مبحاولش أشتري حيوانات من يوم الكلبة بتاعتنا ما هربت ، مش عاوز أخوض تجربة الحزن دي تاني
.
أنا نشأت في بيت معزول عن الناس ، كنا ساكنين في حتة مقطوعة خالص لوحدنا ، أسرتي بسيطة أوي ، بابا و ماما و أخويا فيليب و أختي جوليا ، كنت طفل وحيد ماليش إصحاب و مبتكلمش مع حد كتير ، حتي مع أهلي
حياتنا كنت ماشية بشكل كويس جدًا لحد ما ماما ماتت ، كل حاجة إتغيرت تمامًا ، بابا إتحول لراجل سكير بيشرب طول الوقت عشان يقدر يتغلب علي حزنه ، ده حوله لوحش
و بما إن جوليا كانت الكبيرة فحلت محل ماما ، و لأن جوليا ىكانت الكبيرة كان نصيبها من الضرب و التهزيق و الشتيمة و الإهانة كبير
إستحملت كتير لكن في يوم فاض بيها ، صحينا من النوم ملقيناهاش ، جوليا هربت !
سابت رسالة بتقول فيها إنها آسفة و إنها تعبت و مضطرة تعمل كده
.
حياة بابا تحولت لحاجتين ، إنه يشرب و يضربني أنا و فيليب لما يرجع البيت ، و إنه يدور بوحشية علي جوليا ، دور في كل مكان ، المدن اللي جنبنا ، القري اللي قريبة مننا ، بابا ببساطة مسابش مكان مدورش فيه
كل ليلة يدور لحد ما يتعب ... يشرب لحد ما يسكر ... يضربنا لحد ما ينام من التعب !!
في يوم بابا جابلنا الكلبة البيت ، كان عندي 6 سنين بس فاكر ده كويس أوي ، كلبة شكلها غريب أوي و هو رابطها بسلسة كبيرة و جاررها من رقبتها لحد ما دخلها الشقة ، ضرب الكلبة علي دماغها بقوة برجله و هو بيقولنا : " شفتوا جبتلكم إيه يا ولاد ؟ ، كلبة جديدة ! "
فيليب بص للكلبة برعب ، جسمه كله إترعش و بدون ولا كلمة عيط و جري علي أوضته ، أنا كنت عاذره ، الكلبة دي مخيفة مش شبه الكلاب اللي إحنا متعودين نشوفها
بابا ضربها برجله في بطنها و هو بيقول : " هنسميها الكلبة ، مش هنقولها أي إسم تاني ... مفهوم ؟ "
الكلبة كان شكلها غريب أوي و قبيحة ، وشها ورام من الضرب و متعورة ، سنانها كلها مكسرة ، لسانها مقطوع و شعرها كله محلقو و جسمها الرفيع بيترعش جامد ، واحدة من عينيها كانت مخرومة و متصفية تمامًا
.
ضرب الكلبة برجله و قالي : " يلا إلعب معاها "
كنت خايف منها فبصيتلها بخوف و بعدين بصيتله ، قلع حزامه و فرقع بيه في الهوا و قالي بغضب : " إلعب .... مع .... الكلبة "
مسكت كورة صغيرة و رميتها ناحيتها ، بصتلي بخوف و غضب ، مكنتش عارف المفروض أعمل إيه !
قلتلها بصوت واطي : " هاتيها ! "
بصتلي بحزن ، بابا مسك المكواة الحديد وضرب الكلبة بيها علي راسها و هو بيقول : " كلبة غبية "
الكلبة أغمي عليها فورًا من قوة الضربة و أنا جريت علي أوضتي عشان أنام قبل ما أتضرب أنا كمان !
.
بمرور الأيام و الأسابيع الكلبة بدأت تتعلق بيا و أنا برغم الخوف اللي فيا بدأت أتعلق بيها ، بدأت تستجيب لما أرميلها الكورة بس عشان معندهاش سنان مكانتش بتعرف تمسك الكورة ببقها فكانت بتزقها قدامها بمناخيرها لحد ما تجيبها عندي ، بابا كان بيبقي مبسوط لما بيشوفنا بنلعب سوا ، مع مرور الوقت بابا سمحلي أغير السلسلة المعدنية التقيلة دي بواحدة جلد خفيفية شوية ، لما عملت كده حسيت إن الكلبة فرحت شوية
.
فيليب من يوم ما الكلبة جت البيت مش بيخرج من أوضته ، علي طول بيعيط و منعزل لوحده رافض يكلم أي حد ، أنا كنت سعيد بيها ، بلعب معاها و بأكلها و أشربها ، بابا كان مشترط عليا الكلبة متخرجش من البيت و لا حد يشوفها و لا يسمع عنها خالص و إلا .... هيموتني !
كنت ساعات بفكها من السلسلة و هو مش موجود و أسيبها تتحرك براحتها ، مكانتش بتعرف تشكرني عشان لسانها مقطوع بس كنت بلمح نظرة شكر و إمتنان في عينها السليمة
.
كنا متعودين إن اليوم اللي بابا يرجع فيه سكران ، أنا أجري أستخبي في أوضتي و هي تجري تستخبي تحت الرتابيزة ، لو شاف فينا هيموته من الضرب ، مع مرور الوقت عرفت إني فعلًا حبيت الكلبة دي ، حبيتها بطريقة مش معقولة ، كنت عارف إنها هي كمان بتحبني
.
في ليلة بابا كان سكران أكتر من كل مرة ، دخل البيت و أغمي عليه علي الكنبة ، كان كل مرة بيقفل الباب بالمفتاح ، المرة دي ساب الباب موارب ، الكلبة جت وقفت أدامي ، كنت عارف هي عاوزة إيه ، عينيها بتترجاني ، ملامحها بتتوسل ليا ، عيطت كتير و هي بتبصلي ، جبت سكينة من المطبخ و قطعت بيها السلسلة الجلد ، فضلت أقطع فيها لحد ما إتقطعت ، علي طول وقفت علي رجليها و مشت ، علي الباب بصتلي و إبتسمت
.
عرف إنه لما بفوق ممكن يموتني ، بس كان لازم أخليها تهرب ، جوليا متستحقش تبقي كلبة !!!!!!
.
(شرح القصة)الأب دور علي البنت لحد ما لقاها ، قطع لسنها و ضربها و قصلها شعرها و خرم عين من عينيها و ربطها من رقبتها و عملها كلبة !!
الكلبة طول القصة هي جوليا أختهم الكبيرة اللي هربت !
مش عارف أعلق و الله من الصدمة !!!!!
مش مكتوب اي حاجة عن الاب او جوليا بعد ما هربت
لا طبعا متحولتش كلبة !! الاب كان بيعاملها علي انها كلبة مش اكتر.
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم
#من_الأرشيف
.