15 _ اسيرة المتعجرف

7K 351 169
                                    


" ابتعد عني ايها الحقير .. و الا اقسم انني سأقتلك ثم اقتل نفسي "

قالت اميريتا تلك الجملة بصراخ و هي ترفع السكين في مواجهته ... الا انه تجاهل ذلك و اقترب منها بوجه تعلوه ابتسامة باردة متحدية و كأنه يستفزها لتنفذ تهديدها .

اما هي فكانت يدها المتشبثة بالسكين ترتجف بقوة حتي كادت ان تسقط منها.. و لكن نظرته المتحدية التي تدفعها لحافة فقدان السيطرة .... و استمراره في الاقتراب منها ...جعلها تستجمع بعضا من قواها الذاهبة لتصيح فيه مرة اخري قائلة :

"قلت لك لا تقترب ... اقسم ان ما سأفعله لن يعجبك "

الا ان ضعفها الواضح و الدموع التي تتساقط من عيناها بتتابع و رجفة جسدها التي لا تخطئها عين ... لم يكن الا حافزا له حتي يقترب منها اكثر ... فهو كان سعيدا بهذا الخوف البادي عليها ... هذا هو كل ما اراده .... ان يراها في تلك الحالة التي هي عليها الان .... فنظرة الخوف و حدقتي عيناها المتسعتان كانتا اكبر تسلية له .

تحدث اليها بنبرة تحمل كل معاني البرود و هو يتعمد اثارة خوفها اكثر بنبرته و نظراته العابثة .... قائلا :

" هل تعتقدِ ان مجرد سكين قد تمنعني من تحقيق ما اريده ؟... امامك حل من اثنان اما ان تلقيها و اما ان تطعنيني فها انا امامك بلا اي دفاع "

قالها بتهكم و هو يقف في مواجهتها لا يفصل بينهما سوي انشات قليلة تشغلها تلك السكين الموجهة له حتي بات قمتها المدببة ملاصقة لصدره .

و لكنه كان شبه متأكد انها من المستحيل ان تنفذ تهديداتها و ما اكد له ذلك هو ارتجافها ....و هي ايضا كانت تعرف في قرارة نفسها انها لن تستطيع ذلك .... رغبت فقط ان تبعده عنها الا ان استفزازه هذا دفعها الي الصراخ ثانية :

"اقسم انك لن تقترب مني الا و انا جثة ... فقط اتركني "

" لا ..لن اتركك ..... اريدك ان تنفذي تهديدك الان ... هيا افعليها "

تلك الابتسامة الساخرة تدفعها للجنون ... رغبت كثيرا في غرس السكين في صدره لانهاء عذابها ... و لكنها كانت اضعف من ان تتسبب في موت احدهم ... لذا فقد نفذت منها الحلول و هي تشعر بخوف كبير مما هو مقدم عليه .... لكنها عادت تصرخ به قائلة :

" حسنا ... قلت لك ان ردة فعلي لن تعجبك "

و لم تفعل سوي ابعاد السكين عن صدره و توجيهها الي عنقها بقصد تهديده .

تراجعت عدة خطوات للخلف و هي تتمني ان تتلاشي تلك اللحظات ... تتمني فقط لو استطاعت العودة بالزمن لعدة اشهر ماضية .

القت نظرة خاطفة لوجهه لتري ان كان سيتراجع بعد ما فعلته ام لا ... الا انه كان واقفا باسترخاء ملقيا بوزنه علي احدي قدميه عاقدا ذراعيه علي صدره ... و هو يرسم علي شفتيه نفس الابتسامة الساخرة المتحدية مع حاجب واحد مرتفع باستهزاء كأنه يقول لها فلتفعليها ان استطعتي ..

تانجو  Where stories live. Discover now