45_ تصرفات صبيانية

4.7K 292 117
                                    

كانت مستمرة في سرد حكايتها الخرافية ... بينما هو يراقبها بشغفه المعتاد ... و كأن قوة الوهج الزمردي لعيناها عاد ليأسره ...

لكم ود لو صفعها بشدة علها تتوقف عن الكلام .... او ربما قبلها بقوة ... ابتسم حينما راوده هذا الخاطر ... فكيف استطاعت ان تحوله في يوم و ليلة من ذاك المتعجرف البارد الي مجرد احمق يستمتع برؤيتها و هي تقص عليه حكاية تشبه قصصها الخرافية التي حكتها له من قبل .

منذ ليلتهما الماضية ... و منذ ان اعترف لنفسه انه يحبها ... لم يعد قادرا علي مجاراة تلك المشاعر العميقة التي تكاد تعصف بكيانه ..

بوجوده الي جانبها هو لا يطمح سوي في العودة الي ذاك المراهق الاحمق الذي كان عليه قبل فترة طويلة ... ود لو ينسي ذاك الرجل الدقيق الذي يحسب كل خطوة من خطواته بالورقة و القلم ...

فأين كان ذاك الشعور المسمي بالحب طوال سنواته الماضية ؟ ... و كيف استطاع الا يتعثر به من قبل ؟ ... بل كيف استطاعت هي ان تسرقه من تلك الدوامة التي كان يدور بها بلا اي نهاية ؟ ... فقط عمل و عمل و عمل ... و حتي النهاية .

" يا الهي ... اميريتا يا لكي من كاذبة ... و يا لي من احمق لانني لم اصدقك من البداية "

هكذا كان يردد في نفسه و هو يسمعها .... بينما ابتسامة عريضة بلهاء مرتسمة علي ملامح وجهه ...

الحمقاء ... ارادت ان تدين نفسها امامه بكل هذه التصريحات الكاذبة فقط لتبعده عنها ... و لكنها دون ان تدري برأت نفسها من كل ما نسبه اليها سابقا ... لربما لو تفوهت بتلك الحماقات سابقا لكانت وفرت علي كلاهما تعب القلب ... و لكنه قدره هو من القاها في طريقه .... و اوصلهما لتلك النقطة معا .

رغم حنقه ... الا ان سعادته كانت تزداد مع كل كلمة تخرج من فمها ... بل هو لم يكن في يوم اكثر سعادة مما هو الان ...

تنهد بعمق و هو يضع يده موضع قلبه الذي كاد يقفز من بين ضلوعه الي راحتيها ... و لاحظ نظرة القلق و الذنب التي كست وجهها عقب فعلته .

كان يعرف رغم انها لا تبادله مشاعره الا انها لا تكن له الكره كما اخبرته قبلا ... هي فقط تخافه ... تخاف الوقوع في حبه ... انها تشبهه في تلك النقطة فهو كان مثلها سابقا ... كلاهما كان يخشي ان يفقد انتظام دقات قلبه ... و ها هو قد فقدها ... فمتي ستفعل هي ؟ تسائل بينه و بين نفسه ...

" فقط ستفعل حينما تكف عن خوفها منك ... الم تري نظرة الخوف في عيناها حينما اقتربت منها ؟ "

هكذا انطلق صوتا بداخل عقله يجيبه ... نعم هي تخافه ... و هذا ما دفعها لاخباره بكذبة مثل هذه ... و لو كان لديها ذرة من العقل لما فعلت ...

فأي رجل غيره كان ليقتلها لاعتراف مثل هذا ... و قد كان بمقدوره ان يفعل ... لولا ذرة من العقل باقية لديه جعلته يتذكر حديثها قديما حينما اخبرته بعفوية بالاكاذيب التي اخبرتها لسانتياغو حتي يبتعد عنها .

تانجو  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن