44 _ اميريتا ... انا احبك

5.1K 289 169
                                    

" عما تبحثين ايتها اللصة الصغيرة ؟ "

قالها و هو يشدد ضغطه علي معصميها النحيلين في قبضة يده ... و الغريب في الامر انه لم يكن غاضبا ... بل كانت نبرة صوته تعكس السخرية او ربما المزاح ... و الاكثر هو ابتسامته الخبيثة علي شفتيه ... بل قد بدا لها انه يستحسن وضعهما .

لذا ظلت تحاول افلات قبضتيها و هي تناضل للتخلص من ذاك الوضع الغريب الذي وضعت نفسها فيه ... و من هذا القرب واجهت عيناه للمرة الاولي لتري لونهما الحقيقي و قد رأت انعكاس صورتها بداخلهما لشدة صفائهما و هذا ما لم تلاحظه قبلا .

ما عكسته عيناه من حب جعل قلبها ينتفض ذعرا .... فنظراته الهائمة التي لم يحاول اخفائها كالمرات السابقة جعلتها تشعر بخوف هائل .... و هذا دفعها لمقاوته اكثر مما دفعه للضحك بصوت عالي قائلا :

" توقفي عن المقاومة ... الم اقل لكِ قبلا انكِ في كل مرة تثبتين غبائك ... لا اعلم لما انتِ مصرة علي وضع نفسك في هذه المواقف ؟.... تري هل تحبين الامر لذا تتعمدين افتعالها ؟ ... ام ان سذاجتك هي ما تقودك لذلك ؟ "

لم تستطع الرد علي سخريته الوقحة بل استمرت في محاولاتها اليائسة للافلات ... الا ان ضحكته تلك المرة كانت اعلي و هو يقول :

" يبدو انها الاجابة الاولي ... فلابد انك تحبين المكوث بين ذراعي ... ففي كل مرة يسقطك غبائك في احضاني ... و لكن هذه المرة لا يوجد من ينقذك مني ... فلا وجود لاي سكاكين و لا مسدسات بيننا الان "

قال ذلك و هو يشير الي تلك المرة التي حاول فيها الاقتراب منها فقط ليخيفها و ذلك بعدما تزوجا مباشرة .... فهو بالاساس لم يكن يفكر في المساس بها ... و مع ذلك انتهي الامر بمحاولتها الانتحار فجرحت معصمها بالسكين التي كانت تهدده بها .

بينما في المرة الثانية كانت حينما سقطت من علي الشجرة تماما بين ذراعيه و لم ينقذها منه ايضا سوي ظهور حراس الغابة و تلك الفوهة الباردة للمسدس الذي لامس مؤخرة رأسه .

اما الان فاقترابه منها كان لأنه يريد ذلك ... و ليس رغبة في اخافتها او المزاح معها ... فقط يريد الاقتراب منها كما يود اي رجل ان يقترب من فتاة يحبها .

فلأول مرة يقترب و لا يري صورة والده التي كانت ترافقها دائما ... فها هو اعترف اخيرا بالسبب الحقيقي الذي جعله لا ينظر اليها حتي ... لكونها تخص شخصا اخر ... و هذا الاخر لم يكن سوي والده ... و لكم عذبه هذا في الفترة الاخيرة ...فهو تعمد ألا يراها و ألا يشعر بها تفاديا لما يمكن ان يفعله قربها ... او لربما كان يراها و لكن بطريقته الخاصة ... اما الان فالامر اختلف .

و الاختلاف منبعه عشقه لها ... و هذا ما دفعه لمحاولة الابتعاد لان الامور بينهما لم تكن تبشر بأي نتيجة ايجابية .... و لكن في تلك اللحظة و هي بين ذراعية و بذاك القرب منه .... لم يستطع سوي استغلال الامر ... او بمعني اخر لم يكن قادرا علي الابتعاد و تجاهل حقيقة انها بين يديه تنظر له بتلك العينان التي سحرته .

تانجو  Where stories live. Discover now