23_ خديعة ...و ماضِ حزين

4.9K 302 188
                                    

عاد من عمله مساءا و قد شعر بارهاق جسدي كبير و رغبة ملحة في النوم ...و لكن كان اول ما لاحظه هو السكون السائد الذي قابله ... فلا اثر لأميريتا او سوزيت ...

لقد حيره امرها كثيرا خلال الفترة الماضية ... فقد ظل يتسائل ..

كيف تحولت من هذا الوحش الثائر لحمل وديع بمجرد ان وقع تلك الورقة التي تضمن لها حريتها منه .

فكر كثيرا في امر هذا الاتفاق بينهما ... فهل هو الرابح ام هي ؟ ..

بالنسبة له كانت تلك الورقة بلا قيمة و يستطيع التراجع عنها في اي وقت ... فليس ماريوس الذي يهزم بتلك السهولة لمجرد انه وقع علي اتفاق تافه .

و لكن هل هي ساذجة لتلك الدرجة حتي تصدقه ... ام انها تتصنع الغباء وتدبر له امر ما تماما كما يفعل هو ؟!!! .

لقد كان هذا الاتفاق ثمنا زهيدا لراحة باله و السلام الذي يعيشه الان .... حيث ان ذلك اعطاه مهلة لكي يستطيع التخطيط للقادم .

نعم لقد استطاع ان يخدعها بسهولة .. ليس فقط لتكف عن مضايقته و انما لاغراض اخري في نفسه .

و كعادته كان جانبه الذي لازال انساني و ذاك الجزء الابيض بداخله يثور عليه و يطالبه بالوفاء بجانبه من الاتفاق ... بينما جانبه الشرير يدعوه للتفكير في المزيد من الامور التي ستمكنه من انتقامه .

هو لا ينكر ان نيران الغضب بداخله من ناحيتها قد خفتت ... و لكن ذلك لا ينفي ان جذوة انتقامه لازالت مشتعلة تحت الرماد .

مع انه بات متأكدا ان انتقامه منها امرا ليس مجديا ... الا انه استمر فيه حتي يحصل علي ما يريد .

كان يخبر نفسه انه يستحق جائزة افضل ممثل ... فها هو خدعها ... رسم لنفسه دور الفتي المدلل المتذمر مما تفعله معه ... حتي تلك المرة التي دخل عندها المطبخ و كانت تتحدث مع فتاة ما .. لقد تصنع الغباء ...

فقد سمع جزءا كبيرا من الحديث الذي دار بينهما ... و لكم ضحك كثيرا عليها علي سذاجتها .

فهل اعتقدت يوما انها تستطيع خداعه ؟ ... لكنه مع ذلك لا ينكر انه تفاجئ بالسبب الذي جعلها توافق علي الزواج منه .

لقد اعتقد انها وافقت علي الزوج منه لاجل المال ... و لكن ان يكون ذلك لاجل شخص ما .. ذلك ابعد ما كان يتخيله .

حتي انه حينما ذهب للحمام في تلك الليلة استطاع ان يري الفتاة و هي تخرج من قصره ... انه ليس ساذج لهذه الدرجة التي تخيلتها ... فكل شيئ كان يجري علي مرأي و مسمع منه .

تانجو  Where stories live. Discover now