54_ النهاية 1

4.7K 262 74
                                    


استفاقت اميريتا و هي تشعر بثقل كبير في رأسها و كأنها تعجز عن حمله ... و قد حاولت النهوض من استلقائها الا انها عجزت عن ذلك ... فعادت لتلقي رأسها علي ظهر مقعدها بتعب كبير .

مدت يدها تتحسس جبينها حينما شعرت بألم رهيب يكاد يفتك برأسها .... و لكن بدلا عن ذلك لامست يدها الضمادة الموضوعة علي جرحها ... فشعرت بألم اكبر ... مما جعلها تتأوه بصوت مرتفع ...

انتبه لها ذاك الجالس بجانبها و الذي انحني يتفحصها بقلق قائلا :

" خوانيتا عزيزتي ... اخيرا استيقظت "

تلاقت عيناها مع تلك العيون الشيطانية التي تتفحصها ... و سرعان ما ادركت صاحبها .

اعتدلت في جلستها سريعا فشعرت بالالم و الدوار في آن واحد ... فسارعت بوضع كلتا يديها علي رأسها و هي تغمض عيناها بألم ... متمنية ان يكون ما تمر به في تلك اللحظة مجرد كابوس .

الا انها شعرت باقترابه منها اكثر ... ممسكا بمعصمها ... و هو يقول بنبرة اقرب للهمس :

" لا ترهقي نفسك ... احصلي علي بعض الراحة ... فنحن سنصل قريبا و حينها سينتهي كل ألمك "

و لكنها بدلا من الامتثال لاوامره سألته اول ما خطر علي بالها :

" اين انا ؟ و ماذا فعلت بماريوس ايها اللعين ؟ "

قالت ذلك بعصبية و قد تذكرت الحادث و كل ما حدث معهم .. و اخر شيئ تذكرته هو ماريوس الفاقد للوعي و الدماء تنفجر من جرح غائر في رأسه قبل ان يحملها احد الرجال في سيارته و ينطلق بها ... بينما هي غير قادرة حتي علي الصراخ .

استدارت للباب بجانبها و هي تتمسك بمقبضه استعدادا لالقاء نفسها من السيارة هربا منه .

لتصدمها حقيقة جديدة و هي انها لم تعد تركب السيارة ... بل هم يحلقون في السماء في احدي المروحيات .

تراجعت في مكانها بخوف و هي تترك المقبض الذي كانت تتشبث به منذ قليل ... ثم انكمشت علي نفسها و هي تدرك انه لا مفر .

ابتسم هيرنانديز بخبث و قد ادرك ما تفكر فيه في هذه اللحظة ... لذا ضغط علي معصمها الذي لا يزال ممسكا به ... قائلا بنبرة متهكمة :

" هكذا افضل عزيزتي ... كوني فتاة عاقلة .. فانا لم اعتد هذا الجنون منك "

شعرت بالالم لضغطه علي معصمها ... و ازداد نفورها لقربه منها فنفضت ذراعه الممسكة بمعصمها بعنف ... مما دعاه للضحك بصوت عالي و هو يتابع متهكما :

" اهدأي صغيرتي ... اعدك ان ينتهي كل شيئ بعدما نعود "

نظرت اليه و هي تضيق عيناها بنظرة متفحصة ... لاول مرة تراه بهذا القرب .. رجل خمسيني ... لازالت آثار الوسامة تحتل وجهه ... يبدو لمن لا يعرف جرائمه رجلا ارستقراطيا عاديا بحلته الفاخرة و مظهره الانيق ... و قد يجذب اليه العديد من النساء .. و لكنه في الحقيقة اشبه بثمرة جذابة داخلها متعطن .

تانجو  Where stories live. Discover now