10_ لا ترحلي

7.9K 415 211
                                    


افاقت اميريتا لتجد نفسها طريحة سريرها بالمشفي ... كان التعب يكتنف جسدها النحيل من كل جهة .

شعرت انها عاجزة حتي عن رفع رأسها عن الوسادة ...و لكنها تحاملت علي نفسها لتنهض من مكانها ... فقط حينما رأت سانتياغو حتي تبين له انها بخير .

ارادت ان تظهر بمظهر قوي في مواجهته ... هي تعرف جيدا مما تعاني و لا تريده ان يعاني معها .

ما ان رفعت رأسها و همت بالوقوف حتي وجدته يسارع الي جانبها ليسندها ... ارادت ابعاده و لكنها لم تقوي علي ذلك لذا استسلمت للامر و تشبثت بذراعه جيدا حتي لا تقع .

اسندها سانتياغو حتي وصلت للكرسي الموضوع بزاوية الغرفة .

جلست بتعب واضح ... فاقترب منها الطبيب و حدثها بلطف قائلا :

"كيف حالك الان ؟ "

" بخير ... و لكنني اريد الخروج من هنا الان "

قالت اميريتا بتذمر واضح فاقترب الطبيب اكثر و جلس علي المقعد المقابل لها قائلا بابتسامة لطيفة :

" اريد ان افحصك ثانية ّ. و اريد ان اسألك عن بعض الاشياء ...ثم بعدها يمكنك الذهاب حيث شئتِ ... هل تمانعين ؟ "

"لا .. و لكن سريعا من فضلك "

قالت ذلك بتافف ... و لكن الطبيب في فحصها مؤشراتها الحيوية و قد بدأ اسئلته كالتالي :

" هل فقدت وعيك من قبل تلك المرة كثيرا ؟"

" لا ليس كثيرا ... "

قاطعها سانتياغو لتتنبه انه لا زال واقفا ... حيث قائل بحدة و هو يوجه لها نظرة اسكتت اعتراضها الذي كانت علي وشك التفوه به :

" لا ...انها كاذبة .. انها المرة الثالثة خلال فترة قصيرة ....هذا غير الارهاق الذي كانت تعانيه ... و ذلك الشحوب و الهزال الذي اصابها ... لقد حذرتها كثيرا حتي لا ترهق نفسها في العمل ... الا انها لا تسمع كلامي "

قال ذلك و هو ينظر لاميريتا نظرة جانبية تحمل الكثير من اللوم عرفت اميريتا انه يقصد بها رقصها مع ذاك الشاب ... و لكنه كان يجهل ان كلامه هذا قد انبأ الطبيب بصحة ما يشك به ناحية مريضته ...

" ارجوك ... انصحها بان تهتم قليلا بصحتها و تكف عن ..."

قاطعته اميريتا بنبرة طفولية قائلة :

" انني اهتم ... و لكن ...."

قاطعها بتهكم قائلا :

" حقا تهتمين ؟!!! ... اذن ما حدث الليلة كان ضمن مخططك للحفاظ علي صحتك ... اتعتقد ان تناول الكثير من المشروب ضمن خطة احدهم للحفاظ علي صحته ايها الطبيب ؟ "

استفاق الطبيب الذي بدا انه يفكر في شيئ مهم علي سؤال سانتياغو ...و ظل فترة قبل ان يجيب ينقل نظره من اميريتا لسانتياغو و علي وجهه ابتسامة حزينة .

تانجو  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن