13 _ خاتم ثمين

6.7K 357 106
                                    

لا زال كلاهما واقفا علي الجسر و الصمت سيدا للموقف ...

اميريتا تقف تماما كتمثال من الرخام ... بينما سانتياغو لا زال راكعا علي ركبة واحدة .

هي ..صدمة ...ما تفوه به منذ قليل جعلتها عاجزة عن الكلام .

اما هو... فقد انتظر ردها و لكن دون جدوي ... انه يعلم جيدا عمق الاثر الذي تركته كلماته الجنونية عليها .

كرر طلبه قائلا :

" اميريتا ... تزوجيني "

تعمد ان يضغط علي اسمها و هو ينطقه ليؤكد لها انه يعرف حقيقتها ... ليخبرها انه يريد الزواج منها هي .... و لم يفعل ذلك لانها شبيهة لاخري .

لم تقدم علي شيئ سوي انها تقدمت اليه بخطوات بطيئة ثم وضعت يدها علي جبينه تتحسسه ... ابتعدت بعدها قليلا و هي تنظر له باستغراب قائلة :

" حرارتك ليست مرتفعة هذا يعني انك لست مريضا ... اذن ما الامر ؟... لابد انك ثمل "

قالتها و كأنها تحدث نفسها متعجبة مما قاله ... ثم صمتت قليلا مطرقة برأسها و هي تحاول تنظيم زحمة الافكار التي انتابتها .

رفعت نظرها اليه بعدما ادركت صمته الطويل و هي تعقد ذراعيها علي صدرها منتظرة اجابته ... ليرد و هو ما زال علي نفس الوضعية قائلا :

" صدقيني اميريتا .. لست ثملا و لا مريضا و لا فقدت عقلي ... انا في كامل قواي العقلية ... و اطلب منك ان تتزوجيني "

" هل جننت سانتياغو ؟!!!... تريد الزواج مني بعدما عرفت ... بل تأكدت انني لست خوانيتا ... لابد انك تسخر مني ... انه ليس الوقت لمزاح_..."

قاطعها بحزم قائلا :

"اقسم انني ايضا لا امزح و لا اسخر منكِ بل انا جاد لاقصي درجة ... فما الخطأ فيما طلبته منكِ ؟"

نظرت لوجهه بتمعن لتستطلع ملامحه و تتبين مدي صدقه من عدمه ... فوجدت وجهه يعكس ملامح الجدية ... و الصدق كان مرتسما علي كل خلية من خلاياه ..اما عيناه فتعكس مدي لهفته لمعرفة ردها .

ردت بهدوء في محاولة اخيرة للفهم :

" سانتياغو ... لا افهمك و لا استطيع ان اجيبك عن طلبك الا اذا عرفت الدافع الحقيقي وراء ذلك..."

عادت لصمتها ... ثم تصدر سؤال مُلح زحمة افكارها ... فهتفت به متسائلة :

" هل نسيت خوانيتا بتلك السرعة ؟ ... انا لست هي ... و لن اكون ... لا تعتقد انني سأقبل بهكذا وضع فقط لشبهي بأخري "

بعدما تفوهت بجملتها شعرت بنفاذ طاقتها و خاصة بعد وطأة الانفاعلات التي تقلبت فيها في هذه الليلة الغريبة ... حيث شعرت بعدم قدرتها علي النطق بالمزيد من الكلام .

لذا تنهد بقلة حيلة و هو ينهض من مكانه ... مقتربا منها ثم احتوي يديها بين راحتيه ناظرا لعيناها عن قرب قائلا بنبرة هادئة :

تانجو  Where stories live. Discover now