12 _ رقصة في منتصف الطريق

7.5K 393 199
                                    

كانا يقفان هناك علي الحافة ... ذاك المكان الخطر الذي ينذر بالخطر ... فارتفاع الجسر كان شاهقا ... وأي حركة طفيفة منهما كانت جديرة بانهاء كل شيئ .

ضحك سانتياغو بسخرية و هو يقول بتهكم :

" أليست من سخرية القدر ان اموت علي نفس الجسر الذي ماتت عليه اعز انسانة لدي ... بل و الي جانب ذلك ... انا و مصمم الجسر لنا نفس الاسم ... سانتياغو ... كلانا له نفس الاسم البائس ...و لكن اريد سؤالك عزيزتي كيف تشعرين و انتي تقفين علي ذاك الارتفاع الشاهق ؟"

"سانتياغو !!!! ....ايها الاحمق انه ليس وقت المزاح ... فلتعد من حيث اتيت "

صرخت اميريتا بتلك الجملة و هي تحاول التشبث باحدي العوارض الحديدية حتي لا تسقط اثر انفعالها عليه ... هي لا تخشي السقوط بقدر ما تخشي ان يقفز هو الاخر خلفها .

فهي للأن لا تعرف كيف انقلب الوضع و حدث العكس فاصبحت هي من تتوسله لكي ينزل ..

فمنذ قليل فقط كان هو من يترجاها حتي لا تقفز ... و الان اصبحت هي التي تترجاه ..

استمرت في حديثها معه الا انه كان يتجاهلها ... فقد كان كشخص مجنون يتحدث مع نفسه و يضحك عاليا ...حتي ظنت انه جن تماما .

" سانتياغو ... لما انت مستمر في الحديث مع نفسك ؟.... انزل من عندك فورا "

صرخت اميريتا به بلهجة أمرة ... الا انه استمر قائلا :

" ما اغربها هذه الحياة الان انتِ تتوسلين .... و لكن عزيزتي لم تخبريني كيف تشعرين و انتي تقفين علي ذاك الارتفاع الذي يماثل عشرة طوابق ؟ ...

ما هو احساسك بينما يفصلك عن الموت تلك المسافة القليلة؟ ... فقط ٣٤ مترا !!؟ "

" اشعر بانك ...احمق ... لعين ... حقير ... لا اعرف كيف اصف شعوري الان ...ايها المجنون .... كيف سيكون شعوري و انا اري شخصا اهتم لامره علي وشك الموت ؟ انني قد اموت بسكتة قلبية عند رؤيتك تفعل ذلك "

استمرت في صراخها عليه بتلك الالفاظ بينما قالت جملتها الاخيرة بعفوية و قد انشغلت في الحديث فاستغل هو تلك الفرصة في الاقتراب منها و الامساك بها بقوة و صاح بها في المقابل قائلا :

" اذن عرفتِ الان ما اشعر به !!! ... تقولين انك قد تموتين فقط حينما ترينني و انا اقفز ... و لكن ماذا بشأني؟ .... هل انا جماد ؟... أليس لي قلب؟ .... انك انتِ الحمقاء ...

الا ترين المكان الذي تقفين فيه ؟ .... هل صعدتِ هنا لتستجمي ام لتلقي نفسك ؟.... أم انك لا تعرفين ما سيحدث حينما تقفزين ؟ ....

فلتموتِ بسكتة قلبية كما تدعين ... سيكون هذا افضل من تصبحي وجبة للسمك "

قال جملته الاخيرة متهكما ... مما دعاها للصراخ به قائلة

تانجو  Where stories live. Discover now