كانا يقفان هناك علي الحافة ... ذاك المكان الخطر الذي ينذر بالخطر ... فارتفاع الجسر كان شاهقا ... وأي حركة طفيفة منهما كانت جديرة بانهاء كل شيئ .
ضحك سانتياغو بسخرية و هو يقول بتهكم :
" أليست من سخرية القدر ان اموت علي نفس الجسر الذي ماتت عليه اعز انسانة لدي ... بل و الي جانب ذلك ... انا و مصمم الجسر لنا نفس الاسم ... سانتياغو ... كلانا له نفس الاسم البائس ...و لكن اريد سؤالك عزيزتي كيف تشعرين و انتي تقفين علي ذاك الارتفاع الشاهق ؟"
"سانتياغو !!!! ....ايها الاحمق انه ليس وقت المزاح ... فلتعد من حيث اتيت "
صرخت اميريتا بتلك الجملة و هي تحاول التشبث باحدي العوارض الحديدية حتي لا تسقط اثر انفعالها عليه ... هي لا تخشي السقوط بقدر ما تخشي ان يقفز هو الاخر خلفها .
فهي للأن لا تعرف كيف انقلب الوضع و حدث العكس فاصبحت هي من تتوسله لكي ينزل ..
فمنذ قليل فقط كان هو من يترجاها حتي لا تقفز ... و الان اصبحت هي التي تترجاه ..
استمرت في حديثها معه الا انه كان يتجاهلها ... فقد كان كشخص مجنون يتحدث مع نفسه و يضحك عاليا ...حتي ظنت انه جن تماما .
" سانتياغو ... لما انت مستمر في الحديث مع نفسك ؟.... انزل من عندك فورا "
صرخت اميريتا به بلهجة أمرة ... الا انه استمر قائلا :
" ما اغربها هذه الحياة الان انتِ تتوسلين .... و لكن عزيزتي لم تخبريني كيف تشعرين و انتي تقفين علي ذاك الارتفاع الذي يماثل عشرة طوابق ؟ ...
ما هو احساسك بينما يفصلك عن الموت تلك المسافة القليلة؟ ... فقط ٣٤ مترا !!؟ "
" اشعر بانك ...احمق ... لعين ... حقير ... لا اعرف كيف اصف شعوري الان ...ايها المجنون .... كيف سيكون شعوري و انا اري شخصا اهتم لامره علي وشك الموت ؟ انني قد اموت بسكتة قلبية عند رؤيتك تفعل ذلك "
استمرت في صراخها عليه بتلك الالفاظ بينما قالت جملتها الاخيرة بعفوية و قد انشغلت في الحديث فاستغل هو تلك الفرصة في الاقتراب منها و الامساك بها بقوة و صاح بها في المقابل قائلا :
" اذن عرفتِ الان ما اشعر به !!! ... تقولين انك قد تموتين فقط حينما ترينني و انا اقفز ... و لكن ماذا بشأني؟ .... هل انا جماد ؟... أليس لي قلب؟ .... انك انتِ الحمقاء ...
الا ترين المكان الذي تقفين فيه ؟ .... هل صعدتِ هنا لتستجمي ام لتلقي نفسك ؟.... أم انك لا تعرفين ما سيحدث حينما تقفزين ؟ ....
فلتموتِ بسكتة قلبية كما تدعين ... سيكون هذا افضل من تصبحي وجبة للسمك "
قال جملته الاخيرة متهكما ... مما دعاها للصراخ به قائلة
YOU ARE READING
تانجو
Actionشعرت بأنفاسه الساخنة تلفح وجهها و هو يقترب منها ليقبلها ... فعرفت انه لا مفر مما هو مقدم عليه و قد بدأت دقات قلبها تتسارع بطريقة تنذر بالخطر .... ظلت تترجاه الا يقترب و لكن صوتها لم يخرج لحيز اذنه فقد احتبس الصوت بداخلها ... و لكنها همست بقنوط في م...