26_ هدوء ما يسبق العاصفة

4.6K 276 134
                                    


عادت اميريتا لقصر ماريوس وقد ظل حالهما علي ما هو عليه ...

كان ما بينهما مجرد مناوشات بسيطة من جانب اميريتا ... فهي قد افتقدت مضايقته في الايام القليلة السابقة و كأن الامر اصبح عادة عندها .

اما ماريوس فكان يبدي ضيقه و تذمره بينما هو في قرارة نفسه كان سعيدا ... فرغم مضايقتها له الا انه افتقد ذلك ... افتقد غضبها حينما تري نظرته المستفزة ... لقد نهر نفسه لهذه الافكار مرارا الا انه كان يستمتع بذلك رغما عنه ... ان الامر لم يعد بيده .

نعم هو عقد معها ذاك الاتفاق لكي يخدعها فهو لم يكن ينوي اطلاق سراحها ...و لكن بعد ما عرفه فهو سيكتفي بتركها حينما يستعيد ما هو له .

لقد كان دافعه الحقيقي وراء اتفاقه معها هو ان تكون نصب عيناه ... فالمكسب الرئيسي من هذا الاتفاق انه اتقي شرها ... لقد كان يخشي ما تدبره له في عزلتها في تلك الغرفة... فقد كان شبه متأكد ان هدوءها ذاك هو هدوء ما يسبق العاصفة .. و خاصة بعدما عرفت عنه كل شيئ من مذكراته .

و لكن كل هذا لا يمنع تمتعه بمكسب ثانوي مثل راحة البال و الهدوء ... علي الرغم من انها اصبحت كالوباء .. فهي منتشرة في ارجاء قصره الا انه لا يمانع ذلك طالما انها لم تقترب من غرفته او مكتبه ... و هذا هو الاهم بالنسبة له .

لقد اصبح يسير علي مبدأ اجعل اصدقائك قريبون ..و لكن اجعل اعدائك اقرب
و هذا ما كان يفعله طوال الفترة السابقة بعد عودتها من المشفي .

لقد اصبح يتحدث معها حديثا سلميا بلا اي صدامات ...او علي الاقل لدقائق قبل ان تبدأ هي في حربها عليه .

حتي انهما اصبحا يجلسان علي مائدة واحدة اثناء تناول الطعام !!!!! ... و هذا وحده اعطاه تسلية جديدة ...رغم ان هذا كان ابعد ما قد يصوره عقله .

عاد ذات مساء من عمله بالشركة ... و هو يعاني من نفس الارهاق اليومي .. فاعمال والده اصبحت عبئا كبيرا عليه و خاصة بعد كل المشاكل التي قابلته مؤخرا .

و لكنه رغم تعبه لم يجلس علي اريكته المريحة التي اعتاد ان يستلقي عليها بعد كل يوم عمل متعب .

بدلا من ذلك وجد نفسه يتجه رأسا لتلك الغرفة التي اصبحت مقرها الدائم منذ ان علمت بوجودها .... لقد اعتاد علي تواجدها الدائم هناك .

تسلل صوت الموسيقي لاذنه قبل ان يصل للغرفة .... و حينما اطل من الباب وجدها هناك كما توقع تماما .

كانت في عالمها الخاص الذي تذهب اليه ما ان تدار تلك الموسيقي .

تلك المعزوفة ... انه بات يعرفها جيدا ... انها الافتتاحية للباليه الشهير جيزيل ... هذا كل ما يعرفه عن هذه الموسيقي .

وقف مستندا لحافة الباب مراقبا اياها دون ان تشعر ... بدت جميلة للغاية ... بدت كفراشة ملونة مليئة بالحياة ...ليست مثل ذاك الشبح الذي كانت عليه منذ بضعة ايام .

تانجو  Where stories live. Discover now