11_ علي الحافة

6.7K 414 211
                                    


" لقد رحلت "

احس سانتياغو و كأنه تلقي ضربة قوية علي رأسه ما ان سمع هاتين الكلمتين فكيف ترحل و تتركه ثانية ... بعد كل ما عاناه لاجلها ...

انتابه القلق عليها اراد ان يركض بين الطرقات ليبحث عنها ليستعيدها كالمرة السابقة و لكنه شعر بشيئ ينكسر بداخله ...

انه كبريائه الذي يمنعه من البحث عنها مجددا فهي قد تركته غير اسفة علي اي شيئ بينهما ... فما السبب القوي الذي دفعها لتركه بتلك الطريقة بدون كلمة وداع حتي .... ما السبب الذي يدفعها دائما للهرب منه دائما ؟؟!! .

جزء منه اراد ان يتركها لتحصل علي حريتها بعيدا عنه فكلامه معها جعله يشعر و كأنه قد حبسها في سجنه طويلا ...

جعلته يشعر انها كانت اسيرة ذاك الحب لوقت طويل بلا جدوي .

و لكنه مع ذلك ظل يؤنب نفسه علي انه كان يري هذا الحب من منظوره فقط ... لام نفسه لانه لم يجعل حبه لها نافذة امل تري منها النور .

و قد شعر انه اغلق عليها قلبه لتعيش في عتمة ذاك الحب لا غيره طويلا ... لم يعطيها يوما فرصة الاختيار بينه و بين غيره .

فهي كانت مجرد فتاة صغيرة لا تعي شيئ عن الحب حينما عرفها و لكنها اصبحت رفيقة دربه طوال تلك السنوات ... لم يفكر يوما ان حبها له قد يكون مجرد اعتياد او لانها لم تجد سواه في هذا المكان القذر .

اما عن نفسه فقد كان سعيد انه كل عالمها ... لم يتصور انه قد ياتي ذاك اليوم الذي تشعر فيه بان حبه غير كافي و غير قادر علي حمايتها ... فكلما تذكر تلك الكلمات التي قالتها يتمزق قلبه ...كانت تلك الجملة تتردد كثيرا في عقله :

" انني سأمت من ذاك الحب الذي تكنه لي ...ما الذي فعله لي حبك ؟...ما الذي استفدته منه ؟... فانا لا زلت كما انا اعمل كالعبدة عند هيرنانديز الحقير و انت حتي لا تستطيع حمايتي منه "

نعم ... كان في قرارة نفسه يعرف ان كل كلمة قالتها صحيحة ... فكلاهما بالفعل كالعبيد لدي هذا الحقير يتحكم في مصائرهم .. و لكن ما منعه منه هو احتجازه لماريا و التي لا يعلم عنها شيئ حتي الان ... لا يعلم حتي ان كانت حية ام ميته .

كان الشيئ الوحيد الذي يمده بالقوة بعد ابتعاد ماريا هو خوانيتا ... و ذاك الصديق الوفي .. الي جانب ما يخططان لفعله سويا ... فهو كلما فكر في ذاك الامر و في امكانية نجاحه اصابه شيئ من الطمأنينة .

الان .....خوانيتا لم تعد جزء من عالمه هي الاخري ... كان يحاول ان يغرس تلك الفكرة داخله .

سار سانتياغو الي داخل الغرفة التي كانت بها مثقلا بهمومه ... دار بعيناه داخل الغرفة عله يجد لها اي اثر ... اراد ان يلقي نظرة علي اخر مكان تواجدت به ...

و لكن الحقيقة كان كله امل ان يجد اي شيئ تكون قد تركته سهوا يدله علي مكانها .. شيئ يحفزه لكي يترك الفكرة السابقة التي حاول غرسها داخله بأن يدعها و شأنها .

تانجو  Where stories live. Discover now