55_ النهاية ج2

8.4K 391 242
                                    

انطلق بدراجته النارية لا يعلم وجهته للمرة الثانية ... و كانت شمس الصباح قد بدأت بالظهور ... و المطر توقف عن الهطول مما ارسل اليه بعضا من الدفئ الذي افتقده طوال ليلته الماضية .

خلال الساعات الماضية منذ ان ترك المشفي بحث في كل الاماكن التي قد يتواجد بها هيرنانديز لكن بلا جدوي .
كان يراوده شعور قوي و كأنه في دوامة كبيرة بلا نهاية تكاد تغرقه بلا ادني رحمة .

كان اليخاندرو قد اتصل به مستعلما عن مكانه .. و لكنه ظل يضغط عليه حتي اخبره بأخر التطورات ... فبعدما اكتشفوا خدعة السيارة ... عرفت الشرطة عن المروحية التي استخدمها هيرنانديز لتجنب الدوريات علي الطريق ... و قد تأكدت الشرطة من تواجده في بيونيس آيريس .

ظل هاتفه يرن بتواصل قبل ان يتوقف جانبا ليعرف المتصل ... و ما ان رأي اسم ماريا حتي شعر بقلق عظيم ... لذا فتح الخط سريعا ... و لكن قبل ان يتكلم سمع صرختها و هي تتحدث سريعا :

" سانتياغو .. انهم يحتجزوني و كذلك اميريتا ... اهرب سانتياغو لا تسمع لكلامه ... سانت... "

اصبح صوتها بعيدا و لكنه كان لا يزال يسمع صوت صراخها ... شعر بنيران تلتهم جسده و قد تسارع نبضه بجنون لحدة الغضب الذي يشعر به ... فصرخ به بعدما سمع صوت ضحكاته الهستيرية قائلا :

" ايها اللعين ... اقسم ان اقتلك بيدي المجردتين ان لم تطلق سراح كلتاهما فورا "

و لكن ضحكات هيرنانديز لم تتوقف مما جعل حنقه يزداد اكثر ... فانطلقت منه سلسة طويلة من السباب و اللعنات .

الا ان هيرنانديز توقف بعد برهة ليقول ببرود :

" الفرصة امامك سانتياغو ... اما ان تهرب كما اخبرتك الصغيرة .. او ان تأتي .. و لكنني شخصيا ارجح الاختيار الاول فانا لن ارحمك ان وقعت بيدي ... و لكن ان اردت ان تراهما للمرة الاخيرة ... فقط تعالي للعنوان الذي سأرسله لك.. "

صمت قليلا قبل ان يتابع :

"و بالطبع انت لا تحتاج ان اخبرك حتي تأتي وحدك بلا صديقك الاخر "

اغلق الهاتف قبل ان يعطي الفرصة لسانتياغو بمزيد من الحديث ...و تركه يتخبط في غضبه و لم تمضي سوي ثواني حتي اهتز هاتفه معلنا عن رسالة جديدة فتحها بلهفة و قرأ ما بها لينطلق باقصي سرعة لديه .

بعد لحظات قليلة وجد نفسه في ذات العنوان في الرسالة ... كان يقف امام بناية كبيرة لاحدي الشركات ... و لكنه لم يتوقف طويلا عند هذا الامر حيث سار للداخل بخطوات مسرعة .

و لكن ما لبث ان استوقفه رجلين مسلحين و قاما بتفتيشه ثم اقتاده احدهما للمصعد .

تانجو  Where stories live. Discover now