" أنا مستعد ان اخبرك بكل شيئ ... و لكن بلا مقاطعة منكِ .... اتفقنا ؟ "
قال جملته الاخيرة ببطئ مميت كما لو كان يحذرها من مقاطعته ... و كان ردها انها اومأت برأسها بصمت تام ... لتخبره بفقدان قدرتها علي الحديث .
لذا اخذ نفسا طويلا محملا ببعض من الغضب تجاه كل ما يحدث و هو يبدأ حديثه قائلا :
" لقد بدأ الامر مع اثنان لهما نفس الهدف ... و هو الايقاع بهيرنانديز .... انا لطبيعة عملي ... اما سانتياغو فأظن انكِ تعرفين لما اراد التخلص منه .... اعرف جيدا انه اخبرك بكل ما حدث معه في تلك الليلة لكما علي الجسر .... "
صمت قليلا بعدما رأي الحزن الذي عبر ملامحها حينما تحدث عن تلك الليلة ... فهو يعلم جيدا ان كل كلمة سيقولها ستنكأ جراحها القديمة ... لكنه تابع بهدوء قائلا :
" حينما تقربت من هيرنانديز ... كنت ابحث بين رجاله عمن يساعدني و يكون علي معرفة تامة بما يدور في ذاك الجحيم... و لم اجد افضل من سانتياغو ...
كان في نظري رجلا يحارب بمفرده من اجل الحصول علي حرية شقيقته و حبيبته ... و رغم تمرده الدائم علي هيرنانديز الا انه لم يستطع الهروب .. بسببكما ... كان يستطيع ان يغادر ذاك الجحيم منذ وقت بعيد و لم هيرنانديز يستطيع ان ينال منه شيئا و لكن كنتما نقطة ضعفه الوحيدة ...
و قد استغل هيرنانديز ذاك الامر و اجبره علي العمل بالمزيد من الاعمال الغير مشروعة ... و كان ذلك يجعله يحترق يوما بعد الاخر لتفكيره المضني في الخلاص لعدم رضاه لما يحدث .
و رغم ان علاقتنا كانت قائمة من البداية علي المصلحة ... الا انني لم استطع سوي ان احترمه و اقدره لذلك ... و هذا ما جعل رابطة صداقة قوية تنشأ بيننا بمرور الايام ."
شردت اميريتا بافكارها مع سانتياغو ... فكل ما قاله اليخاندرو لم يكن غريبا عليه هو بالفعل فارسها النبيل ... و قد اثبت لها ذلك حينما اراد ان يتزوجها فقط لحمايتها من ذاك الحقير هيرنانديز ... فهل كانت ستتغير الظروف ان كان موجودا و لم يمت ؟؟ ؟ ...
بالطبع كان ليتغير كل شيئ ... و لم يكن ذاك المتعجرف ليتحكم في حياتها ... عادت من شرودها علي صوت اليخاندرو متابعا حديثه ...
"..... فقد كنت مجرد عميلا فيدراليا يجيد اعمال التحقيقات و العمل المكتبي ... لم يسبق لي يوما ان عملت ميدانيا ... و بذلك تصادمت مع القضايا الشائكة لهيرنانديز و اعماله الغير مشروعة التي تتزايد يوما بعد اخر ...
كل يوم قضية جديدة و اعمال اكثر فظاعة .... اتجار بالبشر .. مخدرات و سلاح .. تزييف و تبييض اموال .. و اي عمل قذر من الممكن ان يرد لمخيلتك ..
و الغريب في الامر انه رغم كل ذلك لم يستطع احد الايقاع به ... فكلما اقتربنا من ذلك ، كلما حالفنا الفشل ...و كان الاحتمال الاكبر ان هناك شخص من الداخل يشي بأي عميل فيدرالي متخفي حتي يتم كشف غطائه .
أنت تقرأ
تانجو
الأكشنشعرت بأنفاسه الساخنة تلفح وجهها و هو يقترب منها ليقبلها ... فعرفت انه لا مفر مما هو مقدم عليه و قد بدأت دقات قلبها تتسارع بطريقة تنذر بالخطر .... ظلت تترجاه الا يقترب و لكن صوتها لم يخرج لحيز اذنه فقد احتبس الصوت بداخلها ... و لكنها همست بقنوط في م...
