينما داخله يتوق شوقاً لأن يعرف ماذا يفعل : تبعد.. أبعد عنها لفتره أتعمد متشوفهاش فيها... أسبوع أتنين تلاته... لو قدرت يبقي مش بتحبها.. والموضوع مجرد إعجاب أو إنجذاب لشكل أو لكونها أول واحده تلفت إنتباهك... لكن لو لقيت الأيام بتعدي عليك ببطئ وطول الوقت بتفكر فيها وحاسس أن روحك نفسها تشوفها وقلبك بيطالب بده..يبقى ده إنجذاب روح... يبقي أنت حبيتها... و هييجي وقت وتقول لأ كفايه أنا هروح اشوفها مش قادر أستني أكتر... وكل ما كانت المده اللي تقول الكلمه دي فيهاا أقرب ده يبين مدى حبك ليها
حمحم آدم بحرج قائلا : انتوا خلاص بتتكلموا اني فعلا حبيتها
هز رحيم كتفيه بلا مباله مرددا : جرب مش هتخسر حاجه.. عالاقل يمكن تلاقي جواب لأسالتك دي
زم شفتيه وهز رأسه بهدوء مقتنع ومن ثم أستأذن منهم للصعود لأعلى ليرتاح قليلاً
قالت حور لرحيم وهي مبتسمة : ياااه انا مش مصدقة أن آدم حب
انتقل رحيم بجانبها و يحتضنها بحب مردداً بمزاح : لسه معملش الإختبار
ضحكت حور بصوت عالِ علي جملته قائله : انت محسسني انه اختبار حمل
ضحك هو الآخر عليها ليستمع لها تقول : الاختبار ده له هو إنما أحنا أتأكدنا خلاص
_ياولا يا واثق.. قالها رحيم بمرح وهو يشدد من احتضانها لتدفن حور وجهها بعنقه مردده بحب حقيقي بعدما جاءت ذكرياتها مع رحيم حينما حكوا لآدم : بحبك يا رحيمي.. وعمر ما حبك قل برغم ال٣٣ سنه اللي قضيناهم مع بعض بالعكس كل يوم كان بيزيد أكتر وأكتر
تنهد بعمق مردداً: أنا عمري هم ال ٣٣ سنه دول ولا يوم واحد قبلهم يتحسب عليا أني عيشته... عمري أبتدا من يوم ما اتجوزنا... ومش حبك اللي ساكن قلبي لا.. قلبي اللي ساكن حبك.... بعشقك يا حوري
مر اليوم بأكمله يوم ملئ بالأحداث والمشاعر التي بدأت تعلن عن نفسها
الثانيه صباحاً في مكان ما في أحد المناطق التي تطل على المينا
_يلا سرعوا شويه
قالها عمار الذي يتابع بنفسه تلك الشحنة وهم ينقلونها تلك التي ستقضي علي الكثير تلك الكارثه التي تدخل البلاد ومن ثم أجساد الشباب... حرص على أن لا يعرف أي أحد بها حتي عليّ كما أمره مدحت فهو ليس لديه احتمالية أن يفقد تلك الشحنة ولن يجازف فخرج فجأه مع رجال خاصه به لا يعرف عنهم أحد ليتمموا المهمه دون علم مخلوق مستغلين إنشغال الجميع بما حدث في البلاد
بعد ساعتان تقريبا جاء إليه أحد الرجال يهتف : تمام ياباشا كده كله خلص
رمي سيجارته بعدما سحب آخر نفس بها وداس بحذائه عليها نافخاً دخانها بالهواء وردد: تمام يلا عشان ننقلها المخازن
في يوم جديد مجهول الأحداث شأنه شأن باقي أيامنا التي لانعلم ما سيحدث بها؛ نزل آدم درجات الفيلا الداخلي واتجه لسيارته عالفور فمازال الوقت مبكراً لأن يستيقظ أحد ولكنه أخبر الجميع بأن يجتمعوا صباحاً لكي يكملوا تحقيقاتهم فيما حدث، استقل سيارته فلفت نظره أحد المفاتيح الموجوده على المقعد المجاور له،خمن أنه ربما وقع من ليل حينما أخرجت هاتفها لتجيب علي أختها كما أخبرته ولكن هي بالحقيقه كانت تجيب حازم الذي أخبرها أن إذا كان آدم جوارها لا تبين لها أنه من يخاطبها وأخبرها بأنه ومعه أسر ينتظرونها بالمكتب ، ولكنه قرر أن يبدأ بما قاله له رحيم فاضطر آسفاً أن يعطيه لحازم ليعطيها إياه ويمنع نفسه من متعة لقائها
شركة الصياد

حرب الأسود (للقدر أراء اخرى ج٢) مكتملة Where stories live. Discover now